لجريدة عمان:
2025-03-29@14:12:07 GMT

هل كان السموأل إسرائيليا؟!

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

في عصر ما، كان هنالك رجل يدعى السموأل بن عادياء وكان عربيا يهوديا استقر بشمال الجزيرة العربية، وله فيها حصن مشهور تواتر ذكره في الأشعار والأخبار، وهو الأبلق الفرد الذي ورد ذكره في قصيدة للسموأل ذاته:

هُوَ الأَبلَقُ الفَردُ الَّذي سارَ ذِكرُهُ

يَعِزُّ عَلى مَن رامَهُ وَيَطولُ

وقد اشتهر السموأل بخصال أهّلته وجعلت امرأ القيس الذي كان معاصرا له، يستنجد ويستجير به.

فكما هو معلوم، فقد كان امرؤ القيس ملكا ابن ملك، ولذلك لُقِّبَ بالملك الضِّلِّيل -من الضلال- وذلك لاشتهاره باللهو والشراب قبل أن يتغير حاله وينقلب رأسا على عقب بعد مقتل والده حُجر بن الحارث على يد قبيلته، فقال قولته الشهيرة «اليوم خمر، وغدا أمر». سعى امرؤ القيس إلى النيل من قاتلي أبيه، فأوردهم حتوفهم؛ وحين أراد أن يبالغ في القتل والانتقام، انتبذه قومه وبقيت معه قلة قليلة لا تكفي للقتال والدفاع في الوقت ذاته. لأجل هذه الظروف، قرر امرؤ القيس السفر إلى ملك الروم، طالبا منه العون بالجنود والعدة والعتاد، وهي الرحلة التي قال فيها بيتيه ذائعي الصيت:

بَكى صَاحِبي لمّا رأى الدَّرْبَ دُونه

وأيقنَ أنا لاحقانِ بقيصرا

فَقُلتُ لَهُ: لا تَبْكِ عَيْنُكَ إنّمَا

نحاوِلُ مُلْكا أوْ نُموت فَنُعْذَرَا

ولكن، ما علاقة السموأل بهذا كله؟ لأجل الأخبار المعروفة عن السموأل، واشتهاره بالخصال المحمودة من شجاعة وكرم وحفظ الأمانة، والحكمة، والرياسة، والمَنَعة والقوة، لأجل هذا كله؛ كان السموأل الرجل الأجدر بحماية مال وأهل الملك الساعي إلى الانتقام، امرؤ القيس، وهو ما كان فعلا. فأودع امرؤ القيس ماله وعياله عند السموأل، ومضى شاقا طريقه إلى ملك الروم.

علمت العرب بما حدث بين السموأل وامرئ القيس، فجاءت ثلة منهم؛ وهم الذين أرادوا الانتقام من الملك الضِّلِّيل ونيل الثأر منه، فانتهزوها فرصة أن يكون الملك غائبا، ظنا منهم أنهم يخيفون السموأل فيسلمهم أمانة امرئ القيس، وهو ما رفضه السموأل. تحيّن المنتقمون الفرصة، وفي يوم بدا أن الأفق قريبٌ من التهام قرص الشمس، والسماء محمرَّة تؤذن بالظلام؛ انقضَّ جماعة من هؤلاء المنتقمين على ابن للسموأل خرج في بعض شؤونه، فقيدوه وأسروه.

جاء المنتقمون إلى السموأل، وأبرزوا له ابنه؛ والسموأل يراقب المشهد الذي يجعل المرء يشعر بأمعائه تضطرب لشدة التوتر وصعوبة الموقف. قالوا للسموأل، أعطنا الأمانة التي وضعها امرؤ القيس عندك وسيكون ابنك حرا طليقا في الحال، فرفض السموأل هذا الابتزاز الرخيص، وهو ما جعل المتربصين يعطون الأب التحذير الأخير؛ إن لم تسلمنا ما يخص امرأ القيس، سنقطع رقبة ابنك! فرفض السموأل رفضا قاطعا، في موقف لا يحسد عليه ولن يُلام لو كان قد رضي بنجاة ابنه لقاء تأدية ما لديه مما يخص امرأ القيس، فمن يضحي بابنه لأجل الأمانة؟! قليل ما هم.

