احتجاجات وانقسامات سياسية تنتظر خطاب نتانياهو أمام الكونجرس
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
واشنطن "رويترز": تنتظر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو انقسامات عميقة بين المشرعين الأمريكيين وتباينا في آراء الجمهور الأمريكي واحتجاجات كبيرة اليوم الأربعاء عندما يلقي كلمة أمام الكونجرس الأمريكي للمرة الرابعة، وهو رقم غير مسبوق لزعيم أجنبي.
فمن المقرر أن يتحدث رئيس الوزراء الإسرائيلي منذ فترة طويلة أمام جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب في الساعة 19:00 بتوقيت جرينتش، ليتخطى بذلك رئيس الوزراء البريطاني في زمن الحرب ونستون تشرشل الذي ألقى مثل هذه الخطابات ثلاث مرات.
وتشير التوقعات إلى أن خطاب نتانياهو سيركز على تنسيق رد الفعل الإسرائيلي والأمريكي حيال الوضع المضطرب في الشرق الأوسط، حيث تتزايد مخاطر اتساع رقعة الحرب في غزة وتحولها إلى صراع إقليمي.
ومن المتوقع أيضا أن يستخدم خطابه للدعوة إلى اتخاذ إجراءات أقوى ضد إيران، التي تدعم حماس ومقاتلي حزب الله في لبنان، والتي تتزايد الإدانة الأمريكية لتطورات أنشطتها النووية في الآونة الأخيرة.
وعلى الرغم من أن زيارة نتانياهو نسقها القادة الجمهوريون في الكونجرس، من المرجح أن يكون الأمر أقل تصادمية هذه المرة مما كان عليه في 2015، عندما تجاوز الجمهوريون الرئيس باراك أوباما آنذاك ودعوا نتانياهو إلى الكونجرس لانتقاد سياسة الديمقراطيين تجاه إيران.
وسيسعى نتانياهو هذه المرة إلى تعزيز الروابط التي تميز علاقته مع الجمهوريين، لكنه يتطلع أيضا إلى تخفيف التوتر مع الرئيس جو بايدن، الذي سيعتمد عليه خلال الأشهر الستة المتبقية من فترة ولايته في رئاسة الولايات المتحدة.
وهو بحاجة أيضا إلى أن يتواصل مع نائبة الرئيس كاملا هاريس، التي كانت في بعض الأحيان أكثر جرأة من الرئيس في انتقاد إسرائيل على خلفية الخسائر الضخمة في صفوف المدنيين الفلسطينيين بقطاع غزة.
وتوعد نشطاء بتنظيم احتجاجات حاشدة. وجرى تطويق مبنى الكابيتول بسياج عال وأفراد شرطة إضافيين، ومن المقرر أيضا إغلاق العشرات من شوارع واشنطن اليوم.
واشنطن مشغولة
يأتي خطاب نتانياهو في وقت تنشغل فيه العاصمة الأمريكية إلى حد كبير بتداعيات إعلان بايدن يوم الأحد انسحابه من سباق الرئاسة وتأييده لنائبته هاريس كمرشحة للحزب الديمقراطي للرئاسة.
ويعتزم عشرات الديمقراطيين عدم حضور الخطاب، إذ عبر العديد منهم عن استيائهم من الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، قائلين إنهم لا يريدون مساعدة نتانياهو على تغيير مسار أرقام استطلاعات الرأي المحلية المنخفضة. وتقول وزارة الصحة في قطاع غزة إن عدد الشهداء الفلسطينيين جراء الهجوم تجاوز 39 ألف شخص.
وقال السناتور كريس فان هولين للصحفيين "بالنسبة له (نتانياهو)، الأمر كله يتعلق بتعزيز الدعم له في الوطن، وهو أحد الأسباب التي تجعلني لا أرغب في الحضور...لا أريد أن أكون جزءا من دعم سياسي في هذا الخداع. فهو ليس الحارس العظيم للعلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل".
ومن بين الديمقراطيين الذين يعتزمون عدم حضور الخطاب أيضا أعضاء مجلس الشيوخ ديك دربين ثاني أبرز ديمقراطي في المجلس وتيم كين وجيف ميركلي وبريان شاتز، وكلهم أعضاء في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إضافة إلى باتي موراي، التي ترأس لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ.
