جهود مصرية لعودة الروح لمفاوضات وقف الحرب بغزة
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
الشارع الصهيونى يحاصر حكومته الفاشلة ويطالبها بتنفيذ الاتفاق
تواصل مصر جهودها لعودة الروح لمفاوضات وقف الحرب الإسرائيلية وسط تسريبات إسرائيلية عن وصول وفد رفيع المستوى إلى القاهرة، خلال ساعات لإجراء محادثات مع المسئولين بشأن الاتفاق المزمع مع حركة حماس ووقف العدوان نهائيا فى القطاع وإنجاز صفقة الأسرى.
ونفت مصادر رسمية رفيعة المستوى وجود أى وفود فى مصر سواء من المقاومة الفلسطينية أو حكومة الاحتلال، وأوضحت المصادر أن التسريبات الاسرائيلية تستبق خطاب رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو أمام الكونجرس لتجميل صورته أمام الرأى العام الاسرائيلى الامريكى المناهض لسياساته تزامنا مع محاصرة الآلاف من الغاضبين سواء فى الداخل الفلسطينى المحتل او فى الشارع الامريكى الرافض لنتنياهو وسياسات الادارة الامريكية ودعمها لحرب غزة.
وزعمت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» عن مصدر مطلع قوله: إن المحادثات ستركز على قضية الوجود الإسرائيلى فى محور فيلادلفيا على الحدود المصرية مع قطاع غزة والذى أصبح نقطة خلاف رئيسية فى المفاوضات.
وأشارت إلى أن الوسطاء فى القاهرة والدوحة، يعتقدون أن تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق ممكن، لكنهم يخشون أن يعمل رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على تخريبها من خلال «مفاجآت» فى اللحظة الأخيرة.
وتقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين حركة حماس وإسرائيل بهدف التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل للأسرى بين الطرفين.
ولم تسفر المفاوضات بشكل نهائى عن بلورة اتفاق، بسبب رفض إسرائيل مطلب حماس بإنهاء الحرب وسحب قواتها من غزة وعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال القطاع.
وتتراجع نقاط الخلاف العلنى فى مسار مفاوضات هدنة غزة مع تحركات جديدة تتمثل فى مناقشات إسرائيلية للانسحاب من كامل القطاع بأولى مراحل تنفيذ مقترح الرئيس الأمريكى جو بايدن، لوقف إطلاق النار، بالتوازى مع رعاية الصين لاتفاق مصالحة فلسطينى يتضمن مشاركة حماس بحكومة وحدة وطنية تدير القطاع فى اليوم التالى للحرب.
وصعد آلاف الإسرائيليين مظاهراتهم الغاضبة ضد حكومة بنيامين نتنياهو وسط هتافات غاضبة مع اجتياح الطوفان البشرى لشوارع الداخل الفلسطينى المحتل وتعطلت حركة السير بعشرات المستعمرات مطالبين بإنجاز الاتفاق ورحيل حكومتهم الفاشلة.
وحمّلت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية فى افتتاحيتها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مسؤولية مصير الأسرى لدى المقاومة فى قطاع غزة، معتبرةً أنه سيكون مسؤولاً عن مقتلهم، إذا لم يحسم الاتفاق مع المقاومة.
وأكدت الصحيفة أن نتنياهو وائتلافه الحكومى، ينظرون إلى «الاعتبارات الأخلاقية وحتى الأمنية على أنها هامشية»، وأنهم ينظرون إلى الاعتبار السياسى، أى البقاء على أنه أهم اعتبار على الإطلاق وربما الوحيد.
واعتبرت أن نتنياهو «يخطئ الحقيقة عن علم» عند قوله إن «الأسرى يعانون لكنهم لا يموتون». فيما كشفت عن «الحقيقة المرة» بأن الأسرى «يعانون وبعضهم يموتون وإذا لم يكن هناك اتفاق سيستمرون فى المعاناة والموت».
