إقبال متزايد على كتاب "الأزهر والقضية الفلسطينية" بـمعرض الإسكندرية
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
شهد جناح الأزهر الشريف بـمعرِض الإسكندرية الدولي للكتاب، في دورته الـ ١٩ لزواره؛ إقبال متزايد من الشباب على كتاب "الأزهر والقضية الفلسطينية"، والذي يقدمه مجمع البحوث الإسلامية في ٤ مجلدات تضم العديد من الأبحاث التي نشرت في مؤتمرات عقدت في الأزهر الشريف لهذه القضية وما يتعلق بها.
ولأن فلسطين حاضرة في قلب الأزهر، وانطلاقًا من الأحداث الجارية في غزة، وما يحدث لإخواننا من ممارسات دائمة لأعمال إبادة وتدمير واعتداءات على شعب أعزل أبيّ، لم يعرف التاريخ الإنساني مثيلا لها ودأب عليها الصهاينة ويشهدها العالم كل يوم؛ كان الأزهر حاضرا وناصرا لغزة وأهلها، موجها بالعمل على انتقاء مجموعة من الأعمال العلمية، التي تسهم في تبصير الأجيال الموجودة بالقضية الفلسطينية وأبعادها، وواجب الأمة نحوها، خصوصا وأن هذا العدو يزعم أن القضية الفلسطينية لم تعد تشغل بال شباب العرب والمسلمين، ولكن الواقع أثبت كذبه وبهتانه.
ويقع الكتاب في ٤ مجلدات، يشتمل المجلد الأول على البحوث التالية: "الجهاد" لفضيلة الدكتور/ عبد الحليم محمود، "بشائر عن معركة المصير بين المسلمين وإسرائيل"، لسماحة الأستاذ الشيخ/ نديم الجسر، "إرادة القتال في الجهاد" للسيد اللواء الركن محمود شيت خطاب، "الجهاد طريق النصر" لفضيلة الأستاذ الشيخ/ عبد الله غوشة، "الجهاد في الإسلام" لفضيلة الأستاذ الشيخ/ محمد عبد اللطيف السبكي، "الجهاد بالمال في نظر الإسلام" لفضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الله ماضي، "الجهاد والاستشهاد في سبيل الله والتولي يوم الزحف" للفريق عبد الرحمن محمد أمين، "العمل الفدائي في نظر الإسلام" للسيد الأستاذ/ عبد الله كنون.
ويتناول المجلد الثاني البحوث التالية: "مكانة بيت المقدس في الإسلام" للأستاذ/ عبد الحميد حسن، "مكانة بيت المقدس في الإسلام"، للأستاذ الدكتور/ إسحاق موسى الحسيني، "مكانة القدس في الإسلام" لفضيلة الأستاذ الشيخ/ عبد الحميد السايح، "جوهر القضية الفلسطينية" للدكتور/ كامل الباقر، "المسلمون واسترداد بيت المقدس" لفضيلة الإمام الأكبر الدكتور/ محمد محمد الفحام، "الجانب الإسلامي من القضية الفلسطينية" للأستاذ الدكتور/ إسحاق موسى الحسيني، "(الكلمة) و(الحركة) ودورهما الأساسي في نهضة المسلمين" للسيد الوزير/ إبراهيم الطحاوي، "واجب المسلمين نحو بيت المقدس" للأستاذ الدكتور/ إسحاق موسى الحسيني، "الإسلام ووحدة العرب" لفضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد عبد الله ماضي، "واجب المسلمين نحو مشكلات الاحتلال الصهيوني بعد استنفاد الجهود السلمية" لسماحة الأستاذ الشيخ/ عبد الحميد السايح، "قضية فلسطين وواجب المسلمين" للسيد الأستاذ/ صالح مسعود بويصير، "قضية فلسطين وأحوال المسلمين" للسيد الأستاذ/ عبد الله الشيخلي.
