شبكة اخبار العراق:
2025-01-23@05:17:54 GMT

العراق جمهورية موز وإن لم يزرعه

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

العراق جمهورية موز وإن لم يزرعه

آخر تحديث: 25 يوليوز 2024 - 9:22 صبقلم: فاروق يوسف  ليس في العودة إلى حقيقة أن العراق بلد مخترق عموديا وأفقيا من جديد إلا على من جهة التذكير بأن الكلام عن السيادة الوطنية في العراق هو نوع من الهزل.تملك منظومة الحكم حرية إدارة الدولة داخليا وذلك من أجل ألاّ تتوقف عجلة الحياة العادية ولكنها لا تملك القدرة على اتخاذ قرارات سياسية أو اقتصادية أو حتى من ذلك النوع الذي يُخرج العراق من العلبة الأميركية.

عبر أكثر من عشرين سنة شهد العراق فيها قيام حكومات عديدة لم تخرج حكومة واحدة منها عن دائرة الممنوعات. لا خدمات إلا في الحد الأدنى. لا إعمار حقيقيا للبنية التحتية المنهارة. لا جهد مرئيا في مجال تطوير قطاعي الصحة والتعليم. لا زراعة إلا في الحدود الدنيا ولا صناعة بشكل مطلق.ما دمّرته الحروب سيظل ماثلا كما لو أن الحرب لم تنته بعد. وما الميليشيات التي صارت تمسك بقرني الدولة إلا نوع من التذكير بأن الحرب ممكنة في أيّ لحظة ولأتفه الأسباب. هناك حرب مقيمة في أعماق كل عراقي. ذلك هو المطلوب من أجل أن تحظى المقاومة الإسلامية وهي اختراع إيراني بقبول شعبي. كل ذلك يمكن تفهمه في ظل الحقائق التي فرضها الاحتلال الأميركي الذي استعان بالخبرة الإيرانية في فرض خرائطه على الأرض. وهنا تنبغي الإشارة إلى أن الأميركان من غير الخبرة الإيرانية ما كانت لهم القدرة على إفراغ الروح العراقية من محتواها المتمرد ولما تحققت لهم صورة العراق الضعيف التي يرغبون في الوصول إليها.عداء أنصار إيران للأميركان هو واحدة من أكبر الأكاذيب التي يتم الترويج لها. المقاومة الإسلامية التي تدعو إلى خروج القوات الأميركية من الأراضي العراقية هي كذبة في ظل وجود أكثر من خمسين شركة أمنية تعمل في العراق وبموافقة الحكومة العراقية. تعمل تلك الشركات الأمنية بالشروط الأميركية فهي معفية من كل جرائمها. يتذكر العراقيون شركة بلاك ووتر بجرائمها البشعة ولكنهم قد لا يعرفون أن تلك الشركة كانت قد عادت إلى العراق من خلال شركات تحمل أسماء مختلفة.ولكن ما الذي تفعله تلك الشركات في العراق؟ إنها تقوم بحماية كبار الشخصيات والسفارات وشركات النفط. ولكن هل تعجز الدولة العراقية عن القيام بذلك وهي تملك أكثر من مليوني منتسب في القوات المسلحة موزعين بين الجيش والأمن إضافة إلى الميليشيات التي هي عبارة عن شركات أمنية تابعة للحرس الثوري الإيراني؟ سؤال من ذلك النوع لا محل له في الجدل. وليس هناك من طرف في العراق يتوجه بذلك السؤال. كما أنه ليست هناك جهة بإمكانها الإجابة عليه. حقيقة أن العراق تم اختراقه وصار ملعبا لأجهزة المخابرات العالمية هي الخيط الوحيد الذي يمكن الإمساك به من غير أن يؤدي ذلك إلى الاطّلاع على التفاصيل. ولكن ما معنى التفاصيل وقد صار ممكنا لأعضاء في مجلس النواب العراقي زيارة إسرائيل من غير أن يُعاقبوا بموجب القانون. قبل ذلك يمكن القول وبيقين كامل إن كل الأحزاب التي تحكم العراق الآن سبق لها بطريقة أو بأخرى وأن ارتبطت بأجهزة استخبارات عالمية وإقليمية. لقد سبق لأياد علاوي أن اعترف بأن الاستخبارات البريطانية كانت تموّل حركته. في دولة العراق الجديد صار السؤال الوطني مستبعدا. بل إن هناك من يسخر من “الوطنية” كونها من وجهة نظره تنتمي إلى عالم صدام حسين ويُتهم من ينادي بها بالحنين إلى الماضي. في الوقت نفسه لم يعد زعماء الأحزاب والميليشيات يشعرون أنهم في مأمن من النشاط الاستخباري لتلك الشركات ولكنهم لا يملكون القدرة على الاعتراض فهم مجرد أدوات، يخشون أن تقترب الساعة التي سيكونون فيها غير صالحين للاستعمال. في بلد تتحرك فيه الشركات الأمنية بكل حرية وبشروط تضمن سلامة أفرادها وعدم تعرضهم للعقاب لا بد أن يتذكر المرء جمهوريات الموز في أميركا اللاتينية. تتوجه المقاومة الإسلامية ببطولاتها إلى القواعد الأميركية في الوقت الذي تملك فيه الشركات الامنية القدرة على الانقلاب على النظام السياسي مثلما حدث سابقا في أفريقيا.بهذا المعنى يمكن القول إن العراق بعد أن فقد سيادته الوطنية وصارت حكوماته مجرد واجهات هو بلد يقع على بركان. وما من حل له لكي يرى مستقبله سوى العودة إلى إرادة شعبه. لن يتحرر العراق إلا بإرادة شعبية مستقلة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: القدرة على فی العراق

