مزاعم موت بايدن وهاريس ليست أميركية.. نظريات مؤامرة تجتاح الإنترنت
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
غذت محاولة اغتيال الرئيس السابق، دونالد ترامب، نظريات مؤامرة واسعة عبر الإنترنت، لتشتعل من جديد عقب إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، انسحابه من السباق الرئاسي، وفق ما نقلته وسائل إعلام أميركية.
"وسط دعوات قصيرة ومتفرّقة للتحضّر"، انتشرت موجة من الغضب والانتقادات والاتهامات ونظريات المؤامرة عبر الإنترنت، أججتها حملة تضليل وتعليقات تحض على الكراهية موجهة للمرشحة الرئاسية ونائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".
ونوهت الصحيفة إلى أن أكثر من واحدة من كل 10 منشورات ذكرت هاريس على موقع أكس يوم الأحد تضمنت هجمات عنصرية أو جنسية، وفقا لموقع PeakMetrics، الذي يتتبع النشاطات عبر الإنترنت. وتضمنت ادعاءات كاذبة حول عرقها وما إذا كانت غير مؤهلة للترشح للرئاسة لأنها ليست مواطنة، وأوضحت الصحيفة أنها مواطنة بالفعل ولها الحق في الترشح.
وعقب إطلاق النار على ترامب خلال كلمة ألقاها في تجمع انتخابي في 13 يوليو الحالي، توجه المستخدمون فورا لمنصات وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة المزيد عما يحصل أو لتغذية نظريات المؤامرة.
وقدمت الصحيفة مثالا على ذلك، صاحب منصة "أكس" إيلون ماسك الذي قال في تغريدة عقب ساعات فقط من محاولة اغتيال ترامب: "انعدام شديد في الكفاءة أو أنه كان متعمدا".
وذكرت الصحيفة أن المعلومات المضللة على أكس وفيسبوك وتيك توك وإنستغرام تم تضخيمها من خلال حسابات غير موثَّقة، باستخدام روبوتات تنشر ادعاءات مضللة باستخدام وسوم تزعم أن عملية الاغتيال كانت مدبرة.
شركة Cyabra، وهي شركة استخبارات لوسائل التواصل الاجتماعي ومقرها تل أبيب، كانت قد وجدت أن ما يقرب من نصف الحسابات التي قدمت هذه الادعاءات كانت مزيفة، وأنها حظيت بأكثر من 400 ألف تفاعل، مثل إعادة النشر أو الإعجابات، مع المستخدمين.
ووجدت الشركة الظاهرة ذاتها بعد انسحاب بايدن من الانتخابات الرئاسية، "مما يشير إلى حملة منسقة للترويج للسيد ترامب وتشويه سمعة السيد بايدن"، بحسب تعبير "نيويورك تايمز".
ونوهت الصحيفة إلى وجود ارتفاع ملحوظ في استخدام منصات التواصل الاجتماعي التي يغلب عليها المنتمون للحزب الجمهوري، مثل "سوشال تروث" و"رامبل" و"بارلور".
وذكرت أن المواقع التي لم تشهد أي تغيير تقريبا في حركة المستخدمين هما فيسبوك وثريدز، وكلاهما مملوك لشركة "ميتا" التي اتخذت "قرارا واعيا بالتركيز بشكل أقل على المحتوى السياسي"، وفق تعبير الصحيفة.
أما منصات أخرى، مثل أكس وتيليغرام وغاب ورامبل "حرصت على كونها ملاذات للخطاب السياسي غير المفلتر، تشارك أكس الآن الإيرادات مع المستخدمين البارزين الذين يشجعون التفاعل مع النظام الأساسي، مما يوفر حافزا للمحتوى المثير"، وفق "نيويورك تايمز".
وفي تقرير مشابه ذكر موقع "الإذاعة الوطنية العامة" أن.بي.آر أن بعض نظريات المؤامرة التي ركز عليها مستخدمون مثل تشارلي كيرك من مؤسسة تيرننغ يوث المحافظة، والناشطة اليمنية لورا لوومر، رجحا، دون أي دليل، أن بايدن قارب على الموت أو أنه قد مات بالفعل.
