هل تنجح هاريس بتحقيق ما فشلت فيه كلينتون؟
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
تضع الانتخابات الأمريكية المقرر إقامتها في تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل كامالا هاريس في مواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب لتعيد إلى الأذهان انتخابات 2016 عندما نافس ترامب امرأة شغلت منصبا رفيعًا، استطاع وقتها هزيمة هيلاري كلينتون على الرغم من فوزها في التصويت الشعبي بفارق كبير.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا تناولت فيه تأثير التحيز الجنسي على فرص فوز كامالا هاريس بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، خاصة أنه في السنوات الثماني التي انقضت منذ فشل هيلاري كلينتون في الفوز بالرئاسة الأمريكية نمت قوة العمل لأول مرة لتشمل عددًا أكبر من النساء الحاصلات على تعليم جامعي مقارنة بالرجال.
وتساءلت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، عما إذا كانت هذه الأحداث قادرة على إحداث فرقًا بالنسبة لنائب الرئيس كامالا هاريس. ويبدو من المؤكد تقريبًا أن هاريس ستصبح مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة بعد قرار الرئيس بايدن بعدم السعي لإعادة انتخابه. وعلى هذا النحو، فهي تواجه، بنزاهة أو بدونها، بعضًا من نفس الأسئلة المتعلقة بالقدرة على الانتخاب التي واجهتها هيلاري كلينتون في دولة لم تختر بعد امرأة كقائدة، على عكس العديد من أقرانها حول العالم.
وستمثل المنافسة الرئاسية التي ستضع هاريس في مواجهة الرئيس السابق دونالد ترامب نوعا من إعادة المنافسة: إذ سيتعين على ترامب أن يترشح مرة أخرى ضد امرأة شغلت منصبا إداريا رفيعا وخدمت في مجلس الشيوخ.
وقد هزم هيلاري كلينتون في سنة 2016 على الرغم من فوزها في التصويت الشعبي بفارق كبير. لكن الديناميكيات ستكون مختلفة بلا شك، فهاريس لا تملك الإرث السياسي ولا الإرث الذي تملكه هيلاري كلينتون. وترامب، بعد أن قضى فترة رئاسية مضطربة في منصبه، أصبح الآن معروفا، أما هاريس فهي سوداء ومن أصول جنوب آسيوية. ولم تعد البلاد كما كانت قبل ثماني سنوات طويلة، وفقا للصحيفة.
ونقلت الصحيفة عن كارين كراولي (64 سنة) وهي ناخبة مستقلة وممرضة متقاعدة في كونكورد، بولاية نيو هامبشاير، والتي لن تصوت لترامب، ولم تشعر أنها تستطيع دعم بايدن وتعتزم الآن دعم هاريس، قولها: "النساء أكثر غضبًا، وقد يكون ذلك محفزًا". ومن بين الدوافع التي ذكرتها كارين زوال قضية رو ضد ويد، وتعليقات وأفعال ترامب التي تراها العديد من النساء متحيزة ضد المرأة ومعادية لها.
وأضافت، "قد يكون انتخاب امرأة رئيسة أكثر احتمالاً الآن". لكن بالنسبة للناخبات والناشطات الحريصات على كسر الحاجز المراوغ، كان هناك أيضًا خوف من أن يظل من الصعب على هاريس التغلب على التحيز الجنسي.
وتابعت، "هناك نظام ذكوري في الخارج. إنها ذكية وهي مدعية عامة، لكن هناك الكثير من الرجال البيض المسنين الذين سيرغبون في إيقافها. والعيب الوحيد فيها هو أنها امرأة".
وأردفت، "في الواقع، يبدو الحديث عن الجنس السياسي أمرا اختزاليا ورجعيا، خاصة عندما لا يبدو الأمر بنفس القدر من الأهمية في بلدان أخرى فقد كان للمملكة المتحدة ثلاث رئيسات للوزراء. وانتخبت المكسيك أول رئيسة لها هذه السنة. مع ذلك، عندما تترشح امرأة لمنصب في الولايات المتحدة، لا يزال العديد من الناخبين يذكرون جنسها دون أن يذكروا ذلك في المقابلات التي تُجرى معهم، ويحددونه على أنه مصدر قلق - وغالبا ما لا يكون ذلك من أجلهم هم، كما يقولون، بل من أجل الناخبين على نطاق أوسع".