خلَّد هذه الملحمة التي أشبه ما تكون بالخيال، شاعر عظيمٌ من شعراء المعلقات العشر المعدودين في القمة، وهو الأعشى. في قصيدة عذبة تفيض رقة وبلاغة، فكأن المرء يشاهد مقطعا سينمائيا وهو يستمع إليها بصورها الحية وحركتها الدائمة، والتي منها:

كُنْ كالسموأل إذ طاف الهمام بهِ

في جحفلٍ كسواد الليل جرَّارِ

بالأبلق الفرد من تيماء منزله

حصن حصين وجار غير غدارِ

إذ سامَهُ خطّتَيْ خسفٍ فقال له:

مهما تَقلْه فإني سامعٌ حارِ

فقال: ثكلٌ وغدرٌ أنت بينهما

فاخترْ وما فيهما حظٌّ لمختارِ

فشك غير طويل ثم قال له:

اقتل أسيرك إني مانع جاري

بعد أكثر من أربعة عشر قرنا، لم يعد اليهودي العربي عربيا! بل صار يهوديا فحسب. ثم لم يعد اليهودي يهوديا بديانته المعروفة، فقد نجحت الدعاية السياسية في فرض واقع جديد، جعل الدين آيديولوجية سياسية بحتة؛ فصار اليهودي مرادفا للصهيوني، وهو واقع يثير السخرية والحسرة في آن. «نجحت عدة أيديولوجيات علمانية شاملة بالتغلغل في اليهودية والاستيلاء عليها من الداخل، فاليهودية التجديدية مُركَّب من عدة مفاهيم علمانية تلبست ثوبا يهوديا. لكن أهم الأيديولوجيات العلمانية هي الصهيونية التي نجحت في الاستيلاء على اليهودية تماما وقامت بعلمنتها من الداخل، لدرجة أن الحركات الدينية الأرثوذكسية التي قامت في الأساس لمحاربة الصهيونية انتهى بها الأمر إلى أن تبنت الصهيونية. والسبب الأساسي في نجاح الصهيونية بتحقيق أهدافها تصاعُد معدلات الحلولية داخل اليهودية. وتدور الرؤية الحلولية الكمونية حول ثلاثة عناصر: الإله والإنسان والطبيعة. وفي إطار الحلولية اليهودية، يتحول الإنسان إلى الشعب اليهودي، وتتحول الطبيعة إلى أرض الميعاد. أما الإله فيحلُّ فيهما معا. ولا تختلف هذه الرؤية الحلولية الكمونية عن الصهيونية إلا في بعض التفاصيل. قد نتج عن حلول الإله في الشعب والأرض أن أصبح الشعب مقدَّسا وأصبحت الأرض مقدَّسة. والفريقان العلماني والديني في تسمية مصدر القداسة ولكنهما لا يختلفان قط في أن القداسة تسري في الشعب والأرض». من موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية للمفكر المصري الراحل، د. عبدالوهاب المسيري.

قد يبدو الأمر يسيرا ونحن ننظر إلى الكلمات فحسب، فمن ذا الذي يقول بأن استعمال كلمات معينة، في سياق معين، يمكن أن يؤدي إلى كارثة! قد تبدو فكرة مثيرة للسخرية، وسخيفة. لكن الحقيقة تثبت أن الكلمات هي التي تُضفي الشرعية على الأفعال، وأن الكلمات يمكن أن تقتل أو تُستعمل أداة للقتل. فأن يستعمل الاحتلال لفظة «رهائن»، يشير إلى أن كل المحتجزين أناس أبرياء تم اختطافهم بلا أدنى سبب، أما استعمال كلمة «أسرى» -وهي اللفظة الدقيقة في هذا السياق- فهو ما يجعل الفعل مشروعا لأجل السياق العملي فضلا عن سياقها اللغوي. كما أن ربط المقاومة والإسلام بالإرهاب، يضفي الشرعية على الإبادة؛ فتتحول المسألة من «مقاومة» إلى «حركة إرهابية» إلى «المجتمع الذي خرجت منه هذه الحركة»، لتصبح النتيجة المنطقية -لهذا الاستدلال الفاسد مع سبق الإصرار والقصد- كل من في الضفة المقابلة إرهابيون يُباح قتلهم وإبادتهم!. ثم إن هذه القداسة المضفاة على المحتل، تجعل الناس تطالب بوقف إطلاق النار لإطلاق سراح الأسرى -أسرى الاحتلال بالطبع- لا لأجل وقف شلال الدماء.

