بين الرد المرتقب والمرحلة الـ 5 من التصعيد .. الجبهة اليمنية ترفع منسوب الرعب داخل “إسرائيل”
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
يمانيون – متابعات
واصل إعلام العدو الصهيوني التأكيد على تعاظم القلق داخل كيان الاحتلال تجاه الرد اليمني المرتقب على استهداف الحديدة، بالإضافة إلى إعلان المرحلة الخامسة من التصعيد.
و أكدت تقارير جديدة وجود مخاوف كبيرة لدى العدو من تعرض منشآت، ومراكز حساسة للقصف من اليمن، مع قلق من اتساع التنسيق بين اليمن وجبهات الإسناد في المرحلة القادمة.
وعبرت قناة “كان” العبرية عن مخاوف من أن “الحوثيين” يعتزمون مهاجمة احتياطيات الطاقة الإسرائيلية، بما في ذلك حقول غاز ليفياثان وتمار ومحطات كهرباء أوروت رابين، وروتنبرغ، وإشكول، وحيفا” حسب تعبيرها.
وقالت القناة العبرية الثانية عشرة في تقرير على موقعها الرسمي إن “المؤسسة الدفاعية لا تستخف بالرد اليمني على استهداف الحديدة، وتستعد بحذر أكبر لرد مضاد محتمل من صنعاء، ربما بالتعاون مع عناصر أخرى في محور المقاومة”.
وكشف التقرير أن “مؤسسة الدفاع أمرت بنشر جميع أنظمة الكشف على نطاق واسع، بهدف تحسين قدرات الاعتراض الإسرائيلية، بعد تسلل الطائرة بدون طيار إلى تل أبيب”.
وأوضح التقرير أن “إسرائيل أدركت أنه من الضروري لفت الانتباه إلى طرق اختراق جديدة، بما في ذلك من جهة الغرب، وبالتالي يجب تحسين القدرات الدفاعية”، مشيراً إلى أنه “يتم توجيه معظم الرادارات إلى هذه المواقع (الغربية)” وهو ما يعني أن وصول المسيرة اليمنية “يافا” من البحر المتوسط قد جعل العدو يشعر بأنه مكشوف.
ولفت إلى أن هناك مؤشرات على المزيد من التنسيق بين أطراف محور المقاومة لتعطيل طرق الشحن في البحر الأبيض المتوسط، وبالتحديد نحو حيفا.
وقالت إن هذه المؤشرات ترتبط مباشرة بالخطاب الأخير الذي ألقاه السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي والذي أوضح فيه عدة مرات أنه يتجه نحو التصعيد، وأعلن عن مرحلة جديدة في الحرب هي المرحلة الخامسة من دعم حماس في غزة” بحسب تعبير القناة العبرية.
وكان السيد القائد قد أشار بشكل متكرر في الخطاب الأخير إلى التنسيق مع محور المقاومة فيما يتعلق بالمستجدات القائمة والقادمة.
وقال الباحث “الإسرائيلي” في الشؤون العربية، يوني بن مناحيم، معلقا على موضوع اليمن، إن “هناك ميل إلى التقليل من شأن الأمر، لكن الحقيقة أننا أمام عدو خطير للغاية، مجهز بأحدث الأسلحة، ولديه بنك من الأهداف، وهو مستعد جيداً لمهاجمة إسرائيل” بحسب ما نقل موقع “ميدا” العبري.
وأضاف أنه “وفقاً لتقارير وسائل الإعلام، يقول أفراد الجيش أن إسرائيل لم تجمع معلومات كافية عن اليمن، وبالتالي يبدو أنها استخدمت معلومات المخابرات الأمريكية والبريطانية للهجوم”.
وقال إن “الحوثيين ليسوا راضين عن إغلاق البحر الأحمر فقط، بل يريدون أيضاً إغلاق البحر الأبيض المتوسط”.
واعتبر أن اليمنيين أدركوا من ليلة الهجوم الإيراني على الكيان الصهيوني أنه “سيكون من الصعب على إسرائيل التعامل مع وضع مماثل من حيث دفاعها الجوي وقدرتها على الاعتراض، وبالتالي سيحاولون تكرار العملية”.
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية أنّ رئيس حكومة العدو الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يخاف من اليمنيين، وأنه لو استطاع، لكان قد تهرب من الرد هذه المرة أيضاً، كما كان يفعل دائماً.
وفي مقال للمحلل الاقتصادي نحميا شترسلر، بعنوان “بيبي خائف أيضاً من الحوثيين”، استعادت الصحيفة لحظة دخول القوات المسلحة اليمنية معركة طوفان الأقصى للمرة الأولى، في 19 أكتوبر 2023، من خلال إطلاق 4 صواريخ “كروز” وعدّة طائرات مسيّرة على “إيلات” (أم الرشراش).