بينما أثار آخرون غيرهم، بينهم الملياردير بيل أكمان، الشكوك بشأن رسالة بايدن التي أعلن فيها انسحابه من السباق، وزعم، دون دليل، أن توقيعه أسفل الرسالة مزوَّر.
وتكهن السياسيون الجمهوريون، بما في ذلك النائبة الأميركية لورين بويبرت من كولورادو، عن سبب عدم ظهور بايدن علنًا منذ الإعلان. وخرج الرئيس يوم الثلاثاء من منزله الشاطئي في ديلاوير حيث كان معزولا أثناء تعافيه من كوفيد-19.
ولا يزال آخرون من اليمين يصورون خطوة بايدن على أنها ليست خطوة له على الإطلاق، بل أنها "انقلاب مناهض للديمقراطية دبرته قوى غامضة" بما في ذلك جورج سوروس، وهو هدف متكرر لنظريات المؤامرة. "ومن خلال القيام بذلك، فإنهم يشككون في شرعية ترشيح نائبة الرئيس هاريس وفي نهاية المطاف، على الانتخابات ككل"، وفق تعبير الموقع.
وقال المرشح لمنصب نائب الرئيس ضمن حملة ترامب، جي دي فانس، في تجمع انتخابي بأوهايو، الاثنين: إن "فكرة اختيار مرشح الحزب الديمقراطي لأن جورج سوروس وباراك أوباما واثنين من نخبة الديمقراطيين دخلوا غرفة مليئة بالدخان وقرروا رمي جو بايدن في البحر، ليست هذه هي الطريقة التي تسير بها الأمور".
وحتى بعد أن ألقى بايدن كلمة عبر الهاتف لحدث كانت ترعاه هاريس، الاثنين، زعم بعض المستخدمين مباشرة أنه لم يكن صوت بايدن الحقيقي، بل أنه تم توليده عبر تقنية التزييف العميق.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: نظریات المؤامرة
إقرأ أيضاً:
اللغة التي يفهمها ترامب
ما اللغة التى يفهمها الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، وكذلك رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو؟!
الأول يفهم لغة المصالح، والثانى يفهم لغة القوة، والاثنان لا يفهمان بالمرة لغة القانون الدولى وحقوق الإنسان والمحاكم الدولية وقرارات الشرعية الدولية.
هل معنى ذلك أن الرؤساء الأمريكيين، وكذلك رؤساء الوزراء الإسرائيليون السابقون كانوا ملائكة ويقدسون لغة القانون والشرعية الدولية؟!
الإجابة هى لا. جميعهم يفهمون ويعرفون لغة القوة والمصالح، لكن تعبيرهم عن ذلك كان مختلفا وبدرجات متفاوتة، وكانوا دائمًا قادرين على تغليف القوة الخشنة بلمسات ناعمة وقفازات حريرية ملساء والقتل والتدمير بعيدًا عن كاميرات وعيون الإعلام. والدليل أن المذابح والمجازر الإسرائيلية مستمرة منذ عام 1948 حتى الآن، وخير مثال لذلك كان رئيس الوزراء الأسبق شيمون بيريز.
نعود إلى ترامب ونقول إنه يصف نفسه أحيانًا بأنه مجنون ومن يعرفه يقول عنه إنه يصعب التنبؤ بأفعاله، وأنه لا ينطلق من قواعد معروفة. هو لا يؤمن بفكرة المؤسسات، والدليل أنه همش حزبه الجمهورى، وهمش وسائل الإعلام وتحداها. كما يزدرى المؤسسات الدولية، بل إنه ينظر مثلًا إلى حلف شمال الأطلنطى باعتباره شركة مساهمة ينبغى أن تعود بالعوائد والأرباح باعتبار أن الولايات المتحدة هى أكبر مساهم فى هذه الشركة أو الحلف.
تقييم ترامب لقادة العالم يتوقف على قوتهم وجرأتهم وليس على التزامهم بالأخلاق والقيم والقوانين.
