شركة ويز الإسرائيلية للأمن السيبراني تنسحب من صفقة الاستحواذ مع غوغل
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
أنهت شركة "ويز" الإسرائيلية الناشئة في مجال الأمن السيبراني المفاوضات مع شركة ألفابت، الشركة الأم لغوغل، حول صفقة استحواذ بقيمة 23 مليار دولار، وفقا لمذكرة داخلية لشركة "ويز" اطلعت عليها رويترز.
الأسبوع الماضي، كانت صحيفة وول ستريت جورنال قد أفادت بإجراء شركة ألفابت مفاوضات متقدمة للاستحواذ على الشركة الإسرائيلية مقابل 23 مليار دولار تقريبا، فيما وصفته بأكبر عملية استحواذ في تاريخ شركة ألفابت.
وأوضح عساف رابابورت، الرئيس التنفيذي لشركة "ويز"، إن شركته ستركز الآن على الطرح العام الأولي في البورصة، كما كانت تخطط سابقا، وتستهدف تحقيق إيرادات سنوية متجددة بقيمة مليار دولار.
وقال في المذكرة التي أصدرتها الشركة: "إن رفض مثل هذه العروض الكبيرة أمر صعب، ولكن مع وجود فريقنا الاستثنائي، أشعر بالثقة في اتخاذ هذا القرار"، في إشارة إلى عرض الاستحواذ الضخم من غوغل.
قرار "ويز" بإنهاء الصفقة سيشكل عقبة أمام شركة غوغل، التي كانت تستثمر في بنيتها التحتية للخدمات السحابية وتركز على جذب العملاء لقطاع أعمالها السحابية الذي حقق إيرادات تجاوزت 33 مليار دولار العام الماضي، كما أشارت رويترز.
وشهد تقييم شركة "ويز" ارتفاعا ملحوظا منذ تأسيسها في عام 2020 على يد رئيسها التنفيذي الإسرائيلي عساف رابابورت وعدد من زملائه. وجمعت الشركة، التي تقدم برمجيات الأمن السيبراني للحوسبة السحابية، مليار دولار في فترة سابقة من هذا العام بتقييم قدره 12 مليار دولار. وهي واحدة من الشركات الناشئة القليلة خارج قطاع الذكاء الاصطناعي التي نجحت في جمع تمويل بتقييم مرتفع في عام 2024، وتعمل الشركة الناشئة مع شركات عالمية كبرى مثل "سيلز فورس" و"بي إم دبليو".
ويقع مقر شركة "ويز" في نيويورك ولها مكاتب أخرى بالولايات المتحدة وإسرائيل، وتتعاون الشركة الناشئة مع عدد من أكبر شركات الحوسبة السحابية، ومنها أمازون ومايكروسوفت وكذلك غوغل، وفقا لما ذكرته على موقعها الإلكتروني.
وتأسست الشركة عام 2020 بأيدي فريق إسرائيلي مكون من رئيسها التنفيذي عساف رابابورت، والرئيس التنفيذي للشؤون التقنية عامي لوتواك، ونائب الرئيس التنفيذي للمنتجات ينون كوستيكا، ونائب الرئيس التنفيذي للبحث والتطوير روي ريزنيك.
وشغل عساف رابابورت منصب المدير العام للبحث والتطوير في شركة مايكروسوفت إسرائيل بعد أن باع شركته السابقة "أدالوم" لمايكروسوفت مقابل 320 مليون دولار في عام 2015. أما بقية مؤسسي شركة "ويز" فقد عملوا مع رابابورت منذ أيام خدمته في الجيش الإسرائيلي وشغلوا مناصب مختلفة في شركته السابقة "أدالوم" أيضا، كما أشار تقرير في فوربس.
واجتمع رابابورت ورفاقه الثلاثة خلال الخدمة العسكرية الإلزامية في الجيش الإسرائيلي، والتحقوا بالوحدة 8200، وهي الوحدة الاستخبارية الخاصة بالنخبة، قبل أن يغادر رابابورت إلى مجموعة سيبرانية نخبوية أصغر وأكثر سرية تسمى الوحدة 81، وفقا لتقرير فوربس.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ملیار دولار
إقرأ أيضاً:
صفقة الأسرى بالصحف الإسرائيلية.. ضغوط ترامب وراء تراجع نتنياهو عن موقفه
انتقد العديد من الكتاب والمحللين في الصحف الإسرائيلية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتراجعه عن موقفه من الصفقة تحت ضغط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الذي لعب دورا رئيسيا في دفع المفاوضات إلى نهايتها.
وكتب يوسي يهوشع المحلل العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل ستدفع "ثمنا باهظا" مقابل صفقة جزئية بدلا من إبرام صفقة شاملة لضمان "أدوات ضغط أفضل للمراحل التالية من المفاوضات".
ووصف يهوشع اتفاق وقف إطلاق النار الناشئ والإفراج عن الأسرى بأنه "سيئ بالنسبة لإسرائيل"، لكنه أكد أنه لا خيار أمامها سوى القبول به.
وأشار إلى أن إسرائيل -التي فشلت في التعامل مع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023- تتحمل مسؤولية أخلاقية كبيرة تجاه الإسرائيليين والجنود الذين تخلى عنهم الجيش.
وانتقد يهوشع تراجع نتنياهو عن موقفه من البقاء في محور فيلادلفيا الذي كان يعتبره سابقا "حجر الأساس لوجودنا".
