كيفية التعايش مع سرطان الثدي النقيلي
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
سرطان الثدي النقيلي (MBC)، المعروف أيضًا باسم سرطان الثدي في المرحلة الرابعة، هو شكل من أشكال سرطان الثدي الذي انتشر خارج الثدي والغدد الليمفاوية القريبة إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل العظام أو الكبد أو الرئتين أو الدماغ.
ووفقًا لدراسة أجريت عام 2019 في مجلة Journal of Global Oncology، هناك حالات تكرار حيث يصاب 30٪ من المرضى بالورم الخبيث أثناء رعاية المتابعة.
ومع ذلك، هناك حالات، في وقت التشخيص الأول، كان السرطان قد انتشر بالفعل وانتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، أي أن السرطان بالفعل في المرحلة الرابعة.
ويحدث هذا في نحو 6% من حالات سرطان الثدي النقيلي، وفقًا لدراسة أجريت عام 2023 في مجلة Frontiers of Oncology Journal.
عند مواجهة تشخيص سرطان الثدي النقيلي، يواجه المرضى ومقدمو الرعاية الصحية (HCPs) مجموعة واسعة من خيارات العلاج.
في حين أن الهدف الأساسي غالبًا ما يكون الحد من تطور السرطان، فمن المهم أيضًا التركيز على البقاء على قيد الحياة بشكل عام.
وهذا لا ينطوي على إطالة العمر فحسب، بل يشمل أيضًا تحسين جودته، إن اعتماد هذا النهج الشامل يضمن أن خيارات العلاج المتخذة اليوم تساهم في مستقبل حيث يمكن للمرضى تجربة نوعية حياة أفضل.
كيفية التعايش مع سرطان الثدي النقيليالبقاء على قيد الحياة لا يقتصر فقط على إطالة الحياة؛ يتعلق الأمر أيضًا بالتأكد من أن الحياة الممتدة مرضية، ويتضمن اختيار العلاج المناسب لسرطان الثدي النقيلي أكثر من مجرد تقييم الفعالية الفورية.
يحتاج المرضى والطبيب إلى النظر في القيمة طويلة المدى لخيارات العلاج، وتشمل الأسئلة الرئيسية التي يجب وضعها في الاعتبار ما يلي:
كيف سيؤثر هذا العلاج على حياتي اليومية؟ ما هي الآثار الجانبية المحتملة؟ فهل يسمح لي هذا بالحفاظ على صحتي الجسدية والعاطفية؟ هل سأتمكن من رؤية أطفالي وهم ينهون دراستهم؟ هل سأتمكن من الزواج؟ أم هل سأحقق أهدافي؟
يجب أن تهدف العلاجات إلى تقليل الآثار الضارة التي يمكن أن تقلل من نوعية حياة المريض، مثل إدارة الألم والتعب والاضطراب العاطفي، وهي أمور شائعة بين مرضى السرطان.
لقد أدى التقدم في الأبحاث الطبية إلى تقديم خيارات علاجية مختلفة تتجاوز العلاجات التقليدية، وتشمل هذه العلاجات المستهدفة المتقدمة، والعلاجات المناعية، والعلاجات الهرمونية، والطب الشخصي، والتي يمكن أن تقدم نتائج أفضل مع آثار جانبية أقل.
على سبيل المثال، أصبحت العلاجات المساعدة المتقدمة قابلة للتطبيق بشكل متزايد، تم تصميم هذا النوع من العلاج لاستهداف الخلايا السرطانية على وجه التحديد ومنع تكاثرها، مما يمنع تكوين خلايا سرطانية جديدة.
من خلال استهداف تعديلات جزيئية أو وراثية محددة، يمكن للعلاج المتقدم تعطيل مسارات الإشارات الأساسية لنمو الخلايا السرطانية وانتشارها مما يقلل من خطر تكرار المرض مقارنة بالعلاج الكيميائي وحده، كما يتيح استكشاف هذه الخيارات للمرضى اتخاذ قرارات مستنيرة تتوافق مع أهدافهم الصحية طويلة المدى.
أظهرت الدراسات في مجلة النفسية والاجتماعية والسلوكية للسرطان (2019) ومجلة مكافحة السرطان (2023)، أن المرضى الذين يركزون على البقاء وجودة الحياة (QoL) يميلون إلى الحصول على نتائج إجمالية أفضل، ودمج خدمات الرعاية الداعمة مثل استشارات التغذية والعلاج الطبيعي والدعم النفسي يمكن أن يعزز تجربة البقاء على قيد الحياة بشكل كبير.
إن اتخاذ قرار العلاج الصحيح في الوقت المناسب أمر بالغ الأهمية، التدخل المبكر مع العلاج الأكثر فعالية يمكن أن يؤدي إلى نتائج أفضل.
ومع ذلك، من المهم أيضًا إعادة تقييم خطط العلاج بانتظام وتعديلها حسب الحاجة، كما يضمن هذا النهج التكيفي أن يظل العلاج متوافقًا مع الحالة الصحية المتطورة للمريض وتفضيلاته الشخصية.