وأضافت أنه، بالنسبة لشركاء نتنياهو المتطرفين وخاصة وزير «الأمن القومى» إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فإن «الحياة البشرية ثانوية بالنسبة إليهم»، واتهمتهم بمعارضة أى صفقة وتهديدهم بإسقاط الحكومة عند ورود تقارير عن إحراز تقدم فى المفاوضات.
وأشارت إلى أن نتنياهو يفضّل بقاء حكومته على حياة الأسرى، رغم دعم «شاس» و«ديغل هاتوراه» لإتمام الصفقة، وتقديم زعيم المعارضة يائير لابيد لشبكة أمان فى هذه القضية. وقالت إن «وقت الأسرى ينفد، وحياتهم فى خطر حقيقي. إذا لم يحسم نتنياهو لصالحهم، فقد يكون مسؤولاً عن مقتلهم».
وكشفت «هآرتس» عن إجماع بين رؤساء المؤسسة الأمنية والعسكرية، يجعل التوصل إلى اتفاق مع المقاومة فى غزة فى الأسابيع المقبلة وارداً. فى حين كرر وزير الحرب يوآف غالانت موقفه بأن هناك فرصة محدودة لحسم صفقة الأسرى.
ووصف مستشار غالانت العقيد ليئور لوتان هذه الفرص على أنها «وقت ثمين»، موضحاً أن «هناك فرصاً خاصة فى المفاوضات، لكن مثل هذه الفرص تنقضى إذا لم يتم استغلالها».
وقالت «هآرتس» إن عائلات الأسرى يشعرون بأن التأخر فى إتمام الاتفاق يجعل من الحكومة ورئيسها «شركاء فى الجريمة»، بعد إعلان الجيش مقتل 46 من الأسرى، وتقديرات أكثر تشاؤماً تنشرها مصادر أخرى، مع الإشارة إلى أن الغالبية قتلوا بنيران قواتهم.
وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، عن تفاصيل خطة إماراتية تتعلق باليوم التالى فى غزة بعد انتهاء الحرب، والتى نوقشت خلال اجتماع عُقد فى أبوظبى، بمشاركة مسئولين من الولايات المتحدة وإسرائيل والإمارات.
وقالت «واشنطن بوست» فى مقال كتبه مساعد التحرير فى الصحيفة، «ديفيد أغناطيوس»، إن «المشاركين فى الاجتماع ناقشوا الدور الذى يمكن أن تلعبه السلطة الفلسطينية الإصلاحية، فى دعوة مجموعة من الدول لتوفير قوات لدعم الاستقرار فى غزة»، بالاضافة الى مناقشة قائمة بزعماء السلطة الفلسطينية المحتملين، وعلى رأسهم رئيس الوزراء الفلسطينى الأسبق، سلام فياض.
ويواصل الاحتلال الإسرائيلى منذ السابع من أكتوبر الماضى، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رءوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأسفرت حرب الإبادة المستمرة على غزة إلى استشهاد 39 ألفا و90 شهيدا وإصابة 90 ألفا و147 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع واعلنت وكالتان تابعتان للأمم المتحدة عن أن أكثر من 150 ألف شخص نزحوا من مدينة خان يونس فى قطاع غزة منذ بدء العملية الاسبوع الماضى.
وأكدت «لويز ووتريدج» من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» نزوح أكثر من 80% من قطاع غزة خضع لأوامر الإخلاء أو تم تصنيفه كمناطق محظورة من قبل الاحتلال الإسرائيلي وأشارت الى أن العديد من الأشخاص عالقون فى منطقة الإخلاء، بمن فى ذلك الأشخاص غير القادرين على الحركة، وأفراد أسرهم الذين يدعمونهم.
