هل يمكن أن تحدث هاريس تحولا في الموقف من حرب غزة؟
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
يؤشر موقف كامالا هاريس نائبة الرئيس الأميركي الصريح بشأن حرب غزة إلى تحول محتمل عن سياسة الرئيس جو بايدن تجاه إسرائيل، بينما تتطلع إلى الحصول رسميا على ترشيح الحزب الديموقراطي للرئاسة.
وتغيبت نائبة الرئيس بشكل واضح عن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الكونغرس أمس الأربعاء، فيما قال محللون إنها إشارة واضحة إلى قلقها بشأن سقوط ضحايا من المدنيين في غزة.
ولم تعارض هاريس (59 عاما) بايدن في موقفه بشأن إسرائيل ابدا. ولكن مرارا وتكرارا كانت تدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
ويرى مدير الأبحاث في "مجموعة صوفان" كولن كلارك أنه مع انسحاب بايدن المفاجئ من السباق إلى البيت الأبيض، فإن لدى هاريس فرصة لفتح "صفحة جديدة" في قضية تخاطر بجعل مجموعة كبيرة من الناخبين الديموقراطيين ينفرون قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال كلارك "قضية إسرائيل -غزة هي القضية التي تحظى بأكبر قدر من الخلاف الواضح بين بايدن وهاريس، وأعتقد أنه سيكون هناك أشخاص داخل معسكرها سيدفعونها لتوضيح هذا الخلاف".
معاناة هائلةوالولايات المتحدة هي الحليف الأول والداعم العسكري الرئيسي لإسرائيل، فقد قدم بايدن دعما قويا لإسرائيل في حربها على قطاع غزة.
ومع أنها لم تعارض بايدن في هذا الصدد، فإن تصريحات هاريس حول الحرب التي شهدت تحويل مساحات واسعة من غزة إلى أنقاض – كانت أكثر دقة.
ففي مارس/آذار الماضي، أدلت هاريس بأقوى تصريحات لأي مسؤول في الإدارة الأميركية حتى الآن عندما دعت إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإنهاء "المعاناة الهائلة"، وانتقدت إسرائيل بسبب عدم وصول المساعدات الكافية إلى غزة.
وجاءت دعوتها في خطاب لإحياء ذكرى مسيرة للحقوق المدنيّة في سلما بولاية ألاباما، حيث قمعت الشرطة بعنف مسيرة للحقوق المدنية في عام 1965 في ما يعرف بـ"الأحد الدامي".
التزام ثابتهذا الموقف سيظهر بوضوح خلال زيارة نتانياهو إلى واشنطن هذا الأسبوع، علما ان بايدن وهاريس سيعقدان اجتماعين منفصلين مع رئيس الوزراء الإسرائيلي.
وستغيب هاريس الأربعاء عن الكونغرس متذرعة بضيق الوقت، على الرغم من أنها يجب أن ترأس الجلسة وفق البروتوكول.
ويقول معسكرها إن رحلة مقررة إلى إنديانابوليس تعني أنها لا تستطيع القيام بدورها.
ولكن أحد مساعديها أكد أن "سفرها إلى إنديانابوليس في 24 يوليو/تموز ينبغي عدم تفسيره أنه تغيير في موقفها تجاه إسرائيل"، مشيرا إلى "التزامها الثابت" بأمن إسرائيل.
وسيتغيب بايدن أيضا الذي برزت خلافاته مع نتنياهو إلى العلن في الأشهر الأخيرة على الرغم من دعم الرئيس القوي لإسرائيل، عن الخطاب في الكونغرس.
ويرى كلارك أن قرار هاريس عدم الحضور ليس بالضرورة "تجاهلا" لكنه "إشارة إلى أن الأمور ستكون مختلفة".
وتبقى حرب غزة عاملا مؤثرا في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأثارت سياسة بايدن حفيظة أعداد كبيرة من الناخبين الديموقراطيين وهددت آمال حزبه في الفوز بولاية ميشيغان المتأرجحة، والتي تضم عددا كبيرا من العرب الأميركيين.
من جهتها، تجاوزت هاريس وعائلتها الانقسام السياسي حول هذه القضية. وقام زوجها دوغ إيمهوف، وهو يهودي، بسلسلة من اللقاءات العامة لإدانة تصاعد معاداة السامية منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وفي رأي مدير كلية الإعلام والشؤون العامة بجامعة جورج واشنطن بيتر لوغ، أن الحرب شكلت مجالا يمكن لهاريس أن "تثير فيه نزاعا عاما منسقا" مع بايدن.
ويرى أن ذلك سيساعد أيضا في تمييزها عن دعم المرشح الجمهوري دونالد ترامب "الشامل" لإسرائيل.
