اعتادت سلطنة عمان أن تبعث رسائل سلام ومحبة، هذه الرسائل تأتي عن طريق المساعي الخيّرة وهي نتاج ثقافة متجذّرة في الشخصيّة العمانية، وتقوم الدراما بترجمة هذه الرسائل للعالم فالكلمة لها تأثير، وللصورة فعل، وللصوت صدى، لتسدّ الفراغات، وتقف بوجه خطاب الكراهية، وتترك أثرا إيجابيا في نفوس الجمهور، وكلنا نعرف أهمية الدراما التلفزيونية، كونها تدخل كل بيت، ولها جمهور واسع، من مختلف الأعمار، ومن هنا، تأتي أهمية المسلسل التلفزيوني الخليجي المشترك (طين خاوه) الذي يجري تصويره هذه الأيام في (صور)، وهو من إنتاج شركة (الكهف الأزرق ) الفنية، وتأليف الكاتب السوري: سعيد عامر، وإخراج: يوسف البلوشي، ومن بطولة: فخرية خميس وطالب البلوشي، وأمينة عبد الرسول، ومحمد نور البلوشي، وفارس البلوشي، وآخرين، ولا يقتصر المسلسل على ممثلين عمانيين، بل استقطب ممثلين عراقيين، وخليجيين، من الإمارات والبحرين، فشاركت من العراق نخبة من الفنانين من بينهم: د.
وتدور أحداث مسلسل (طين خاوه) بين سلطنة عمان والعراق، وتحديدا البصرة، بهدف إحياء الصلات التجارية القديمة التي كانت تربط عمان بالبصرة، وتعود جذورها إلى العصور القديمة، فالصلات كانت قائمة بين حضارة مجان والحضارة السومرية، وهناك شواهد تاريخية تؤكّد عمق تلك الصلات، ففي عام 2013 تم العثور على كتابة مسمارية تعود لحضارة بلاد الرافدين بمحافظة مسندم، هذه الكتابة منقوشة على حجر جاء على هيئة قلادة تُستخدم كطلسم أو حرز للاتقاء من الأمراض.
وتجري أحداث المسلسل الذي من المتوقّع أن يعرض على قنوات خليجية وعراقية، في قرية متخيلة تقع على البحر اسمها (معرابا)، يعيش سكانها على صيد الأسماك والتجارة والزراعة، والكلّ يشيد بالشيخ محمود الذي كسب ودّ الجميع من خلال تعامله الحسن وإعطاء الحقوق، وذلك يأتي في سياق أحداث كثيرة، تنتهي بأن لا سبيل للخروج من أزماتنا سوى المحبة والتآخي والسلام، فهو يحمل رسالة بليغة تقول: لا للكراهيات، كلنا أخوة ومن دم واحد وبيوتنا مفتوحة لكل غريب أتى محبا، لا مخربا خصوصا أن القرية، التي تدور فيها أحداث المسلسل كما يقول كاتب المسلسل سعيد عامر «تبعث في كل سنة رسائل محبة وسلام للعالم عن طريق نزول الأهالي من الجبل إلى البحر حاملين أغصان الزيتون ليرموها في البحر على وقع أغنية تراثيّة»، وهذا المشهد مستلهم من إرث قديم في المنطقة، يبدأ من داخل القرى وينتهي بالبحر، يردّد خلاله المحتفلون بعض الأغاني الشعبية لعل أبرزها:
سيح سيح نيروزنا
سيح سيح بالخيرات
لذا، يُطلق عليه «النيروز» العُماني، ويؤدي فيه المحتفلون بعض الرقصات، ويتزامن موعده مع اعتدال الربيع وبدء موسم الزراعة، في مارس من كلّ عام، ويرمز إلى التجدّد وعودة النشاط لكلّ مرافق الحياة.
وهذا استثمار جيّد للموروث وتوظيفه في توجيه رسائل جديدة، يحفل بها المسلسل، وفي مثل هذه الظروف التي تمرّ بها المنطقة، من عنف وكراهيات، ما أحوجنا إلى مثل هذه الأعمال التي تدعو إلى نشر ثقافة الإخاء ورسائل المحبة، لأننا «إذا فقدنا
المحبة، سنفتقد الإنسانية» كما يرى الشاعر محمود درويش.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
فيها حاجة حلوة.. إفطار جماعي وصلاة المغرب داخل كنيسة بالمنيا
في أجواء من الوحدة الوطنيه وتأكيدًا للعلاقات الطيبة نظمت الكنيسة الإنجيلية بمركز ملوى جنوب المنيا، حفل الإفطار السنوي بمناسبة شهر رمضان المبارك، وذلك للعام التاسع على التوالي، وأدى الصائمون صلاة المغرب داخل أسوار الكنيسة، في أجواء تغمرها المحبة والتآخي والفرحة بين المسلمين والأقباط.
وأكد الحاضرون أن هذه الأجواء تجسد معاني الوحدة الوطنية، الأمر الذي يسهم في تعزيز السلام المجتمعي وتقوية العلاقات بين أبناء الوطن.
وشارك في فعاليات الإفطار الجماعي أهالي المنطقة الذين عبروا عن سعادتهم بهذه المبادرة التي تعزز الروابط الإنسانية وأعضاء بيت العائلة المصرى بملوى، وقيادات شعبية وتنفيذية وأعضاء مجلسى النواب والشيوخ، ووفد من الكنيسة الأرثوذكسية، وعدد من النقابات المهنية، وبعض أهالى ملوي.
جاء ذلك بإشراف القس مدحت سامى، راعى الكنيسة الانجيلية، وعدد من قيادات الكنيسة، لتأكيد روح المحبة التى تجمع المصريين، فى كل المناسبات العامة والوطنية، ليشاهد العالم كله أن المصريين يد واحدة خلف قيادتهم السياسية.
وأشار إلى أن الكنيسة تسعى جاهدة لترسيخ قيم التسامح والتعاون بين جميع أفراد المجتمع.