مع كل يوم فاصل عن موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، يزداد الترجّح في المشهد اللبناني الداخلي وسط ضبابية في التوقعات حيال من ستحمله هذه الانتخابات إلى البيت الأبيض، وما ستكون عليه أجندة السيد او السيدة الجديدة لهذا البيت حيال لبنان والمنطقة في إطار السياسة الخارجية المرتقبة للولايات المتحدة.
وكتبت سابين عويس في" النهار":ماذا ينتظر لبنان المعلق حالياً على حبال الهواء الأميركية، بما أن المسؤول عن الملف الجنوبي الساخن ليس إلا كبير مستشاري بايدن الشخصيين آموس هوكشتاين، الذي أصبح هو بدوره أيضاً معلقاً على حبال مماثلة، بعدما خسر رهانه على تولي الديبلوماسية الأميركية في أي ولاية ثانية للديموقراطيين؟
في الأوساط السياسية اللبنانية، لا رهانات كبيرة أو متفائلة على تغيير قريب في مشهد المراوحة الداخلية القاتل، او على تغيير في السياسة الاميركية تجاه لبنان التي تأتي اساساً ضمن استراتيجية اشمل تجاه الشرق الأوسط، تأخذ في الاعتبار المصالح الإسرائيلية، بقطع النظر عن حزب الرئيس ديموقراطياً كان أم جمهورياً.



ترى أوساط سياسية أن من المبكر الحديث عن توقعات على المشهد اللبناني، نظراً إلى الانشغال الأميركي في الملفات الأميركية الداخلية كأولوية لدى المرشحين، في حين أن الساحة الدولية باتت في حالة ترقب ورصد لنتائج الانتخابات، وخصوصا بعدما فرغت أوروبا من انتخاباتها، وغرقت في نتائجها.
ليس مؤكداً لهذه الأوساط أن مهمة هوكشتاين باتت في حكم المنتهية الصلاحية، وان كان هذا هو التوجه العام، في انتظار من ستؤول إليه هذه المهمة.

فهي وإن كانت تستبعد إمكان إنجاز أي خرق على مستوى الجبهة الجنوبية أو الداخلية الرئاسية في الوقت الضائع حتى موعد الانتخابات الأميركية، عازية ذلك إلى غياب لبنان راهناً عن الرادار الدولي عموماً والأميركي على وجه الخصوص، لا تستبعد في المقابل حصول خرق غير منتظر لحال المراوحة قبل الانتخابات. ولا تقلل من الأهمية القصوى المعلقة على خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس اليوم، وما سيحمله من خريطة طريق للتوجهات الإسرائيلية حيال غزة ولبنان الذي بات معلقاً
رسمياً بمصيرغزة، علماً أن أيا من المؤشرات لهذا الخطاب لا تشي بالتهدئة. ولكن أي خطوة جدية لوقف النار في غزة في اي لحظة حصلت، سينتج منها وقف للعمليات العسكرية جنوباً. مع التذكير بأن الديبلوماسية العربية والدولية لا تزال ناشطة في هذا الاتجاه.

أما بالنسبة إلى ما يمكن أن ينتظره لبنان من ترامب، فلا تبدي الأوساط تفاؤلاً، بل تبقى حذرة نظراً إلى طباع الرجل الذي يعتمد كثيراً على غريزته السياسية، بقطع النظر عن نصائح مستشاريه وفريقه، وهو أكثر الرؤساء الذين يحملون مفاجآت في مواقفهم. هوالرئيس الاميركي الأول الذي أعلن عام ٢٠١٧ القدس عاصمة لإسرائيل، وهو الذي علّق عام ٢٠١٨ الاتفاق النووي مع إيران وانسحب منه وأخضعها لسياسة
العقوبات الخانقة، وهو الذي أعطى الأمر باغتيال قاسم سليماني وغيره من أركان الجمهورية الإسلامية، وهو من كشف عام ٢٠٢٠ عن صفقة القرن لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني والتي أمنت السيطرة الإسرائيلية على معظم الضفة الغربية، وهو الذي رعى في البيت الأبيض مراسم التطبيع بين إسرائيل والإمارات العربية والبحرين، معتبرا ذلك من أهم الإنجازات الديبلوماسية لإدارته. فأي مفاجآت يحملها في حال وصوله إلى البيت الأبيض؟

