ثورة يوليو وعلاقتها بالأدب والسينما.. عروض فنية بثقافة أسوان
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
شهد قصر ثقافة أسوان عرض فرقة كورال أسوان للموسيقى العربية بقيادة أحمد موسى مجموعة من الأغانى الوطنية منها تعيشى يابلدى، يابيوت السويس، رجالة ولادك، يأغلى إسم فى الوجود، أغلى وطن، وتلاه عرض فرقة كورال العقاد للأطفال بقيادة محمود محرم قدمت أغانى مكتوبلى أغنيلك، علمونا فى مدرستنا، فى حاجة حلوة، إن كان على القلب مفيش غيرك.
تنظم الهيئة العامة لقصور الثقافة، مجموعة متنوعة الفعاليات الثقافية والفنية، احتفالا بذكرى ثورة 23 يوليو، بإشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، وفي إطار برامج وزارة الثقافة.
واستمراراً للفاعليات المنذه بإشراف إقليم جنوب الصعيد برئاسة عماد فتحى، عُقد لقاء نادى الأدب الأسبوعى وإقامة ندوة بعنوان " الأدب والسينما وعلاقتهم بثورة يوليو " أدارها الشاعر محمد المصرى، شارك فيها لشاعر والكاتب نبيل يونس تحدث عن الأناشيد والأغانى الوطنية أثناء وبعد الثورة جميعها عن الوطن، وكان هناك من يؤيد الثورة ومن يعارضها والوسطى، وبمرور الأيام اصبحت مساحة المؤيدين أكبر من المعارضين، لما وجد من إنجازات على أرض الواقع، مثل مجانية التعليم وأصبح آلزامى للجميع.
وأضاف أنه تم عمل ٩٣٦ فليماً سينمائياً موثقاً عن الثورة وتعالج الرأسمالية الطبيقية "صراع الوادى"، والقضايا العمالية "باب الحديد" قضايا المرأة "مراتى مدير عام، والاستاذة فاطمة"، التفاوت الطبقى فى الحب " دعاء الكراون، غرام الأسياد"، كلها تتحدث عن الأحداث التاريخية والصراعات التى حدثت فى مصر، وحدث الحضور على عدم الإنسياق وراء أى شخص او دولة ضد الوطن.
وتحدث الكاتب والروائى مصطفى محمود عواض عن "الأدب والسينما وعلاقتهم بثورة يوليو" هذه المرحلة التي شكلت شخصية شريحة " الشعب"، في عام 1976 عرض فيلم عودة "الابن الضال" للمخرج يوسف شاهين، الذى أرخ لفترة مهمة جدا بصورة رمزية وأحيانا صريحة للشعب المصري في فترة الخمسينيات حتى النكسة، ملامح شخصية الجد فى الفيلم ممثلاً للمرحلة الملكية قبل الثورة: الثقافة، الحلم، الإستهتار، الضعف، فنجد أن الأدب والسينما فى هذه المرحلة شكلت شخصية هذه الشريحة، بعد ثورة 1919، بدأ وعي سياسي وأدبي وفني كبير لدى الشعب المصري، التعددية السياسية، وبدأت القاهرة باستقبال وفود من أصحاب الأقلام الإبداعية كالعقاد القادم من أسوان ولم يكن يمتلك درجة علمية عالية، وطه حسين الضرير الذي قدم من اسرة متوسطة، والمنفلوطي، والرافعي، وغيرهم.
وبدأ الأدباء في حث الناس على الثورة ضد الظلم، ورصد الطبقية والظلم المتفشي وقتها، فظهرت أشعار شوقي وحافظ إبراهيم، وكتابات مصطفى كامل، ووجود جرائد كجريدة اللواء، وساهم هذا النشاط الأدبي في إلهام الضباط الأحرار بفكرة الثورة، ومن اهم الكتب الأدبية في هذا الوقت كتاب عودة الروح لتوفيق الحكيم، تعد هذه الرواية من أبرز الأعمال التي ألهمت الضباط الأحرار، حيث تتحدث عن عودة الروح الوطنية لدى المصريين وحب الوطن الذي يمكن أن ينهض بالأمة من جديد.
وأشار إلى الأعمال السينمائية التى كان لها نصيب أيضا من هذا، فأفلام كثيرة لنجيب الريحاني ويوسف وهبي، تناولت الفروقات الطبقية والفلاح، إلا أن رسالتها غالبا ضمنية وليست مباشرة بأي انتقاد، ولكن ثمة فيلم مثل فيلم "لاشين"، وهو فيلم محرض على الثورة قاموا بمنعه، حتى جاءت الثورة وأفرجت عنه.