كيف صار السموأل إسرائيليا إذن؟ إن النص المقتبس من موسوعة المسيري، يوضح لنا كيف عميت الصهيونية بمنهجية عالية في تمييع مصطلح اليهودي، ففضلا عن كون اليهودية ديانة لا عرقا؛ فقد جعلتها مرادفة للصهيونية، ثم مرادفة لـ»إسرائيل». ومن الأمور المثيرة للضحك بالفعل، أن تجد صهيونيا ملحدا!، فالمواطنة المعلنة تكون لليهود حسب إعلان الاحتلال وتعريفه لنفسه بكونه «وطنا لليهود»، والملحد لا دين له، فكيف يكون المرء يهوديا وملحدا في آن؟! وكما أن المصطلح له أثره في اضطهاد الآخر، كذلك له أثره في تفكيك الداخل، وهو ما يتجلى للمتابع للشأن الداخلي لكيان الاحتلال. لم يكن السموأل يهوديا قبل كونه عربيا، ولم يكن اليهودي المتدين صهيونيا، كما لم يكن أي حر صهيونيا. وهو ما يدركه اليهود الحقيقيون الذين يسكنون أمريكا وغيرها من الدول المتقدمة، وكما قال أحد اليهود في مقطع مصور على اليوتيوب «كوني يهوديا، لا يعني أن إسرائيلي؛ فاليهودية دين، وإسرائيل كيان سياسي». يمثل السموأل وقصته المعاني الخالدة والمشرقة للتاريخ الإنساني، فبدلا من أن يضحي بأطفال الآخرين لأجل بقائه في السلطة، اختار التضحية بابنه وفاء وأداء للأمانة، وهي أخلاق لن يفهمها من اعتاد سرقة البيت الذي يسكن فيه، والماء الذي يشربه، والفراش الذي ينام فيه، ومهما طال الزمان، تظل أبيات السموأل مرفرفة فوق كل مقاوم حر شريف:

وَإِنّا لَقَومٌ لا نَرى القَتلَ سُبَّة

إِذا ما رَأَتهُ عامِرٌ وَسَلولُ

يُقَرِّبُ حُبُّ المَوتِ آجالَنا لَنا

وَتَكرَهُهُ آجالُهُم فَتَطولُ

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: امرؤ القیس وهو ما

إقرأ أيضاً:

خزعل الماجدي.. ابن المدينة الذي عبثَ بالثوابت وجادل المُقدس

بقلم : فالح حسون الدراجي ..

الكتابة عن الدكتور خزعل الماجدي ومنجزه الجدلي الصادم، محفوفة حتماً بالمخاطر، وتتطلب الحيطة والحذر، فهي عندي أشبه بالمشي على حافة ( جبل النار ) الشهير في تايوان، إذ قد تدفع حياتك ثمناً لأية غفلة أو سهو غير مقصود .

وطبعاً فأن هذه الخطورة لم تاتِ بسبب موقف سياسي معارض أعلنه خزعل الماجدي، ولا بسبب تصريح يمس أحد الشخصيات النافذة في العراق أو في غير العراق، إنما المشكلة تكمن في أن الرجل ذهب في دراساته التاريخية واستنتاجاته البحثية إلى أبعد من المقبول، أقصد ان الرجل ذهب إلى الملعب الذي لايُسمح الذهاب اليه، ولم يكتفِ بالزيارة، والمناظرة، إنما راح يعبث بالثوابت الخالدة، ويخلخلها ويحفر عميقاً تحت أُسسها.. ولم يكتفِ بذلك ايضاً بل مضى إلى منطقة أخطر، وأشد حساسية، وهل هناك أخطر من منطقة الدين، سواءً اكانت يهودية او مسيحية او إسلامية الهوية.. ؟! ولعل المشكلة التي وضع خزعل نفسه فيها تتمثل في نيله من المقدس، فالشرقي مهما كان نوع مقدسه، مستعد للموت الف مرة دون أن يقبل المساس بمقدسه، حتى لو جاء ذلك بطريق البحث العلمي والجدل التاريخي، وحتى لو استحضر الباحث كل سندات الموروث، وكل الدلائل والأساطير وما يشهد له صحة نظريته وسلامة تطبيقاته، بما في ذلك المنحوتات والتماثيل والهياكل المتوفرة، والمخطوطات المحفوظة في المتاحف ..