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

التزييف العميق يستهدف الانتخابات الأميركية.. تحذيرات وحلول

قد تكون اللحظة الأكثر جذبا للانتباه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، عندما اتخذ الرئيس الأميركي، جو بايدن، في يوليو الماضي، قراره بالانسحاب، إذ كان البعض ما بين مصدق ومكذب للخبر، حيث تنامت المخاوف من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي القادرة على التزييف العميق.

حافظ مالك، البروفيسور المتخصص في هندسة الحاسوب والمتخصص في الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق، يقول في مقال نشرته "ذا هيل" إن ما حصل لم يكن مستغربا إذ "لم نعد قادرين على التأكد من أن الكلمات المنسوبة لأي مرشح حقيقية" من عدمها.

ويحذر مالك من أن التزييف العميق سيتم تداوله في الأشهر الأخيرة من انتخابات 2024، كما لم يحدث من قبل، ولن تكون الجهات الرسمية قادرة على نشر تدابير للحد منها من قبل الانتخابات، داعيا إلى تفكير أكثر شمولية "لإنقاذ الديمقراطية".

وقد تكون الإجراءات الأميركية التي اتخذتها إدارة بايدن الأربعاء، في فرض عقوبات على أشخاص وكيانات روسية الأولى ضمن سلسلة ترتبط بحماية الانتخابات الأميركية الرئاسية، حيث طالت تلك العقوبات شركات وأفراد استخدموا الذكاء الاصطناعي للتلاعب بالانتخابات الرئاسية، وفق ما أكدته وزارة الخزانة الأميركية. 

"ذكاء اصطناعي" و"استغلال" المؤثرين.. تفاصيل العقوبات الأميركية على أفراد روس عقوبات وملاحقات قضائية فرضتها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن بحق مسؤولين روس يتهمون في محاولة "التأثير على الانتخابات الأميركية" التي ستجرى في 2024، والتي يختار فيها الأميركيون الرئيس المقبل للبلاد.

يشير مقال نشرته مجلة "أم أي تي تكنولوجي ريفيو"، الثلاثاء، إلى أن المخاوف من الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق وأثرها على الديمقراطية قد تم تضخميها في عام الانتخابات.

ولكن ما تشهده الانتخابات الرئاسية التي ستحدث في نوفمبر المقبل، تجتذب الكثير من حملات التضليل التي تستهدف الناخبين الأميركيين، والتي يستخدم فيها البعض التزييف العميق وتطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى.

التأثير على الناخبين

Sorry, but your browser cannot support embedded video of this type, you can download this video to view it offline.

ويتوقع أكثر من 50 في المئة من الأميركيين أن تؤثر المعلومات الكاذبة المفبركة بواسطة الذكاء الاصطناعي على نتيجة انتخابات 2024، وفق استطلاع نشرته مجموعة "أكسيوس" الإعلامية وشركة "مورنينغ كونسالت" للمعلومات التجارية في 2023.

وأفاد حوالي ثلث الأميركيين أن ثقتهم بالنتائج ستتراجع بسبب الذكاء الاصطناعي، وفق الاستطلاع.

وذكرت عدة شركات تكنولوجيا عملاقة أنها تعمل على أنظمة تصنف المحتوى المولد عبر الذكاء الاصطناعي.

وفي رسالة إلى الرؤساء التنفيذيين المعنيين بالتكنولوجيا، في أبريل الماضي، طالبت أكثر من 200 مجموعة بجهود عاجلة لتعزيز مكافحة الأكاذيب المعتمدة على الذكاء الاصطناعي بما في ذلك حظر استخدام التزييف العميق في الإعلانات السياسية واستخدام خوارزميات لدعم المحتوى الانتخابي الواقعي.

