ترفع وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية بعد التشكيل الوزارى الجديد شعار الاستثمار من أجل التصدير، وهو شعار جيد ومطلوب بشكل عاجل خلال المرحلة الحالية غير أن الأمر وبعيدًا عن الشعارات ما زال فى حاجة إلى جهود عديدة لإزالة معوقات الاستثمار والتى تحد إلى حد كبير من تدفق الاستثمارات وإقبال المشروعات على التواجد فى مصر 

واذا أردنا المزيد من المشروعات الصناعية من أجل التصدير.

فعلينا فعليا البحث عن علاج فورى لأوجاع المستثمرين ليس فى القطاع الصناعى فقط ولكن فى كافة القطاعات. ويتطلب الأمر تعديلات على الخريطة الاستثمارية بهدف تحديد المشروعات الصناعية القادرة على قيادة عمليات التصدير لتحقيق عوائد اكبر من خلال التصدير، كما أن الأمر يتطلب البحث عن حوافز لدعم المشروعات المطلوبة فى المرحلة القادمة.

 فى بحث مقدم إلى كلية التجارة جامعة المنصورة قدم الباحثان محمد سيد حليم وسعد الشريف دراسة قيمة حول أبرز المعوقات التى تواجه جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة بشكل عام  يرى الباحث ان تجربة مصر مع الاستثمار الاجنبى المباشر لم تكن ناجحة الى حد بعيد وذلك بالنظر إلى عدة عوامل منها الحجم الضخم للحوافز والضمانات التى قدمتها الادارة الاقتصادية لجذب هذا النوع من الاستثمار على مدار الأربعة عقود المنقضية.

والحجم الضئيل للاستثمارات الأجنبية المباشرة التى تدفقت على الاقتصاد المصرى ووجهتها القطاعية خلال تلك الفترة، وهو ما انعكس على النتائج الضعيفة على مستويات تشغيل قوة العمل المصرية ومستوى التطوير التقنى للصناعات المصرية والصادرات عالية التقنية.

كذلك يلخص الباحث المشاكل التى تعوق قدرة الاقتصاد المصرى على جذب تدفقات الاستثمار الاجنبى المباشر الى نوعين من المشاكل الأولى  تتعلق بمناخ الاستثمار فى مصر ومن أهمها ضعف المؤشرات الكلية لأداء الاقتصاد المصرى والمتمثلة فى انخفاض معدل النمو الاقتصادى وارتفاع حجم الدين الخارجى وعدم استقرار سعر الصرف، كذلك ضعف البنية الأساسية المصرية وانخفاض كفاءة مؤسسات الأعمال الوطنية وانخفاض جودة المنتجات المصرية بوجه عام، وضعف كفاءة عنصر العمل المصرى.

والثانية مشاكل تتعلق بغياب نموذج محدد للاستثمار الأجنبى المباشر الذى يجب أن تسعى إليه استراتيجية جذب تدفقات الاستثمارات الأجنبية، فغياب هذا النموذج أدى عمليًا إلى ضعف حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة التى تدفقت على الاقتصاد المصرى، بالإضافة إلى تعزيز الاختلال القطاعى الذى يعانى منه هيكل الاقتصاد المصرى، حيث تركزت تلك الاستثمارات بالأساس فى قطاع الصناعات الاستخراجية، وتلاها قطاع الخدمات، بينما لم تتوجه سوى نسبة ضئيلة الى قطاعى الزراعة والصناعة التحويلية.

ويرى الباحث أن نموذج الاستثمار الأجنبى المباشر الذى يجب ان تستهدفه الإدارة الاقتصادية المصرية، يجب أن يراعي توفير فرص عمل جديدة لقوة العمل المصرية، إدخال تقنيات إنتاجية جديدة عبر تطوير الصناعات المصرية عالية التقنية والتى تحتاج إلى مستويات مرتفعة الاستخدام للتكنولوجيا، رفع القدرة التصديرية للاقتصاد المصري، أن يدفع ضرائب عادلة عن أرباحه المحققة داخل السوق المصرى، أن يتم توزيع القيمة المضافة التى تم خلقها داخل الاقتصاد المصري، بصورة عادلة تعطى العاملين المصريين نصيبهم العادل من هذه القيمة

وكانت جمعية رجال الأعمال المصريين قد أعدت ورقة عمل تضمنت المعوقات والتحديات التى تواجه مناخ الاستثمار فى مصر تضمنت 

التوصيات والمقترحات المطلوب اتخاذها لجذب الاستثمار المحلى والأجنبى والتى تم إرسالها الى المجلس الاعلى للاستثمار فور إنشائه كشفت ورقة العمل عن أنه رغم تحقيق بعض النجاحات إلا أن التحديات ما زالت قائمة والأمر يتطلب توفير بيئة أعمال مثالية للمستثمرين ورواد الأعمال، ومن أهم المعوقات عدم وجود قواعد منظمة وموحدة لتحقيق المنافسة العادلة بين المستثمرين، وما ينتج عن ذلك من آثار سلبية على جذب المزيد من الإستثمارات المحلية والأجنبية.