حينما علق على خبر قيام إيران برد الهجوم الإسرائيلى، نصح إسرائيل بتدمير المنشآت النووية الإيرانية، وقبل فوزه بالانتخابات الأخيرة نصح نتنياهو أن ينهى المهمة فى غزة ولبنان بأسرع وقت قبل أن يدخل البيت الأبيض رسميًا فى 20 يناير المقبل.
وإضافة إلى القوة، فإن المبدأ الأساسى الذى يحكم نظرة وقيم ومبادئ ترامب هو المصلحة. ورغم أنه يمثل قمة التيار الشعبوى فى أمريكا، والبعض يعتبره زعيم التيار المحافظ أو اليمين المتطرف، فلم يعرف عنه كثيرًا تعصبه للدين أو للمبادئ. هو يتعصب أكثر للمصالح. وباعتباره قطبًا وتاجر عقارات كبير، فإن جوهر عمله هو إنجاز الصفقات.
وانطلاقًا من هذا الفهم فإنه من العبث حينما يجلس أى مسئول فلسطينى أو عربى مع ترامب أن يحدثه عن قرارات الشرعية الدولية أو الحقوق أو القانون الدولى. هو يعرف قانون المصلحة أو القوة أو الأمر الواقع.
ويحكى أن وزير الخارجية الأسبق والأشهر هنرى كسينجر نصح وزيرة الخارجية الأسبق مادلين أولبرايت قبل أن تلتقى الرئيس السورى الأسد، وقال لها: «إذا حدثك الأسد عن الحقوق والشرعية قولى له نحن أمة قامت على اغتصاب حقوق الآخرين أصحاب الأرض، وهم الهنود الحمر، وبلدنا تاريخها لا يزيد على 500 سنة، وبالتالى نؤمن بالواقع والقوة وليس القانون».
هذا هو نفس الفكر الذى يؤمن به ترامب، لكن بصورة خشنة وفظة. هو يتعامل مع أى قضية من زاوية هل ستحقق له منافع وأرباح أم لا.
وربما انطلاقًا من هذا المبدأ يمكن للدول العربية الكبرى أن تقدم له لغة تنطلق من هذا المبدأ. بالطبع هناك أهمية كبرى للحقوق وللشرعية وللقرارات الدولية والقانون الإنسانى، ومن المهم التأكيد عليها دائمًا، لكن وإضافة إليها ينبغى التعامل مع ترامب باللغة التى يفهمها. أتخيل أن اللجنة الوزارية المنبثقة عن القمة العربية الإسلامية يمكنها أن تتفاوض مع ترامب بمجرد بدء عمله فى البيت الأبيض. بمنطق أنه إذا تمكن من وقف العدوان الإسرائيلى على فلسطين ولبنان فسوف تحصل بلاده على منافع مادية محددة، أما إذا أصرت على موقفها المنحاز?فسوف تخسر كذا وكذا.
بالطبع هذا المنهج يتطلب وجود حد أدنى من المواقف العربية الموحدة، ولا أعرف يقينًا هل هذا متاح أم لا، وهل هناك إرادة عربية يمكنها أن تتحدث مع الولايات المتحدة وإسرائيل بهذا المنطق الوحيد الذى يفهمونه أم لا؟
الإجابة سوف نعلمها حتمًا فى الفترة من الآن حتى 20 يناير موعد دخول ترامب إلى البيت الأبيض
خصوصًا أن تعيينات ترامب المبدئية كلها لشخصيات صهيونية حتى النخاع، وهى إشارة غير مبشرة بالمرة.
أما عن نتنياهو فكما قلنا فهو لا يفهم إلا لغة القوة. وقوته وقوة جيشة وبلاده مستمدة أولًا وثانيًا وثالثًا وعاشرًا من قوة الولايات المتحدة، وبالتالى سنعود مرة أخرى إلى أن العرب والفلسطينيين يقاتلون أمريكا فعليًا وليس إسرائىل فقط.
(الشروق المصرية)