ورأت الصحيفة أن السفينة الحربية التي أرسلها الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى البحر الأحمر، لم تلحق ضرراً حقيقياً باليمنيين، ففهم العالم على الفور أنّ “إسرائيل” ضعيفة ومستباحة.
وبحسب شترسلر، فإن خوف نتنياهو، وإحجامه عن الرد بقوة غير متناسبة، وتركه الأمر للأميركيين والبريطانيين لحماية “إسرائيل”، حوّل “إسرائيل” إلى “الصبي المضروب في الشرق الأوسط”، المحاط بحلقة من النار.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
«القوة المميتة».. ماذا وراء حملة ترامب الجوية ضد الحوثيين في اليمن؟
منذ منتصف الشهر الماضي، صعّد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من حملته العسكرية ضد جماعة الحوثي في اليمن، في إطار ما وصفه بـ«القوة المميتة». وجاء في بيان رسمي نشره على منصته «تروث سوشيال» أن الولايات المتحدة «لن تتسامح مع أي اعتداء حوثي على السفن الأمريكية»، متوعدًا باستخدام «قوة ساحقة» لتحقيق أهداف بلاده.
وأكد ترامب أن الحوثيين تسببوا في «خنق حركة الملاحة» في واحد من أهم الممرات المائية العالمية، ما أدى إلى شلل واسع في قطاعات التجارة الدولية، واعتبر ذلك انتهاكًا صارخًا لمبدأ حرية الملاحة الذي تقوم عليه التجارة العالمية، وأضاف أن البحر الأحمر لم يشهد عبورًا آمنًا لسفينة تجارية أمريكية منذ أكثر من عام، وتعرضها لهجمات متكررة، بـ«تمويل مباشر من إيران».
وفي نبرة شديدة التهديد، وجه ترامب رسائل مباشرة إلى الحوثيين وطهران، قائلًا: «إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، انتهى وقتكم، ويجب أن تتوقف هجماتكم ابتداءً من اليوم. إن لم تفعلوا، جهنم ستُمطر عليكم كما لم تروها من قبل»، محذرًا إيران: «يجب أن يتوقف دعم الإرهابيين الحوثيين فورًا! لا تهددوا الشعب الأمريكي، ولا رئيسه، ولا ممرات الشحن العالمية».
بهذا التصعيد الكلامي والعسكري، يدخل النزاع في البحر الأحمر مرحلة أكثر خطورة، لاسيما في ظل تعقيد المشهد الإقليمي وتشابك مصالح قوى دولية كبرى، ما يفتح الباب أمام تساؤلات ملحة: هل تمضي إدارة ترامب قدمًا نحو مواجهة إقليمية أوسع؟ وهل تحوّل البحر الأحمر إلى ساحة اشتباك مباشر بين الولايات المتحدة ومحور طهران؟
وفيما تتصاعد وتيرة المواجهة، أشارت وكالة «أسوشيتد برس» إلى أن الحملة الأمريكية الحالية ضد جماعة الحوثيين تتسم بشمولية غير مسبوقة مقارنة بتلك التي شهدتها فترة إدارة بايدن، وقام الجيش الأمريكي بنقل حوالي أربع قاذفات استراتيجية بعيدة المدى إلى قاعدة «دييجو جارسيا» في المحيط الهندي، في خطوة لافتة تمثلت في تجنب واشنطن استخدام قواعدها في الشرق الأوسط، ربما تحسبًا لحسابات سياسية أو أمنية معقدة في الإقليم.
العمليات الجوية بدت أكثر كثافة واتساعًا، إذ بلغت ذروتها بتنفيذ نحو 72 غارة في يوم واحد استهدفت العاصمة صنعاء ومدنًا يمنية أخرى. كما قررت وزارة الدفاع الأمريكية تمديد مهمة حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» لشهر إضافي، بعد أن كان من المقرر انتهاء خدمتها في مارس الماضي، بينما أُرسلت حاملة الطائرات «كارل فينسن» إلى الشرق الأوسط مباشرة بعد اختتامها مناورات ثلاثية في المحيط الهادي مع كل من اليابان وكوريا الجنوبية.
من جهتها، رصدت منصة «يمن فيوتشر» ما يقرب من 330 غارة جوية شنتها القوات الأمريكية على مواقع تابعة للحوثيين منذ انطلاق العمليات في منتصف مارس الماضي، تصدرتها محافظة صعدة، المعقل التقليدي لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، والتي سجلت نحو 124 غارة، تلتها صنعاء بـ87 غارة، ثم الحديدة بـ44 غارة. وتوزعت بقية الضربات على محافظات عمران ومأرب 19 غارة، الجوف 15، البيضاء 11، حجة 8، ذمار 5، فيما سُجلت غارة واحدة فقط على محافظة إب.
