لجريدة عمان:
2025-03-31@12:44:35 GMT

سلام السودان .. ورهان «الديمقراطيين»

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية مؤخرا تقريرا أكد ما جاء في البيان الصادر أمس الأول عن وزارة الخارجية الأمريكية يدعو كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى بدء مفاوضات يوم 14 أغسطس القادم في جنيف من أجل إنهاء الحرب الجارية منذ عام ونصف تقريبا، على أن تتم استضافة المفاوضات في كل من سويسرا والمملكة العربية السعودية.

وقالت مجلة فورين بولسي أن كلا من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومندوبة الولايات المتحدة في المنظمة الدولية ليندا توماس غرينفيلد، سيرأسان المفاوضات المقبلة، لاسيما وأن المبعوث الأمريكي للسودان توم برييلو أكد بأنه يعمل على إقناع كل من الجيش والدعم السريع لإرسال مسؤولين رفيعي المستوى للمشاركة في هذه المفاوضات، فيما سيشارك كل من الأمم المتحدة ومصر والإمارات والاتحاد الإفريقي في المفاوضات كمراقبين.

يبدو واضحا أن إطلاق هذه المبادرة من أجل السلام في السودان من طرف إدارة بايدن، واختيار وزير الخارجية الأمريكي لرئاستها إلى جانب مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة، محاولة حقيقية وجادة من طرف الولايات المتحدة لإنهاء الصراع في السودان.

فقبل شهور نشرت مجموعة الأزمات الدولية تقريرًا مطولا عن أوضاع الحرب في السودان وتعقيداتها التي ظلت تتفاقم باستمرار، وخلص التقرير إلى أن التعقيد الذي آلت إليه أوضاع الحرب في السودان من خلال تدخلات أطراف إقليمية ودولية متورطة في الحرب لا يمكن حله إلا بتدخل قوي من طرف الولايات المتحدة عبر شخصية سياسية رفيعة المستوى - كوزير الخارجية - ليعكس طبيعة الدور الجاد للولايات المتحدة من أجل إنهاء الحرب.

وفيما لا يمكننا فصل هذه المبادرة الأمريكية لإنهاء الحرب في السودان عن كونها حافزا أخيرا يمنح الديمقراطيين ورقة قوية ورابحة لكسب معركة الانتخابات الأمريكية بعد شهور، لاسيما بعد التطورات الدراماتيكية لانسحاب الرئيس بايدن من السباق الانتخابي واقتراب نائبته كمالا هاريس لتكون المرشحة شبه المؤكدة، لهذا نتصور أن رهان إدارة بايدن على وقف الحرب في السودان سيكون هذه المرة أقرب إلى المصداقية منه في أي وقت، في ظل الإخفاق الذي عانت منه تلك الإدارة حيال ملفي حرب أوكرانيا وغزة.

من الأهمية بمكان اليوم أن يراهن الديمقراطيون (الذين يصنفهم الجمهوريون عادة كحلفاء للفشل في الملفات الخارجية) على إنجاح مفاوضات فرقاء الحرب في السودان، خصوصًا وأن إصرار الولايات المتحدة على ضرورة عودة السلطة إلى المدنيين في السودان بعد الحرب هو في الأساس جزء من رهانها على دعم الثورة السودانية.

من ناحية أخرى صرح الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي بعد ساعات من بيان الخارجية عن ترحيبه وقبوله الانخراط في أي مفاوضات تنظمها السعودية وسويسرا وغرد على صفحته بمنصة X (تويتر سابقا) : « نتطلع إلى أن تشكل مفاوضات سويسرا خطوة كبيرة نحو السلام والاستقرار وتأسيس دولة سودانية جديدة قائمة على العدالة والمساواة والحكم الفيدرالي» وبهذا يكون قائد قوات الدعم السريع قد رمى الكرة في ملعب حكومة البرهان.

ويأتي إطلاق المبادرة الأمريكية التي دعت كلا من الجيش السوداني والدعم السريع إلى مفاوضات جديدة في سويسرا في 14 أغسطس القادم تتويجا لجهود كبيرة بذلها المجتمع الإقليمي والدولي من أجل إنهاء الحرب في السودان، ابتداءً من مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذي استضافته القاهرة تحت عنوان «معًا لوقف الحرب» مطلع هذا الشهر، مرورا باجتماع بعض القوى السياسية السودانية في أديس أبابا للنقاش حول الوضع السياسي ما بعد الحرب برعاية الاتحاد الإفريقي قبل أكثر من أسبوع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إلى جانب زيارة الرئيس الإثيوبي آبي أحمد المفاجئة إلى بورتسودان للقاء قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان.

