يعاني السوق المصري من تراجع المبيعات رغم انخفاض الأسعار بعد خفض الجنيه، حيث انخفضت المبيعات منذ هبوط قيمة العملة.

وبحسب "بلومبرغ" قال تجار يعملون في شركات تشمل العقارات وتجارة التجزئة للهواتف المحمولة إن أحجام مبيعاتهم انخفضت منذ هبوط قيمة العملة، بلغت مبيعات السيارات في أيار/مايو 4810 سيارات فقط، بحسب أحدث البيانات المتاحة، بانخفاض نحو 75 بالمئة مقارنة بالمتوسط الشهري في 2021 قبل الأزمة الاقتصادية.



ورغم انخفاض الأسعار كثيراً، في الواقع، إلا أن المشترين المستهدفين الثلاجات والسيارات يحجمون عن الشراء، مقتنعين بأن بمقدورهم إبرام صفقة شراء أفضل حال الانتظار، وأصبح الاقتصاد المصري يعاني من مشكلة لتحريك قطاع الاستهلاك.

وقال أحد البائعين في أحد متاجر الأثاث الكبيرة "الناس يأتون ليسألوا عن الأسعار، ويخشون الشراء حالياً، متوقعين حدوث مزيد من انخفاض الأسعار"، حيث سمحت السلطات المصرية في أذار/مارس للجنيه بالانخفاض بنحو 40% في محاولة لوقف أزمة مستمرة منذ عامين، كانت تدفع اقتصاد أكبر دولة في الشرق الأوسط من حيث عدد السكان إلى حافة الهاوية، قبل أن تساعد خطة إنقاذ عالمية بقيمة 57 مليار دولار في تغيير مجرى الأحداث.

بعد أن رفع المتاجر الأسعار بنسبة 30 بالمئة قبل تخفيض قيمة العملة، يقدموا حالياً خصومات تصل إلى 50 بالمئة في محاولة لجذب بعض العملاء خلال ما يسميه "ركوداً". ولفت إلى أن تقديم خصومات كبيرة لم يجذب عملاء للشراء، إذ أن الترقب هو سمة الوضع الحالي.


لكن تراجع الأسعار بعد خفض قيمة العملة بمصر يأتي على النقيض من معظم التوقعات الاقتصادية التقليدية، ناهيك عن تجارب دول مثل نيجيريا والأرجنتين التي ارتفعت بها الأسعار بعد تخفيض قيمة العملة.

بدأ البنك المركزي المصري تخفيض سعر صرف الجنيه عقب الخطوة المفاجئة برفع أسعار الفائدة، مما جعل من الصعب على الأسر المصرية إدارة شؤونها المالية.  وعلى سبيل المثال تكون السيارة "مرسيدس" أرخص مما كانت عليه في عام 2023، فإن تكاليف المعيشة الأخرى مستمرة في الارتفاع، وإن كان بوتيرة أكثر اعتدالاً من ذي قبل، ومن المتوقع على نطاق واسع أن ترتفع أسعار الكهرباء والوقود.

تراجع التضخم ولكن !
في جميع المناطق الحضرية، تراجع التضخم في مصر على مدى أربعة أشهر متتالية، لينخفض بأكثر من 10 نقاط مئوية عن الرقم القياسي السنوي البالغ 38% في أيلول / سبتمبر الماضي. في الوقت نفسه، تباين تباطؤ التضخم، حيث ارتفعت تكاليف الملابس والنقل، لكن أسعار المواد الغذائية تقلبت بين انخفاض وارتفاع خلال الشهر الماضي.

قد يؤدي الإلغاء التدريجي لدعم الوقود والارتفاع المحتمل في تعرفة الكهرباء هذا الصيف إلى زيادة الضغوط، رغم أن رفع أسعار الخبز المدعوم بنسبة 300% والذي بدأ سريانه في مطلع يونيو، لم يكن له تأثير يُذكر على معدل التضخم الرئيسي.

يتساءل مصريون عما ينتظرهم في قادم الأيام. في إحدى عربات مترو الأنفاق بالقاهرة المزدحمة مؤخراً، تساءل أشخاص عما إذا كان رفع سعر رغيف الخبز يعني أن الأسوأ لم يأت بعد بالنسبة للمواد الغذائية الأساسية الأخرى، أو ما إذا كانت بعض الأسعار التي تشهد انخفاضاً قد تعود إلى الارتفاع.

السيارات
ومن ناحية اخري انخفضت أسعار طرازات السيارات بما في ذلك "هيونداي توسان" و"فولكس واجن تيغوان" و"كيا سبورتاج" بنحو مليون جنيه (21 ألف دولار)، مما جعل تكلفتها أقل بمقدار الربع تقريباً عما كانت عليه قبل تراجع العملة.