وتحمل العملية العسكرية اسم «عملية الفارس الخشن»، وهي تسمية استحضرها وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث من تاريخ القوات التي قادها الرئيس الأمريكي الأسبق ثيودور روزفلت في كوبا إبان الحرب الإسبانية- الأمريكية. وبحسب مسئولين في البنتاجون، من المتوقع أن تستمر الحملة الجوية مدة لا تقل عن ستة أشهر، في مؤشر على نية واشنطن إطالة أمد الضغط العسكري على الجماعة المدعومة من إيران.
وفي بيان رسمي، قالت تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية، إن العملية العسكرية «أثبتت فعاليتها» في استهداف كبار القادة العسكريين للحوثيين، وإن لم يُكشف عن أسمائهم حتى الآن. وأضافت أن الحملة نجحت في إعادة فتح جزء كبير من حركة الشحن البحري في البحر الأحمر، كما دمّرت منشآت حيوية قالت إنها كانت تُستخدم في تصنيع أسلحة تقليدية متقدمة.
وردًا على التصعيد الأمريكي، أكدت جماعة الحوثي أن تهديدات ترامب لن تثنيها عن مواصلة ما وصفته بـ«نصرة غزة» واستئناف عملياتها العسكرية ضد أهداف إسرائيلية وأخرى في البحر الأحمر، متهمةً إسرائيل بخرق الهدنة منذ 18 مارس، واستئناف ما وصفته بـ«حرب الإبادة» على قطاع غزة، وذلك بعد توقف الهجمات الحوثية منذ دخول الهدنة حيّز التنفيذ في 19 يناير الماضي.
في السياق ذاته، أصدرت الحكومة اليمنية (المعترف بها دوليًا) بيانًا على لسان وزير إعلامها معمر الإرياني، أكدت فيه مقتل 70 عنصرًا من جماعة الحوثي، بينهم قياديون ميدانيون وخبراء من الحرس الثوري الإيراني، في ضربة جوية نفذتها القوات الأمريكية ضد تجمع للميليشيا جنوب منطقة الفازة الساحلية بمحافظة الحديدة.
واعتبر الإرياني أن الموقع الذي تم قصفه كان يُستخدم للتخطيط لهجمات إرهابية تستهدف السفن التجارية وناقلات النفط في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، بما يشكّل تهديدًا مباشرًا لأمن الممرات البحرية والتجارة العالمية، وأشار إلى أن سلسلة الضربات الجوية المكثفة التي نُفذت خلال الأسبوعين الماضيين استهدفت منشآت عسكرية وتحصينات ومخازن أسلحة ومنظومات دفاعية تابعة لجماعة الحوثي في عدد من المحافظات، وحققت أهدافها «بدقة عالية».
من جانبه، صرّح مايك والتز، مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب، بأن الضربات الأمريكية أودت حتى الآن بحياة قادة «رئيسيين» من الحوثيين، من بينهم كبير خبراء الصواريخ في الجماعة. وفي مقابلة مع شبكة «CBS News»، أكد والتز أن القوات الأمريكية استهدفت مقرات القيادة، ومراكز الاتصالات، ومصانع أسلحة، إلى جانب منشآت متطورة لإنتاج الطائرات المسيّرة فوق الماء. غير أن والتز امتنع عن كشف هوية الخبير القتيل، كما لم يقدّم أي تفاصيل بشأن القادة الآخرين الذين سقطوا في الضربات.
ورغم التصريحات المتكررة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب والتي أعلن فيها أن جماعة الحوثي «قُضي عليها بالكامل»، فإن تقييمًا استخباراتيًا نُقل عن مسئولين في وزارة الدفاع الأمريكية، ونشرته صحيفة نيويورك تايمز، قدّم صورة مغايرة تمامًا. فبحسب الصحيفة، لم تحقق الحملة الجوية سوى نجاح محدود في تدمير ترسانة الحوثيين، والتي تتمركز في معظمها داخل أنفاق محصنة تحت الأرض.
وفي ظل هذا المشهد، تكشف الأرقام عن كلفة باهظة للعملية العسكرية، إذ استهلك البنتاجون ذخائر بقيمة 200 مليون دولار خلال ثلاثة أسابيع فقط، بينما قدّرت الصحيفة أن التكلفة الإجمالية للحملة حتى الآن وصلت إلى مليار دولار، مع احتمال اضطرار وزارة الدفاع الأمريكية إلى طلب مخصصات مالية إضافية من الكونجرس لتمويل العمليات الجارية.
اقرأ أيضاًبعد إعلان الحوثيين عن استهداف مدمرة أمريكية.. واشنطن تشن غارات على اليمن
ترامب: الهجمات الأمريكية على الحوثيين ستستمر حتى يتوقف تهديدهم لحرية الملاحة
القيادة المركزية الأمريكية: عشرات الغارات على مواقع الحوثيين في صنعاء والجوف وصعدة