وذكرت الصحيفة أنه من المؤكد أن الانتماء الحزبي، وليس الجنس، يظل الأكثر أهمية بالنسبة للعديد من الناخبين.
وقالت نعومي فيلالبا (74 سنة)، وهي جمهورية من دالاس تدعم ترامب لكنها تعتقد أن هاريس خيار أفضل للديمقراطيين من بايدن: "لن أصوت لها".
وأوضحت الصحيفة أن بايدن قد حصل على 55 بالمئة من أصوات النساء في سنة 2020، مقارنة بهيلاري كلينتون التي حصلت على 54 بالمئة في سنة 2016، وفقًا لمركز بيو للأبحاث.
وارتفعت نسبة تأييد ترامب بين النساء بشكل طفيف إلى 44 بالمئة في سنة 2020، مقارنة بـ 39 بالمئة في سنة 2016.
وقد أدى احتمال وجود هاريس على رأس قائمة الحزب الديمقراطي إلى تنشيط بعض الناخبين الذين يتطلعون إلى انتخاب رئيسة، لكنه أعاد أيضًا إحياء المخاوف القديمة بشأن حقيقة أن ترامب قد خسر أمام رجل (بايدن) لكنه هزم امرأة (هيلاري كلينتون) بحسب الصحيفة.
وبينت "نيويورك تايمز"، أن 42 بالمئة من النساء شعرن بأنه من المهم إلى حد ما على الأقل انتخاب امرأة كرئيسة في حياتهن، وفقًا لتقرير أصدره مركز بيو للأبحاث السنة الماضية.
وفي الاستطلاع، قال 39 بالمئة من المشاركين، ذكورا وإناثا، إن الرئيسة ستكون أفضل في التوصل إلى حلول وسط، وقال 37 بالمئة إن المرأة ستكون أفضل في الحفاظ على لهجة محترمة في السياسة.
كما قال أكثر من النصف إن الجنس لا يهم في هذه التدابير، ويبدو أن السيدة هاريس تربطها علاقة خاصة مع النساء السود على وجه الخصوص، اللاتي يشكلن جزءًا رئيسيًا من القاعدة الديمقراطية واللاتي كن متحمسات بشكل خاص في دعمهن السابق لها.
وقالت لوري نسياه جيفرسون، مديرة مركز المرأة في السياسة والسياسة العامة بجامعة ماساتشوستس بوسطن، إن الكثير من الأمور قد تغيرت بالنسبة للنساء منذ سنة 2016.
وتحولت المخاوف بشأن مواقف ترامب بشأن قضايا مثل الإجهاض من احتمال بعيد إلى واقع ملموس بعد توليه منصبه بحسب الصحيفة الأمريكية.
وأوردت الدكتورة نسياه جيفرسون: "عندما تم انتخابه، شعرنا بخيبة الأمل والانزعاج – لقد كانت هناك مسيرات ومظاهرات وكل أنواع الأشياء – وكانت لدينا فكرة جيدة عما سيحدث. لكننا الآن نعرف ما حدث".
وقالت، إن ترامب أشار بالفعل إلى أن جنسه يستحق تسليط الضوء عليه: في مرحلة ما خلال المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري الأسبوع الماضي، خرج يحمل كتاب "إنه عالم الرجال"، بقلم جيمس براون. لكن الدكتورة نسياه جيفرسون تعتقد أن هاريس ستميل أيضًا إلى حقيقة أنها امرأة "وسوف تتحدث عن الطريقة التي تؤثر بها السياسة والسياسات على المرأة". ولكن بعض الناخبين يرغبون في تقويض الحديث عن النوع الاجتماعي تمامًا.