كيف يعمل التزييف العميق؟

وتقول وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية عبر موقعها الإلكتروني، إنه مع تزايد قدرات الذكاء الاصطناعي، من المهم لمسؤولي الانتخابات أن يفهموا كيف يمكن أن تؤثر هذه القدرات على أمن ونزاهة البنية التحتية للانتخابات.

وتشرح الوكالة كيف يمكن لجهات خبيثة استخدام قدرات الذكاء الاصطناعي المتقدمة لاستهداف أمن وسلامة البنية التحتية للانتخابات، من حملات التضليل أو التزييف العميق.

والتزييف العميق، يمكنه باستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي إنشاء محتوى فيديو أو صوتي واقعي، لكنه كاذب لتضليل الناخبين أو تشويه سمعة المرشحين.

ويمكن أن يؤدي هذا المحتوى المزيف إلى زرع الارتباك، وتقويض الثقة في العملية الانتخابية، والتأثير على سلوك الناخبين.

كيف تعرف إن كانت الصورة حقيقة؟.. أم أنتجها برنامج ذكاء اصطناعيّ؟ شهدت تقنيات الذكاء الاصطناعي في الآونة الأخيرة تطوّرات مبهرة جعلت الصور التي تنتجها تبدو شديدة الواقعيّة ولاقت رواجاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أثار تساؤلات حول سبل كشفها. 

ويؤكد خبراء الذكاء الاصطناعي أن هناك الآن العشرات من البرامج المجانية التي يمكن من خلالها تبديل الوجه أو حتى إزالة الملابس من الصور الحقيقية، حيث من الصعب على العين البشرية التمييز بين الحقيقي والمزيف.

وعلى سبيل المثال، واجه إيلون ماسك انتقادات حادة لمشاركته تسجيلا مصورا، في أواخر يوليو الماضي، يعتمد على تقنية "التزييف العميق" يظهر نائبة الرئيس، كامالا هاريس، مع متابعيه البالغ عددهم 192 مليونا على "إكس".

ويصف صوت في التصوير يقلد صوت هاريس الرئيس الأميركي بـ "الخرف" ويعلن بعد ذلك أنها لا تعرف "ألف باء الحكم".

ولم يحمل التسجيل أي مؤشر على أنه مجرد محاكاة ساخرة لها، باستثناء رمز تعبيري ضاحك. وأوضح ماسك لاحقا أن التسجيل المصور كان هدفه السخرية فحسب.

وأعرب باحثون عن قلقهم من أن المتابعين لربما استنتجوا خطأ بأن هاريس تسخر من نفسها وتستهزئ ببايدن بحسب وكالة فرانس برس.

"تزييف" ينبغي مواجهته.. هكذا يهدد "الذكاء الاصطناعي" الانتخابات الأميركية كشف مسؤولو انتخابات في الولايات المتحدة عن تخوفات من تأثير أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية على العملية الانتخابية، ورفع بعضهم درجات القلق من أن تجعل تلك الأدوات الهجوم على العملية الديمقراطية أسهل، وشددوا على ضرورة البحث عن طرق لمكافحته، بحسب صحيفة "بوليتيكو" الأميركية.

وفي يوليو الماضي، أظهر تسجيل مصور تم التلاعب به ينتشر على "إكس" بايدن وهو يشتم منتقديه مستخدما عبارات مناهضة لمجتمع "الميم عين+"، بعدما أعلن سحب ترشيحه ودعم ترشح هاريس.

وكشف بحث عكسي عن الصور بأن التسجيل جاء من خطاب لبايدن بثته شبكة "بي بي إس" وندد فيه في العنف السياسي بعد محاولة اغتيال ترامب في 13 يوليو.

وأفادت "بي بي إس" أن التسجيل المصوّر تم تركيبه بتقنية "التزييف العميق" مستخدما شعارها لخداع المشاهدين.