نعم، فكل هذا لا يشفع للباحث لو تجرأ واقترب من مقدسه..

لقد اختلف الناس في ما يفعله الدكتور خزعل الماجدي وما يتعلل به في محاضراته الكثيرة، وكتبه الوفيرة، فثمة الملايين الذين يتفقون مع طروحاته وبراهينه ومشروعه بالكامل، بينما هناك الملايين الذين يختلفون معه، ويتهمونه بالإلحاد، والكذب، واستخدام حجة الأساطير للنيل من الكتاب المقدس وثوابت الأديان..

لقد فوجئت شخصياً بمشروع خزعل الماجدي، وما أحدثه من صدمة في رأس المجتمع الشرقي، وسبب مفاجأتي يعود إلى أني اعرف خزعل زناد الماجدي الطالب في ثانوية (قتيبة) في مدينة الثورة، وزميلي تقريباً في صفوفها، بخاصة ونحن بعمر واحد- فكلانا من مواليد 1951- وقد درسنا في ثانوية قتيبة بفترة زمنية واحدة، كما أني أعرفه كواحد من أبرز شعراء الجيل السبعيني الذي ضم سلام كاظم ورعد عبد القادر و كمال سبتي و شاكر لعيبي و هاشم شفيق وصاحب الشاهر وعبد الزهره زكي وعواد ناصر وحميد قاسم وكريم العراقي وغيرهم، وأعرف كم هو مخلص ومتحمس لمشروعه الشعري، لاسيما بعد صدور مجموعته الشعرية الاولى (يقظة دلمون) في العام 1980، والتي أكد فيها خطه الشعري المميز عن أقرانه شعراء الجيل السبعيني .. وإذا كانت دراسته التخصصية في الماجستير والدكتوراه قد رمت به خارج جغرافيا الشعر، وأهّلته إلى ان يكون باحثاً مُتخصصاً في علم وتاريخ الأديان والحضارات القديمة، فهو لعمري أمر لم اكن اعرفه قط، لاسيما بعد أن قطعت اخباره عني بسبب سفر كلينا، فصرنا في واقعَين متباعدين تماماً ..

بالمناسبة تحدثت قبل فترة مع احد الأخوة العراقيين الذين يقيمون في أستراليا، حول الدكتور خزعل الماجدي، وقد استغرب هذا الصديق كثيراً حين قلت له، إن الدكتور خزعل ابن مدينة الثورة، وخريج ثانوية قتيبة، ولا اعرف لماذا كان هذا الاستغراب، ولا أتذكر أيضاً تبريره على ذلك ..!

لكني أتذكر أنه سألني إن كان الماجدي شيوعياً؟

فقلت له : كلا كلا لم يكن شيوعياً ولا حتى صديقاً للحزب الشيوعي، بل ولم يقترب أبداً من البيئة الشيوعية، فالرجل كان مشغولاً بمشروعه الشعري الذي قال بنفسه عنه يوماً : ” إنني، ومنذ نشأتي الثقافية لم أنشغل بشيء آخر سوى الكتابة. لم تجذبني إغواءات المال أو السياسة أو الاحزاب أو حتى الحياة الاجتماعية، بغوايتها البرّاقة بشكل خاص، وكان مشروعي الثقافي، منذ وقت بعيد، ماثلاً أمامي، ومضيت فيه، أطوّره ويطوّرني في اتجاه أهدافي الروحية والمعرفية، حتى أنجزت ما أنجزته.. لقد أدركت منذ صباي، أن الحياة الروحية للإنسان مهمة جداً كما الحياة المادية، ولكنني وجدت أن الدين يحتكرها بشكل كامل على وجه التقريب، فقررت أن أصحح الأمر، وكان أن وجدت الشعر أشمل من الأدب، وهو أيضاً عكس الدين، لا تقيده الأيديولوجيا، فاعتبرت الشعر ديانتي الأولى. كانت الحياة التي من حولي، كلها، مثبطة لي ولمشروعي، ولكنني كنت مصرّاً عليه وحده فقط، وكان يزداد وضوحاً، وتتكشف تفاصيله كلما مضى بي الوقت”.
ويكمل خزعل موضوعه قائلاً : ” لم أستلم في حياتي كلها، حتى الآن، منصباً أو وظيفة مهمة. ولم أسعَ إلى ذلك، ولم أحلم بثروةٍ سوى الكتب، ولم أضيّع وقتي إلا في القراءة والكتابة الثقافية، وما يناظرها بالمستوى نفسه في الحياة، وكنت، وما زلت، أحاسب نفسي بصرامة على هدر أي وقت أنفقه في أمورٍ جانبية. الحياة في العراق تشبه التدلّي على حافة هاويةٍ، نتعلم منها أن الموت تحت أقدامنا كل يوم، وعلينا أن نكتب موتنا مراراً كي ندفعه عنا في الواقع. وهذا نوع من الممارسة السحرية العميقة، حيث الكتابة تؤجل الموت سحرياً. لا يوجد هدر فرص وحيوات على وجه الأرض، أكثر مما يوجد في العراق. الأرقام المليونية لموت وقتل وهجرة وعذاب وفقدان ناس وخسارتهم لمواهبهم، وأرقام مليارية لنهب وسرقة ثروات البلاد وعبثية صرف الأموال، كل ذلك ليس له مثيل إلا في العراق، بلد ضاع في مهبّ الريح، ضيّعه سياسيون مهووسون بالفتن والجهل

