لجريدة عمان:
2024-09-07@10:20:33 GMT

العالم بلا سلاح نووي!!

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

العالم بلا سلاح نووي!!

دعت سلطنة عُمان اليوم إلى شرق أوسط خالٍ من السلاح النووي معتبرة ذلك مسؤولية جماعية ودولية مستعجلة خاصة بعد أن هددت إسرائيل باستخدام قنبلة نووية، وفي ذلك اعتراف ضمني بامتلاكها. وهذه الرؤية التي قدمتها سلطنة عمان خلال اجتماع اللجنة التحضيرية الثانية للمؤتمر الاستعراضي الحادي عشر لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية 2026 في الأمم المتحدة بجنيف، ينبغي أن تلهم جميع دول العالم بما في ذلك دول الشرق الأوسط التي ما زالت منذ عقود طويلة مضت تعيش في صراعات لا تنتهي.

إن المطالبة بأن يكون العالم خاليا من الأسلحة النووية لا يجب أن يبقى حلما صعب المنال إنه هدف ضروري لضمان بقاء البشرية، وهذا الهدف يتطلب التزاما صلبا وتعاونا من جميع دول العالم للوفاء بالمواثيق الدولية.. إن هذه اللحظة التي يمر بها العالم والتي كثر فيها الصراع والاستقطاب تقول لنا بشكل واضح لا لبس فيه إن وقت الرضا عن النفس قد انتهى والبشرية تعيش حالة من خوف فنائها؛ وعلى المجتمع الدولي أن يتصرف بشكل حاسم لتأمين مستقبل خالٍ من الأسلحة النووية.

لا يمكن أن نتجاهل في اللحظة التي كانت سلطنة عمان تدعو اليوم من فوق منبر الأمم المتحدة لنزع السلاح النووي من العالم ومن الشرق الأوسط بشكل خاص التصعيد الذي جرى قبل عدة أشهر حول السلاح النووي في سياق الحرب الروسية الأوكرانية؛ حيث تمت الإشارة إلى تهديد الأسلحة النووية عدة مرات، كانت تلك اللحظات بمثابة تذكير صارخ بالحاجة الملحة إلى الانضمام العالمي إلى معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

وتمثل معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، التي دخلت حيز التنفيذ في عام 1970، حجر الزاوية في الجهود الدولية الرامية إلى منع انتشار الأسلحة النووية وتعزيز نزع السلاح النووي. وتلزم المادة السادسة من المعاهدة الدول المسلحة نووياً بمواصلة مفاوضات نزع السلاح بحسن نية، في حين توافق الدول غير المسلحة نووياً على عدم حيازة أسلحة نووية. ومع ذلك، فإن الإخفاقات الأخيرة في تحقيق الإجماع في مؤتمرات المراجعة والتحديث المستمر للترسانات النووية من قبل بعض الدول قد أضعفت مصداقية المعاهدة.

ويسلط الوضع في أوكرانيا الضوء على هشاشة النظام النووي العالمي الحالي. إن التهديدات المستمرة بالاستخدام النووي تؤدي إلى زعزعة استقرار البنية الأمنية الدولية. ويوضح هذا السيناريو أن العالم لا يستطيع تحمل العودة إلى سياسة حافة الهاوية النووية التي كانت سائدة في عصر الحرب الباردة. وأمام هذا الأمر لا خيار من الالتزام بأهداف معاهدة منع الانتشار النووي وأن تعمل على نزع السلاح الحقيقي.

ولا تبدو منطقة الشرق الأوسط في وضع يتيح لها مجرد التلويح باستخدام السلاح النووي كما فعلت إسرائيل في بداية حربها على غزة عندما صرح أحد وزرائها بالقول إن الحل الوحيد لغزة يتمثل في ضربها بالسلاح النووي! ورغم أن الفكرة سطحية جدا إلا أن تجاهلها التام ليس من الحكمة في شيء خاصة وأن هناك ما يشبه الإجماع على أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية، لكنها ترفض الانضمام إلى المعاهدة أو حتى إخضاع منشآتها النووية لرقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهذا أمر يفرض تحديات كبيرة على الأمن الإقليمي والعالمي.

ويجب على المجتمع الدولي أن يكثف جهوده لضم جميع البلدان إلى معاهدة عدم الانتشار. ويشمل ذلك ممارسة الضغوط الدبلوماسية على الدول التي لا تزال خارج المعاهدة وتقديم الضمانات الأمنية للدول غير المسلحة نووياً. إن الدعوة الأخيرة إلى وضع صك ملزم قانوناً لضمان عدم استخدام الأسلحة النووية ضد الدول غير النووية تشكل خطوات في الاتجاه الصحيح.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: انتشار الأسلحة النوویة السلاح النووی معاهدة عدم

إقرأ أيضاً:

كيف تستفيد بريطانيا من توريد السلاح لإسرائيل؟

الاثنين الماضي، أوقفت الحكومة البريطانية 30 ترخيصًا تسمح للشركات البريطانية بتوريد قطع عسكريّة إلى إسرائيل. وتشمل هذه القطع مكوّنات الطائرات المقاتلة والمروحيات والطائرات المسيّرة، بالإضافة إلى معدات تساعد في توجيه الضربات على الأرض.