وشهدت أسعار السيارات انخفاضات حادة على وجه الخصوص؛ كون القطاع كان عرضة بشكل خاص لنقص حاد في العرض أدى إلى تضخم الأسعار قبل تخفيض قيمة العملة، ويختار تجار المنتجات الأخرى تقديم تخفيضات مؤقتة، بدلاً من التخفيضات المباشرة في الأسعار، حيث ينتظرون مزيداً من الوضوح بشأن سعر صرف الجنيه وسلوك المستهلك.

وتحاول مصر موازنة سياساتها الاقتصادية بعناية بين المستهلك المحلي والمستثمرين الأجانب، ارتفاع أسعار الفائدة، وخفض الدعم، والتوقعات بانخفاض أسعار السلع المعمرة في المستقبل، كلها عوامل تدفع المستهلكين إلى تأجيل الشراء. يمكن للسلطات تحفيز الطلب عن طريق خفض أسعار الفائدة، أو زيادة الإنفاق العام. لكن هذه الخطوات قد تؤدي إلى إبعاد المستثمرين عن سوق الدين المحلي".

يُتوقع أن تبقي مصر على أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها على الإطلاق، حيث تسعى إلى السيطرة على التضخم الذي تباطأ عن أعلى مستوى له رغم الخفض الكبير لقيمة الجنيه.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد عربي المصري تراجع المبيعات انخفاض الأسعار مصر السوق المصري انخفاض الأسعار تراجع المبيعات المزيد في اقتصاد اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد عربي اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة انخفاض الأسعار أسعار الفائدة قیمة العملة

إقرأ أيضاً:

ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على نفط كندا والمكسيك.. هل سيكبح التضخم أم يرفع الأسعار؟

في خطوة قد تعيد تشكيل المشهد الاقتصادي الأمريكي، لوّح دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على النفط الكندي والمكسيكي، مؤكدًا أن القرار سيعتمد على ما إذا كانت أسعار الشريكين التجاريين "عادلة".

اعلان

وقد يؤدي هذا التهديد، رغم ارتباطه بوقف الهجرة غير الشرعية وتهريب الفنتانيل، إلى نتائج عكسية، حيث يمكن أن يرفع تكاليف الطاقة بدلًا من خفضها.

ولطالما تعهد ترامب في حملته الانتخابية بخفض تكاليف الطاقة إلى النصف خلال عام واحد، معتبرًا ذلك حجر الأساس في خطته لمكافحة التضخم. وكرر هذا الوعد أمام تجمع في ولاية بنسلفانيا، مشددًا على أن أسعار البنزين ستشهد انخفاضًا كبيرًا بعد عام من توليه الرئاسة. ومع ذلك، فإن فرض رسوم جمركية على النفط المستورد قد يتسبب في ارتفاع الأسعار في المضخة، وهو ما يتعارض مع أهداف الرئيس الاقتصادية المعلنة.

وتشير البيانات إلى أن الولايات المتحدة تستورد نحو 4.6 مليون برميل يوميًا من كندا و563 ألف برميل من المكسيك، ما يجعل هذين البلدين مصْدرين رئيسيين للنفط الأمريكي. وبينما بلغ متوسط الإنتاج المحلي 13.5 مليون برميل يوميًا، لا يزال الاعتماد على النفط المستورد ضروريًا للحفاظ على استقرار السوق.

ترامب يفرض رسومًا جمركية 25% على كندا والمكسيك

في هذا السياق، يحذر خبراء من أن فرض الرسوم الجمركية سيؤدي إلى زيادة تكاليف الوقود، وهو ما سينعكس سلبًا على المستهلكين والشركات على حد سواء.

في استطلاع موسع أجرته وكالة أسوشييتد برس، أعرب 80% من الناخبين عن قلقهم من زيادة في أسعار الوقود، وهو عامل حاسم في خياراتهم الانتخابية. وقد فاز ترامب بدعم ما يقرب من 60% ممن يرون في ارتفاع الأسعار تحديًا اقتصاديًا كبيرًا. لكن مع احتمال زيادة التكاليف بسبب التعريفات الجديدة، قد يجد الناخبون أنفسهم في موقف معقد بين دعم وعود الرئيس الجمهوري ومخاوفهم من انعكاسات قراراته الاقتصادية.

ترامب: "أمريكا تدعم كندا بـ100 مليار دولار والمكسيك بـ300 مليار... إذا كنا سنموّلهم، فليصبحوا ولاية!"

من جهته، حذر ماثيو هولمز، نائب الرئيس التنفيذي لغرفة التجارة الكندية، من أن هذه التعريفات "ستفرض ضرائب على أمريكا أولًا"، موضحًا أن التكاليف المرتفعة ستُلقى على عاتق المستهلك الأمريكي. وأضاف أن هذه الخطوة ستربك الأسواق وتزيد من الضغوط التي يسببها التضخم بدلًا من حلها، في تناقض واضح مع أهداف حملة ترامب الاقتصادية.