إقرأ أيضاً:

رئيس جمهورية بنما يستنكر تصريحات ترامب ويلوّح باللجوء إلى القضاء "القناة لنا ولم تكن تنازلًا من أحد"

استنكر رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو تصريحات نظيره الأميركي دونالد ترامب أثناء حفل تنصيبه بشأن استعادة السيطرة على قناة بنما، قائلًا: "القناة لنا وستبقى كذلك".

اعلان

وفي بيان نشره عبر حسابه على "إكس"، قال مولينو: "بالنيابة عن جمهورية بنما وشعبها، أرفض بشكل كامل تصريحات الرئيس دونالد ترامب فيما يتعلق ببنما وقناتها في خطاب تنصيبه، وأكرر ما عبرت عنه في رسالتي للأمة بتاريخ 22 كانون الأول/ديسمبر: إن القناة تابعة لبنما وستظل تابعة لها".

رئيس جمهورية بنما يصدر بيانا يستنكر فيه تصريحات نظيره الأمريكي

وتابع مولينو إنه يرفض المزاعم بشأن وجود أي تدخل من أي دولة في العالم في إدارتهم. مشيرًا إلى أن حصول الجمهورية عليها لم يكن تنازلًا من أحد، بل كان "نتيجة صراعات الأجيال التي بلغت ذروتها عام 1999 على ضوء معاهدة توريخوس-كارتر".

Relatedفي يومه الأول رئيسًا.. ترامب يلغي 78 قرارًا لبايدن ويطلق سلسلة إجراءات فما أبرزها؟ترامب يهدد بالسيطرة على قناة بنما والرئيس خوسيه مولينو يرد "كل متر مربع بالقناة هو بنمي خالص"في عهد ترامب.. وعود ببداية عصر ذهبي واستعادة قناة بنما وخليج المكسيك يتحول إلى "خليج أمريكا"

وأردف أن بنما ستمارس الحق الذي يحميها وستلجأ إلى القانون باعتباره "الطريقة المثلى لإدارة العلاقات بين الدول".