وقالت «ووتريدج»: «نرى الناس ينتقلون إلى دير البلح وغرب خان يونس، وكلتا المنطقتين مكتظتان بالفعل، وفيهما ملاجئ محدودة وخدمات محدودة، بالكاد يمكنهم استيعاب الأشخاص الذين يعيشون بالفعل فى هذه المناطق».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بغزة وقف الحرب جهود مصرية مفاوضات وقف بتنفيذ الاتفاق مصر بنیامین نتنیاهو قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
عربي21 تبرز نتائج الحرب بغزة.. هل يتوقّف عد الجرائم بعد 466 يوما؟
علت التكبيرات، وصدحت مختلف المناطق بغزة بعبارات البهجة التي طال انتظارها؛ منذ اللحظات الأولى من إعلان التوصل لاتّفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس ودولة الاحتلال الإسرائيلي، لتطبيقه على ثلاث مراحل، انطلاقا من يوم الأحد المقبل.
مشاهد رصدتها "عربي21" كثيرة ومؤثّرة، توثّث مزج لفرحة الغزّيين الممتزجة بالكثير من الدموع والتكبيرات وأيضا الزغاريد، وشعارات النصر؛ مشاعر إنسانية طالما أجلّت لتنفجر اليوم، أمام مرأى العالم، على الرغم من آثار الحرب التي أدمت كامل القطاع، على مدار 467 يوما.
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
صمود وأمل
"انتصرت إرادة غزة، رغم كافة مشاهد الدمار والأسى" بهذه الجملة أعرب عدد متسارع من المتابعين للمشهد الفلسطيني، الأربعاء، عن فرحته باتفاق وقف إطلاق النار على كامل القطاع المكلوم، مشيرين إلى أنّ: "الدمار سوف يُبنى، والقلوب ستُجبر ولو بعد حين، المهم أن غزة انتصرت".
وخلّفت الحرب الهوجاء التي واصل الاحتلال الإسرائيلي، شنّها على كامل قطاع غزة المحاصر، الكثير من الأثر المادي والنفسي، إذ جعلت الأحياء تبدو كأنه كومة دمار، سيطول أمد إعادة إعمارها، ناهيك عن قلوب الغزّيين الصامدين طويلا، رغم العدوان الدّامي.
جرّاء ذلك، علت عبارات الصمود والأمل، حسابات الغزّيين على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، داعين الاحتلال الإسرائيلي للتوقّف الفعلي لإطلاق النار، والكفّ عن القصف الذي لايزال مستمرا عليه بعدد من مناطق القطاع، على الرغم من الإعلان عن التوصل للاتّفاق، اليوم الأربعاء.
يجعل لا حد فرح غيركم
الله اكبر ✌️
فرحة عارمة للأطفال في غزة ، قبيل الإعلان الرسمي عن اتفاق وقف إطلاق النار pic.twitter.com/xxid46hDQl — Osama Dmour (@OsamaDmour5) January 15, 2025 غزة تفرح لأول مرة منذ 15 شهراً
فرحاً بحجم التضحيات pic.twitter.com/KVxwxlfPIz — قتيبة ياسين (@k7ybnd99) January 15, 2025
يشار إلى أن الحرب الشرسة التي عايشها الغزّيين، قسرا، لم تُحدث جروحا في الأجساد فقط، بل مسّت النّفسية. النساء والأطفال في غزة هم الأكثر تأثرا، حيث يعانون من اضطرابات نفسية حادّة مثل القلق والاكتئاب، لكن الرّجال أيضا، مسّهم الأذى، بات كل من على القطاع يُعاني من الأسى.
وعقب الإعلان عن وقف إطلاق نار، الذي من المقرر أن يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد؛ استشهد عدد من المدنيين في سلسلة غارات شنتها طائرات الاحتلال على محافظتي غزة وشمال القطاع؛ فيما أبرز شهود عيان أن الغارات استهدفت مناطق متفرقة، دون أن تتضح المواقع المستهدفة بشكل دقيق.
كذلك، ساعات قليلة فقط من الإعلان عن الإتّفاق، تداول عدد من رواد مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، من قلب فلسطين، خلال الساعات القليلة الماضية، منشورا لإنذار سكان جباليا شمالي قطاع غزة بإخلائها تمهيدا لغارات جوية.
