هذه هي قضية السودان المركزية بعيداً عن الأوهام
تاريخ النشر: 25th, July 2024 GMT
هذه هي قضية السودان المركزية بعيداً عن الأوهام
رشا عوض
الناس أحرار في أفكارهم طبعاً، من كان يظن أن قضية السودان المركزية هي هزيمة الإمبريالية وتحرير جنوب الكرة الأرضية من الاستعمار الجديد فهذا شأنه!
ومن كان يظن أن قضية السودان المركزية هي تحرير فلسطين فهو حر!
ومن كان يعتقد أن قضية السودان المركزية هي نصرة الإسلام بجهاد الدفع وجهاد الطلب في آن واحد واستعادة الأندلس والانطلاق منها لفتح أوروبا وأمريكا فعلى كيفه!
ومن كان يظن أن قضية السودان المركزية هي إحياء البان افركانزم وكتابة تاريخ جديد لأفريقيا على هداها بقيادة السودان فنتمنى له التوفيق!
ولكن مهما يكن من أمر هناك حقيقة واحدة فقط وهي في حكم البداهة ستظل تمد لسانها ساخرة من الجميع، وهي أن السودان لن يستطيع مد رجليه إلى أبعد من لحافه! واللحاف في الرطانة السياسية المعاصرة هو الوزن السياسي للدولة الذي يتحدد بمستوى تقدمها في النظام السياسي وفي مجالات المعرفة والعلوم والتكنولوجيا والاقتصاد والتنمية والقوة العسكرية! ويقاس التقدم بمعايير العصر الحديث!
وبالتالي فإن قضية السودان المركزية يجب أن تكون الانعتاق من إسار التخلف الذي يكبل السودان! هي انتشال السودان من واقع الجوع والأمية والأمراض المستوطنة والعجز البنيوي الذي أنتج ما نحن فيه من هشاشة سياسية وانهيار اقتصادي وتراجع مخيف في كل المجالات!
ضربة البداية بداهة لن تكون الدخول في مواجهات كونية مع القوى العظمى في العالم لأن مثل هذه المواجهات لن تقودنا إلا إلى حتفنا! لأننا ببساطة لا نمتلك من أدواتها سوى العنتريات التي ما قتلت ذبابة!!
أحد مواطن الخلل في العقل السياسي السوداني هو عدم “مركزية السودان شعباً وأهدافاً ومصالح”! كأنما السودان في حد ذاته لا يرقى لأن يكون مقصوداً لذاته في تكريس الجهد والعمل!
دائماً السودان وسيلة لخدمة مشروع أكبر منه في حين أن السودان في حاجة ماسة لأن نكرس له كل ما في وسعنا لانتشاله من واقعه البائس!
هذا الخلل يتجسد في المنهج الذي حكم علاقات السودان الخارجية منذ استقلال السودان!
ظل هذا المنهج مستلباً لسرديات أيدولوجية وهوس بالقومية العربية ثم جاءت الطامة الكبرى ممثلة في هوس الإسلام السياسي، والقاسم المشترك بين كل أنواع الهوس هي تهميش المصالح المباشرة للدولة السودانية في سبيل ملاحقة ريادة في قضايا أممية أو قومية لا نملك مقومات الريادة فيها أصلاً!
لا بد أن تتطور الثقافة السياسية السودانية في اتجاه التمييز الصارم بين دوائر اشتغال رجل الدولة ودوائر الانفعال والتفاعل مع القضايا الكونية الكبرى، فرجل الدولة يجب أن يعكف على أداء واجبه المباشر تجاه الدولة السودانية ومواطنيها وأن يحدد حلفاءه وأعداءه الخارجيين على أساس نفعهم أو ضررهم الفعلي على السودان، وتفاعل رجل الدولة المتخلفة مع العالم الخارجي ينطلق من أرضية البحث عن فرص النهوض والتقدم المتاحة لبلده وفق معطيات النظام العالمي ومحاولة تعظيمها دون معارك تكسير عظام نتيجتها الحتمية تكسير عظام دولته!
هل النظام العالمي عادل؟ ألا ينطوي على اختلالات كبيرة ومظالم تستوجب أقصى درجات الغضب وضحايا هذا النظام بالملايين؟
الإجابة نعم، ولكن التصدي لمهمة تغيير النظام العالمي لا يعقل أن يدرج في أجندة رجل أو امرأة الدولة في السودان، لأن ترتيب جدول الأعمال في أجندة رجل الدولة يختلف عنه في أجندة المفكر أو الفيلسوف أو الأديب أو الشاعر في نفس الدولة، كما يختلف عن أجندة رجل الدولة في بلد آخر ظروفه السياسية والاقتصادية ومستوى تطوره مختلف عن دولتنا.
في هذا العالم دول حقّقت مستويات معقولة من التنمية الاقتصادية والبشرية وتفوقت على السودان في كل المجالات رغم أن السودان متفوق عليها في الموارد، فعلت ذلك دون أي معارك فاصلة على الصعيد العالمي مثل تلك التي يطالبنا بها محتالو اليمين الديني واليسار الطفولي.
