«حديث السمر» سيرة عطرة لأئمة وأدباء عمان
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
حديث السمر، للشاعر الأديب يحيى بن محمد بن سليمان البهلاني رحمة الله، كتاب يبرز معالم الحضارة العمانية ورجالها و اعلامها الذين برعوا في مختلف المجالات العلمية إذ اطلق عليهم في كتابة اسم "سفراء عمان". وجمع البهلاني في كتابة أحاديث عن أئمة عمان و أدبائها و بعضا من أقوالهم ومواقفهم وسيرهم ونصائحهم وحكمهم ووصاياهم وأشعارهم.
وقام البهلاني بتصنيف الكتاب بترتيب متناسق بحيث يكون لكل مادة عنونا مرتبطا بالمضمون، كما شملت مواد الكتاب تراجم مختصرة للأعلام العمانيين و فهرسا بعناوين المواد.
وقد استهل البهلاني مقدمة الكتاب بأبيات للشاعر خميس بن سليّم بن خميس المنذري الأزكوي:
بدور تبدت بالكمالات والعلا
شموس تجلت في السماوات وضّح
لقد بذلوا في طاعة الله أنفسا
كراما أبت إلا إلى الله تجنح
فجاؤوا كموج البحر والبحر مزبد
إلى غاية ما خلفها قط ملمح
هنالك كل منهم باع نفسه
يحاول إحدى الحسنين فينجح
وتلاه ذكر لأهم الأئمة والعلماء والتعريف بسيرتهم وأعمالهم وقصصهم ودورهم في خدمة الدين ونشر العلوم، والكفاح من أجل راية الأسلام وإعلاء كلمة الله. كما تخلل هذه النفثات و القبسات العمانية أحاديث نبوية، و أدعية مأثورة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وعند قراءة القارئ لكتاب حديث السمر، ومرور برياض نسماته ونفثات لطائفة وطرائفة، سيفتح القارئ جفنه على نبراس من العلم والهدى، ويغمضه على نفحات من الأدب والسير. ومن القصص التي ذكرها يحيى البهلاني في كتابه حديث السمر في عنوان حنين الأبل:
"يروى أن سبب خروج مالك بن فهم الأزدي إلى عُمان أنه كان له جار، وكان لجاره كلبة، وكان بنو أخيه عمرو بن فهم يسرحون ويروحون، فيمرون على بيت ذلك الرجل، وكانت الكلبة تنبحهم، وتفرق أغنامهم، فرماها رجل منهم بسهم فقتلها، فشكا إليه جاره، فغضب مالك وقال: لا أقيم ببلد ينال فيه من جاري، فخرج مراغما لأخيه بمن أطاعه من قومه، فلما توسط مالك في الطريق حنت إبله إلى مراعيها فيد ملت تتلفت إلى السراة وتردد الحنين فقال مالك شعراً:
تحن إلى أوطانها إبل مالك
ومن دونها عرض الفلا والدكادك
وفي كل أرض للفتي متقلب
ولست بدار الذل يوما برامك
ستغنيك أرض في الحجاز مشارب
رحاب النواحي واضحات المسالك
وجمع البهلاني هذه اللطائف الأنيسة والنفحات النفيسة من أمهات الكتب العمانية بمختلف أغراضها وتصانيفها، إضافة إلى بعض المصادر والمراجع العربية.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
بوركيني .. أحدث إصدارات هيئة الكتاب لـ مايا الحاج
صدر حديثا عن وزارة الثقافة، من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، رواية «بوركيني» للكاتبة مايا الحاج، ضمن إصدارات سلسلة الإبداع العربي.
في هذه الرواية ترسم الكاتبة اللبنانية مايا الحاج، صورة لامرأة تحمل ذوات متناقضة، فبينما يجنح بعضها للتخفي خلف حجاب، يتجلى بعضها الآخر في لوحاتها، التي تتخذ من جسد الأنثى موضوعا لها. تجد السلام الروحي في حجابها، وتشعر تجاهه في الوقت ذاته بعدم الانتماء. تهرب عبر ارتدائه من محاولات تشييء المرأة، وتدرك أنه أودعها قيد التمييز والتصنيف، هذا الخليط من التناقضات يقود البطلة إلى صراع داخلي، يشعل فتيله شعورها بالغيرة من حبيبة سابقة، تحاول النفاذ والتسلل إلى حياة الرجل الذي تحبه، تتوحش مخاوفها من غريمتها الجميلة ذات الجسد المتحرر، فتحتدم صراعاتها، وتتجلى غيرتها، وهي فطرة جبلت عليها كما غيرها من النساء، فتغدو في حاجة للشعور بجمالها ورؤيه وقعه على الآخرين.
تحاول التصالح مع تناقضاتها، وتسلك دروبها الخاصة نحو الخلاص، لكنها تظل انعكاسا لنساء كثيرات دخلن المعترك ذاته حين قررن ارتداء الحجاب.
بدأت مايا الحاج مسيرتها في الصفحة الثقافية بجريدة الحياة، وتتولى حاليًا إدارة القسم الثقافي في موقع النهار العربي (دار النهار اللبنانية)، وتقدم برنامج «ترندات مع مايا» على منصات تلفزيون العربي 2 في الدوحة.