مندوبا عن جلالة الملك عبد الله الثاني، رعى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة مساء اليوم الأربعاء، حفل افتتاح فعاليات مهرجان جرش الثامن والثلاثين، وإيقاد شعلة المهرجان تحت شعار و”يستمر الوعد” حيث حمل الشعلة الشاعر والوزير الأسبق حيدر محمود.
وحضر الافتتاح عدد من الوزراء، ومحافظ جرش الدكتور فراس الفاعور، وأعضاء اللجنة العليا للمهرجان، ومدراء الدوائر في جرش، ونائب رئيس الوزراء وزيرة الثقافة والرياضة لجمهورية جورجيا الصديقة تيا تسولو كياني، ووزير الثقافة في جمهورية مصر العربية الشقيقة الدكتور أحمد فؤاد هنو.
وقالت رئيس اللجنة العليا للمهرجان وزيرة الثقافة هيفاء النجار، إننا نقف في هذا المساء على هذه المنصة، بكل ما ترمز إليه من عمق تاريخي وحضاري وثقافي لأصالة هذا الوطن وامتداد جذوره، وبما نحمل في أعماقنا من أمل لإطلاق فعاليات هذا المهرجان العتيد في دورته الثامنة والثلاثين.
وأشارت إلى إننا نحتفي بالحياة التي ارتبطت بها كينونة المهرجان الذي انطلق قبل 4 عقود عنوانًا أردنيا وطنيًا، وعنوانًا ثقافيًا إنسانيًا، ممثلًا لفكرنا وثقافتنا الجادة وفننا التراثي الملتزم، ولهويتنا وسرديتنا الوطنية في انتمائها لقضايا أمتنا العربية، ومعبرًا عن اعتزازنا لمنجزنا الوطني، ونحن نعبر المئوية الثانية من عمر الدولة الأردنية، ونحتفي باليوبيل الفضي لتسلم جلالة الملك عبدالله الثاني سلطاته الدستورية.
وأكدت على الموقف الأردني العروبي، الذي ينطلق من قيم الهاشميين، ورؤى الحفيد الثالث والأربعين للنبي العربي محمد (صلى الله عليه وسلم) في انحيازنا لقضايانا العربية، وعلى رأسها قضية فلسطين، ودرتها القدس، والوقوف مع أهلنا في غزة هاشم وما يتعرض له الإنسان والمكان والبشر والحجر من قتل وتدمير وإفناء يعجز عنه الوصف، على يد الحكومة اليمينية الإسرائيلية المتطرفة ، ونُعبر في الوقت نفسه عن اعتزازنا بالمنجز الوطني في عهد جلالة الملك وعلى مختلف الصعد، إذ كانت الثقافة فيه ولا تزال من المحركات الرئيسة لجل النشاطات الإنتاجية، ومحركا للإصلاح والتنوير.
وقالت “لا يمكن أن نتنكر للحياة، ونؤمن أن الفن لا يمكن إلا أن يكون حاملًا لرسالة الجمال والخير وفضاءً لقضية المثقف الفلسطيني في مواجهة الشر والعدوان، فقد جاء برنامج المهرجان لهذا العام معبرًا عن موقفنا الوطني الذي يصب في التعبير عن حيوية الأمة، ومقدرتها على اجتراح إبداعاتها للتعبير عن أحلامها، وإصرارنا على الحياة الكريمة، فـ”الفن لم يكن يومًا من الأيام إلاّ جزءًا من الكبرياء القومي، وأساسًا من أسس الحضارة عند كل أمة.”
وأضافت :من هنا جاء شعار المهرجان “ويستمر الوعد” ليعرب عن معاني الوفاء بالبيعة للقيادة الهاشمية التي تمثل عبر الأجيال أنموذجًا فريدًا واستثنائيًا في الصمود والقبض على جمر المواقف العربية والإنسانية.
وقالت ” تستمر البيعة لحامل أمانة الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس”ليستمر الوعد” ، ويمتد خيط النور من عمان إلى القدس وغزة إيذاناً باستمرار الحياة وأملاً بغد أفضل”.
وأشارت سيبقى الأردن العربي قيادة وشعبا متوائمًا بوفائه وبتفاني مثقفيه الذين يتقاسمون “الخبز والملح .. ويكفكفون الجرح..”، وسيبقى الأردن الهاشمي بعطائه، الإنساني بمحبته وكبريائه، يروي قصة الصمود في الشعر والأهازيج والفن التشكيلي وحكايات الأمهات والجدات، ويدون صور البطولة التي سطرها الجيش الأردني على أسوار القدس وثراها الطهور.
بدوره، رفع رئيس بلدية جرش احمد هاشم العتوم، أسمى آيات الشكر لجلالة الملك عبدالله الثاني لرعايته السامية للمهرجان بدورته ال 38 وانتداب رئيس الوزراء لايقاد شعلة المهرجان .
وقال إن الجرشيين يرحبون بضيوفهم إيمانا بأهميته كمنارة ابداعية، مجددا روح الوحدة الوطنية والذي جاء تحت شعار ويستمر الوعد للوطن وقيادته الهاشمية، مبينا أن المهرجان جاء هذا العام تزامنا مع مناسبة وطنية عزيزة غالية علينا جميعا وهي اليوبيل الفضي لتسلم جلالته سلطاته الدستورية.
وأضاف “اليوم الأردنيون يحتفلون بهذه المناسبة لنستذكر فيها الإنجازات التي تحققت للوطن بقيادة جلالة الملك رغم التحديات للمضي قدما ومواصلة مسيرة البناء والتحديث”.
