هواة كرة القدم في غزة يتحدّون الحرب: نحبّ الحياة ... ونصنع شيئا من لاشيء
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
جباليا "أ.ف.ب": يبذل لاعب شاب وحارس مرمى قصارى جهدهما للتركيز على لعبة كرة القدم، على رغم صخب الجمهور المحيط بهما في ملعب مدرسة بمخيم جباليا للاجئين، تؤوي نازحين جراء الحرب في قطاع غزة.
يطلق الحكم الصفارة ويسدد منفذ ركلة الجزاء الكرة في المرمى مثيرا صيحات الجمهور الذي اندفع نحو اللاعب.
وبالنسبة للمشجعين واللاعبين فإن مباراة الثلاثاء في مخيم جباليا كانت بمثابة إلهاء عن الشعور بالجوع والإنهاك بعد قرابة 300 يوم من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وقال الحكم رامي مصطفى أبو حشيش لوكالة فرانس برس إن كرة القدم "ساهمت في تغيير واقع الحياة" في جباليا المدمرة جراء قصف إسرائيلي ومعارك ألحقت دمارا هائلا بمستشفيات وملاعب ومنازل وتسببت في نزوح عائلات عدة مرات.
في ملعب مدرسة تؤوي نازحين تواجه فريقان للفوز بكأس "ُخرجت من تحت الردم"، على ما قال أحد اللاعبين.
خلقت المباراة جوا احتفاليا وأحضر المتفرجون كراسي أو أطلّوا من شرفات المبنى المكون من ثلاثة طوابق لمتابعة المباراة وتشجيع اللاعبين.
وجلس عدد من الفتيان في صندوق شاحنة فارغ. وحمل أحدهم لافتة كتب عليها بالانكليزية والعربية "سنلعب كرة القدم رغم الجوع والعطش، نتنافس لأننا نحب الحياة".
"صنعنا شيئا من لا شيء"
وجباليا من مناطق شمال القطاع التي كانت الأكثر عرضة للعمليات العسكرية والقصف. ومع احتدام المعارك تواجه الوكالات الإنسانية صعوبات في إيصال المساعدات وتحذر من مجاعة تلوح في الأفق.
وقال الأهالي لوكالة فرانس برس إنه بالكاد بقيت مواد غذائية في الشمال، والكميات القليلة التي تصلهم أسعارها مرتفعة جدا.
وبالنسبة للاعبي كرة القدم فإن المباراة كانت بمثابة هروب من القلق المرتبط بنقص المواد الغذائية والمياه.
ولم يتمكن اللاعبون من ممارسة هوايتهم منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر، وقال اللاعب سيف أبو سيف "من فترة الحرب في غزة ونحن بعيدون عن الرياضة لأن جميع النوادي دمرت، جميع الملاعب دمرت، ولكن نحن اليوم صنعنا شيئا من لا شيء".
وتقول وزارة التعليم في غزة إن 85 بالمائة من المرافق التعليمية في القطاع أصبحت خارج الخدمة بسبب الحرب.
وتم تحويل العديد منها إلى مراكز لإيواء النازحين بسبب الحرب التي هجّرت معظم سكان القطاع المحاصر والبالغ عددهم 2,4 مليون نسمة عدة مرات.
وقال المدرب وائل أبو سيف إنه كان مصمما على حضور مباراة الثلاثاء رغم معاناته إثر إصابته في هجوم في فبراير. وقال لوكالة فرانس برس جالسا على كرسي متحرك إنه لا يستطيع استخدام ساقيه.
واضاف "من صغري أهوى الكرة، أهوى المباريات وأحب أن ألعب. أريد أن أثبت للعالم كله... أننا ماضون في أبسط حقوقنا وهي لعب كرة القدم".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: کرة القدم
إقرأ أيضاً:
مصرع 32 شخصا في باكستان جراء أعمال عنف جديدة
لقي ما يقرب من 32 شخصا في باكستان حتفهم وأصيب 47 آخرون بجروح، السبت، في أعمال عنف جديدة وقعت غربي البلاد بعد من مقتل العشرات من الطائفة الشيعية في هجمات مماثلة.
ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن مسؤول محلي، قوله إن "32 شخصا على الأقل قُتلوا في أعمال عنف طائفية جديدة في شمال غرب باكستان".
والخميس، لقي أكثر من 43 باكستانيا من الطائفة الشيعية حتفهم وأصيب آخرون بجروح، في هجوم بأسلحة آلية بعد نصب كمين لقافلة حافلات ترافقها الشرطة، ما تسبب في موجة غضب حادة في بلدة باراتشينار الجبلية النائية.
وتشهد منطقة باراتشينار على الحدود الشمالية الغربية لباكستان مع أفغانستان أعمال عنف متكررة بسبب الصراع على الأرض والسلطة. ويتنقل المسافرون من وإلى البلدة في قوافل يرافقها مسؤولون أمنيون.
وتعرض الشيعة في المنطقة، الذين يشكلون أقلية في باكستان، والتي يبلغ عدد سكانها 241 مليون نسمة، لهجمات من مسلحين.
ومنذ الصيف، خلفت أعمال العنف بين السنة والشيعة في كورام، في خيبر بختونخوا الواقعة على الحدود مع أفغانستان، حوالي 150 قتيلا، وفقا لوكالة فرانس برس.