بيد فرنسية.. مذبحة رهيبة في الدار البيضاء والحجة 9 أشخاص
تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT
المغرب – مهدت فرنسا لاحتلال المغرب بالتغلغل في البلاد وكان المدخل مدينة “الدار البيضاء” التي شهدت في أغسطس عام 1907 مذبحة رهيبة ردا على ثورة الأهالي ضد مظاهر التمدد الاستعماري.
فرنسا أرسلت بوارجها إلى “الدار البيضاء” ووجدت حجتها في مقتل عدد من العمال والمقيمين الأوروبيين يقدر عددهم بـ 9 أشخاص.
وكما هي العادة في مثل هذه الأحداث في الحقبة الاستعمارية يتم تشويه المقاومين الذين يدافعون عن بيوتهم ومدنهم وثقافتهم وإظهارهم كمتوحشين “يعضون” يد الدول الأوروبية “المتحضرة”، وتتمثل بالنسبة للمغرب في فرنسا وإسبانيا.
فرنسا أرسلت بوارجها لإخماد انتفاضة “الشاوية” وسكان المدينة الآخرين، فانهمرت القذائف “المتحضرة” الحارقة على السكان وكان يقدر عددهم في ذلك الوقت بثلاثين ألف نسمة.
أستاذ التاريخ المعاصر الدكتورعبد العالي المتليني، يوضح خلفيات تلك الانتفاضة العارمة وما تبعها من مجزرة رهيبة بالقول إن “تفاصيل هذه الواقعة بدأت يوم 28 يوليو1907، عندما تقدم ممثلو قبيلة مديونة إلى عامل الدار البيضاء أبو بكر بوزيد بلائحة مطالب، تركزت حسب أولوياتهم عل تحقيق ثلاث متمنيات، هي طرد المراقبين الفرنسيين من ديوانة الميناء، تخريب سكة الحديد التي أنشأها الفرنسيون بين الميناء والمحجر، والإيقاف الفوري للأشغال الجارية في الميناء”.
سيطرة الأهالي على مدينتهم ردت عليه فرنسا بهجوم بحري من 5 على 7 أغسطس 1907، حيث قصفت البوارج الفرنسية بمدافعها الدار البيضاء وما جاورها، وقتلت عددا يقدر بين 1500 إلى 7500 شخص، علاوة على تدمير المدينة المغربية بشكل شبه كامل.
بعد القصف العنيف بالقنابل الحارقة من بوارج اصطفت على ساحلها، أنزل الفرنسيون قواتهم في المدينة “مع بعض الدعم من الإسبان، واستولوا على المدينة في غضون أيام قليلة وبدأت في قتل المتمردين والمدنيين بشكل عشوائي”.
ما جرى للمدينة في تلك الأيام وصفه القبطان الفرنسي “كراسي” في كتابه “اختراق الشاوية” في جملة مختصرة ومعبرة قال فيها إن “الدار البيضاء منذ يوم 7 أغسطس 1907 لم تعد مسكونة إلا بالموتى”.
تلك الأحداث الدموية استمرت بين خمسة إلى سبعة أيام، فقدت المدينة إثرها قسما كبيرا من سكانها، فيما تؤكد التقارير أن عواقب الدمار الهائل التي أحدثته قنابل البوارج الفرنسية الحارقة وشديدة الانفجار، بقيت حتى بعد الحرب العالمية الأولى.
بعد القصف البحري العنيف، وما تلا ذلك من دخول القوات البرية التي عاثت في المدينة نهبا وتقتيلا، تحولت “الدار البيضاء” التي كانت توصف في ذلك الوقت بأنها مدينة “مزدهرة” إلى أنقاض وأطلال.
المصادر الفرنسية تقلل من أعداد الضحايا وتقدرهم بين 600-1500، فيما ترفع المصادر الألمانية العدد إلى رقم يتراوح بين 2000-3000.
أما المصادر المغربية فتفيد بأن عددا قليلا فقط من سكان المدينة نجوا من المذبحة، في حين تؤكد مصادر محلية أخرى أن الدار البيضاء كان عدد سكانها لا يتجاوز ثلاثين ألف نسمة، قتل منهم في تلك المذبحة ما بين 6000 إلى 15000 شخص، وفر ما تبقى من السكان إلى الدواخل.
علاوة على ذلك، جرى اعتقال العديد من المقاتلين الذين شاركوا في تلك الانتفاضة المناهضة للاستعمار الفرنسي، وإعدام بعضهم وسجن البعض الآخر.
إذا أخذنا بعين الاعتبار التقديرات المغربية لعدد من سقطوا في تلك المذبحة يكون الفرنسيون قد قضوا على حوالي نصف سكان مدينة الدار البيضاء، ولا ذنب لهؤلاء الضحايا إلا تمسكهم بسيادتهم وثقافتهم الوطنية ورفضهم القاطع لسيطرة الأجانب على مقدرات بلادهم.
المصدر: RT
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الدار البیضاء فی تلک
إقرأ أيضاً:
مكتبة محمد بن راشد تحيي مئوية "الأخوين رحباني"
اختتمت مكتبة محمد بن راشد فعاليات شهر يناير 2025 مع أمسية ثقافية وفنية متميزة احتفت بإرث الأخوين الرحباني وتأثيرهما العميق في المسرح الغنائي العربي بعنوان "المسرح الغنائي. مسرح الرحابنة نموذجاً".
حضر الأمسية أكثر من 600 شخص من عشاق المسرح الطربي الغنائي، حيث استهلت بجلسة حوارية شارك فيها رئيس مسرح دبي الوطني ياسر القرقاوي والمؤلف والملحن مروان الرحباني، حيث استعرضا الإرث الفني للأخوين رحباني، اللذين أحدثا ثورة في عالم المسرح الغنائي العربي عبر المزج الفريد بين الموسيقى والشعر والأداء المسرحي.
وتطرق الحديث لنشأة المسرح الغنائي، وتأثير البيئة اللبنانية في تشكيل هوية أعمال الرحابنة، إلى جانب تسليط الضوء على المحطات المفصلية في مسيرتهم الفنية، بدءاً من الأعمال الأولى ووصولاً إلى الإنتاجات المسرحية الضخمة التي جسدت قضايا المجتمع العربي برؤية فنية راقية.
وعُرضت مجموعة من المواد التصويرية لمشاهد ولقطات من المسرح الرحباني، عكست إمكانات الأخوين رحباني على تقديم دراما موسيقية تمزج بين الأصالة والتجديد؛ وذلك بمناسبة مرور 100 عام على ميلاد منصور الرحباني، والتي وثقت مسيرته الغنية وإسهاماته الكبيرة في تطوير المسرح الغنائي العربي، إلى جانب رؤيته الفنية التي مزجت بين التراث والحداثة.
وكان ختام الأمسية بمكتبة محمد بن راشد حفلا غنائيا قدمه كورال "شرقيات"، بأجواء المسرح الرحباني، وأداء مجموعة من أجمل أغاني فيروز التي شكلت علامات فارقة في تاريخ الأغنية العربية، من بينها: جينا الدار يا أهل الدار، وقصيدة الإمارات، ويا عاقد الحاجبين، وكانوا يا حبيبي، وحبيتك تنسيت النوم، وآخر أيام الصيفية، ويا بياع الخواتم، وكان عنا طاحون، وغيرها الكثير.