وقال : من جرش التاريخ والحضارة نؤكد تضامن الأردنيين مع الأهل والأشقاء في غزة وفلسطين وموقف الأردن الثابت بقيادة جلالة الملك تجاه القضية الفلسطينية والعدوان الغاشم على غزة .
وتابع، أن مهرجان جرش يشكل ظاهرة ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياحية فريدة، ويحمل رسالة واضحة عن دور الأردن المحوري في إثراء الظاهرة الثقافية العربية والسياحية العميقة، كما يسهم المهرجان بدور رئيسي في إشراك الفعاليات المحلية وتركيز مشاركة المجتمع المحلي في برامجه وايجاد فرص عمل لأبناء جرش .
ولفت إلى أن البلدية تعمل على تحسين الواقع السياحي في المدينة والبنية التحتية، مقدما شكره لكادر البلدية ووزارة السياحة والآثار، والثقافة وادارة مهرجان جرش على ما يقدمونه من جهد واضح لإبراز رسالة المهرجان .
واشتملت فعاليات الافتتاح الذي أدارته الإعلامية رندة كرادشة، والفنان عاكف نجم، على مغناة القلوب انتاج مهرجان جرش كلمات الشاعر علي الفاعوري ألحان وغناء الفنانة روز الور وتوزيع المايسترو محمد عثمان صديق، ومغناة موطن عبدالله كلمات الشاعر صالح الشادي من السعودية وايمن عبدالله وغناء الفنانة ديانا كرزون، وأغنية أرخت عمان جدائلها كلمات الشاعر حيدر محمود الحان الموسيقار الراحل جميل العاص وغناء مروه ناجي من مصر، ومغناة مملكة الحضارات من إنتاج المهرجان كلمات الشاعر حيدر محمود ألحان وتوزيع الموسيقار امير عبدالمجيد من مصر وغناء الفنانين محمد الحلو ومروه ناجي من مصر ونداء شراره ورامي شفيق من الأردن، وميدلي وطني غناء الفنان عمر العبداللات، والسردية التاريخية مملكة الزمن، ويستمر الوعد تأليف مفلح العدوان وإخراج ناجي سلامه والفرقة الاستعراضيه فرقة رف للفنون الأدائية، واوركسترا المعهد الوطني للموسيقى بقيادة المايسترو محمد عثمان صديق .
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: کلمات الشاعر جلالة الملک مهرجان جرش
إقرأ أيضاً:
مهرجان الإسماعيلية.. ملاحظات على الدورة الـ 26 قبل الختام الليلة
تختتم بعد ساعات فعاليات الدورة الـ 26 من مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة برئاسة المخرجة والمنتجة هالة جلال، التي بذلت جهدا لافتا خلال تجربتها في إدارة المهرجان مستعينة بفريق عمل من الشباب الموهوب رغم المعوقات التي قابلتها.
المهرجان أقيم هذا العام بشكل استثنائي في شهر فبراير بسبب شهر رمضان المبارك، وهو ما أدى بطبيعة الحال إلى تداخل موعده مع مهرجانات كبرى مثل برلين، كليرمون فيران، وروتردام، وهو يؤثر على استقطاب بعض الأفلام والضيوف.
العمل أيضا بدى غير مريح لفريق المهرجان في ظل خلو منصبي رئيس المركز القومي للسينما (الجهة المنظمة للمهرجان) ورئيس الرقابة على المصنفات الفنية (وما له من تأثير على مرور الأفلام للعرض).
حاولت هالة جلال الاعتماد على فريق فني قوي، ولكنها وقعت في فخ تنظيمي، أدى بالكثير من الفعاليات لتغيير موعدها بصورة مفاجأة، أو عدم تقديم شكل مبهر خلال حفل الافتتاح، أو نقص الدعاية اللازمة لاستقطاب جمهور المحافظة وغيرها من إداريات ضرورية لانتظام الحركة طوال أيام المهرجان وخروجه في الإطار المنشود.
نجحت إدارة المهرجان في إقامة عدد من الندوات الهامة تحدثت خلالها أسماء لديها من الخبرة والتجربة في مناقشة أزمات الأفلام التسجيلية وتحليلها، وشهدت تفاعلا كبيرا من الحضور.
كما قدمت منحا هامة للغاية لعدد من الأفلام التسجيلية والقصيرة، من المنتظر ان تسهم في دفعهم نحو إنجاز أعمالهم بحضور من مجموعة من الشركات المانحة، وهو الأمر الذي يجب استمراره خلال الدورات القادمة على نطاق اوسع.
ويختتم مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة فعاليات دورته الـ26 اليوم في قصر ثقافة الإسماعيلية، في تمام الساعة السابعة مساءً، برئاسة المخرجة هالة جلال، وبحضور المهندس أحمد عصام الدين نائب محافظ الإسماعيلية، والمخرج خالد جلال رئيس قطاع الإنتاج الثقافي بوزارة الثقافة، إلى جانب نخبة من السينمائيين والفنانين. وأقيم المهرجان في الفترة من 5 إلى 11 فبراير.
المهرجان وجه التكريم لشخصيات سينمائية بارزة أثرت في مجال الأفلام التسجيلية والقصيرة، ويعد أحد أقدم المهرجانات المتخصصة في هذا النوع من السينما على مستوى العالم العربي، ويهدف إلى تسليط الضوء على الأفلام التي تعكس قضايا إنسانية واجتماعية، وتشجيع الإبداع في مجال الأفلام غير الروائية.