وقال لوج "لدى هاريس فرصة لاتخاذ موقف مختلف بعض الشيء عبر لاستمرار في دعم إسرائيل"، مع الابتعاد قليلا عن موقف الإدارة الحالية لطمأنة المجموعة الغاضبة من الدعم الشمال لإسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات
إقرأ أيضاً:
أمريكا تسلم تل أبيب 1800 قنبلة ثقيلة منعتها إدارة بايدن
وصلت شحنة قنابل أمريكية ثقيلة إلى الاحتلال الإسرائيلي ليلة أمس السبت، بعد أن كانت إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن قد أخرّت إرسالها.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن مصادرها أن "شحنة القنابل الثقيلة، التي تضم 1800 قنبلة من طراز MK-84، والتي تم تأخيرها قرابة العام من قبل إدارة بايدن منذ اجتياح إسرائيل لمدينة رفح في أيار/ مايو 2024، وصلت إلى إسرائيل الليلة الماضية".
قنابل ترمب وصلت إلى نتنياهو ..
شحنة القنابل الثقيلة (1800 قنبلة من طراز MK-84) التي تم تأخيرها لما يقرب من عام من قبل إدارة بايدن (منذ دخول "إسرائيل" إلى رفح في أيار/مايو 2024)، وصلت إلى "إسرائيل" بتوجيه من الرئيس البرتقالي دونالد ترامب.
????القنابل المذكورة هي ذخائر جوية مخصصة… pic.twitter.com/miUUhhSu8D — Dima Halwani (@DimaHalwani) February 16, 2025
وأكد المراسل العسكري لإذاعة الجيش الإسرائيلي، دورون قادوش، أن الشحنة وصلت إلى ميناء أسدود، حيث تم تفريغها عبر عشرات الشاحنات ونقلها إلى القواعد الجوية الإسرائيلية.
وأوضح قادوش في منشور على حسابه بمنصة "إكس" أن الشحنة وصلت بتوجيه من الرئيس الأمريكي، مشيرًا إلى أن هذه الذخائر الجوية مخصصة لطائرات سلاح الجو الإسرائيلي، ويبلغ وزن كل قنبلة منها طنًا واحدًا.
من جانبه، أشار الصحفي الإسرائيلي ينون ميجال، عبر حسابه على "إكس"، إلى أن سفينة الشحن الأمريكية رست في ميناء أشدود على البحر المتوسط، حيث تم تفريغ حمولتها ونقلها إلى القواعد الجوية الإسرائيلية.
وأضاف أن وزارتي الحرب والجيش الإسرائيليين تواصلان جهودهما لشراء ونقل الذخائر للجيش، حيث وصل أكثر من 76 ألف طن من المعدات العسكرية حتى الآن عبر 678 رحلة جوية و129 بارجة وسفينة حربية، واصفًا العملية بأنها "الأكبر من نوعها في تاريخ إسرائيل".
يذكر أن مسؤولين إسرائيليين كانوا قد أكدوا في 25 كانون الثاني/ يناير الماضي أن ترامب رفع الحظر الذي فرضته إدارة بايدن على إرسال قنابل MK-84 إلى الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت إدارة بايدن قد فرضت الحظر في أيار/ مايو 2024 بعد أن تسببت هذه القنابل في خسائر بشرية كبيرة بين المدنيين الفلسطينيين ودمرت منشآت طبية، بما في ذلك المستشفى الأهلي المعمداني في غزة، الذي تعرض لقصف الاحتلال في تشرين الأول/ أكتوبر 2023 باستخدام قنبلة من هذا الطراز، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 470 شخصًا.
وتُعتبر قنابل MK-84، التي تنتجها شركة جنرال ديناميكس للذخائر والأنظمة التكتيكية لصالح وزارة الدفاع الأمريكية، من الأسلحة الثقيلة التي يبلغ وزنها طنًا واحدًا وطولها 3.83 مترًا. تم تطويرها خلال حرب فيتنام، وتُعرف بقدرتها على تدمير الكتل الخرسانية وإلحاق أضرار كبيرة على بعد مئات الأمتار.
وكان تقرير إسرائيلي صدر في 28 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024 قد كشف عن حاجة الاحتلال الإسرائيلي إلى تعزيز قدرات جيشها عبر شراء مكثف للأسلحة، بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمروحيات والدبابات والمدفعية والصواريخ والذخائر المتنوعة.
ومن خلال الدعم الأمريكي، ارتكب الاحتلال الإسرائيلي بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/ يناير 2025 عمليات عسكرية واسعة في غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.