من جانبها، قالت مارلين ماكدول من بلدة أوريغون بولاية ويسكونسن، التي حضرت تجمعًا حاشدًا لإعادة انتخاب عضو مجلس الشيوخ، تامي بالدوين، في نهاية الأسبوع في ستوتون بولاية ويسكونسن: "علينا أن نتخلص من التركيز على أمور تحديد الجنس ونركز على الأشخاص أنفسهم وقدراتهم الخاصة لأن هذا يشكل وصمة عار وأضرارا كبيرة للنساء. هذا ليس عدلا".
وأضافت ماكدول أن هاريس "تتمتع بالخبرة في العمل".
مع ذلك، قال العديد من الناخبين الديمقراطيين إن وجود مرشحة أنثى من شأنه أن يساعد في تضخيم القضية الأقوى في الحزب، وهي قانون الإجهاض.
وقالت كاتي سورنسون (69 سنة) وهي مفوضة سابقة في مقاطعة ميامي ديد بولاية فلوريدا، إن انقلاب رو كان بمثابة "ظاهرة مثيرة" وفقا لتقرير الصحيفة.
وأضافت أن "الأمر لا يقتصر على الإجهاض فحسب، إن حالات الحمل التي تسبب مشاكل هي التي تجعل الكثير من النساء يشعرن بالقلق بشأن ما سيفعلنه، وهل يمكن أن يحصلن على الرعاية الصحية التي يحتجن إليها".
وفي سباق انتخابي آخر بولاية نورث كارولينا، قالت ماري لوكاس (36 سنة) إن هاريس أعطتها حافزًا جديدًا للقيام بالحملة، وأضافت السيدة لوكاس: "لقد تحمست للمشاركة على الفور". وأشارت النساء أيضًا إلى التحولات المجتمعية التي قد تجعل مسيرة هاريس مختلفة حيث قالت الدكتورة ليز برادت (64 سنة)، وهي طبيبة بيطرية متقاعدة ورئيسة لجنة مدينة سالم الديمقراطية بولاية ماساتشوستس، إن الشباب يبدو أنهم أقل احتمالًا لإصدار أحكام بناء على تعريفات صارمة للذكور والإناث. وقالت الدكتورة برادت: "أين هو جيلي، ذكر أم أنثى، أين مربع الاختيار؟ أعتقد أن الجيل الأصغر سنًا أكثر تقبلًا لمختلف الأجناس. وهذا من شأنه أن يحدث فرقا".
ومع ذلك، تتوقع الدكتور برادت، التي قامت بحملة انتخابية لصالح السيدة كلينتون في نيو هامبشاير، أن تواجه هاريس طريقًا صعبًا ذلك أنه "سيكون من الصعب رؤية ما يجب عليها أن تمر به. أخشى عليها، كما كنت أخشى على هيلاري".
وبحسب الصحيفة، على الرغم من فوز السيدة كلينتون بأكبر عدد من الأصوات في سنة 2016، إلا أن بعض الناخبين قالوا إنهم وجدوها منفر. وكان من بينهم الدكتورة ماريا إي. لورينسيو، 73 سنة، طبيبة التخدير المتقاعدة في كورال جابلز بولاية فلوريدا، والتي كانت جمهورية طوال حياتها إلى أن أخطأت وصوتت لصالح كلينتون. وقالت الدكتورة لورينسيو عن علاقات الرئيس السابق بيل كلينتون خارج نطاق الزواج: "لم تكن النساء متعاطفات مع هيلاري لأن الكثير منهن قلن إنها تدعم الرئيس. لقد كانت هيلاري تميل إلى أن تكون متعجرفة بعض الشيء وغير محبوبة إلى حد كبير، على الرغم من أنها كانت مستعدة لذلك".
وفي سنة 2020، غيرت الدكتورة لورينسيو تسجيلها للتصويت لصالح بايدن. وهي الآن تنوي دعم هاريس موضحة "بالنسبة لي، سأوافق على أي شيء يمنع ترامب من الوصول إلى الرئاسة مرة أخرى".