وفي مجلس النواب، كان من بين أولئك الذين قرروا التخلف عن حضور الخطاب تقدميون مثل النائبتين رشيدة طليب وألكسندرا أوكازيو كورتيز، بالإضافة إلى إيمي بيرا، العضو البارز في لجنة الشؤون الخارجية وآدم سميث أبرز الديمقراطيين في القوات المسلحة.
وقال سميث إنه لم يحضر قط اجتماعات مشتركة لكنه وصف نفسه الثلاثاء بأنه "معارض بشدة لما يفعله رئيس الوزراء نتانياهو في إسرائيل".
ومن الطبيعي أن تتولى موراي رئاسة الجلسة بصفتها عضوة ديمقراطية بارزة في مجلس الشيوخ لأن هاريس لن تحضر. وسيحل محلها السناتور الديمقراطي بن كاردين، الذي يرأس لجنة العلاقات الخارجية.
وانتقد بعض الجمهوريين هاريس لسفرها خارج واشنطن بدلا من حضور الخطاب. وستلتقي بنتانياهو بشكل منفصل.
لكنها لم تكن المرشحة الوحيدة التي ستتخلف عن الخطاب. وقال جيسون ميلر كبير مستشاري حملة ترامب في بيان إن السناتور الجمهوري جيه.دي فانس، المرشح لمنصب نائب الرئيس مع الرئيس السابق دونالد ترامب، سيغيب "لأنه يتحمل واجبات مرشح جمهوري لمنصب نائب الرئيس".
ومن المقرر أن يسافر نتانياهو إلى فلوريدا للقاء ترامب في وقت لاحق من هذا الأسبوع. وسيكون الاجتماع هو الأول بينهما منذ نهاية رئاسة ترامب التي أقام خلالها البلدان علاقات وثيقة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
واشنطن أمام أصعب اختبار
أهم شيء في إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، هو أن يتم إعلان الفائز رسمياً، ثم يعلن الخاسر تأييده وتصديقه للنتائج، وعادة ما يقوم برتوكولياً بالاتصال بالفائز للتهنئة بالفوز.
هذا السيناريو التقليدي قابل للحدوث في حالة فوز ترامب، بمعنى أن تصادق وتقبل هاريس النتيجة، ويعقد المجلس التشريعي جلسته في الأسبوع الأول من يناير، ثم يتم حفل التنصيب والضم في 20 يناير المقبل.في حالة فوز هاريس، فإن السيناريو المتوقع سوف يختلف، بمعنى أن الرئيس السابق ترامب، سوف يعترض على النتيجة، ويتهم بعض الولايات، وخاصة جورجيا، بالتزوير، ويتهم الحزب الديمقراطي بالتدخل بالنتائج، وبالتلاعب في عمليات التصويت بالبريد. وبالتالي، سوف يعيد ترامب سيناريو خسارته أمام بايدن في انتخابات 2024.
بدأ ترامب وأنصاره التمهيد النفسي لنشر فكرة بدء التزوير من قبل أنصار الحزب الديمقراطي، في ما يعرف بالولايات الزرقاء، أي الولايات التي تصوت تقليدياً وتاريخياً للحزب الديمقراطي، ويحصل فيها على الأغلبية في أصوات الرئاسة، والحاكم، والنواب، والعمدة، وكافة المناصب الرئيسة المحلية.
هنا سوف تدخل البلاد في حالة منازعات قضائية، تصل إلى الاحتكام للمحكمة الدستورية العليا، وهنا أيضاً، قد تشهد البلاد اعتصامات وخلافات وتوترات في الشوارع.
73% من أنصار هاريس يعتقدون أن المحكمة الدستورية ستكون محايدة، بينما يعتقد 72% من أنصار ترامب، أن المحكمة الدستورية سوف تنحاز إلى المرشحة الديمقراطية. ساعات وأيام صعبة بالنسبة لمستقبل أضخم وأصعب انتخابات ديمقراطية في العالم بعد الهند.