تسلم والي الخرطوم، الأستاذ أحمد عثمان حمزة، يوم الأربعاء دعمًا من مغسلة المهاجرين والتوحيد وأصدقاء المعرفة بمكة المكرمة، والذي تضمن أكفانًا مزودة بكل الاحتياجات لستر الموتى. قام بتسليم هذا الدعم عابدين درمة، المشرف على مقابر أحمد شرفي والبكري بأمدرمان.

وأوضح درمة أن أعضاء المغسلة، بما فيهم حسام علي والشيخ عبد الرحمن علي، استجابوا للنداء الذي تحدثوا فيه عن حاجة مستشفيات الولاية للأكفان، وكذلك بعض الأسر المحتاجة في ظل الظروف الحالية.

كما أعلن عن ترتيبات لتشغيل مغسلة تجهيز الموتى بمقابر أحمد شرفي.

من جهته، أثنى والي الخرطوم على هذه المبادرة، مشيرًا إلى أنها تدعم جهود الولاية في توفير مساحات لدفن الموتى عبر لجان متخصصة. وذكر أن هذه اللجان تمكنت حتى الآن من توفير مساحات للدفن، كما أن الفترة القادمة ستشهد نقل الجثامين التي تم دفنها في الميادين والشوارع بعد اكتمال الإجراءات القانونية والصحية ونقلها إلى المقابر.

سوناإنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

حسين خوجلي يكتب: معزوفة درويش كئيب على أطلال الجزيرة

من مرويات الصحابة التي تدعو للتأمل والتدبر والاعتبار حكاية وقوف سيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه (أبو تراب) على تراب المقابر وحياها قائلا:

السلام عليكم يا أهل المقابر أما أموالكم فقد قسمت، وأما بيوتكم فقد سكنت، وأما أزواجكم فقد تزوجن غيركم هذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم ؟
ثم سكت قليلاً وقال:
أما والله لو شاء الله لهم أن يتكلموا لقالوا:
إن خير الزّاد التقوى.

لقد ذكرتني هذه الحكاية الموحية حالنا في الجزيرة المنكوبة الجريحة المستباحة شمالا وجنوبا شرقا وغربا حواضرا وقرى. وفي ظني أن حال القرى المنهوبة المهجرة المغتصبة تماثل حال المقابر إن لم تكن المقابر أشد سلامة منها وطمأنينة.

فلعمري لو مر ود تكتوك هذا العصر بمخيمات النازحين واللاجئين من هذه القرى التي كانت حتى بالأمس تضج بالحياة والأمل والإشراق، وقد أمسى ساكنوها الآن في عراء الله يتامى وأرامل، وفي أطراف المدن حفاة وعراة وحزانى يتكففون الزاد والأمن والخيمة والأسبرين لمداواة جراح الجسد وجراح الروح.

ولكأني بصوت الرجل يرتفع عالياً حتى يتردد صداه في الأعالي والبطاح: (يا أهل الجزيرة إن الأموال قد نُهبت وإن الأعراض قد أُهينت وإن العزة والشرف القديم قد مرغ بالتراب)
وإن بقي في الرسالة بقية فهي للجيش وللشعب وللمقاومة وللمستنفرين والفدائيين، ختام ما قاله الشيخ فرح:

يا هؤلاء “ابحثوا عن مهمة أخرى” غير استعادة مدن وقرى الجزيرة، فماذا يفعل الناس ببقايا الأشياء وأطلال المساكن؟ ابحثوا عن مهمة أخرى فإن دخول القرى والمدن بعد أن أخليت تماماً من كل شيٍ حتى مواقد الطعام وسرائر الأطفال وباقي الدين والعجين، هي ضرب من العبث واللامعقول.

“ابحثوا عن مهمة أخرى” لن يصفق الشعب لانتصارات وهمية في أمكنةٍ خلاء، وقرى مهجورة، وملايين من الحيارى فقدوا كل شئ، نعم كل شئ حتى بقية الدموع في قاع الأعين، وبقية النشيج في قاع الصدور.

نعم “ابحثوا عن مهمة أخرى” فإن الشئ الوحيد الذي بقي هو ذاك (الهوى) المهشم على قارعة الطريق، والهواء الآسن والمعفر برائحة الجثث والإثم وقهقهات القتلة واللصوص.
كل شئٍ هناك ساكن، صامت إلا نحيب العاصفة الممزوج بأسى الأطلال ونزيف الغناء القديم.
كل شئٍ مضى نازحاً إلا زامر الحي الدرويش فقد ظل وحيداً يردد معزوفته في أسىً بصوته الذبيح ونفسه المتلاشية:
يا فؤادي رحم الله الهوى
كان صرحاً من خيال فهوى
اسقني واشرب على (أطلاله)
واروِ عني طالما (الدمع روى)
كيف ذاك الحب أمسى خبراً
وحديثاً من أحاديث الجوى
وبساطا من ندامى حلم
هم تواروا أبداً وهو انطوى

حسين خوجلي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • التكتل الوطني للأحزاب السياسية يعلن أسماء الهيئة التنفيذية
  • وزير الثقافة يعلن المنيا «عاصمة للثقافة المصرية لعام 2025»
  • أحكام تشييع الجنازة والصلاة عليها وتلقي العزاء.. تعرف عليها
  • والي ينقل يستقبل المهنئين بـ"العيد الوطني المجيد"
  • والي الخرطوم يتفقد الدفاعات الأمامية في أمبدة وغربي كرري ويقف على عودة الحياة في المناطق التي تطهيرها من التمرد
  • أحمد عيد يعلن تشكيل غزل المحلة لمواجهة الجونة في الدوري
  • طلب مهم من الفنان أحمد حلمي بشأن الأفلام القديمة.. ورسالة عاجلة لتكريم هؤلاء
  • شقيق ضحية سيارة شيف شهير: تعرفت على الجثمان بثلاجة الموتى ودراجته بقت خردة
  • اقتراح تخصيص 250 مليار دولار سنوياً للدول النامية لمكافحة تغير المناخ
  • حسين خوجلي يكتب: معزوفة درويش كئيب على أطلال الجزيرة