العميد الركن د/ إبراهيم اللوزي لـ”الثورة”: عملية “يافا” نقلة نوعية في معركة إسناد غزة
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
تستمر القوات المسلحة اليمنية في عملياتها التصعيدية ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ضمن محور المقاومة للشهر العاشر على التوالي سواء من خلال منع السفن التجارية الذاهبة والعائدة من موانئ كيان الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة أو من خلال الهجمات العسكرية المباشرة على أراضي كيان العدو والتي كان آخرها عملية يافا المسماة إسرائيليا (تل أبيب) بطائرة مسيرة تحمل اسم (يافا) أيضا، حيث مثلت هذه العملية مفاجأة عسكرية غير متوقعة للعدو في اكثر مناطقه التي يعتبرها آمنة .
. فما دلالات وانعكاسات هذه العملية على مسار القضية الفلسطينية ومستقبل دولة الكيان؟ وتعتبر العملية تدشينا للمرحلة الخامسة من التصعيد كما أعلن عن ذلك قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير.
“الثورة” التقت بالعميد الركن الدكتور / إبراهيم اللوزي – خبير التحليل الأمني والاستراتيجي – المدير العام التنفيذي لمركز دار الخبرة للدراسات والتطوير.. وأجرت معه اللقاء التالي:
الثورة / مها موسى
بداية .. كيف تقرأون عملية يافا العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية؟
– تبرز أهمية هذه العملية من الناحية الجغرافية التي وصلت إليها الطائرة حيث انها أصابت معقل عاصمة الكيان المؤقت الذي يحاط بالكثير من الاحترازات الأمنية والدفاعات الجوية التي تعتبر الأحدث تقنيا على مستوى العالم بحسب ما يروج له العدو .
كما أنها أثبتت قدرة صنعاء على الوصول إلى أهداف حساسة داخل عاصمة الكيان تل أبيب فهذه العملية النوعية انتقالا صريحا من مرحلة الإسناد إلى مرحلة الاشتراك المباشر في الحرب
وفي المقابل أظهرت حجم الضعف الذي يعانيه كيان الاحتلال عقب عملية طوفان الأقصى المباركة، حيث كشفت هذه العملية حجم الإرباك الحاصل حاليا داخل المؤسسة العسكرية والأمنية للكيان من خلال ما سمعناه وشاهدناه وما تم تداوله من تعليقات حول العملية وقيام الكثير من القيادات بإلقاء اللوم والفشل والإخفاق على بعضهم البعض .
كيف أثرت هذه العملية على داخل الكيان الصهيوني المحتل ؟
– تسببت عملية «يافا» بحالة من الرعب الداخلي سينتج عنها اندفاع مواطني دولة الكيان إلى الخروج من دولة «فلسطين المحتلة» والمغادرة بحثا عن الأمان .. بالإضافة إلى أن هذه العملية ستؤثر على رجال المال والأعمال هناك حيث سيبدأون في التفكير بجدية في إعادة ترتيب أوراقهم الاقتصادية بعيداً عن العاصمة المخترقة التي باتت تفقد أمنها مع كل يوم في هذه الحرب وبشكل تصاعدي .
بالإضافة إلى زيادة حجم الضغط على المؤسسة العسكرية والأمنية داخل الكيان المؤقت، حيث باتت اليمن تشكل جبهة في ظل هذه الحرب المفتوحة داخل قطاع غزة، وتصاعد الأعمال العسكرية في جبهة لبنان، وتعاظم دور جبهة العراق وسوريا، كل هذا سيؤدي في حال استمراره بشكل تصاعدي وفاعل إلى استنزاف ثقيل ينتج عنه بحول الله فشل المؤسسة العسكرية للكيان الصهيوني الأمر الذي ستنتج عنه أولى خطوات زوال هذا الكيان .
ما دلالات توقيت وتسمية عملية «يافا» العسكرية بهذا الاسم ؟
– بالنسبة لأهمية التوقيت للعملية فهي في ظل تصاعد أعمال العدو العسكرية في قطاع غزة ورفح، تشكل ضغطا كبيرا عليه لمراجعة الكثير من الحسابات العسكرية في الميدان .
وبالنسبة لدلالات توقيت العملية على مستوى الداخل اليمني فهي مكافأة وهدية من السيد القائد وقيادة جيشنا المجاهد للشعب اليمني ليشفي صدورهم ويرفع معنوياتهم ويشكل لهم دافعاً أقوى لاستمرارية موقفهم الثابت في الساحات ودعما للعمل الجهادي.
كما ان دلالات توقيت العملية على الصعيد الخارجي تتمثل في عدة جوانب منها أن العملية أوجدت صدى مؤثراً ومسموعاً على المستوى العربي والإسلامي والدولي وهذا يعطي زخماً شعبياً كبيراً ومساندا للقضية الفلسطينية وفي نفس الوقت يشكل عامل ضغط على الحكومات العربية المتجاهلة لكوارث الحرب التي تحدث في قطاع غزة واستمرار جرائم العدو الغاصب هناك خاصة تلك الحكومات المطبعة والمتماهية مع الكيان الصهيوني في عدوانه على قطاع غزة .
أما بالنسبة لتسمية العملية بـ «يافا» فهي عبارة عن رسالة غير مشفرة للعالم اجمع وهو أن تسمية الطائرة المسيرة المنفذة للضربة باسم «يافا» لها دلالات عميقة تصل للجميع بأننا اعددنا العدة للوصول إلى قلب عاصمة الكيان الصهيوني وسنعمل على استعادتها بدءاً من استعادة الاسم إلى استعادة الجغرافيا.
وقد كشف السيد القائد في خطابه الأخير أن تسمية الطائرة باسم «يافا» كان اقتراحا من الإخوة في المقاومة الفلسطينية، وهذا يعكس مدى التنسيق والتواصل بين صنعاء وفصائل المقاومة الفلسطينية في هذه المعركة المصيرية.
كيف أثرت هذه العملية على الدول الموالية والمتحالفة مع كيان العدو وعلى مسار القضية الفلسطينية بشكل عام؟
هذه العملية العسكرية الهامة مثلما أرعبت تل أبيت هي أيضا أرعبت الكثير من المواليين لتل أبيب في المنطقة وخصوصاً دول العدوان على بلادنا، فالضربة التي حدثت في تل أبيب سيكون الصراخ والصدى لها في الرياض وأبوظبي .. بالإضافة إلى أن هذه العملية ستكون سبباً في أن تراجع دول كثيرة حساباتها في التعامل مع صنعاء سواء الدول الصديقة أو المعادية في نفس الوقت، كما اننا نرجح أن معظم هذه الحسابات ستكون بما يخدم الشأن اليمني .
كما أن هذه العملية ستؤثر بشكل كبير على العملية السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية حاليا، حيث يعتقد اللوبي الصهيوني هناك انه قدم ما يلزم للكيان المحتل الا انه وبعد هذه العملية فالمؤشرات تشير إلى استمرارية الإخفاق وهذا ما سينعكس على المعركة الانتخابية بين الحزب الديمقراطي الحزب الجمهوري حيث ان الأخير حتما سيعمل على توظيف هذه العملية ضمن دعايته الانتخابية .
أما بالنسبة للتأثير على المستوى الفلسطيني فإن هذه العملية إن شاء الله ستعطي زخما معنويا كبيرا للمقاتلين الفلسطينيين وتوصل لهم رسائل قوية بأن صنعاء ثابتة في موقفها معهم وتعمل بشكل جاد وتصاعدي لتنفيذ ضربات أقوى على كيان العدو.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة حلوان: مؤتمر "ضمان جودة التعليم" يمثل نقلة نوعية في مسيرة التطوير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان، فعاليات المؤتمر الدولي السابع الذي تنظمه الهيئة القومية لضمان جوده التعليم والاعتماد والذي افتتحه أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، نائبًا عن الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، والذي يقام هذا العام تحت شعار "جودة التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي “.
يناقش المؤتمر العديد من الموضوعات الهامة التي تتعلق بجودة التعليم المصري بجميع مراحله، وقضايا تدويل التعليم، ودور تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تحسين التعليم وضمان جودته، مُشيدًا بجهود هيئة ضمان الجودة في الربط بين التعليم والذكاء الاصطناعي، وهو توجه مُهم يحتاج إلى إعادة تشكيل منظومة التعليم العالي في مصر، من خلال التركيز على التكنولوجيا والابتكار والبحث العلمي، بِما يتلاءم مع متطلبات سوق العمل ووظائف المستقبل.
و أكد الدكتور السيد قنديل، رئيس جامعة حلوان، أن المؤتمر الدولي السابع للهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد يمثل نقلة نوعية في مسيرة تطوير التعليم المصري، حيث يركز على موضوع بالغ الأهمية وهو 'جودة التعليم في عصر الذكاء الاصطناعي'. وأشار إلى أن هذا المؤتمر يفتح آفاقاً جديدة للتعاون الدولي في مجال جودة التعليم، خاصة مع مشاركة خبراء عالميين.
وأضاف: أن المؤتمر يتناول قضايا محورية تشمل تدويل التعليم وتوظيف التكنولوجيا في العملية التعليمية، مما يسهم في تحديث المنظومة التعليمية وربطها بمتطلبات سوق العمل المستقبلية. وأكد على أن دمج الذكاء الاصطناعي في التعليم أصبح ضرورة ملحة لمواكبة التطورات العالمية والارتقاء بجودة المخرجات التعليمية.