وعندما بدأ ثروت عكاشة في تأسيس قصور الثقافة، فتحول المجهودات الفردية والمجتمعية لخدمة الأدب إلى أن الدولة كلها تقوم بخدمة الأدب.
وهذه الفترة تأثر الأدب بها من ناحية السرد واللغة والموضوع: فنجد ان الروايات دخلت فيها العامية بشكل اكثر رجاء في انتشار الأدب بين جموع الناس، ونجد ألفاظ جديدة مستخدمة كالاشتراكية، العدالة الاجتماعية، وغيرها، كما أن تخصص الشعراء كصلاح جاهين وغيره في الكتابة للثورة فظهرت الأغاني الثورية، وعلى مستوى السنيما فقد قامت الدولة في فترة عبد الناصر بإنتاج أكثر من 900 فيلم، أغالبها يروج للثورة كأفلام إسماعيل يس، وفيلم كرد قلبي، والأرض، وجميلة بو حريد، والناصر صلاح الدين وغيرها من الأفلام.
وفى سياق الأنشطة المقامة بفرع ثقافة أسوان برئاسة يوسف محمود، قدمت فرقة "الصفا الإسلامى للإنشاد الدينى" بقيادة المنشد حازم جمال، مجموعة من الابتهالات والتواشيح الدينية منها "ياخير خلق الله، زرعتها أقدام الهادى، أيه العمل يا أحمد"، بالإضافة إلى قصائد و إبتهالات سودانية.
كما نفذ قصر ثقافة العقاد ورشة فنية "رسم عن ثورة ٢٣ يوليو" للمدربة سميرة عبد النبى معلم خبير، بدأت المدربة بنذة عن ثورة ٢٣ يوليو وتعريف المشاركين معنى ثورة وكيفية رسم علم مصر.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: محافظ أسوان أخبار أسوان ثورة يوليو ثقافة العقاد الأدب والسینما
إقرأ أيضاً:
ترجمة الأدب العربي.. جسر حضاري في فضاءات معرض مسقط الدولي للكتاب
في فضاءات معرض مسقط الدولي للكتاب، ووسط أجواء تزدان بالمعرفة والحوار، تواصلت فعاليات اليوم السادس بحضور جماهيري متنوع واهتمام ثقافي لافت، حيث تنوعت الجلسات والندوات بين الأدب والفكر، وجمعت بين الأجيال، لتؤكد أن الكلمة ما زالت قادرة على نسج خيوط الوعي وبناء جسور التلاقي. وفي هذا الإطار، شهد جناح وزارة الثقافة والرياضة والشباب في معرض مسقط الدولي للكتاب مساء أمس أمسية أدبية حملت عنوان "ترجمة الأدب العربي"، أدارتها المترجمة العمانية منال الندابية، واستضافت خلالها المترجمة البريطانية أليس جوثري، واستهلت الجلسة بتقديم نبذة عن "جوثري"، التي بدأت رحلتها مع اللغة العربية قبل أكثر من عقدين، من خلال تعلم اللهجة الشامية، ثم استكمال دراستها الأكاديمية، مما قادها لاحقًا إلى العمل كمترجمة أدبية محترفة، ومحررة نصوص، وأستاذة متخصصة في الترجمة.
وفي بداية حديثها، أكدت "جوثري" على أهمية اللقاء المباشر مع الجمهور العربي، والحديث بلغته، رغم التحديات اللغوية التي قد تواجهها، مشيرة إلى أن شغفها بترجمة الأدب العربي انطلق من شعور مبكر بغياب معرفة حقيقية بثقافة العرب في الغرب، الأمر الذي ألهمها للمساهمة في ردم هذه الفجوة عبر الترجمة.
واستعادت ذكريات بداياتها، مشيرة إلى أن أول تماس حقيقي مع الأدب العربي جاء عبر قراءتها باللغة الإنجليزية لرواية "موسم الهجرة إلى الشمال" للأديب السوداني الطيب صالح، وهي الرواية التي فتحت أمامها بوابة سحرية لفهم جمالية السرد العربي وتعقيداته، ودفعها لاحقًا للغوص في أعماق النصوص العربية بلغتها الأصلية.