في حين أن الحد من انتشار السرطان أمر ضروري، فإن الأهداف النهائية لعلاج سرطان الثدي يجب أن تكون البقاء على قيد الحياة بشكل عام ونوعية الحياة، ويتطلب تحقيق هذه الأهداف اتباع نهج شامل يعالج الجوانب الجسدية والعاطفية والاجتماعية للعيش مع السرطان وما بعده.
وتدعم الأبحاث أن التركيز على البقاء على قيد الحياة بشكل عام يمكن أن يؤدي إلى تحسين النتائج الصحية ورضا المرضى.
ومن خلال إعطاء الأولوية للعلاجات التي تقدم فوائد طويلة الأمد وتأخذ في الاعتبار رفاهية المريض الشاملة، يمكننا تحويل تجربة رعاية مرضى السرطان بشكل عام.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: بشکل عام یمکن أن
إقرأ أيضاً:
العلاج بالقراءة.. كيف يمكن للكتب أن تشفي القلوب المتعبة؟
في عصر يزداد فيه التوتر والقلق كل يوم بين الملايين من البشر، يبحث الكثيرون عن وسائل بسيطة، متاحة وفعّالة، للتعافي النفسي والتحسُّن. وفي واحد من هذه الأساليب التي عادت إلى الواجهة في الآونة الأخيرة، العلاج بالقراءة أو "بيبليوثيرابي" (Bibliotherapy)، حيث يتم استخدام الكتب والمواد المقروءة كوسيلة علاجية مساعدة لتخفيف الأعراض، وتحفيز اكتساب المهارات الحياتية الجديدة للمواجهة والتأقلم، وتطوير الشعور بالمعنى والانتماء. ولكن كيف يمكن للكتب أن تفعل كل هذا؟ وهل يمكنها أن تغنيك فعلا عن زيارة الطبيب النفسي؟
ما هو العلاج بالقراءة؟العلاج بالقراءة هو شكل من أشكال العلاج بالفنون الإبداعية، حيث يُستخدم الأدب لتحسين حياة المصابين من خلال توفير المعلومات والدعم والتوجيه والمساندة، وأحيانا القصة أو السياق لتعزيز الشعور بالأُنس والمشاركة، وذلك من خلال قراءة الكتب والقصص والأعمال الأدبية المختلفة.
وترجع فعالية هذه التقنية إلى قدرة الكتب، وغيرها من المواد المكتوبة، أن تؤثر على المشاعر الإنسانية، إذ توفر الحكمة والتواصل العاطفي والبصيرة والراحة والشعور بالتشارك والعون والانتماء.
وعند التعامل مع حالات مثل القلق والاكتئاب أو المعاناة من الحزن، قد يكون من الصعب أحيانا فهم ما يحدث في عقلك وجسدك، خاصة إذا لم تكن لديك أي تجربة أخرى للمقارنة بها. لذلك يكون العلاج بالقراءة هو وسيلة للمساعدة في سد هذه الفجوة. وعادة ما تتحقق النتيجة المثلى عند مزج هذا الخيار بالعلاج النفسي المتخصص مع خبير في الصحة النفسية والعقلية.
إذ يُعتقد أن قراءة أعمال أدبية محددة، والتحدث عنها مع المعالج النفسي (أو في جلسات العلاج الجماعي)، يساعد المرضى على فهم وجهات نظر مختلفة عن وجهات نظرهم، وفهم الماضي الصعب أو الأعراض المزعجة، أو الشعور بالأمل والرضا والتعاطف. وبشكل أعم، يُعتقد أيضا أن القراءة تُحسّن احترام الذات والوعي الشخصي بالنفس والشعور بالكفاءة والقيمة والمعنى.
هناك أنواع عديدة من العلاج بالقراءة يُمكن استخدامها، سواء بترشيح ومتابعة من الأطباء النفسيين، أو بصورة فردية ومستقلة. وهي:
إعلان1- العلاج الإبداعي بالقراءة: والذي يُجرى غالبا في إطار جماعي، مثل نادي القراءة والكتاب، حيث تُقرأ القصص والروايات وتُناقش من قِبل المجموعة، مما يسهم في فهم واستنباط المشاعر والمخاوف والأفكار.
2- العلاج التنموي بالقراءة: والذي يُستخدم في البيئات التعليمية، وكذلك من قِبل الآباء أحيانا لشرح قضايا الطفولة والمراهقة لأطفالهم بشكل عميق وسلس، مثال: عندما يمنح الأبوان طفلهما المراهق كتيبا عن البلوغ أو التنمر وغير ذلك.
3- العلاج الوصفي بالقراءة: والذي يستخدم كتب المساعدة الذاتية والتحليل النفسي، سواءً في بيئة سريرية مع متخصص صحة نفسية أو بشكل فردي في المنزل، للمساعدة في تعديل أنماط التفكير والمشاعر والأفعال وتغيير أنماط السلوك.
4- العلاج بالمراجع العلاجية: والذي يُستخدم مع أنواع العلاج النفسي المتخصصة (مثل التحليل النفسي والعلاج السلوكي المعرفي) لإدارة المشكلات النفسية مع الطبيب أو المراجع.