صورة أرشيفية - الرئيس جيمي كارتر يصفق والجنرال عمر توريخوس يلوح بعد توقيع وتبادل المعاهدات في مدينة بنما في 16 يونيو 1978، AP Photo, File

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد أعلن أثناء تأديته اليمين الدستورية في الكونغرس أن واشنطن ستعيد السيطرة على القناة، قائلًا إن بكين هي من تديرها، وبما أنهم لم يمنحوها للصين، فسيستعيدونها.

يُذكر أنه في عام 1977، وقع الرئيس الأمريكي جيمي كارتر مع الجنرال البنمي عمر توريخوس معاهدتين تاريخيتين نصتا على نقل سيادة قناة بنما إلى بنما بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 1999.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية دراسة تكشف: عقاقير فقدان الوزن قد تعالج الإدمان والخرف لكنها تحمل مخاطر دونالد ترامب يحتفل بتنصيبه على أنغام النشيد الوطني الأمريكي بنما تحتفل بمرور 25 عاماً على ذكرى نقل إدارة القناة وسط تهديدات ترامب بإعادتها للولايات المتحدة دونالد ترامببنماالصينالولايات المتحدة الأمريكيةمعاهدةاعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. إسرائيل تشدد الإجراءات الأمنية في الضفة الغربية وترامب يرفع العقوبات عن المستوطنين يعرض الآنNextعاجل. 10 قتلى على الأقل و32 جريحًا في حريق بمنتجع سياحي بتركيا يعرض الآنNext في يومه الأول رئيسًا.. ترامب يلغي 78 قرارًا لبايدن ويطلق سلسلة إجراءات فما أبرزها؟ يعرض الآنNext دراسة تكشف: عقاقير فقدان الوزن قد تعالج الإدمان والخرف لكنها تحمل مخاطر يعرض الآنNext ماذا تحمل عودة ترامب إلى البيت الأبيض لإيران وبرنامجها النووي؟ اعلانالاكثر قراءة هل يستطيع دونالد ترامب إنهاء الحرب في أوكرانيا؟ زلزال بقوة 5.4 درجة يضرب باتانغاس في الفلبين مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز ترامب الرئيس الـ47 للولايات المتحدة وجاي دي فانس نائبه هل تشتعل الحرائق مجددًا في كاليفورنيا؟ الأرصاد الجوية تحذر من رياح عاتية في الظهيرة والطواقم تتأهب اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبإسرائيلحركة حماسجو بايدنقطاع غزةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزةضحاياوقف إطلاق النارالانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024الذكاء الاصطناعيرجل إطفاءالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية العراقي يدعو الشركات البرتغالية إلى الإسهام في مشاريع إعادة الإعمار بالعراق
  • وزير الخارجية يدعو الشركات الفنلندية للمساهمة في جهود إعادة إعمار العراق
  • بأمسية موسيقية.. أربيل تحتفل بذكرى تأسيس جمهورية مهاباد الكوردية (صور)
  • «المنفي» يُجري مباحثات مع رئيس جمهورية جنوب إفريقيا
  • الخارجية: قرار تخفيض التصنيف الأمني سيفتح المجال أمام الشركات البريطانية للدخول إلى السوق العراقية
  • ميقاتي استقبل وفدا من اللجنة التي شكلها مجلس الوزراء العراقي للاشراف على تقديم مساعدات عاجلة الى اللبنانيين
  • صحيفة إيرانية: الموساد يتسلل الى العراق عبر الشركات الأمنية 
  • القوات الروسية تحرر فولكوفو في جمهورية دونيتسك الشعبية
  • رئيس جمهورية بنما يستنكر تصريحات ترامب ويلوّح باللجوء إلى القضاء "القناة لنا ولم تكن تنازلًا من أحد"
  • وفد من جمهورية النمسا يبحث الفرص الاستثمارية في سلطنة عمان