الجزيرة:
2024-09-07@13:07:51 GMT

غزة.. الخيّاطة بركة تنتشل حلمها من تحت الأنقاض

تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT

غزة.. الخيّاطة بركة تنتشل حلمها من تحت الأنقاض

غزة- بدأت بركة بهار مشروعها في الخياطة عام 2018، معتمدة على نفسها وعلى ماكينتي خياطة وبعض المعدات البسيطة، وتوسع عملها شيئا فشيئا وتطورت خبراتها، وزاد عدد الماكينات التي تعمل عليها، حتى وصلت إلى عرض شقتها للبيع لتوسيع عملها.

ومع نجاح مشروعها الصغير، ارتفع طموح بركة وزوجها، الذي تعلم بدوره أيضا مهنة الخياطة بعد عدم إيجاد فرصة عمل بتخصصه في التمريض، وبدأ الزوجان يخططان لتأسيس مشغل على أرض يشترونها، لكن جاءت الحرب على غزة ودمرت ممتلكاتهما وأحلامهما.

تعرض البيت للقصف، ولم تستطع بركة إخراج ماكينات الخياطة من تحت الركام، لكنها ومع مرور الوقت تجاوزت مرحلة اليأس بتشجيع من أقاربها، واستطاعت استصلاح ماكينتي خياطة، وكلفها تشغيل إحداها 400 شيكل، وهو ما يعادل سعر ماكينة خياطة جديدة قبل الحرب.

وبمساعدة زوجها، بدأت من جديد، حيث أصبح زبائنها هم النازحون، سواء من المدرسة التي نزحت إليها أو من مناطق أخرى بعيدة، فعملت على استصلاح ملابسهم الممزقة، أو إعادة تكييفها بعد أن خسر أصحابها أوزانهم في الحرب، نتيجة سوء التغذية.

لم تكن أيام النزوح سهلة على عائلة بهار المكونة من 6 أطفال، حيث ولدت بركة ابنتها الأخيرة (6 أشهر) في الحرب، واضطرت للنزوح عدة مرات أخرى بعد اجتياح قوات الاحتلال الإسرائيلي للمدرسة، وتنقلت بين حي الرمال ومستشفى الرنتيسي ومدارس إيواء أخرى، وكانت فيها شاهدة على العديد من الجرائم الإسرائيلية بحق المدنيين.

ومع توقف العمليات العسكرية الإسرائيلية في بعض المناطق، استطاعت بركة العودة مرة أخرى إلى المدرسة التي نزحت إليها في المرة الأولى، لتجد أن ماكينات الخياطة قد تضررت مرة أخرى، فعملت على إصلاحها مجددا، مصرة على إكمال مشروعها، "حتى لو بدأت من الصفر مرة أخرى".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات

إقرأ أيضاً:

بركة الوقت

كان القدماء، رضوان الله عليهم، من العلماء العاملين أحرص الناس على الأوقات، لم يضيعوا أوقاتهم فى الكلام الفارغ ولا فى اللهو ولا فى السهر، ولا فى القيل والقال ولا فى الغيبة ولا فى النميمة، ولا على الموبايلات الحديثة، ناهيك عن سد ذرائع قلة الأدب التى انتشرت فى كل مكان، ولا يكاد يخلو منها بينه وبين نفسه إنسان.

أعجب العجب فعلاً أنك تلاحظ أن فريضة التفكير وطلب العلم هما أعدى أعداء الوقت الضائع، فلن يتفق مطلقاً لرجل مفكر أو باحث أو أديب أو طالب علم مع ما يبدو الآن من مظاهر انتشار ضياع الوقت والقيمة والقانون، لأن أولئك كلهم بحاجة ماسّة إلى تجنيد الوقت لخدمة مآربهم العليا، ولو لم يحرصوا على ذلك لامتنع لديهم الانجاز!

وقانون الوقت من أخطر ما يمس العمر فى تحصيل ما يجب، وترك ما لا يجب، حتى تظهر بركة الأوقات مع التدبير والاعتبار، ومع الرعاية والعناية. ولذلك قال حجة الإسلام الإمام الغزالى فى بداية الهداية ما نصّه: 

(ولا ينْبغِى أَن تَكونَ أوقاتُكَ مُهْمَلَةً فَتَشْتغلَ فى كلِّ وَقْتٍ بما اتَّفقَ كَيْفَ اتَّفَقَ بل يَنْبَغِى أَنْ تُحاسِبَ نَفْسَكَ وتُرَتِّبَ وظائِفَكَ فى لَيلِكَ ونَهارِكَ وتُعَيِّنَ لكُلِّ وَقْتٍ شُغْلاً لا يَتَعَدَّاهُ ولا تُؤْثِرُ فِيهِ سِواه، فَبِهِ تَظْهَرُ بَرَكَةُ الأَوقاتِ.

فأمّا مَنْ تَرَكَ نَفْسَهُ مُهْمَلاً سُدًى إِهْمالَ البَهائِمِ لا يَدْرى بِما يَسْتقبِلُ كلَّ وَقْت، فَتَنْقَضِى أكثرُ أوقاتِهِ ضائِعَةً. 