كيف يمكن الاستفادة؟لطالما ارتبطت القراءة بالتأثير الإيجابي على المزاج والصحة النفسية بشكل عام، وابتداء من القرن الـ20، بدأ علماء النفس بإجراء أبحاث حول الفوائد المحتملة للعلاج بالقراءة بشكل خاص.
ووجدت الدراسات أن قراءة الكتب – وخاصة تلك التي تُقدم منظورا جديدا أو تُخرج القارئ من منطقة راحته – تُعزز التعاطف والتسامح مع الآخرين، وتُنمّي مهارات التعامل مع الآخرين، مثل القدرة على فهم مشاعرهم.
ففي السياق العلاجي، يُنظر إلى العلاج بالكتب على أنه فعال لأنه يُتيح للمرضى منفذا إضافيا للتغلب على مشاكلهم، ويُساعد الفرد على إدراك أنه ليس وحيدا في صراعاته، خاصة وأن معظم من يعانون من الاكتئاب والقلق يعتقدون أنهم يعانون بشكل فريد وأنهم يعانون من خطب ما لا يشاركهم فيه سواهم.
لذلك يمكن تطبيق العلاج بالكتب على المرضى الذين يعانون من القلق، أو الاكتئاب، أو اضطرابات المزاج الأخرى، أو أولئك الذين يعانون من الصدمات النفسية أو الإدمان، أو أولئك الذين يمرون بتجارب حزن، أو طلاق، أو تحديات أخرى متعلقة بالعلاقات.
على سبيل المثال، قد يوصي المعالج المتخصص في الصدمات النفسية برواية تتناول شخصية عانت من إساءة معاملة في طفولتها. بعد ذلك، يقرأ المريض الكتاب في وقت فراغه، وعند العودة إلى العلاج، يُناقش الكتاب أو التمرين ويُستخدم كنقطة انطلاق لاستكشاف آليات التأقلم عند الشخص وكيف يمكن تطويرها، والتاريخ الشخصي للصدمات، أو عوامل أخرى ذات صلة بالتجربة العلاجية والكتاب معا.
كذلك، يمكن للعلاج بالقراءة أن يساعد في إعادة الهيكلة المعرفية. إذ من خلال قراءة قصص تواجه فيها الشخصيات تحديات معينة، أو تتعلم آليات التكيف، أو تكتشف وجهات نظر جديدة، يمكن للناس اكتساب رؤى جديدة حول حياتهم.
وبالتالي قد يساعد العلاج بالقراءة على تغيير أنماط التفكير، خاصةً عندما تُقدم كتب المساعدة الذاتية تقنيات سلوكية معرفية أو إستراتيجيات لليقظة الذهنية.
هل هو بديل للعلاج النفسي المتخصص؟العلاج بالقراءة ليس بديلا عن العلاج المهني، لكنه قد يكون ممارسة تكميلية مثالية وفعالة. فقد أظهرت الأبحاث أن القراءة يمكن أن تساعد الأفراد على التعامل بشكل أفضل مع الصدمات والضغوط والتحديات اليومية من خلال تشجيعهم على الاستفادة من نقاط قوتهم، وتعزيز شعورهم بهويتهم الذاتية، وتقوية شبكات الدعم الاجتماعي لديهم.
إعلانأظهرت دراسة أجريت عام 2021 على طلاب الجامعات بأميركا، أنه يمكن استخدام القراءة كنهج علاجي للصحة النفسية، حيث يمكن أن يقلل من أعراض الاكتئاب ويحسن الرفاهية العامة.
كما يُعد العلاج بالقراءة مفيدًا بشكل خاص لمن يجدون التواصل اللفظي أكثر صعوبة. فالقراءة توفر طريقة أكثر خصوصية وشخصية لاستكشاف المشاعر الصعبة.
إذا كنت مهتما بتجربة العلاج بالقراءة، فهناك عدة طرق للبدء. يمكنك البدء مثلا بتصفح الكتب التي تركز على مواضيع ذات صلة باحتياجاتك العاطفية أو النفسية.
على سبيل المثال، إذا كنت تعاني من القلق، فقد تجد كتابا للمساعدة الذاتية حول تقنيات الاسترخاء، أو رواية ذات شخصية تتغلب على تحديات مماثلة مناسبا لك.
أو يمكنك العمل مع معالج مُدرّب على العلاج بالقراءة، والذي يُمكنه مساعدتك في اختيار مواد القراءة الأنسب لك. إذ يُدمج العديد من المعالجين العلاج بالقراءة في ممارساتهم، مُقدّمين توصيات مُخصصة للقراءة كجزء من خطة علاجية أوسع.
كما يُمكن أن تُفيدك الموارد الإلكترونية، بما في ذلك المدونات والمنتديات المُتخصصة في العلاج بالقراءة، في اكتشاف الكتب المُتعلقة بتشخيص مُعين، أو في المُشاركة في نقاشات حول تأثير الأدب على الصحة النفسية.