وفي فترة سابقة، أظهرت صورة تمت مشاركتها عبر منصات التواصل الاجتماعي الشرطة وهي توقف المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، بالقوة بعدما خلصت هيئة محلفين في نيويورك إلى أنه مدان بتزوير سجلات تجارية تتعلق بأموال تم دفعها لإسكات نجمة الأفلام الإباحية، ستورمي دانيالز.

 

Making pictures of Trump getting arrested while waiting for Trump's arrest. pic.twitter.com/4D2QQfUpLZ

— Eliot Higgins (@EliotHiggins) March 20, 2023

لكن خبراء في الأدلة الجنائية الرقمية أفادوا فرانس برس بأن الصورة اعتمدت على تقنية "التزييف العميق".

كيف يمكن مواجهة التزييف العميق في الانتخابات؟

ويؤكد البروفيسور مالك أن العديد من التدابير لمواجهة التزييف العميق يجب أن تتضمن "الكشف والتتبع" لهذا المحتوى ناهيك عن أدوار مطلوبة من شبكات التواصل الاجتماعي.

ودعا الحكومة الفيدرالية إلى إطلاق حملات توعية واسعة النطاق لتثقيف الجمهور بشأن مدى انتشار التزييف العميق لتقييم صحة ملفات الصوت والفيديو التي نراها على الإنترنت.

وأشار مالك إلى وجود مشروع قانون يدعمه الحزبان في الكونغرس من شأنه حظر استخدام الذكاء الاصطناعي والتزييف العميق في الإعلانات والترويج في الحملات السياسية، واصفا هذه الخطوة بنقطة بداية.

كيف يهدد الذكاء الاصطناعي انتخابات الرئاسة الأميركية؟ في غرفة العمليات بالبيت الأبيض شارك مسؤولون أميركيون في تمرين عملي، في ديسمبر 2023، يحاكي سيناريو ينشيء فيه عملاء صينيون مقطع فيديو مزيفا بالذكاء الاصطناعي يصور مرشحا لمجلس الشيوخ وهو يتلف بطاقات الاقتراع في انتخابات الرئاسة 2024.

وفي ورقة بحثية نشرتها رابطة المحامين الأميركيين اقترحت فيها إيجاد لجنة خاصة أو فريق عمل مهمته تقديم مقترحات لتشريعات نموذجية على مستوى الولايات لحظر استخدام التزييف العميق في الانتخابات على جميع المناصب.

وأضافت أن هذه التشريعات عليها تجريم كل ما يتضمن نقلا لمعلومات كاذبة تهدف إلى تقويض الثقة أو المشاركة في الانتخابات.

وتقدم وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية الأميركية استراتيجيات فعالة لمواجهة الخطر الحقيقي الذي يشكله الذكاء الاصطناعي على انتخابات الرئاسة 2024، من خلال: تعزيز المراقبة والتوعية العامة والتعليم والتعاون وتبادل المعلومات والتدابير الفنية والسياسية.

مقالات مشابهة

  • المناظرة الأولى بين ترامب وهاريس.. استعدادات مكثفة ومنافسة حامية قبل الانتخابات الأميركية
  • الانتخابات الأميركية.. انطلاق التصويت عبر البريد في كارولاينا الشمالية
  • الرشق: المتضامنة الأميركية قُتلت بذات الرصاص الذي يقتل به شعبنا
  • بدء التصويت بالبريد في انتخابات الرئاسة الأميركية
  • البيت الأبيض يرد على إعلان بوتين "دعم" هاريس ضد ترامب
  • البيت الأبيض يرد على إعلان بوتين "دعم" هاريس ضد ترامب
  • البيت الأبيض يدعو بوتين إلى “التوقف عن التدخل” في الانتخابات الأميركية بعدما دعم هاريس
  • البيت الأبيض: لا توافق حتى الآن على هذه المسألة ضمن الاتفاق المُرتقب
  • التزييف العميق يستهدف الانتخابات الأميركية.. تحذيرات وحلول
  • روسيا ترد على استهداف قناة آر.تي بإجراءات ضد وسائل الإعلام الأميركية