وقد أصبح عدد أكبر من النساء الآن من قدامى المحاربين في الحملات السياسية.
وقالت لويزا واكمان، 57 سنة، وهي مضيفة طيران في إحدى ضواحي مقاطعة كوب بولاية جورجيا، إن النساء مثلها كن جديدات نسبيًا على السياسة عندما قمن بحملة ضد ترامب في سنة 2016. والآن، نضجت شبكاتهن غير الرسمية والتي تقودها النساء إلى حد كبير في المنطقة لتصبح آلات انتخابية دائمة تم اختبارها في المعركة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية كامالا هاريس ترامب هيلاري كلينتون امريكا الانتخابات الرئاسية هيلاري كلينتون الإنتخابات الأمريكية ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هیلاری کلینتون على الرغم من کلینتون فی الکثیر من العدید من من النساء أن هاریس
إقرأ أيضاً:
توقعات بتحقيق اكتفاء ذاتي فهل تخطت مصر أزمة نقص السكر؟
القاهرة– بين التفاؤل الرسمي بتحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر وبين واقع يشير إلى فجوة إنتاجية مزمنة واعتماد على الاستيراد لسنوات طويلة، يقف قطاع السكر في مصر أمام مفترق طرق في محاولة لتجاوز أزمات النقص المتكررة.
وفي الوقت الذي أعلن فيه مجلس المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة تجاوز الإنتاج المحلي حاجز 3 ملايين طن خلال عام 2025، تطرح معطيات أخرى تساؤلات حول مدى واقعية هذا السيناريو واستدامته.
ويُعد السكر من السلع الأساسية المدرجة على بطاقات التموين في مصر، إلى جانب الأرز والزيت، ويبلغ عدد بطاقات التموين حوالي 22 مليون بطاقة، يستفيد منها نحو 63 مليون مواطن.
ومصر واحدة من أعلى الدول استهلاكا للسكر، وحسب منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، يستهلك الفرد في مصر سنوياً 51.4 كيلوغراما من السكر، أي ما يقرب من ضعف استهلاك المتوسط العالمي للفرد.
في إشارة إلى تحول كبير في قطاع إنتاج السكر، ستشهد مصر إنتاجا قياسيا يبلغ 3.12 ملايين طن من السكر للمرة الأولى في تاريخها، يتوزع بين 2.5 مليون طن من بنجر السكر و620 ألف طن من قصب السكر.
وينهي هذا الأمر سنوات من اعتماد مصر على الأسواق الخارجية، ويدخل البلاد مرحلة جديدة من تعزيز أمنها الغذائي في هذا المنتج الإستراتيجي، وفقًا لمجلس المحاصيل السكرية.
وفي وقت سابق، أكد وزير التموين والتجارة الداخلية شريف فاروق أن مصر حققت معدل اكتفاء ذاتي من السكر بنسبة 100%، مما يعزز استقرار السوق المحلي ويحقق التوازن في توافر السلع الأساسية.
كلمة السرقال رئيس مجلس المحاصيل السكرية مصطفى عبد الجواد إن "كلمة السر في تحقيق الاكتفاء الذاتي هي رفع سعر توريد البنجر (الشمندر) وقصب السكر وتشجيع الفلاحين على زراعته وزيادة إنتاجية الفدان" مشيرا إلى أن ثمة اكتفاء ذاتيا من إنتاج السكر هذا العام، وأن مصر لن تكون بحاجة إلى استيراد السكر من الخارج بدءا من العام المقبل.
إعلانوأوضح -في تصريحات للجزيرة نت- أنه مع تحديد سعر توريد طن قصب السكر بـ2500 جنيه (49.18 دولارا) وطن بنجر السكر بـ3 آلاف جنيه (59.02 دولارا) زادت مساحة الأراضي المخصصة لزراعة بنجر السكر لتتجاوز 780 ألف فدان هذا العام، مقارنة بنحو 600 ألف فدان العام الماضي.