وأوقاتُكَ عُمْرُكَ، وعُمْرُكَ رَأْسُ مالِكَ، وعَلَيْهِ تِجارتُكَ وبِهِ وُصُولُكَ إِلَى نَعِيمِ الأَبَدِ فى جِوارِ اللهِ تَعالَى، فَكُلُّ نَفَسٍ مِنْ أَنْفاسِكَ جَوْهَرٌ لا بَدَلَ لَه، فَإِذا فاتَ فَلَا عَوْدَةَ لَهُ. فَلَا تَكُنْ كالحَمْقَى الذين يَفْرَحُونَ فى كُلِّ يَوْمٍ بِزِيادَةِ أَمْوَالِهِمْ مَعَ نُقْصانِ أَعْمارِهِمْ).

يتبيّن إذن أن الحرص على مراعاة الله فى كل لحظة، إنما هو بركة تمدُّ العمر وترفعه وتباركه وتزكيه، ولا يرفع العمر ولا يباركه ولا يزكيه إلا مراعاة الأوقات بين يدى الله وخلوص السريرة قصداً وتوجُّهاً إليه سبحانه، فلا خير فيما لا يكون خالصاً له وحده دوناً عن سواه إذا كان لا محل للسِّوى معه فى كل اعتقاد صحيح.

 ولنعلم جميعاً: أن العمر كله يوم، واليوم كله ساعة، والساعة كلها وقت، والوقت كله حال، والحالُ مراقبة القلب مع الله بإحصاء اﻷنفاس فى الوقت الذى هو فيه.. فإذا أردت أن تعرف منزلتك عند الله، فانظر فيماذا يقيمك؟ 

يعنى تحقق من «عبادة الوقت»، وعبادة الوقت من أنفع وأجل العبادات التى يجيدها أهل الله وخاصّته، لأنها العبادة التى تقدر العمر كله فتحصره فى اليوم، وتقدر اليوم كله فتحصره فى الساعة التى يحضر فيها مع الله، وتقدر الساعة كلها فتحصرها فى الوقت، وتقدر الوقت كله فتنزله فى الحال، وتنزل الحال بمراقبة الأنفاس مع الله باتصال القلب بمنن الفضل الإلهى. 

فلا يعرف العبد منزلته عند الله ما لم يقدّر للوقت قيمته ويعرف على التحقيق فيما أقامة الله فيه، ويُحسن هذه المعرفة مع الإقامة، فإنّ لها مع كل حال عبادة، فقد يقيمك الله فى حال الطاعة أو يقيمك فى حال المعصية، أو يقيمك فى حال النعمة، أو يقيمك فى حال البليّة. ومقتضى الحق - سبحانه - منك أن تؤدى حق العبادة فى كل حال وفى كل وقت فيما أقامك الله فيه، وهى التى يسميها العارفون «بحقوق الأوقات».

وحقوق الأوقات هذه إذا فاتت ليس لها قضاء، بخلاف أوقات الصلاة إذا هى فاتت تُقضى من فورها.

حتى إذا أقامك الله فى حال الطاعة فمقتضى الحق منك الشكر، وإذا أقامك فى حال المعصية، فمقتضى الحق منك وجود الاستغفار، وإذا أقامك فى حال النعمة، فمقتضى الحق منك شهود منته عليك ووجوب الشكر والحمد، وإذا أقامك فى حال البلية فمقتضى الحق منك الصبر والاحتساب والرضى بقضاء الله، ولا تخلو أحوال العبدمن هذه الأربعة التى لا خامس لها: طاعة فمعصية، ثم نعمة أو بلية، ولكل حال منها عبادة يؤديها العبد فى التو واللحظة، أى فى الوقت الذى هو فيه، ولذلك سميت بحقوق الأوقات التى لا قضاء لها إذا ما فاتت.

فمثلاً: إذا كان العبد فى حال المعصية ولم يؤد حق الاستغفار منها، وجعل وقته يمضى بغير استدراك، فقد فوّت على نفسه حق الله عليه فيما أقامه الله فيه، وأضاع حال العبادة فى الوقت الذى أقامه الله فيه، فلم يعط حق عبادته التى اقتضاها الله منه فى وقتها، ولم ينظر فيما أقامه الله فيه، ولم يدرك لنفسه منزلة عند الله لأنه لم يشأ أن يدرك لنفسه منزلتها. وليس للنفس أن تدرك منزلتها وهى بمعزل عن وصلتها الإلهية وبوصلتها الربانية وشهودها الأكمل لعالم الملك والملكوت والجبروت.

 

مقالات مشابهة

  • صربيا تنتشل من الدانوب حطام أسطول ألماني أغرقه النازيون قبل 80 عاما
  • كتشنر التي كانت تعاكسنا أغرقه الله في بحر الشمال يا خينا: كيف اساء كتشنر إعداد معركة سومي (1916) (1-2)
  • بركة الوقت
  • يا ايها البرهان، ما هي الرسالة التي تنتظر وصولها من الله ابلغ مما وصلتك من رسائل؟
  • ما هي الدول التي علقت أو قيدت تصدير الأسلحة لإسرائيل؟
  • أسماء الدول التي علقت أو قيدت تصدير الأسلحة للكيان المحتل
  • تعرف على قائمة الدول التي أوقفت تصدير الأسلحة لإسرائيل
  • زيلينسكي: أوكرانيا تعتزم الاحتفاظ بالأراضي الروسية التي سيطرت عليها كييف لأجل غير مسمى
  • قائمة الدول التي علقت أو قيّدت تصدير الأسلحة لإسرائيل
  • رئيس هيئة النزاهة في كوردستان: والله بيلا تيلا الحرب على الفساد قد بدأت