ثمة ما يشير إلى احتمال قوي بأن الحرب السودانية على وشك أن تضع أوزارها في ظل هذا الحراك السياسي الإقليمي والدولي حول الوضع في السودان، بعد أن كشفت تقارير أممية وتقارير منظمات إقليمية وإنسانية سابقة عن معدلات عالمية خطيرة وغير مسبوقة حول آثار الدمار الفظيع الذي أحدثته الحرب؛ كالجوع والنزوح الذي طال أكثر من 10 ملايين نازح، مما دق ناقوسا ينذر بمآلات كارثية خطيرة قد تضع السودان على حافة الهاوية وصولا إلى نقطة اللاعودة!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الحرب فی السودان من أجل

إقرأ أيضاً:

الخارجية الأمريكية تعلن فوز أمة السلام الحاج بجائزة المرأة الشجاعة للعام 2025

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية منح رئيسة رابطة أمهات المختطفين في اليمن أمة السلام الحاج، جائزة المرأة الشجاعة للعام 2025، إلى جانب 8 نساء بعدد من دول العالم.

 

وقالت الخارجية الأمريكية في بيان إعلان الفائزات بالجائزة، إن تكريم أمة السلام الحاج، مؤسسة ورئيسة رابطة أمهات المختطفين، جاء لكونها لا تزال صوتًا قويًا في لفت انتباه المجتمع الدولي إلى محنة آلاف المعتقلين اليمنيين وعائلاتهم.

 

وأوضح البيان، أن أمة السلام لعبت دورًا ونهجًا فريدًا من خلال رابطة الأمهات، في حشد العائلات والمطالبة بالمساءلة عن الانتهاكات التي ارتكبتها جميع أطراف النزاع، وكان للرابطة دور محوري في توثيق اختطاف أكثر من 9500 شخص وتأمين إطلاق سراح 950 شخصًا تم إخفاؤهم قسرًا.

 

وأشارت إلى أن الحاج والرابطة انطلقتا من فهم فريد للمجتمع اليمني، واستخدمتا هذه المعرفة للوصول إلى طرق غالبًا ما تكون غير متاحة لجهود الوساطة الدولية الأخرى.

 

ولفت البيان، إلى كلمة الحاج أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في أغسطس 2023، حيث شددت على ألم الأمهات اللائي فقدن أبنائهن واختُطفوا أو شُرّدوا قسريًا، وقالت: "نحن نتحدث عن مدنيين لم يشاركوا في النزاع"، داعية المجتمع الدولي إلى عدم إغفال هذه المأساة.

 

وأكدت الخارجية الأمريكية أن شجاعة أمة السلام الحاج وتفانيها يواصلان إلهام المدافعين عن حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، مما يجعلها منارة أمل في مواجهة الشدائد.

 

ولعبت أمة السلام الحاج، دورا بارزا في تشكيل رابطة الأمهات، وهي منظمة مستقلة تأسست من أمهات وزوجات وذوي المختطفين والمخفيين قسرًا، إضافة إلى ناشطات يعملن في مجال الحريات وحقوق الإنسان بمختلف المحافظات اليمنية

 

مقالات مشابهة

  • الرئيس الإيراني ردا على رسالة ترامب: رفضنا مفاوضات مباشرة مع واشنطن
  • السياسة الأمريكية تجاه السودان: من صراعات الماضي إلى حسابات الجمهوريين الباردة
  • الخارجية الأمريكية تعلن فوز أمة السلام الحاج بجائزة المرأة الشجاعة للعام 2025
  • توقف الحرب… من الذي كان وراءه
  • الخارجية الأمريكية تبلغ الكونغرس بحل وكالة التنمية الدولية يو أس إيد
  • روبيو: أمريكا تدعم الجهود الدولية لإنهاء الحرب في السودان
  • الخارجية الأمريكية تستعين بالذكاء الاصطناعي لرصد المتعاطفين مع القضية الفلسطينية
  • الإدارة الأمريكية تكشف عن أدواتها للتدخل ووقف الصراع المدمر في السودان
  • الخارجية الأمريكية: على حماس إطلاق سراح المحتجزين بغزة
  • واشنطن تؤكد انخراطها في جهود وقف الحرب في السودان