ورغم هذه التحذيرات، لم يُبدِ سيد البيت الأبيض أي قلق من احتمال تأثر الاقتصاد الأمريكي بسبب فرض الرسوم الجمركية على الشركاء التجاريين لواشنطن. بل على العكس، فقد صرح ترامب بأن لدى الولايات المتحدة ما يكفي من النفط والموارد، مشيرًا إلى أن اعتمادها على الواردات ليس ضروريًا كما يعتقد البعض. لكن الواقع يشير إلى أن إنتاج النفط المحلي لم يُثبت بعد قدرته على تعويض الواردات بالكامل دون التأثير على الأسعار.

وفي سياق آخر، صعد الرئيس الأمريكي من لهجته تجاه الصين، معلنًا عن فرض رسوم جمركية على صادراتها من المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة الفنتانيل. ويأتي هذا الإعلان في إطار تشديد السياسات التجارية مع بكين، في وقت يسعى فيه ترامب إلى إعادة التفاوض حول اتفاقيات التجارة العالمية لصالح الولايات المتحدة.

Relatedترامب يأمر البنتاغون بإعداد مركز احتجاز للمهاجرين في خليج غوانتاناموكيف يستعد الجنود من المتحولين جنسيًا لمواجهة ترامب بإعادة تشكيل الجيش وأوامره التنفيذية بطردهم قولوا وداعًا لأمريكا.. ترامب يُعيد تهديد مجموعة "بريكس" إذا فكرت في استبدال الدولار

وفي خطوة أكثر جرأة، لوّح ترامب بفرض تعريفات جديدة على الدول التي تبحث عن بدائل للدولار الأمريكي كعملة عالمية. ويستهدف هذا التهديد مجموعة بريكس التي تضم دولًا كبرى مثل الصين وروسيا والهند، حيث يسعى بعض أعضائها إلى تقليل الاعتماد على الدولار في التجارة الدولية.

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال: هل ستؤدي التعريفات الجديدة إلى تحقيق أهداف ترامب بخفض التضخم، أم أنها ستقود إلى موجة جديدة من ارتفاع الأسعار، لتتحول من أداة للضغط الاقتصادي إلى عبء على المستهلك الأمريكي؟

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "نفعل الكثير من أجلهم وسيفعلون ذلك".. ترامب أكيد من قبول عمان والقاهرة لخطة تهجير الفلسطينيين إسرائيل تجري مشاورات أمنية لاستئناف الحرب على غزة وترامب واثق من استقبال مصر والأردن للفلسطينيين مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقبال الفلسطينيين دونالد ترامبكنداالولايات المتحدة الأمريكيةالرسوم الجمركيةأسعار النفطالمكسيكاعلاناخترنا لكيعرض الآنNextمباشر. إسرائيل تجري مشاورات أمنية لاستئناف الحرب على غزة وترامب واثق من استقبال مصر والأردن للفلسطينيين يعرض الآنNext بعد 60 عامًا.. فرنسا تطوي صفحة وجودها العسكري في تشاد آخرِ معاقلها بالساحل الإفريقي يعرض الآنNext الصين تبني أكبر مركز قيادة عسكري في العالم يفوق البنتاغون بعشرة أضعاف يعرض الآنNext اختراق خطير تكشفه "واتساب": برنامج قرصنة إسرائيلي استهدف هواتف نحو 100 صحفي وناشط يعرض الآنNext أسعار القهوة ترتفع بنسبة 90% بسبب تهديدات ترامب لكولومبيا وتأثير الظروف الجوية اعلانالاكثر قراءة ترامب يؤكد مقتل جميع ركاب الطائرة المدنية وطاقم المروحية العسكرية بالعاصمة واشنطن السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق القران عدة مرات الرئيس السوري أحمد الشرع يخاطب السوريين الليلة ودمشق تستقبل أمير قطر حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا الزبيدي الممنوع من العودة إلى جنين؟ يتهم إسرائيل بالعنصرية ويجمع المساعدات لغزة.. روبوت مخصص لدعم تل أبيب يخرج عن السيطرة اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومدونالد ترامبإسرائيلغزةالصينالاتحاد الأوروبيشرطةحركة حماسسوريااحتجاجاتروسيافرنساأبو محمد الجولاني الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2025

مقالات مشابهة

  • انخفاض مستويات الفقر في روسيا وخبراء يشككون
  • سعر الريال السعودي اليوم الأحد 2 فبراير 2025
  • التضخم في إسطنبول لشهر يناير
  • 14 جنيها.. تراجع أسعار الفراخ البيضاء اليوم السبت 1-2-2025
  • ترامب يهدد بفرض رسوم جمركية على نفط كندا والمكسيك.. هل سيكبح التضخم أم يرفع الأسعار؟
  • عضو شعبة المواد الغذائية: انخفاض أسعار السلع قبل رمضان بنسبة 15%
  • انخفاض أسعار السلع قبل رمضان بنسبة 15%
  • بشرى سارة للمواطنين.. انخفاض أسعار السلع قبل رمضان بنسبة 15%
  • شعبة المواد الغذائية: انخفاض أسعار السلع بنسبة 15% استعدادًا لرمضان 2025
  • تراجع سعر العملة الأفغانية يزيد الضغوط على المواطنين