مررت خلال مشوار حياتي بمحطات كثيرة والتقيت خلال ذلك المشوار بالكثير من الأشخاص، منهم من ضاعت منهم بوصلة الطريق واختفوا فجأة، ومنهم من هم قريبين من القلب والروح ولكنهم قلة لا يتجاوز عددهم أصابع اليد، ولكن أولئك القلة كانوا بمثابة العقد الفريد بالنسبة لي وانفرط. ومنهم من ظلت علاقتي مستمرة بهم ولكن من بعيد.
كان من جميل فضل الله علي أن رزقني القدرة على التعبير عن أي شيء، سواء عن نفسي أو عن كل شيء في الحياة بشكل أشمل وأكمل من خلال القلم والكتابة. بالفعل تلك نعمة جعلتني أميز الكثير من الأمور في هذه الحياة وأراها بمنظور آخر مختلف فكريا.
جميعنا بلا شك في دواخلنا تكمن مشاعر مختلفة ومتضاربة كالفرح والحزن وخلاف ذلك الكثير، وبالكتابة نستطيع أن نكون أفضل حالا وذلك بمجرد إمساك القلم والانطلاق في التعبير على الأسطر المتراصة أمامنا.
دواخلنا زاخرة بأشياء جميلة للغاية نستطيع استثمارها بشكل أو بآخر. هناك الكثير ممن يمتلكون هوايات رائعة ومفيدة، ولكن المهم هو الإيمان والثقة بقدرات الفرد منا والتطلع إلى عمل سيعود علينا نحن شخصيا بالنفع والفائدة بدون أدنى شك.
بدأت بالكتابة وأبحرت في شواطئها المتلاطمة بعد قراءتي الكثير من الكتب المختلفة، قرأت في شتى أنواع الكتب إلى أن امتلكت محصلة لغوية لا بأس بها، كان طموحي ثابت لا تغيرات به وهو أن أكون كاتبة لي اسم ولي أهداف ولي تطلعات أرغب بالوصول إليها يوما. كنت أسعى إلى تحقيق شيء ما وبطريقة جيدة أو بطريقة ترضي طموحي.
بيوم ما أخذت بعض مما كتبت وعرضته على بعض المقربين الذين أعرفهم لأخذ رأيهم فيما خط قلمي، كنت أنتظر منهم تشجيعا ودعما وتحفيزا للاستمرار ولكنني فوجئت بعكس ما توقعته تماما، لم أجد دعما ولا تشجيعا ولا تحفيزا بل وجدت سخرية واحتقار لمجهودي الكتابي، وتهكما وتحطيما لمعنوياتي المرتفعة وقتها والتي لا زالت مرتفعة بفضل الله حتى هذه اللحظة، حينما سمعت ذلك التهكم وتلك السخرية قررت المغادرة والابتعاد عن تلك الشخصيات التي كنت أظنها مقربة وصادقة المعشر.
قررت صعود القطار الذي سار بي نحو طرق وسمتْ حياتي بتجارب جمة تعلمت منها، وأشخاص كثر لم يبقى منهم غير أرقام هواتفهم، وصداقات من طرف واحد. كنت واثقة تمام الثقة أنني سأتخطى كل ذلك وأن إنجازاتي الحقيقية ونجاحي سيهزمهم وأن ابتسامتي الصادقة ستهزم حقدهم.
لم أكن أتخيل يوما ذلك الكم الهائل من الحقد والغل الذي كانت تضمره تلك الشخصيات المتواجدة حولي وانا لم أكن أدرك ذلك مع الأسف، ويشاء الله إلا أن ينكشف ذلك السواد الذي طفح من قلوبهم.
حققت بفضل الله القليل من الإنجاز وهو أنني أصبحت أكتب بعدة صحف إلكترونية وحاليا مكتفية بالكتابة في صحيفة المبدعين كما أحب أن أطلق عليها والتي أحب الكتابة من خلالها وهي صحيفة “صدى”
“حاشاٰه جلَّ جلاله أَن يحيي فيك أملاً ثم يقتله”
إيمانا بالله ومن ثم بنفسي وبقدراتي، وفي رحلة إثبات النفس للنفس ومحاربة الظروف والتحديات، استطعت بفضل الله أن أثبت نفسي وأحصد هذا النجاح وهو حصولي على الشهادة المهنية من الهيئة العامة لتنظيم الإعلام بممارسة المهنة “كاتبة” هنا بدأت كامل رصيدي من الفرح، هنا كان لي الفخر ببلوغ هذا الإنجاز، هو بحد ذاته دافع قوي لبدايات تحقيق إنجازات أكبر بمشيئة الله.
وكما قال سبحانه وتعالى: {وأنَّ سَعيَهُ سَوفَ يُرىٰ}
كل ما علينا السعي والعمل وأما النتائج فأمرها بيد الله وحده.
لن تستحق النجاح إن لم تحارب من أجله.
(وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
الحمد لله الذي ما انتهى درب ولا ختم جهد ولا تم سعي إلا بِفضله.
من قال أَنا لها، نالها وأنا لها وإن أَبت رغما عنها أتيت بها.
المصدر: صحيفة صدى
إقرأ أيضاً:
وزيرة التضامن: دور الرعاية بها الكثير من المواهب
أكدت الدكتورة مايا مرسي، وزيرة التضامن الاجتماعي، أن مصر تاريخ وحضارة متواصلة، مشددة على أن المصريين بطبيعتهم يعيدون التدوير، وذلك منذ الحضارة الفرعونية، وهم من اخترعوا هذا المصطلح منذ القدم، ودعت إلى العمل والتوسع في نشر الفن المستدام وإعادة التدوير مع السن الصغيرة وتدريبهم على الأفكار المبتكرة الخاصة بإعادة التدوير.
وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي إلى أن دور الرعاية التابعة للوزارة بها العديد من المواهب ويمكن التعاون مع مؤسسة المنتدى الدولي للفن التشكيلي من أجل التنمية لتنمية تلك المواهب، خاصة أن الوزارة تريد إيصال الفن المستدام لجميع الملفات التي يتم العمل عليها.
جاء ذلك خلال مشاركتها في جلسة «دور الفن المستدام في دعم المجتمعات والتنمية»، وذلك ضمن فعاليات المنتدى الحضري العالمي في دورته الثانية عشرة بالقاهرة، والمقام تحت رعاية رئيس الجمهورية، بشعار «كل شيء يبدأ محليًا لنعمل معًا من أجل مدن ومجتمعات مستدامة»، وذلك بمركز المنارة للمؤتمرات الدولية.
وشهدت الجلسة مشاركة الدكتورة هالة السعيد مستشار رئيس الجمهورية للشئون الاقتصادية، ورندة فؤاد، رئيس مؤسسة المنتدى الدولي للفن التشكيلي من أجل التنمية، وأحمد رزق مدير مكتب برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية بالقاهرة.
الفن سلام اجتماعي على جميع المستوياتوأعربت وزيرة التضامن الاجتماعي عن سعادتها بالمشاركة في هذه الجلسة ضمن المحفل الدولي المقام على أرض مصر، مشيرة إلى أن الفن يعد سلام اجتماعي على جميع المستويات، ومصر تزخر بالعديد من المواهب في مختلف القطاعات والمجالات.
ومن جانبها، قالت الدكتورة هالة السعيد مستشار رئيس الجمهورية للشئون الاقتصادية، إن الفن والتنمية أمران مهمان للغاية، فالفن أداة تجسد التاريخ والحضارة، وجزء مهم من بناء الشخصية المتكاملة للإنسان، التي لا بد أن يمتزج بها البناء العلمي بالثقافي والفني لكي يكون البناء متكاملا.
دور مهم للمجتمع المدني في خطط التنميةوأكدت السعيد، أن هناك دورا مهما للمجتمع المدني في خطط التنمية، كما أن الاستثمار في البشر والشباب أمر مهم، مشيرة إلى أهمية تعظيم اقتصاد تدوير المخلفات، وما يمكن أن يضيفه عقب تحويله من «صفر قيمة» إلى أي قيمة حتى وإن كانت بسيطة، مشيدة بالدور المهم الذي تقوم به مؤسسة المنتدى الدولي للفن التشكيلي من أجل التنمية في نشر ثقافة تدوير المخلفات لإنتاج أعمال فنية تبعث على التفاؤل والسلام، والتأكيد على أهمية دور الفن في خدمة المجتمع ونشر الوعي البيئي والاقتصاد الإبداعي والمستدام.
وقالت رندة فؤاد، رئيس مؤسسة المنتدى الدولي للفن التشكيلي من أجل التنمية، إن المؤسسة تكمل عامها الرابع، وهذا يدل على أهمية الفن في بلد الحضارة، مشيرة إلى أن فن إعادة التدوير أمر مهم؛ إذ نظمت المؤسسة ورش عمل للشباب وربطتها بفن التدوير، كما دشنت مبادرة الفن المستدام وتنمية الإنسان من أجل خلق جيل جديد من الفنانين الشباب أكثر دراية بأهمية ودور الفن في خدمة المجتمع وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وكيفية تحقيق الاستدامة في المجالات المختلفة.
وأشارت فؤاد إلى أن المؤسسة لديها 80 سفيرًا للفن المستدام، وأطلقت المرحلة الأولى من ورش العمل التدريبية لمبادرة الفن المستدام وتنمية الإنسان بعنوان «بنك نوت»، في مايو العام الماضي، من أجل التمكين الاقتصادي للمرأة والشباب، وذلك بالتعاون مع المعهد القومي للحوكمة والتنمية المستدامة الذراع التدريبية لوزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية، ووزارات البيئة والثقافة، والمجلس القومي للمرأة، وبالشراكة مع الأمم المتحدة.