، بلدٌ دمّره أهله قبل أن يدمّره الأعداء ومن حوله. عندما أدركت ذلك منذ زمن بعيد، ربما مع نهاية السبعينيات (حيث انفجار العنف الدموي مع مجيء صدام حسين للسلطة)، وسيطرة العنف الشامل على العراق، ودخوله أول حرب مليونية أيضاً، هي الحرب العراقية – الإيرانية أدركت أننا ذاهبون إلى حتفنا، صار الموت يتمشى في حياتنا جذلاً مرحاً، وصرت أشعر بأنني قابل للموت في أي لحظة، وبطريقة مجانية. ولذلك اتخذت قراراً مهماً في حياتي، وهو أن أنصرف كلياً إلى مشروعي الثقافي والشعري، وألّا أدع أمراً يحول دونه أو يعطّله. وعندما تشتغل بحاسة الموت، يلتهب كل شيء في حياتك، وتتحوّل أنت بذاتك إلى ورشات عمل داخلية تعمل بنشاط نوعي. لقد قررت أن أدافع عن نفسي بوجه صنّاع الموت، وكانت الكتابة سبيلي إلى ذلك. وكان لي ما أردت، عندما أبعدت نفسي عن كل ما يتعلق بالسياسة والمال والمنافع الاجتماعية. ولم أزل على هذا النهج حتى اللحظة.. وعلى الرغم من كل المتغيرات الشكلية في وضع العراق، غير أن هذا البلد المنكوب يزداد عنفاً واضطراباً.. وهكذا تراني أكتب، كي أدفع عني هذا الكابوس..”!

لم يتركني صديقي عند هذا الحد، إنما سألني :

وما هو رأيك بمشروع خزعل الماجدي؟

فضحكت، وقلت له: إنه مشروعه وليس مشروعي، ألم تقل أنت في سؤالك: (مشروع خزعل الماجدي) ؟!

فالح حسون الدراجي

مقالات مشابهة

  • تعرف على القنابل الخمسة التي تستخدمها إسرائيل في إبادة غزة
  • الجزائر تتضامن مع ميانمار إثر الزلزال الذي ضرب البلاد 
  • ترامب: نحتاج إلى غرينلاند لأجل "السلام العالمي".. وفانس يوجه رسالة لسكان الجزيرة
  • ابنة «حسن نصرالله»: لبنان لن يصبح إسرائيلياً أبداً ومستمرون في طريق المقاومة
  • لأجل تمكين المرأة.. مطالبات بمنح النساء 30% من المناصب القيادية
  • الكشف عن اسم المطربة الذي سيزين قميص برشلونة في الكلاسيكو المقبل
  • خزعل الماجدي.. ابن المدينة الذي عبثَ بالثوابت وجادل المُقدس
  • أفضل المطاعم التي تقدم المشاوي في الأردن
  • تأجيل عرض فيلم الرعب "Saw XI" لأجل غير مسمى
  • تحالف الراغبين لأجل أوكرانيا.. لماذا تتحمس له لندن وتسخر منه واشنطن؟