الوسومأفريقيا أمريكا أوروبا الأندلس الإمبريالية الاستعمار السودان النظام العالمي اليسار اليمين رجل الدولة رشا عوض فلسطينالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أفريقيا أمريكا أوروبا الأندلس الإمبريالية الاستعمار السودان النظام العالمي اليسار اليمين رجل الدولة رشا عوض فلسطين النظام العالمی رجل الدولة من کان
إقرأ أيضاً:
من الهرمونات إلى التوتر.. 5 أسباب وراء التغيرات المزاجية المفاجئة لدى النساء بعيدا عن النكد
التغيرات المزاجية المفاجئة هي واحدة من الظواهر التي قد تشعر بها العديد من النساء بين الحين والآخر، وقد يُساء فهمها على أنها مجرد تفاعل مع الضغوطات الحياتية أو أنها مرتبطة بـ"النكد". إلا أن الحقيقة أكثر تعقيدًا، فهناك مجموعة من الأسباب البيولوجية والنفسية التي قد تكون وراء هذه التقلبات المزاجية، والتي لا علاقة لها أبدًا بالحالة النفسية السلبية أو المزاج المعكر فقط.
5 أسباب وراء التغيرات المزاجية المفاجئة لدى النساءفي هذا المقال، سوف نلقي الضوء على خمسة أسباب رئيسية وراء التغيرات المزاجية المفاجئة لدى النساء، التي تتنوع بين العوامل الهرمونية والنفسية وحتى البيئية، مما يساعد على فهم هذه الظاهرة بشكل أعمق وأكثر دقة،وفقًا لموقع Times of India.
1. التغيرات الهرمونية: من الدورة الشهرية إلى سن اليأس
من أبرز الأسباب التي تؤثر في المزاج بشكل مفاجئ هي التغيرات الهرمونية التي تمر بها النساء في مراحل مختلفة من حياتهن. التغيرات في مستويات الهرمونات، خاصة هرموني الإستروجين والبروجستيرون، تؤثر بشكل كبير على الحالة المزاجية.
الدورة الشهرية: في فترة ما قبل الدورة الشهرية، تعاني الكثير من النساء من تقلبات مزاجية حادة تعرف بمتلازمة ما قبل الحيض (PMS)، حيث يمكن أن يشعرن بالتوتر، الاكتئاب، وحتى الغضب.
الحمل والولادة: أثناء الحمل وبعد الولادة، تشهد النساء تقلبات هرمونية قد تؤثر على مزاجهن بشكل مفاجئ.
سن اليأس: مع اقتراب سن اليأس، تتغير مستويات الهرمونات بشكل ملحوظ، مما يؤدي إلى شعور بالتهيج أو الحزن.
2. التوتر والضغط النفسي: التحديات اليومية
التوتر هو أحد العوامل النفسية التي تؤثر على الحالة المزاجية بشكل كبير. تواجه النساء في حياتهن اليومية العديد من الضغوطات، سواء كانت متعلقة بالعمل، الأسرة، أو المسؤوليات الاجتماعية. هذا التراكم من التوتر يمكن أن ينعكس على مشاعرهن ويؤدي إلى تقلبات مفاجئة في المزاج.
في حالات الضغط النفسي، يمكن أن تشعر المرأة بالغضب أو الحزن دون سبب واضح، حيث يكون الجسم في حالة من التوتر المستمر، مما يؤدي إلى ردود فعل عاطفية غير متوقعة.
3. التغذية الغير متوازنة: تأثير النظام الغذائي
النظام الغذائي يلعب دورًا هامًا في الحفاظ على استقرار الحالة المزاجية. نقص بعض العناصر الغذائية، مثل الحديد، الفيتامينات B، أو الأحماض الدهنية أوميغا 3، يمكن أن يسبب تقلبات مزاجية مفاجئة.
على سبيل المثال، نقص السكر في الدم يمكن أن يؤدي إلى شعور بالعصبية أو التوتر، بينما يمكن أن يسبب نقص المغنيسيوم شعورًا بالإجهاد والاكتئاب. الحفاظ على نظام غذائي متوازن يعزز من استقرار الحالة المزاجية ويقلل من هذه التقلبات المفاجئة.
4. النوم غير الكافي: العلاقة بين النوم والمزاج
قلة النوم أو النوم غير المنتظم يمكن أن تؤدي إلى تأثيرات سلبية على الحالة المزاجية. عندما لا تحصل النساء على قسط كافٍ من النوم، فإنهن يصبحن أكثر عرضة للإحساس بالتوتر والغضب والقلق.
الدراسات تشير إلى أن الحرمان من النوم يمكن أن يزيد من مستويات الكورتيزول (هرمون التوتر) في الجسم، مما يسبب تقلبات مزاجية قد تكون شديدة وغير متوقعة.
5. الأدوية والعلاجات الطبية: تأثير العلاجات على المزاج
تأثير الأدوية والعلاجات الطبية على المزاج قد يكون سببًا آخر للتغيرات المزاجية المفاجئة. العديد من الأدوية، مثل أدوية الاكتئاب أو الأدوية الهرمونية، قد تؤدي إلى تغيرات مزاجية غير متوقعة.
على سبيل المثال، أدوية معالجة الاكتئاب قد تؤدي في بعض الأحيان إلى تفاعلات جانبية مثل القلق أو الشعور بالإرهاق، بينما بعض الأدوية الهرمونية المستخدمة لتنظيم الدورة الشهرية أو لعلاج مشاكل أخرى قد تؤثر على الحالة المزاجية بشكل ملحوظ.