كما تحدثت عن علاقتها العاطفية العميقة باللغة العربية، ووصفتها بأنها "رحلة حب" طويلة تمر بتقلبات مزاجية لكنها تظل ثابتة في القلب، مؤكدة أن تعلم اللهجات المختلفة، والتعايش المباشر مع العرب في بلاد الشام وسلطنة عمان، لعب دورًا محوريًا في صقل مهاراتها وفهمها للنصوص بثقافتها الأصلية، وليس فقط بمعناها السطحي.
وفي حديثها عن الترجمة الأدبية، أوضحت أن الترجمة ليست مجرد نقل كلمات من لغة إلى أخرى، بل عملية دقيقة ومعقدة تتطلب قدرة على تفكيك الرموز الثقافية واللغوية للنص، والغوص في بنيته الداخلية، مشيرة إلى أن العمل الأدبي العربي يفيض بالصور البلاغية والأساليب الرمزية التي تمثل تحديًا خاصًا لأي مترجم يسعى إلى الحفاظ على روح النص عند نقله إلى لغة أخرى.
واستعرضت "جوثري" تجربتها الحالية في ترجمة رواية "دلشاد" للكاتبة العمانية بشرى خلفان، مشيدة بغنى العمل وسعة تفاصيله الثقافية والاجتماعية، وأكدت أن التواصل المباشر مع الكاتبة كان عنصرًا حاسمًا لفهم المصطلحات المحلية والدلالات الخاصة التي لا تظهر على السطح. وأوضحت أنها تعتبر الترجمة تفاعلًا حيًا مع النص والمؤلف، وليس مجرد مهمة تقنية.
كما تطرقت الضيفة إلى التحديات الكبرى التي تواجه المترجمين في نشر الأدب العربي باللغات الأخرى، مبينة أن الأعمال الأدبية المترجمة لا تتجاوز نسبة 10% من إجمالي الكتب المنشورة بالإنجليزية، وأن نصيب الأدب العربي منها لا يزال ضئيلًا للغاية، رغم التحولات الإيجابية التي بدأت تلوح في السنوات الأخيرة بفضل ترجمات متميزة مثل رواية "سيدات القمر" للكاتبة جوخة الحارثي.
وفي سياق متصل، ناقشت أثر الجوائز الأدبية في الترويج للأعمال المترجمة، معتبرة أن الفوز بجوائز كبرى قد يفتح الأبواب أمام العمل، لكنه ليس ضمانًا للانتشار، مشددة على أهمية الدور الذي يقوم به المترجم شخصيًا في تسويق النصوص واقتناص الفرص.
وخلال الأمسية، تحدثت جوثري أيضًا عن تجربتها الخاصة في توثيق سير العائلات العمانية، موضحة أنها تعمل على كتابة سِيَر عائلية خاصة، تستند إلى مقابلات شفوية وتوثيق دقيق للذاكرة الاجتماعية، معتبرة أن هذا المشروع يشكل امتدادًا لرسالتها الثقافية في حفظ الحكايات والأصوات المحلية للأجيال القادمة، وأن هذه التجربة العمانية ساعدتها كثيرًا في فهم التفاصيل اليومية والثقافية التي تثري النصوص الأدبية التي تترجمها.
أما عن الذكاء الاصطناعي وتأثيره على مستقبل الترجمة الأدبية، فقد عبرت جوثري عن مخاوفها البيئية أولًا، مشيرة إلى أن تشغيل الخوادم العملاقة التي تدعم تقنيات الذكاء الاصطناعي يستهلك طاقة هائلة يؤثر سلبًا على البيئة. وأكدت أن الترجمة الإبداعية ستبقى ميدانًا إنسانيًا خالصًا، يحتاج إلى شعور المترجم وحسه الثقافي، وهو أمر لا يمكن للآلات أن تحل محله بشكل كامل، مهما تطورت قدراتها.
شهدت الجلسة حوارًا غنيًا مع الحضور، الذين أثاروا أسئلة عميقة حول خصوصية الترجمة الأدبية، ومدى تأثير الفروقات الثقافية على خيارات المترجم، كما ناقشوا مسألة الموازنة بين الأمانة للنص الأصلي وبين ضرورة تكييف بعض التفاصيل كي تصل بوضوح إلى القارئ بلغته الجديدة.
واختتمت المترجمة البريطانية أليس جوثري حديثها برسالة مؤثرة، أكدت فيها أن الترجمة تظل واحدة من أرقى أشكال التواصل الإنساني، وجسرًا حيويًا لمدّ جسور التفاهم بين الحضارات والثقافات، داعية إلى الاستمرار في الاستثمار في الترجمة بوصفها عملًا إنسانيًا خالصًا، لا غنى عنه في عالم سريع التغير.