وقد أوضح وزير الخارجية ديفيد لامي أمام البرلمان، أن تقييم الحكومة أظهر وجود خطر واضح في إمكانية استخدام إسرائيل هذه القطع العسكرية والمعدات في ارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الإنسانيّ الدولي.

أي شخص تابع الأخبار على مدار الـ 11 شهرًا الماضية، كان بإمكانه إخبار الوزير بذلك. فقد أصبحت غزة منطقة خالية من حقوق الإنسان، تُرتكب على أرضها أوّل إبادة جماعية يتم بثها مباشرة في التاريخ.

هذا العام، قدّم محامو الحكومة مشورة قانونية حول ما إذا كانت إسرائيل تنتهك القانون الدولي. وقد قال عضو في البرلمان من حزب المحافظين، اطّلع على الوثيقة، إنه يعتقد أن إسرائيل بالفعل ترتكب مثل هذه الأفعال.

ورغم ذلك، فإن تفاصيل هذه المشورة القانونية ظلت شديدة السرية رغم وعد حزب العمال، حين كان في المعارضة، بنشرها. يمكننا أن نفترض، مع ذلك، أن التحليل كان مروعًا للغاية، ليدفع حكومة العمال إلى اتخاذ إجراء، وإن كان غير كافٍ. والمؤكد أن الحكومة تأمل أن ترفع عن عاتقها بهذا الإجراء مسؤولية التورط في أكثر صفقات مبيعات الأسلحة خطرًا وفداحة.

ولكن حكومة العمال كانت حريصة، وهي تفعل ذلك أن تنفي أي تصور بأنها تعاقب إسرائيل. كان وزير الخارجية واضحًا في تأكيده أن "هذا ليس حظرًا على الأسلحة" وقال إنه تم اتخاذ هذا القرار "بأسف شديد"، واصفًا نفسه شخصيًا بأنه "صهيوني ليبرالي وتقدمي".

ليست هذه التدابير إلا الحد الأدنى الذي يجب أن نتوقعه. فقد تمّ إيقاف 30 ترخيصًا، لكن 320 ترخيصًا آخر لا يزال قائمًا. كما تلعب المملكة المتحدة دورًا في تزويد مكوّنات لطائرات "إف- 35" المقاتلة، التي وُصفت بأنها "أكثر الطائرات المقاتلة فتكًا في العالم". يتم استخدام هذه الطائرات على نطاق واسع في غزة، وقد استثنت الحكومة هذه المنتجات من التدابير الجديدة.

السبب الرئيسي وراء ذلك يبدو أنه الضغوط الشديدة من الولايات المتحدة للاستمرار في تزويد إسرائيل بالمكونات. ففي الأسبوع الماضي فقط، حذر روبرت أوبراين، مستشار المرشح الرئاسي الجمهوري دونالد ترامب، من عواقب وخيمة بعد الانتخابات إذا فرضت المملكة المتحدة حظرًا على الأسلحة.

لقد كانت حكومة العمال وحكومات المحافظين السابقة في بريطانيا، بعيدة جدًا عن الرأي العام الذي يشعر بالصدمة إزاء العنف الذي يُمارس في غزة. في الانتخابات الأخيرة، فقد حزب العمال عدة مقاعد لصالح مرشحين مناهضين للحرب؛ بسبب موقفه من هذه القضية. كما أظهر استطلاع للرأي في يوليو/تموز أن غالبية البريطانيين يؤيدون إنهاء مبيعات الأسلحة.

والأمر المقلق بشكل خاص لحكومة جديدة تسعى للظهور بمظهر القوة، هو رد فعل موظفي الخدمة المدنية الذين يعبرون منذ شهور عن استيائهم من الموقف الرسمي بشأن صادرات الأسلحة. ففي منتصف أغسطس/آب، استقال مارك سميث، وهو دبلوماسي ذو خبرة في هذه القضايا، بعد أن اشتكى من أنه تم تجاهله مرارًا وتكرارًا. في رسالة استقالته، كتب أنه لم يعد بإمكانه "أداء واجباته وهو يعلم أن هذه الوزارة قد تكون متواطئة في جرائم حرب".

كان سميث محقًا في قلقه. تواجه الحكومة تحديًا قانونيًا بشأن استمرارها في تزويد إسرائيل بالأسلحة، والعواقب قد تتفاقم بسرعة لتصل إلى أعضاء هذه الحكومة أو من يعينها. إذ تفكر شرطة لندن في الأدلة المتعلقة بتورط وزراء سابقين في جرائم حرب. وفي الأسبوع الماضي، نشرت منظمة "العدالة العالمية الآن" مشورة قانونية تظهر أن موظفي الخدمة المدنية والوزراء، قد يكونون عرضة للمساءلة عن جرائم الحرب التي يرتكبها الإسرائيليون.

ورغم أن هذا التواطؤ يرتبط بشكل واضح بتوفير الأسلحة والدعم العسكري واللوجيستي والمعلومات الاستخباراتية – والتي تواصل بريطانيا مشاركتها مع إسرائيل – فإنه يشمل أيضًا الدعم الدبلوماسي والاقتصادي، خاصة العلاقات التي تساهم في استمرار الاحتلال غير القانوني لفلسطين.

