لجريدة عمان:
2025-02-27@16:04:43 GMT

سلام السودان .. ورهان «الديمقراطيين»

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكية مؤخرا تقريرا أكد ما جاء في البيان الصادر أمس الأول عن وزارة الخارجية الأمريكية يدعو كلا من الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى بدء مفاوضات يوم 14 أغسطس القادم في جنيف من أجل إنهاء الحرب الجارية منذ عام ونصف تقريبا، على أن تتم استضافة المفاوضات في كل من سويسرا والمملكة العربية السعودية.

وقالت مجلة فورين بولسي أن كلا من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ومندوبة الولايات المتحدة في المنظمة الدولية ليندا توماس غرينفيلد، سيرأسان المفاوضات المقبلة، لاسيما وأن المبعوث الأمريكي للسودان توم برييلو أكد بأنه يعمل على إقناع كل من الجيش والدعم السريع لإرسال مسؤولين رفيعي المستوى للمشاركة في هذه المفاوضات، فيما سيشارك كل من الأمم المتحدة ومصر والإمارات والاتحاد الإفريقي في المفاوضات كمراقبين.

يبدو واضحا أن إطلاق هذه المبادرة من أجل السلام في السودان من طرف إدارة بايدن، واختيار وزير الخارجية الأمريكي لرئاستها إلى جانب مندوبة أمريكا في الأمم المتحدة، محاولة حقيقية وجادة من طرف الولايات المتحدة لإنهاء الصراع في السودان.

فقبل شهور نشرت مجموعة الأزمات الدولية تقريرًا مطولا عن أوضاع الحرب في السودان وتعقيداتها التي ظلت تتفاقم باستمرار، وخلص التقرير إلى أن التعقيد الذي آلت إليه أوضاع الحرب في السودان من خلال تدخلات أطراف إقليمية ودولية متورطة في الحرب لا يمكن حله إلا بتدخل قوي من طرف الولايات المتحدة عبر شخصية سياسية رفيعة المستوى - كوزير الخارجية - ليعكس طبيعة الدور الجاد للولايات المتحدة من أجل إنهاء الحرب.

وفيما لا يمكننا فصل هذه المبادرة الأمريكية لإنهاء الحرب في السودان عن كونها حافزا أخيرا يمنح الديمقراطيين ورقة قوية ورابحة لكسب معركة الانتخابات الأمريكية بعد شهور، لاسيما بعد التطورات الدراماتيكية لانسحاب الرئيس بايدن من السباق الانتخابي واقتراب نائبته كمالا هاريس لتكون المرشحة شبه المؤكدة، لهذا نتصور أن رهان إدارة بايدن على وقف الحرب في السودان سيكون هذه المرة أقرب إلى المصداقية منه في أي وقت، في ظل الإخفاق الذي عانت منه تلك الإدارة حيال ملفي حرب أوكرانيا وغزة.

من الأهمية بمكان اليوم أن يراهن الديمقراطيون (الذين يصنفهم الجمهوريون عادة كحلفاء للفشل في الملفات الخارجية) على إنجاح مفاوضات فرقاء الحرب في السودان، خصوصًا وأن إصرار الولايات المتحدة على ضرورة عودة السلطة إلى المدنيين في السودان بعد الحرب هو في الأساس جزء من رهانها على دعم الثورة السودانية.

من ناحية أخرى صرح الفريق محمد حمدان دقلو حميدتي بعد ساعات من بيان الخارجية عن ترحيبه وقبوله الانخراط في أي مفاوضات تنظمها السعودية وسويسرا وغرد على صفحته بمنصة X (تويتر سابقا) : « نتطلع إلى أن تشكل مفاوضات سويسرا خطوة كبيرة نحو السلام والاستقرار وتأسيس دولة سودانية جديدة قائمة على العدالة والمساواة والحكم الفيدرالي» وبهذا يكون قائد قوات الدعم السريع قد رمى الكرة في ملعب حكومة البرهان.

ويأتي إطلاق المبادرة الأمريكية التي دعت كلا من الجيش السوداني والدعم السريع إلى مفاوضات جديدة في سويسرا في 14 أغسطس القادم تتويجا لجهود كبيرة بذلها المجتمع الإقليمي والدولي من أجل إنهاء الحرب في السودان، ابتداءً من مؤتمر القوى السياسية والمدنية السودانية الذي استضافته القاهرة تحت عنوان «معًا لوقف الحرب» مطلع هذا الشهر، مرورا باجتماع بعض القوى السياسية السودانية في أديس أبابا للنقاش حول الوضع السياسي ما بعد الحرب برعاية الاتحاد الإفريقي قبل أكثر من أسبوع في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، إلى جانب زيارة الرئيس الإثيوبي آبي أحمد المفاجئة إلى بورتسودان للقاء قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان.

ثمة ما يشير إلى احتمال قوي بأن الحرب السودانية على وشك أن تضع أوزارها في ظل هذا الحراك السياسي الإقليمي والدولي حول الوضع في السودان، بعد أن كشفت تقارير أممية وتقارير منظمات إقليمية وإنسانية سابقة عن معدلات عالمية خطيرة وغير مسبوقة حول آثار الدمار الفظيع الذي أحدثته الحرب؛ كالجوع والنزوح الذي طال أكثر من 10 ملايين نازح، مما دق ناقوسا ينذر بمآلات كارثية خطيرة قد تضع السودان على حافة الهاوية وصولا إلى نقطة اللاعودة!

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الولایات المتحدة الحرب فی السودان من أجل

إقرأ أيضاً:

وزير الخارجية الإيراني: لن ندخل مفاوضات الملف النووي تحت الضغوط

الثلاثاء, 25 فبراير 2025 4:58 م

بغداد/المركز الخبري الوطني

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن بلاده لن تدخل في أي مفاوضات بشأن الملف النووي تحت الضغوط.
وأوضح في تصريح رسمي أن طهران مستعدة للحوار، لكن دون أي شروط مسبقة أو ضغوط خارجية. وأضاف أن إيران ستواصل الدفاع عن حقوقها النووية في إطار القوانين الدولية، مشددًا على أن أي اتفاق مستقبلي يجب أن يراعي مصالح الشعب الإيراني.

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: السودان يواجه خطر السقوط في الهاوية
  • وزير الخارجية السوداني يشيد بدعم مصر ومبادرتها لإيقاف الحرب
  • بعد وصولها إلى واشنطن..روبيو يلغي اجتماعاً مع ممثلة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي
  • ما الذي أشعل فتيل الحرب في السودان؟
  • وزارة الخارجية ترحب بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة
  • وزير الخارجية البريطاني يدافع عن قرار رفع الإنفاق الدفاعي
  • أوكرانيا و«سلام القوة»
  • وزير الخارجية الإيراني: لن ندخل مفاوضات الملف النووي تحت الضغوط
  • كيف قوض ترامب قرنا من السياسة الخارجية الأمريكية وأعاد عقارب الساعة للخلف؟
  • مجلس الأمن يصوت لصالح مشروع قرار أمريكي بشأن الحرب في أوكرانيا