فيما يستعرض المجلد الثالث البحوث التالية:
"فلسطين وإسرائيل" للأستاذ الدكتور/ إسحاق موسى الحسيني، "اليهود كما تحدث عنهم القرآن الكريم" لفضيلة الأستاذ الشيخ/ عبد الستار السيد، "الإسراء وفلسطين ودولة اليهود" للشيخ/ أسعد التميمي، موقف اليهود من الإسلام والمسلمين ونبي الإسلام ﷺ للأستاذ/ محمد عزة دروزة، "دور اليهود في العدوان على قاعدة الإسلام في المدينة" للوزير الدكتور/ عبد العزيز كامل، "موقف اليهود من الإسلام والمسلمين في العصر الأول" لفضيلة الأستاذ الشيخ/ عبد الحميد الديباني، "موقف اليهود من الإسلام والمسلمين في العصر الأول" لفضيلة الأستاذ الشيخ / عبد الله المشد، "اليهود في العصور الوسطى - دراسة مقارنة بين الشرق والغرب" للدكتور / عبد الفتاح عاشور، "الدين والدولة في إسرائيل" لفضيلة الأستاذ الدكتور/ محمد البهي.
في حين يشتمل المجلد الرابع والأخير على البحوث التالية: "الصهيونية العالمية ومأساة فلسطين العربية" للأستاذ/ وفيق القصار، "الصهيونية وفلسطين" للدكتور/ سيد نوفل، "العنصرية أساس قيام إسرائيل" للأستاذ الدكتور إسحاق موسى الحسيني، "العنصرية أساس قيام إسرائيل" للأستاذ الدكتور حسن ظاظا، "جرائم الصهيونية ضد القرآن الكريم" للأستاذ الدكتور/ أحمد إبراهيم مهنا، "عدوان اليهود على المقدسات الدينية" لفضيلة الأستاذ الشيخ عبد الحميد السايح، "محنة حقوق الإنسان في إسرائيل" للأستاذ وفيق القصار، "محنة حقوق الإنسان في إسرائيل" للدكتور مصطفى الرافعي،"إسرائيل كركيزة للاستعمار بين المسلمين" للأستاذ الدكتور/ حسن ظاظا، "أهداف إسرائيل التوسعية في البلاد العربية" للواء الركن محمود شیت خطاب، "دور الاستعمار في تمزيق الكيان الإسلامي" للأستاذ الشيخ/ محمود صبحي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: جناح الأزهر بمعرض الإسكندرية للكتاب الازهر الشريف القضية الفلسطينية الأزهر والقضية الفلسطينية مجمع البحوث الاسلامية القضیة الفلسطینیة للأستاذ الدکتور عبد الحمید بیت المقدس فی الإسلام عبد الله
إقرأ أيضاً:
محمد غنيم يكتب: مع الشيخ محمد رفعت
بعد أن فقد بصره وهو ابن ثلاث سنوات سأل والده: "متى النهار يطلع يا بابا؟"، فبكى الأب بحرقة وقال "سترى بقلبك يا بني أكثر مما ترى بعينيك"، لم يعرف الأب وقتها أن صوت ابنه سيكون كالشمس في تاريخ مصر، لا يبدأ النهار إلا بسماعه عندما تشير عقارب الساعة إلى تمام السابعة صباحا.
إنه الشيخ محمد رفعت -رحمه الله- الذي تلاحم صوته مع نسيج الوعي المصري ووجدانه، فأراد الله أن يحيا صوت الشيخ رفعت في مناسبتين، الأولى طوال العام عند الساعة السابعة صباحا عبر أثير إذاعة القرآن الكريم، هذا الوقت الذي يتعلق بذاكرة كل مصري أثناء ذهابه إلى المدرسة ونزوله إلى عمله صباحًا، إذا سمع صوت الشيخ رفعت أدرك أن الشمس قد أشرقت إيذانًا بميلاد يوم جديد مصحوب بصوت الشيخ محمد رفعت.
وأما الثانية فطوال شهر رمضان المبارك مع أذان المغرب، هذا الأذان الذي إن سمعه المصريون في أي وقت استشعروا بنسمات شهر الصيام، ارتبط أذان الشيخ محمد رفعت بالإعلان عن وقت الإفطار كل يوم في رمضان، فأصبح له خصوصية يتفرد بها عن أي أذان آخر.
الشيخ محمد رفعت هذا الصوت الملائكي الخالد الذي تجددت فيه معجزة القرآن، إلا أن التسجيلات التي وصلتنا لم توفه حقه، ذلك لأن أغلب التسجيلات كانت قديمة تحتاج إلى ترميم وإصلاح، فغير المونتاج الصوتي شيئا من حقيقة صوت الشيخ رفعت، والأمر الثاني أن التسجيلات بدأت في فترة مصاحبة المرض لهذا الصوت، كما قال موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب في إحدى لقاءاته إن تسجيلات الشيخ محمد رفعت تحمل تأثير مرضه وكأنك تسمع صوتا جميلا لكن عليه مسحة من المرض، وذكر أن تسجيل سورة مريم هو الذي يعطي بعضا من صوت الشيخ رفعت في اكتماله وشبابه ومقدرته.
