بيان مشترك لوزارتي الدفاع العراقية والأمريكية
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
بغداد اليوم -
بيان مشترك بشأن حوار التعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق
24 تموز 2024
قادت وزارة الدفاع الأمريكية ووزارة الدفاع العراقية الحوار الثاني للتعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق في واشنطن العاصمة، يومي 22 و23 تموز 2024، حيث أكدتا التزامهما بالتعاون الأمني والمصلحة المشتركة في الاستقرار الإقليمي.
وناقش الوفدان مجموعة من القضايا الأمنية الثنائية في إطار اتفاقية الإطار الاستراتيجي بين الولايات المتحدة والعراق لعام 2008، وفي إطار الاعتراف بشراكتنا الشاملة.
والتقى وزير الدفاع السيد ثابت العباسي مع وزير الدفاع الأمريكي السيد لويد أوستن وممثلين من وكالة التعاون الأمني الدفاعي والقيادة المركزية الأمريكية ووزارة الخارجية وموظفي مجلس الأمن القومي.
وضم الوفد العراقي برئاسة وزير الدفاع، الذي التقى أيضًا بشكل منفصل مع رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال تشارلز كيو براون، ومدير جهاز مكافحة الإرهاب، ونائب قائد قيادة العمليات المشتركة في العراق، وغيرهم من كبار المسؤولين الدفاعيين.
وأكد الوفدان الأمريكي والعراقي التزامهما بتطوير قدرات العراق الأمنية والدفاعية وعزمهما على تعميق التعاون الأمني عبر مجموعة كاملة من القضايا لتعزيز المصلحة المشتركة لكلا البلدين في أمن العراق وسيادته، وفي استقرار المنطقة.
ويستند حوار التعاون الأمني المشترك لعام 2024 إلى المناقشات التي جرت خلال زيارة رئيس الوزراء العراقي السوداني إلى واشنطن العاصمة في أبريل/نيسان من هذا العام وحوار التعاون الأمني المشترك الافتتاحي في الصيف الماضي. وخلال حوار التعاون الأمني المشترك الأول، قرر الجانبان إنشاء لجنة عسكرية عليا ثنائية لتحليل ثلاثة عوامل - التهديد من داعش، والمتطلبات التشغيلية، ومستويات قدرات قوات الأمن العراقية - لتحديد مستقبل التحالف العسكري الدولي في العراق.
واستمر حوار التعاون الأمني المشترك على أساس عمل اللجنة العسكرية العليا على مدى الأشهر الستة الماضية وفي اعتراف بالذكرى السنوية العاشرة القادمة للمهمة العسكرية للتحالف العالمي لهزيمة داعش في العراق. ومن المقرر إصدار بيان مشترك مفصل حول مستقبل مهام ووجود التحالف العالمي في العراق بعد فترة وجيزة في ختام عمل اللجنة العسكرية العليا.
وتعتزم الولايات المتحدة والعراق مواصلة التشاور بشأن تعزيز التعاون الثنائي لضمان الهزيمة الدائمة لداعش بعد أكثر من عقد من التعاون بين التحالف الدولي والعراق. وأشار مجلس الدفاع المشترك إلى الإنجازات التاريخية التي حققها التحالف في العراق وأشاد بملايين الضحايا الذين سقطوا على يد داعش. ويشمل هؤلاء الضحايا مئات الآلاف من الضحايا الذين عانوا في الحملة لهزيمة داعش في العراق، مثل أفراد قوات الأمن العراقية، بما في ذلك البيشمركة، والقوات الشريكة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وأكد الجانبان أهمية استمرار العراق في تقديم الدعم للتحالف الدولي لهزيمة داعش في سوريا وحول العالم.
وبالإضافة إلى ذلك، توصلت الوفود إلى تفاهم بشأن مفهوم مرحلة جديدة من العلاقة الأمنية الثنائية، والتي تشمل التعاون من خلال ضباط الاتصال والتدريب وبرامج التعاون الأمني التقليدية.
وناقش الوفدان كذلك الجهود الرامية إلى بناء القدرات العملياتية لقوات الأمن العراقية من خلال المساعدات العسكرية الأمريكية وبرامج التعاون الأمني، بما في ذلك من خلال المبيعات العسكرية الأجنبية والتمويل العسكري الأجنبي. وأكد الجانبان على أهمية استمرار التعاون لضمان استدامة المعدات العسكرية الأمريكية التي تستخدمها قوات الأمن العراقية. وأكد الوفدان على قيمة التعليم العسكري المهني وبرامج التدريب الفني وقررا تعزيز كليهما.