كذلك، لفت المحلل العسكري إلى الخسائر المتزايدة التي تكبدها الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة، بما في ذلك مقتل 5 جنود في بيت حانون مؤخرا والمعارك الدائرة في جباليا.
وأكد أن هذه الأمور تحدث في مناطق سبق للجيش أن أعلن تحقيق النصر فيها وإخلاء معظم سكانها.
إعلانكما سلط الضوء على الصعوبات الميدانية التي تواجهها القوات الإسرائيلية، إذ قُتل 55 ضابطا وجنديا منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بينهم 15 في الأسبوع الماضي فقط.
وقال يهوشع إن الجنود الإسرائيليين يعانون من الإرهاق بعد قتال متواصل منذ أشهر، مما أدى إلى تراجع أدائهم العسكري، مشيرا إلى أن "العواقب واضحة: الطريقة التي تشن بها الحرب لم تحقق نتائج كافية".
وتساءل المحلل عن قدرة الجيش الإسرائيلي على استئناف القتال إذا قررت حركة حماس عدم الالتزام بالاتفاق، خاصة مع عودة السكان إلى شمال القطاع، الأمر الذي قد يحوّل استئناف القتال إلى "كابوس" للجيش.
ضغوط ترامب الحاسمةأما في صحيفة "معاريف" فشن الكاتب بن كسبيت هجوما لاذعا على نتنياهو، متهما إياه بتعطيل الصفقة طوال العام الماضي، وموافقته عليها فقط بعد ضغوط من ترامب.
وقال بن كسبيت بسخرية "كان خطأ كل من طالب بإجراء انتخابات مبكرة من أجل إنهاء الحرب وإعادة المختطفين هو أنهم طالبوا بإجراء الانتخابات في إسرائيل، كان ينبغي عليهم المطالبة بتقديم الانتخابات في أميركا".
وأشار إلى أن خطة إطلاق سراح الأسرى هي نتيجة تهديدات صريحة من ترامب، معتبرا أن الاتفاق يشير إلى نهاية وشيكة للحرب في شكلها الحالي.
وأضاف بن كسبيت أن نتنياهو وافق على الصفقة خوفا من ترامب، وليس بسبب اعتبارات أخلاقية أو إنسانية.
وانتقد الكاتب الإسرائيلي استمرار الحرب وتأثيراتها السلبية، قائلا "كل ما تبقى هو البكاء من أجل الوقت الضائع من أجل كل الرهائن الذين قتلوا في الأسر وكل المقاتلين الذين قتلوا عبثا دون أهداف محددة للحرب".
وكشف أن خطة ترامب كانت مطروحة منذ مايو/أيار وأغسطس/آب الماضيين، لكن نتنياهو رفضها حتى الآن.
واتفق المحلل العسكري عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" مع ما ذكره بن كسبيت بشأن تأثير ترامب على نتنياهو، إذ قال "العامل الرئيسي في الصفقة هو تأثير ترامب الذي يحمل روافع أثقل بكثير على نتنياهو والوسطاء مقارنة ببايدن".
إعلانوأشار إلى أن ترامب أبلغ نتنياهو بوضوح خلال اجتماعه مع مبعوثه ستيفن ويتكوف أن عليه الموافقة على الصفقة.
وانتقد هرئيل تراجع نتنياهو عن شروطه السابقة، مثل التمسك بمحور فيلادلفيا الذي كان يصفه بـ"صخرة وجودنا".
وأكد أن إسرائيل ستضطر إلى ابتلاع المزيد من التنازلات في الاتفاق -بما في ذلك التخلي عن هدف "سحق حماس بالكامل"- من أجل إنقاذ الأسرى المتبقين.
ماذا لو فشلت الصفقة؟وحذر هرئيل من أن صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار قد تهدد استقرار الائتلاف الحكومي الذي يقوده نتنياهو، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء قد يواجه صعوبة في الحفاظ على حكومته في ظل التحولات السياسية المحتملة.
وأوضح المحلل العسكري أنه في سيناريو متفائل يمكن دمج السلام طويل الأمد في قطاع غزة ضمن خطة إعادة إعمار دولية، إذ "تضخ دول الخليج الأموال بشرط تخلي حركة حماس عن السلطة، وتكون السلطة الفلسطينية شريكا في إدارة القطاع".
وأضاف أن هذه الخطة قد تندرج ضمن رؤية ترامب لـ"حل شامل للشرق الأوسط"، لكن هرئيل شدد على أن تقدم هذه الخطط يعتمد على وضوح وتماسك الإدارة الأميركية الجديدة، وهو ما لم يتضح بعد.
أما في حال فشل الصفقة فتوقع هرئيل أن تعود النقاشات بشأن ضرورة الاحتفاظ بمناطق إستراتيجية في شمال غزة، مع تصاعد الدعوات من اليمين المتطرف لفرض حكم عسكري على القطاع.
وتطرق هرئيل إلى أن التحديات التي تواجهها القوات الإسرائيلية لا تزال قائمة، إذ لم تنجح العملية العسكرية في تحقيق نتائج حاسمة.
وأوضح أن حماس لا تزال تعمل ضمن شبكة أنفاق متطورة في مناطق مثل جباليا وبيت حانون، مستخدمة مخزون المواد الغذائية والبضائع التي أعدتها مسبقا، مما يجعل استئناف العمليات القتالية معقدا ويزيد المخاطر التي يتعرض لها الجيش الإسرائيلي.