على عكس إسبانيا وأيرلندا، لم تشكك بريطانيا قط في ثبات علاقتها التجارية مع إسرائيل. فهي لا تزال تسمح باستيراد المنتجات من المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، مما يساهم فعليًا في الإبقاء على تلك المستوطنات.

لكن الأسوأ من ذلك، أن مجلس الوزراء العمالي، أعلن أن إحدى أولوياته هي إبرام اتفاق تجاري جديد مع إسرائيل. التفاوض على مثل هذا الاتفاق يعد في حد ذاته فشلًا في استخدام السلطة التي تمتلكها الحكومة البريطانية لمنع إبادة جماعية محتملة، بل يبدو أنه يكافئ إسرائيل على جرائمها.

نظرًا لأن المملكة المتحدة تتطلع بشكل خاص إلى إقامة روابط أوثق مع قطاعات الأمن والتكنولوجيا الإسرائيلية، بما في ذلك التي تعمل على الذكاء الاصطناعي، فإن مثل هذا الاتفاق قد يشكل مساعدة مباشرة لأولئك الفاعلين الاقتصاديين الإسرائيليين المتورطين في جرائم الحرب.

وهنا نحصل على بعض المؤشرات حول سبب الدعم الواسع الذي نحصل عليه من النخبة السياسية البريطانية لإسرائيل. وكما كتبت المؤلفة نعومي كلاين في مارس/آذار، يمكن للنخب الغربية أن ترى في غزة مستقبل هذا العالم المنقسم بشدة وغير المتكافئ بشكل رهيب.

لقد أصبح نموذج "القبة الحديدية" الإسرائيلي نسخة مركزة من نفس نموذج الأمن الذي تتبناه جميع حكومات الشمال العالمي، إنه نموذج تحمي فيه حدود الدول الغنية بنسخها الخاصة من "القبة الحديدية"، وهي أصلًا دول لم تصبح غنية إلا بفضل عمليات الإبادة الاستعمارية التي مارستها. الغرب يستثمر بشكل كبير في نجاح هذا النموذج في إسرائيل.

ليس مستغربًا أن تكون أجزاء كبيرة من الاقتصاد الإسرائيلي مكرسة الآن لتطوير أكثر التقنيات تقدمًا للتحكم في المهمشين. يقول جيف هالبر، من اللجنة الإسرائيلية لمناهضة هدم المنازل: "إن الأراضي المحتلة، مختبر ضخم، حيث يمكن لإسرائيل تحسين جميع أنظمة الأسلحة وأنظمة المراقبة والتقنيات… إسرائيل تحتاج إلى صراع محكم".

كل هذا يوضح سبب تردد حكومة العمال البريطانية في انتقاد أكثر جرائم الحرب بشاعة. كما يساعدنا على فهم لماذا هي مصممة على تعزيز تعاوننا الاقتصادي مع الدولة التي ارتكبت هذه الجرائم، حتى على حساب شعبيتها؛ لأنها في نهاية المطاف، لا ترغب أن يتم استبعادها من الشراكات العسكرية والتكنولوجية التي تعتقد أنها ستهيمن على العالم المنقسم الذي نعيش فيه.

لكن شعوب الغرب ليس لهم مصلحة في أن تكون حكوماتهم جزءًا من هذا الفصل العنصري العالمي، لأسباب أقلها أن هذه الوسائل التي تستخدم ضد آخرين سيتم استخدامها ضدهم في النهاية.

إعلان يوم الاثنين يظهر أننا يمكن أن نجعل تكلفة التواطؤ مرتفعة للغاية. في وقت أصبحت فيه مشاهدة الأخبار أمرًا لا يُحتمل، نحتاج إلى الاحتفاء بهذا الانتصار. ولكن نحتاج أيضًا إلى مواصلة الضغط؛ من أجل مصلحة الشعب الفلسطيني، ومن أجل مصلحتنا جميعًا.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • كيف تستفيد بريطانيا من توريد السلاح لإسرائيل؟
  • ”قيادي عسكري يمني يتوعد بـ : اقتلاع الحوثي من جذوره حتى لو امتلك السلاح النووي!”
  • الخارجية الروسية: هجوم كييف على محطة زابوروجيا للطاقة النووية "ابتزاز نووي"
  • ما هي الدول التي علقت أو قيدت تصدير الأسلحة لإسرائيل؟
  • ارتفاع الإنفاق العالمي على الأسلحة النووية.. هذه الدول تصدرت القائمة
  • أسماء الدول التي علقت أو قيدت تصدير الأسلحة للكيان المحتل
  • تعرف على الدول التي أعلنت حظر بيع الأسلحة للاحتلال (إنفوغراف)
  • شاهد.. سلاح أوكراني غامض يثير تساؤلات
  • تعرف على قائمة الدول التي أوقفت تصدير الأسلحة لإسرائيل
  • قائمة الدول التي علقت أو قيّدت تصدير الأسلحة لإسرائيل