كما استكشفا الفرص لتوسيع المشاركة العراقية في التدريبات العسكرية الإقليمية التي تقودها القيادة المركزية الأمريكية وتعزيز علاقات الجيش العراقي مع قيادات المكونات الخدمية التابعة للقيادة المركزية الأمريكية. كما قرر الجانبان البدء في العمل على مذكرة تفاهم لتوفير إطار معزز لعلاقاتهما الأمنية الثنائية في السنوات القادمة، بما في ذلك الآليات لضمان الهزيمة الدائمة المستمرة لمنظمة داعش الإرهابية.
ودعماً لسيادة العراق وأمنه، أكدت الوفود أن البعثة الاستشارية موجودة في العراق بدعوة من الحكومة العراقية لدعم قوات الأمن العراقية في محاربة داعش ودعم وتطوير قوات الأمن العراقية، بما في ذلك قوات الأمن الكردية.
وأكد الممثلون العراقيون التزامهم المطلق بحماية الأفراد والمستشارين والقوافل والمرافق الدبلوماسية للولايات المتحدة ودول التحالف الدولي.
وناقشت الوفود الحاجة الملحة المستمرة لإعادة النازحين والمحتجزين الموجودين حاليًا في شمال شرق سوريا إلى بلدانهم الأصلية ودعم جهود إعادة الإدماج في المجتمعات المحلية في العراق. وتمثل عمليات الإعادة خطًا مهمًا من الجهود في القتال المستمر ضد داعش.
إن النجاح في إتمام الحوار الثاني المشترك للتعاون الأمني يؤكد التزام البلدين بتعميق التعاون الأمني الثنائي في جميع المجالات، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر الهزيمة الدائمة لداعش بقيادة العراق وجهود التعاون الأمني. إن العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والعراق تعزز الاستقرار الإقليمي وتمثل التزام كلا البلدين بتعزيز اتفاق الإطار الاستراتيجي الشامل.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: بین الولایات المتحدة والعراق قوات الأمن العراقیة بما فی ذلک فی العراق
إقرأ أيضاً:
هل تشهد العلاقات التركية العراقية تحولا جديدا بعد زيارة فيدان؟
بغداد- جاءت زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى العراق، اليوم الأحد، في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، وكان في استقباله نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية فؤاد حسين.
وتأتي هذه الزيارة، حسب وزارة الخارجية العراقية، في إطار الجهود الدبلوماسية لتعزيز الشراكة بين العراق وتركيا، بما يخدم مصالح الشعبين الجارين.
وبالإضافة إلى الملفات الثنائية بين البلدين، تحمل الزيارة في طياتها أبعادا إقليمية واسعة، خاصة في ظل التطورات في سوريا والنزاع المستمر مع حزب العمال الكردستاني.
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: نولي اهتماما كبيرا بالتواصل بين #العراق والسلطات الجديدة في #سوريا pic.twitter.com/jV1SioRFhU
— الجزيرة سوريا (@AJA_Syria) January 26, 2025
داعش وقسدوأكد هشام العلوي، وكيل وزارة الخارجية، أن زيارة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إلى بغداد تأتي في إطار متابعة القضايا الثنائية ذات الأولوية للبلدين وتفعيل مذكرات التفاهم خاصة في مجالات الأمن، والمياه، والاقتصاد، وطريق التنمية، والطاقة، وإعادة تشغيل أنبوب تصدير النفط.
وفي حديثه، للجزيرة نت، أشار العلوي إلى أن الزيارة بحثت تطورات الأوضاع في سوريا في ظل الإدارة الجديدة، وأهمية التنسيق الأمني، ومحاربة تنظيم داعش "الإرهابي"، الذي استغل التغيير في سوريا ليتمدد، حسب توصيف المتحدث.
إعلانكما تم بحث موضوع وجود قوات سوريا الديمقراطية في سوريا، وحزب العمال الكردستاني، بالإضافة إلى الأوضاع في لبنان وفلسطين، وأهمية تثبيت وقف إطلاق النار في غزة.