ولم تحقق مصر اكتفاء ذاتيا كاملا من السكر منذ عقود مع امتلاكها 16 مصنعا لإنتاجه، وتعتمد على الاستيراد لتغطية الفجوة، واستوردت نحو مليون طن عام 2024 وهو رقم قياسي بسبب أزمة النقص، وإلى بعض الحقائق:
يكفي الإنتاج المحلي ما بين 70% و80% من حجم الاستهلاك. تنتج مصر ما بين 2.6 و2.8 مليون طن سكر سنويا وتستهلك ما بين 3.3 و3.5 ملايين طن. تعاني مصر من فجوة في إنتاج السكر تتراوح بين 400 ألف طن و800 ألف طن سنويا. قفز سعر كيلو السكر حوالي 7 أضعاف في آخر 10 سنوات. تفرض مصر فترة حظر تصدير السكر لمدة 6 أشهر وتجدد. ارتفع الاحتياطي الإستراتيجي من السكر إلى ما يزيد على 12 شهراً. أزمات متعددةوشهدت مصر عدة أزمات في سلعة السكر كان آخرها عام 2024 أدت إلى اختفائه وتضاعف سعره من نحو 18 جنيها (0.35 دولار) للكيلو الواحد إلى 55 جنيها (1.08 دولار) وسط نقص حاد بالدولار وتراجع الإنتاج قبل أن يتراجع إلى 33 جنيها (0.65 دولار).
تفاؤل وتحفظوثمة تباعد ملحوظ بين تصريحات الحكومة المصرية وتوقعات وزارة الزراعة الأميركية بشأن قطاع السكر، فالأخيرة تتوقع إنتاجا بـ2.6 مليون طن واستهلاكا بـ3.75 ملايين طن.
وفسر رئيس مجلس المحاصيل السكرية بوزارة الزراعة مصطفى عبد الجواد هذا التفاوت بأن وزارة الزراعة الأميركية لم تأخذ في الحسبان تطورات زيادة أسعار توريد البنجر وقصب السكر، وزيادة مساحة الأراضي الزراعية بالمحاصيل السكرية.
وتوقع المسؤول المصري أن يرتفع إنتاج مصر من السكر إلى 3.5 ملايين طن العام المقبل 2026.
إعلان "حلاوة" للمستهلك أم للمنتج فقط؟وصف رئيس شعبة السكر باتحاد الصناعات المصرية حسن الفندي تحقيق مصر الاكتفاء الذاتي من السكر بأنه "إنجاز كبير، وتستفيد منه جميع الأطراف سواء الدولة أو المستهلك أو أصحاب المصانع الغذائية، وفرصة ذهبية للصناعات الوطنية في تأمين أحد المحاصيل الإستراتيجية ومواد الإنتاج في الصناعات الغذائية".
وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن احتضان مصر واحدا من أكبر مصانع إنتاج السكر بالمنطقة وهو مصنع القناة للسكر بالمنيا في صعيد مصر (70% لشركة إماراتية و30% للبنك الأهلي الحكومي) يساعد على سد الفجوة في حال عمل بكامل طاقته، لافتا إلى أن حجم الفجوة يدور حول 400 ألف طن سنويا.
ورغم أن الفندي استبعد أن يخفض الاكتفاء الذاتي أسعار السكر فإنه أكد أن زيادة الإنتاج ستحقق وفرة بالسلعة الإستراتيجية وستقضي على أزمة نقص المعروض التي ظهرت خلال الفترات الماضية، وبالتالي سيكون هناك استقرار بالأسواق وفي الصناعات الغذائية المرتبطة بالسكر والتي توفر سعرات حرارية مهمة وضرورية للمواطنين.
وفي إطار جهود الحكومة المصرية لتنمية صناعة السكر، فإنها تعمل على تطوير الجانب الزراعي من خلال تكليف المراكز البحثية بتطوير التقاوي (البذور) والشتلات، وتفعيل دور مجلس المحاصيل السكرية لخدمة المزارعين خاصة مزارعي قصب السكر، عبر الإرشاد وتحسين الزراعة والري لزيادة الإنتاج.