وخلال أقل من أسبوع فقط، كانت حصيلة العدوان على قطاع غزة قد ارتفعت إلى أرقام جديدة وغير مسبوقة، على إثر استمرار مجازر الاحتلال، ودخول العدوان البري على جباليا يومه الـ100 على التوالي.
لا حول ولا قوة إلا بالله…
في الساعات الأخيرة من العدوان على غزة، استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي صديقي العزيز أحمد أبو الروس، صاحب المبادرات المشهودة بالخير والعطاء.
الحبيب الشهيد رافقته في سنوات الدراسة وكان في العدوان خير ممثل لغزة وأهلها. pic.twitter.com/5oO9nQ7VBZ — أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) January 15, 2025
جرائم اقترفت.. هل سينتهي العد؟
"74 في المئة من خيام النازحين أصبحت غير صالحة للاستخدام، و100 ألف خيمة من أصل 135 ألفا بحاجة إلى تغير فوري وعاجل نتيجة اهترائها"، هكذا حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة من كارثة إنسانية باتت تواجه مليوني نازح فلسطيني في مناطق مختلفة بالقطاع مع حلول فصل الشتاء.
وأبرز المكتب الحكومي، في الوقت نفسه، أنّ "إغلاق إسرائيل للمعابر منع إدخال قرابة ربع مليون خيمة وكرفان". وهو ما اتّفق معه فيه المتحدث باسم منظمة العفو الدولية، رامي حيدر، بالقول: "إعادة إعمار القطاع في مرحلة ما بعد انتهاء الحرب ستأخذ 10 سنوات على الأقل".
وكان عدد من الغزّيين قد وصفوا لـ"عربي21" أنّ ما يعايشوه، قسرا، هو: "جريمة حرب يجب أن تحاسب عليها دولة الاحتلال"، في إشارة إلى أن القانون الدولي الإنساني يلزم أطراف النزاع بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، إذ يجب الحفاظ عليها، كي لا يتضرر المدنيون بسبب انقطاع الإمداد بالخدمات الحيوية مثل: الغذاء والتعليم والمياه والكهرباء، وكذا الصرف الصحي والرعاية الطبية..
" وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون "
الحمدلله على كل حال انتهت احدى أشنع الحروب والمجازر في التاريخ الحديث ، وتم الإعلان عن وقف اطلاق النار في غزه
لا أعرف ما أقول لكن هنيئًا لكم يا أهل غزه هذا الوعد الرباني " وجزاهم بما صبروا جنةً وحريرًا " pic.twitter.com/To8N1QIy4P — أبو تركي (@hjbtny1) January 15, 2025
أيضا، استهدف الاحتلال الخلايا الشمسية، التي تعدّ المصدر الوحيد للطاقة المتبقي في غزة، فيما منع كذلك إدخال الوقود للقطاع، على الرغم من المناشدات المستمرة، وهو ما نتج عنه توقّف للخدمات الأساسية القائمة على الوقود، خاصة في كل من: المشافي ومحطات ضخ وتحلية المياه، ومعالجة مياه الصرف الصحي.
من جهتها، أوضحت منظمة الصحة العالمية، أنّ "الحرب المستمرة تسبّبت في دمار غير مسبوق يحتاج إصلاحه عقودا من الزمن، والقصف المكثف أدى لتدمير ما بين 70 و80 في المئة من البنية التحتية المدنية، بما فيها المنازل والمستشفيات والمدارس ومرافق المياه التي تهدمت أو تعرضت لأضرار جسيمة".
غزة في صورة !! pic.twitter.com/KUVPsXstXS — محمود الحسنات ALHASANAT (@mahmoudalhsanat) December 28, 2024
"كارثة إنسانية"
التدمير الهائل الذي يعيش على إيقاعه القطاع المحاصر، أكثر من عام كامل، فاقم من صعوبة وصول المساعدات الإنسانية، على قلّتها، لسكان المناطق الأكثر تضررا. خاصة من المحاصرين في قلب شمال غزة، حيث إنّ وصف "كارثة إنسانية"، لم يعد قادرا على إبراز المشهد.
من جهتها، المنظمات الإنسانية، سواء كانت محلية أو دولية، تعمل في خضمّ ظروف بالغة الصعوبة في غزة. أبرزها: الهلال الأحمر الفلسطيني، مع شريكته الصليب الأحمر الدولي، ومنظمة "الأونروا".. يبذلون جهدا مُضاعفا لتقديم الإغاثة، غير أن عملهم يتم عرقلته في الغالب من الاحتلال الإسرائيلي.
غزة المنسية !
طفل قتلته اسرائيل بينما كان نائماً متجمداً وحوله بطانية لا تحميه من شيء!
لا تنسوا غزة، لا تنسوا الأبرياءhttps://t.co/NXqFGfSfRK — MO (@Abu_Salah9) January 5, 2025
إلى ذلك، فيما قدّرت وزارة الصحة الفلسطينية في مايو أن هناك نحو 10 آلاف جثة مفقودة تحت الركام. أوضحت الأمم المتحدة، أنّ "إزالة 40 مليون طن من الركام الذي خلّفه القصف الإسرائيلي قد تستغرق 15 عاما، وتكلف ما بين 500 إلى 600 مليون دولار".
وبحسب وكالة "بلومبيرغ" نقلا عن عدّة خبراء، فإن "عملية إعادة إعمار قطاع غزة ربما تكلف أكثر من 80 مليار دولار، إلى جانب 700 مليون دولار لإزالة 42 مليون طن من الأنقاض خلفتها الحرب الدائرة منذ أكثر من 10 أشهر".
من جهتها، كشف تقرير مشترك للأمم المتحدة والبنك الدولي، أنّ الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية تقدر بنحو 18.5 مليار دولار، وأثّرت على المباني السكنية وأماكن التجارة والصناعة والخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة والطاقة.
815 مسجدا دمّر كليا
أمام مرأى العالم، وبتقنية المُباشر، جحافل من الدبّابات والمدرّعات والجرّافات، تأخذ راحتها في الذهاب يُمنة ويسارا، وقصف مُتواصل يستهدف المدنيين، من النساء والأطفال والكبار في السن، وأيضا الأطباء والمسعفين والإعلاميين، وغيرهم من الفئات، وصلت إلى قلب دور العبادة من مساجد وكنائس، التي تجرّم القوانين الدولية استهدافها في الحروب.
وبين الهدم والتدمير للمساجد في قطاع غزة المحاصر، والاقتحامات والتدنيس لمساجد أخرى وكنائس بالضفة الغربية، ناهيك عن القيود على أداء العبادة والاعتداء على المصلين، مسلمين ومسيحيين، توالت اعتداءات الاحتلال الإسرائيلي، لأكثر من عام كامل.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في فلسطين، قد أكدت، الأحد الماضي، أن الاحتلال الإسرائيلي خلال عدوانه المستمر على قطاع غزة منذ بداية العام الماضي، دمّر 815 مسجدا تدميرا كليا، و151 مسجدا بشكل جزئي.
وتابعت الوزارة، عبر تقرير خاص، شرح "انتهاكات الاحتلال على المقدسات الإسلامية والمسيحية في الضفة الغربية وقطاع غزة لعام 2024"، أنه دمّر 19 مقبرة بشكل كامل، وانتهك قدسيتها من خلال الاعتداء عليها ونبش قبورها وإخراج الجثث، واستهدف ودمَّر 3 كنائس في مدينة غزة.
أيادي المحتل الإسرائيلي لم ترحم لا بشرا ولا حجرا، على مدار أكثر من عام مُتواصل، على قطاع غزة المحاصر، حيث لم تتهاون في محاولة البطش بهم، حتى وهُم في قلب الأماكن المقدّسة والمحمية أساسا بموجب القوانين الدولية والمواثيق المرتبطة بحقوق الإنسان. واليوم تُرفع أماني الغزّيين بانتهاء الحرب، عاليا، لينعموا بالحياة التي يستحقّوها.