أوراق الضغطمن جهته، أكد حيدر السلامي، عضو لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان العراقي، أهمية كفاءة المفاوض العراقي وإدارته الحوارات مع الجانب التركي بصورة تخدم المصالح الوطنية، واستغلال أوراق الضغط المتاحة.
ويرى السلامي، في حديثه للجزيرة نت، أن زيارة وزير الخارجية التركي للعراق، تأتي في سياق متابعة الاتفاقيات السابقة التي تم توقيعها، وتطورات الأحداث الإقليمية، خاصة في سوريا، مؤكدا ضرورة تحقيق مكاسب للعراق ومعرفة آخر المستجدات من الجانب التركي، ومراجعة الاتفاقيات الموقعة خلال زيارة الرئيس التركي.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد زار بغداد، ووقّع مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في 22 أبريل/نيسان من العام الماضي على اتفاق الإطار الإستراتيجي بين البلدين، الذي يعد خارطة طريق نحو شراكة اقتصادية شاملة.
وأشار السلامي إلى أن ملف حزب العمال الكردستاني يأتي في مقدمة اهتمامات الجانب التركي في أي حوار، في حين يعتبر ملف المياه أولوية بالنسبة للعراق، مؤكدا أن جميع الحوارات، بما فيها الزيارة الحالية، تخضع لعدة عوامل أساسية، من بينها طبيعة التعاون والتبادل التجاري بين البلدين.
وشدد المتحدث ذاته على أن تركيا تسعى لمصالح اقتصادية في العراق، وأن ورقة الاستثمارات قد تلعب دورا في معالجة قضايا أخرى مثل المياه التي يستخدمها الجانب التركي كورقة ضغط.
ويختتم السلامي بالقول إن المفاوض العراقي يجب أن يكون على مستوى عالٍ من الكفاءة في مثل هذه اللقاءات لتحقيق نتائج إيجابية، وأن يستغل علاقاته الإقليمية والدولية خلال الحوار مع الجانب التركي، خاصة فيما يتعلق بالملف السوري وغيره من الملفات.
إعلان ملفات معقدةوستتركز المحادثات التركية العراقية بشكل أساسي على التعاون الأمني، حسب الباحث السياسي إسماعيل الجنابي، حيث تسعى تركيا للحصول على موافقة بغداد لشن عمليات عسكرية ضد قوات حزب العمال الكردستاني المتمركزة في شمال العراق.
ويربط الجنابي ذلك بالاتفاقية الأمنية الموقعة بين البلدين، والتي تسمح للقوات التركية بالتوغل في الأراضي العراقية لملاحقة المقاتلين الأكراد.
وقال الجنابي، في حديث للجزيرة نت، إن إيران تلعب دورا محوريا في هذا الصراع، حيث ترى تركيا أن العمليات الأخيرة لحزب العمال الكردستاني تحظى بدعم إيراني، وذلك في إطار سعي طهران لزيادة نفوذها في المنطقة وابتزاز الدول الغربية، وبالتالي، تسعى تركيا إلى إضعاف نفوذ إيران عبر التعاون مع العراق، الذي يعتبر الحلقة الأضعف في معادلة القوى الإقليمية، بحسب تحليل الجنابي.
من جانب آخر، يواجه العراق تحديات اقتصادية وأمنية متعددة، منها تدهور الأوضاع الاقتصادية، وتأثير الأزمة الإيرانية على إمدادات الطاقة، وتهديد تنظيم داعش، خاصة بعد حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عدم السماح للعراق باستيراد المشتقات النفطية من طهران، التي تفرض عليها عقوبات اقتصادية.
ويرى الباحث السياسي نفسه أن الزيارة التركية تأتي في سياق التنافس الإقليمي على النفوذ في المنطقة، وأن العراق يمثل ساحة صراع بين القوى الإقليمية والدولية، مؤكدا أن نجاح هذه الزيارة يعتمد على قدرة الطرفين على التوصل إلى حلول توافقية للملفات الشائكة التي تُطرح على طاولة المفاوضات.
كما أشار إلى أن تركيا تسعى إلى دعم مشروع طريق التنمية، الذي يعتبر إستراتيجيا بالنسبة لها، وسيعمل على تعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين.
ويرى الجنابي أن الزيارة التركية تحمل في طياتها فرصا وتحديات للعراق، وأن نجاحها يعتمد على قدرة الطرفين على تحقيق التوازن بين المصالح الوطنية والاحتياجات الإقليمية".