في حي المغربلين بمنطقة الدرب الأحمر ولد الشيخ محمد رفعت سنة 1882 لأب يعمل ضابط شرطة بقسم الخليفة، وأم طيبة ترعى بيتها وتقوم على شئون الزوج والأولاد، واسم محمد رفعت هو اسم مركب أما والده فاسمه محمود رفعت وهو اسم مركب أيضًا، ولأن كل إنسان منا يسير إلى قدره المكتوب في الحياة، فقد واجه الشيخ محمد رفعت مصيره في الحياة مبكرا، المأساة الأولى عندما فقد بصره وهو في الثالثة أو الرابعة من عمره، والمأساة الثانية عندما فقد والده وهو ابن تسع سنوات.
ولأن في المنع عطاء، وفي كل محنة منحة، فكانت المأساة الأولى هي سبب العطاء الأعظم في حياة الشيخ محمد رفعت بعد أن قرر والداه أن يهباه للقرآن، وأتم حفظ القرآن وتجويده وهو طفل صغير في مسجد فاضل باشا، والذي عين فيه قارئا للسورة يوم الجمعة إلى أن أقعده المرض، وأما المأساة الثانية فكانت السبب في أن يتحمل الشيخ رفعت مسئولية أسرته الصغيرة المكونة من أمه وخالته وأخيه الأصغر بعد أن أصبح هو العائل الوحيد لهم، وظل على هذا الحال حتى ذاع صيته وأصاب سحر صوته كل من سمعه وتأثر به.
الشيخ محمد رفعت هو معجزة القرن العشرين في تلاوة القرآن الكريم، كان لصوته مفعول السحر على مستمعيه، فلا تسمع تلك الصيحات أثناء تلاوته كما يحدث في السرادقات مع قراء اليوم، ولكن طريقة قراءة الشيخ رفعت بما فيها من هيبة ووقار وإبهار كانت تجعل المستمعين لا يحركون ساكنا، يخشعون رهبة وإجلالا لعِظم ما يُقرأ عليهم.
تقليد الشيخ رفعت يحتاج لإمكانيات صوتية خاصة ولطبقة صوت اختص بها الله الشيخ رفعت، فيصعب جدا تقليده، تمتع الشيخ رفعت بصوت ماسي حاد جدا رنان كأنه الياقوت والمرجان، وبصوت عميق عريض جدا كأنه زئير الأسد في أدنى طبقات صوته، والعجيب أن في علو صوت الشيخ رفعت وهبوطه لا يشعر المستمع بأنه ينتقل بين القرار والجواب فهو يقرأ بطريقة السهل الممتنع، يلون الآيات بصوته وبما يناسب كل آية، فالموهبة وحدها لا تكفي، ولكنها تحتاج لذكاء يوظفها بطريقة صحيحة، والشيخ محمد رفعت وهبه الله من الذكاء الفطري والبصيرة الربانية ما جعله يقرأ القرآن بوعي وتدبر وذكاء.
عاش الشيخ محمد رفعت واهبًا حياته لخدمة القرآن الكريم ينشر صوته في كل مكان ويلبي الدعوات بعفة نفس خدمة للقرآن، لم يكن طالب مال ولا شهرة أو جاه، ترك لأبنائه ساعة يد وروشتة طبيب ومصحفًا، كما أخبر بذلك ابنه الأكبر محمد رحمه الله، وأصيب الشيخ رفعت بمرض الزغطة الذي اتضح أنه سرطان الحنجرة، فتوقف عن القراءة سنة 1943 بعد أن حبسه المرض وهو يقرأ ولم يخرج صوته في بعض الآيات فسكت ثم غادر المسجد وسط بكاء كل الحاضرين، وظل يعاني من هذا المرض الذي فشل الطب في علاجه، كان راضيا صابرا ولم يسخط، وفي يوم التاسع من مايو سنة 1950 أخذ يردد (الحمد لله) ويسأل زوجته عن أولاده، ويقول (الحمد لله) ثم فاضت روحه إلى رب العالمين، ليترك لنا صوتا لم ينطفئ يومًا، هذا الإرث الذي يشهد له بما قدمه في حياته لخدمة القرآن وإيصال رسالته، رحم الله قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت.