تستمر القوات المسلحة اليمنية في عملياتها التصعيدية ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ضمن محور المقاومة للشهر العاشر على التوالي سواء من خلال منع السفن التجارية الذاهبة والعائدة من موانئ كيان الاحتلال الصهيوني في فلسطين المحتلة أو من خلال الهجمات العسكرية المباشرة على أراضي كيان العدو والتي كان آخرها عملية يافا المسماة إسرائيليا (تل أبيب) بطائرة مسيرة تحمل اسم (يافا) أيضا، حيث مثلت هذه العملية مفاجأة عسكرية غير متوقعة للعدو في اكثر مناطقه التي يعتبرها آمنة .

. فما دلالات وانعكاسات هذه العملية على مسار القضية الفلسطينية ومستقبل دولة الكيان؟ وتعتبر العملية تدشينا للمرحلة الخامسة من التصعيد كما أعلن عن ذلك قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير.
“الثورة” التقت بالعميد الركن الدكتور / إبراهيم اللوزي – خبير التحليل الأمني والاستراتيجي – المدير العام التنفيذي لمركز دار الخبرة للدراسات والتطوير.. وأجرت معه اللقاء التالي:

الثورة  / مها موسى

بداية .. كيف تقرأون عملية يافا العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية؟
– تبرز أهمية هذه العملية من الناحية الجغرافية التي وصلت إليها الطائرة حيث انها أصابت معقل عاصمة الكيان المؤقت الذي يحاط بالكثير من الاحترازات الأمنية والدفاعات الجوية التي تعتبر الأحدث تقنيا على مستوى العالم بحسب ما يروج له العدو .
كما أنها أثبتت قدرة صنعاء على الوصول إلى أهداف حساسة داخل عاصمة الكيان تل أبيب فهذه العملية النوعية انتقالا صريحا من مرحلة الإسناد إلى مرحلة الاشتراك المباشر في الحرب
وفي المقابل أظهرت حجم الضعف الذي يعانيه كيان الاحتلال عقب عملية طوفان الأقصى المباركة، حيث كشفت هذه العملية حجم الإرباك الحاصل حاليا داخل المؤسسة العسكرية والأمنية للكيان من خلال ما سمعناه وشاهدناه وما تم تداوله من تعليقات حول العملية وقيام الكثير من القيادات بإلقاء اللوم والفشل والإخفاق على بعضهم البعض .
كيف أثرت هذه العملية على داخل الكيان الصهيوني المحتل ؟
– تسببت عملية «يافا» بحالة من الرعب الداخلي سينتج عنها اندفاع مواطني دولة الكيان إلى الخروج من دولة «فلسطين المحتلة» والمغادرة بحثا عن الأمان .. بالإضافة إلى أن هذه العملية ستؤثر على رجال المال والأعمال هناك حيث سيبدأون في التفكير بجدية في إعادة ترتيب أوراقهم الاقتصادية بعيداً عن العاصمة المخترقة التي باتت تفقد أمنها مع كل يوم في هذه الحرب وبشكل تصاعدي .
بالإضافة إلى زيادة حجم الضغط على المؤسسة العسكرية والأمنية داخل الكيان المؤقت، حيث باتت اليمن تشكل جبهة في ظل هذه الحرب المفتوحة داخل قطاع غزة، وتصاعد الأعمال العسكرية في جبهة لبنان، وتعاظم دور جبهة العراق وسوريا، كل هذا سيؤدي في حال استمراره بشكل تصاعدي وفاعل إلى استنزاف ثقيل ينتج عنه بحول الله فشل المؤسسة العسكرية للكيان الصهيوني الأمر الذي ستنتج عنه أولى خطوات زوال هذا الكيان .
ما دلالات توقيت وتسمية عملية «يافا» العسكرية بهذا الاسم ؟
– بالنسبة لأهمية التوقيت للعملية فهي في ظل تصاعد أعمال العدو العسكرية في قطاع غزة ورفح، تشكل ضغطا كبيرا عليه لمراجعة الكثير من الحسابات العسكرية في الميدان .
وبالنسبة لدلالات توقيت العملية على مستوى الداخل اليمني فهي مكافأة وهدية من السيد القائد وقيادة جيشنا المجاهد للشعب اليمني ليشفي صدورهم ويرفع معنوياتهم ويشكل لهم دافعاً أقوى لاستمرارية موقفهم الثابت في الساحات ودعما للعمل الجهادي.
كما ان دلالات توقيت العملية على الصعيد الخارجي تتمثل في عدة جوانب منها أن العملية أوجدت صدى مؤثراً ومسموعاً على المستوى العربي والإسلامي والدولي وهذا يعطي زخماً شعبياً كبيراً ومساندا للقضية الفلسطينية وفي نفس الوقت يشكل عامل ضغط على الحكومات العربية المتجاهلة لكوارث الحرب التي تحدث في قطاع غزة واستمرار جرائم العدو الغاصب هناك خاصة تلك الحكومات المطبعة والمتماهية مع الكيان الصهيوني في عدوانه على قطاع غزة .
أما بالنسبة لتسمية العملية بـ «يافا» فهي عبارة عن رسالة غير مشفرة للعالم اجمع وهو أن تسمية الطائرة المسيرة المنفذة للضربة باسم «يافا» لها دلالات عميقة تصل للجميع بأننا اعددنا العدة للوصول إلى قلب عاصمة الكيان الصهيوني وسنعمل على استعادتها بدءاً من استعادة الاسم إلى استعادة الجغرافيا.
وقد كشف السيد القائد في خطابه الأخير أن تسمية الطائرة باسم «يافا» كان اقتراحا من الإخوة في المقاومة الفلسطينية، وهذا يعكس مدى التنسيق والتواصل بين صنعاء وفصائل المقاومة الفلسطينية في هذه المعركة المصيرية.
كيف أثرت هذه العملية على الدول الموالية والمتحالفة مع كيان العدو وعلى مسار القضية الفلسطينية بشكل عام؟
هذه العملية العسكرية الهامة مثلما أرعبت تل أبيت هي أيضا أرعبت الكثير من المواليين لتل أبيب في المنطقة وخصوصاً دول العدوان على بلادنا، فالضربة التي حدثت في تل أبيب سيكون الصراخ والصدى لها في الرياض وأبوظبي .. بالإضافة إلى أن هذه العملية ستكون سبباً في أن تراجع دول كثيرة حساباتها في التعامل مع صنعاء سواء الدول الصديقة أو المعادية في نفس الوقت، كما اننا نرجح أن معظم هذه الحسابات ستكون بما يخدم الشأن اليمني .
كما أن هذه العملية ستؤثر بشكل كبير على العملية السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية حاليا، حيث يعتقد اللوبي الصهيوني هناك انه قدم ما يلزم للكيان المحتل الا انه وبعد هذه العملية فالمؤشرات تشير إلى استمرارية الإخفاق وهذا ما سينعكس على المعركة الانتخابية بين الحزب الديمقراطي الحزب الجمهوري حيث ان الأخير حتما سيعمل على توظيف هذه العملية ضمن دعايته الانتخابية .
أما بالنسبة للتأثير على المستوى الفلسطيني فإن هذه العملية إن شاء الله ستعطي زخما معنويا كبيرا للمقاتلين الفلسطينيين وتوصل لهم رسائل قوية بأن صنعاء ثابتة في موقفها معهم وتعمل بشكل جاد وتصاعدي لتنفيذ ضربات أقوى على كيان العدو.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هكذا تحولت المباحثات التي دارت بين ترامب وزيلينسكي إلى “كارثة”

شهد اللقاء بين فلاديمير زيلينسكي ودونالد ترامب منعطفا غير متوقع. حيث دخل الزعيمان في جدل حاد أدى إلى رحيل الرئيس الأوكراني على عجل من البيت الأبيض.

وقد تميز اللقاء بين دونالد ترامب وفولوديمير زيلينسكي، أمس الجمعة، بتبادل حاد للكلمات بين الزعيمين. مما دفع الوفد الأوكراني إلى مغادرة البيت الأبيض قبل الموعد المخطط له. ونتيجة لذلك، لم يتم التوقيع على اتفاقية استغلال المعادن في أوكرانيا، كما كان مخططا له في البداية.

ولكن كل شيء بدأ بشكل جيد. قلل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس. من أهمية تصريحاته اللاذعة ضد نظيره الأوكراني، قائلا إنه “لا يستطيع أن يصدق” أنه ألقى مثل هذا الخطاب.

قبل أن يتوجه إلى البيت الأبيض، الجمعة، زار فولوديمير زيلينسكي مجلس النواب الأمريكي للقاء “وفد من الحزبين من مجلس الشيوخ الأمريكي”.

وبعد ذلك، تبادل الزعيم الأوكراني صورة شخصية مع بعض المشاركين، ومن بينهم السيناتور الديمقراطية إيمي كلوبوشار. وكتبت أن اللقاء كان “اجتماعا ثنائيا جيدا للغاية”. وختمت منشورها على X قائلة: “نحن نقف مع أوكرانيا”.

وتوجه بعد ذلك فولوديمير زيلينسكي إلى البيت الأبيض حيث كان في استقباله نظيره الأمريكي.

وأكد أن اتفاق وقف إطلاق النار في أوكرانيا “قريب إلى حد معقول”. وأشار دونالد ترامب أيضًا إلى العقد الخاص بالمعادن الأوكرانية الذي من المقرر أن يوقعه الزعيمان.

وبحسب قوله، فإن هذا “اتفاق عادل للغاية”. وأكد الرئيس الأوكراني أن ضيفه “يقف إلى جانب” أوكرانيا.

“أبرم صفقة أو سنتركك خلفنا”

لكن الوضع زاد سوءا بعد ذلك. ففي حال إجراء مفاوضات، أشار فولوديمير زيلينسكي إلى أنه لا يريد الاستسلام لفلاديمير بوتين. لكن دونالد ترامب رد بأنه سيضطر إلى تقديم “تنازلات”.

بداية مشهد من التوتر استمر لعدة دقائق رفع خلالها ترامب وزيلينسكي. ونائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس أصواتهم وقاطعوا بعضهم البعض عدة مرات.

وانتقد دونالد ترامب بشكل خاص فولوديمير زيلينسكي، الذي جاء لطلب دعم واشنطن بعد ثلاث سنوات من الحرب ضد روسيا. ووصفه بأنه “وضع نفسه في موقف سيئ للغاية”، وقال له إنه “لا يمسك بالأوراق”.

وهدد قائلا “إبرام صفقة (مع روسيا) أو سنترككم”، مشيرا إلى أنه سيكون “صعبا للغاية” التفاوض مع الزعيم الأوكراني.

وقال دونالد ترامب أيضا “عليكم أن تكونوا شاكرين (…) أنتم تلعبون بحياة ملايين البشر. أنتم تلعبون بالحرب العالمية الثالثة (…)”.

وأكد الرئيس الأمريكي مراراً وتكراراً على أهمية المساعدات الأمريكية لأوكرانيا.

وتابع قائلا “تذكروا هذا: أنتم لستم في وضع يسمح لكم بإملاء ما نشعر به”. وقال رئيس الولايات المتحدة “لو لم تكن لدينا معداتنا العسكرية، لكانت هذه الحرب انتهت خلال أسبوعين”.

ترامب: زيلينسكي ليس مستعدًا للسلام

ولم يتردد الرئيس الأوكراني، الذي بدا مندهشا بشكل واضح من هذا الارتفاع المفاجئ في لهجته. في محاولة تفسير موقفه، معتقدا أن الولايات المتحدة “سوف تشعر بتأثير” الهزيمة العسكرية الأوكرانية.

ثم سأل نائب الرئيس فانس، الذي اتصل به للتو: “هل سبق لك أن ذهبت إلى أوكرانيا لتشاهد مشاكلنا؟”

كما وجه نائب الرئيس الأمريكي كلمات قاسية للغاية لرئيس أوكرانيا.

وتساءل ترامب في حديثه لفولوديمير زيلينسكي: “هل تعتقد أنه من الاحترام أن تأتي إلى المكتب البيضاوي في الولايات المتحدة الأمريكية. وتهاجم الإدارة التي تحاول منع تدمير بلدك؟”.

وقال لفولوديمير زيلينسكي: “هل قلت كلمة شكرا مرة واحدة طوال هذا الاجتماع؟ لا (…). قدم بعض كلمات التقدير للولايات المتحدة وللرئيس الذي يحاول إنقاذ بلدك”.

وأثارت هذه التصريحات استياء أوكسانا ماركاروفا، سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة. التي وضعت رأسها بين يديها وأظهرت انزعاجها الشديد.

ورغم أنه كان من المقرر عقد مؤتمر صحفي مشترك، إلا أنه تم إلغاؤه في نهاية المطاف وغادر الوفد الأوكراني البيت الأبيض على عجل. ولم يتم توقيع الاتفاق بشأن المعادن والهيدروكربونات والبنية التحتية الأوكرانية. الذي سافر فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن من أجله.

وفي نهاية اللقاء، كتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شبكته الاجتماعية Truth Social أن فلاديمير زيلينسكي “أهان الولايات المتحدة الأميركية”.

مقالات مشابهة

  • ألمانيا تطالب “الكيان” برفع القيود الفورية على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • الجيش ينعي اللواء الركن المتقاعد أنطوان سعد.. هذه تفاصيل حياته ومسيرته العسكرية
  • البوابة الموحّدة للخدمات الحكومية.. نقلة نوعية في تسهيل الوصول إلى الخدمات الحكومية
  • محافظ بورسعيد: ضرورة إحداث نقلة نوعية في ملف النظافة
  • رئيس صندوق مكافحة السرطان الدكتور عبدالسلام المداني: الصندوق يُحدث نقلة نوعية بتوسيع خدماته العلاجية إلى سبع محافظات
  • أفغانستان ترد على ترامب: المعدات العسكرية التي تركتها اميركا هي “غنائم حرب”
  • رئيس جامعة سوهاج: مستشفى طب الأسنان الجديد نقلة نوعية في الخدمات الطبية والتعليمية
  • قراءة في نص “تأسيس” نيروبي: نسبهم الثوري في أكتوبر، أبريل، وديسمبر (1/2)
  • الناطق باسم “حماس”: تمديد المرحلة الأولى بالصيغة التي يطرحها العدو مرفوض
  • هكذا تحولت المباحثات التي دارت بين ترامب وزيلينسكي إلى “كارثة”