وعدم استقرار أسعار فائدة الإقراض لكافة الإستثمارات الإنتاجية سواءً الصناعية أو الزراعية أوالخدمية وقطاعى السياحة والتصدير 

لما لهما من دور أساسى فى جذب النقد الأجنبى يدعو إلى ضرورة مساندتهما للحفاظ على الاستثمارات القائمة ورفع حجم الأعمال وجذب المزيد من الاستثمارات، وعدم وجود رؤية واضحة حول الإستراتيجية المستهدفة لنمو الاقتصاد وتنوعه وحجم السوق المستهدف مع عدم توافر حوافز استثمارية جاذبة للقطاعات المستهدفة، وضعف كفاءة مؤسسات الأعمال العامة والحكومية على وجه الخصوص، حيث تميل أنظمتها إلى التعقيد والبيروقراطية.

وأكدت الجمعية أهمية وﺿﻊ اﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ متكاملة وموحدة ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻧﻮع الإﺳﺘﺜﻤﺎر اﻟﻤﺴﺘﻬﺪف ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻲ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﺘﻲ ﺳﺘﺴﻫﻢ ﻓﻲ ﺗﻄﻮﻳﺮ الاﻗﺘﺼﺎد اﻟﻤﺼﺮى. 

ووفقًا لأحدث البيانات فقد ارتفع الاستثمار الأجنبى المباشر فى مصر خلال أول 9 أشهر من العام المالى الماضى إلى 23.7 مليار دولار ليغطى بذلك لأول مرة مُنفردًا عجز الحساب الجارى البالغ 17.1 مليار دولار. الزيادة جاءت بدعم من تدفق 15 مليار دولار تمثل الجزء الأول من صفقة رأس الحكمة، ليصبح صافى الاستثمار الأجنبى فى القطاع غير البترولى 23.9 مليار دولار مقابل 8.9 مليار دولار فى الفترة نفسها من العام السابق.

وباستبعاد أثر صفقة رأس الحكمة استقر صافى الاستثمار الأجنبى المباشر فى القطاع غير البترولى عند 8.9 مليار دولار فيما يرتفع صافى الاستثمار الأجنبى بشكل عام إلى 8.7 مليار دولار مقابل 7.9 مليار دولار عن نفس الفترة من العام المالى الأسبق.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مطالب أساسية جذب الاستثمارات المحلية والأجنبية وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية شعار جيد الاستثمار الأجنبى الاقتصاد المصرى ملیار دولار فى مصر

إقرأ أيضاً:

محافظ قنا يناقش مع وفد "الاستثمار" خطط دعم المشروعات وتسهيل الإجراءات للمستثمرين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التقى الدكتور خالد عبد الحليم، محافظ قنا، بمكتبه، وفدًا من الهيئة العامة للاستثمار برئاسة اللواء حسام جعفر، رئيس الإدارة المركزية لجهاز الاستثمار الداخلي بالهيئة، لمناقشة آخر المستجدات المتعلقة بالفرص الاستثمارية الواعدة في المحافظة، تمهيدًا لطرحها على الخريطة الاستثمارية.

وجاء ذلك بحضور الدكتور حازم عمر، نائب محافظ قنا، واللواء حسام حمودة، السكرتير العام، واللواء أيمن السعيد، السكرتير العام المساعد، وأحمد فاروق، ممثل الإدارة المركزية لجذب الاستثمار الداخلي بالهيئة، ومنتصر عبد المنصف، مدير عام إدارة الترويج وجذب الاستثمار الداخلي بالمحافظة، وعبد الرحيم محمد، مدير إدارة الاستثمار بالمحافظة، والدكتور علاء شاكر، مدير وحدة تنفيذ مشروعات "حياة كريمة"، والمهندس وليد أبو العباس، مدير إدارة التخطيط العمراني بالمحافظة، ومحمد البدري من إدارة الترويج، بالإضافة إلى عدد من القيادات التنفيذية.

وناقش اللقاء آخر التطورات المتعلقة بالفرص الاستثمارية الواعدة بالمحافظة، والتي تشمل مشروعات تجارية وسياحية وفندقية وعقارية، كما تم استعراض مجموعة من المقترحات الجديدة، من بينها، إنشاء مزرعة دواجن في قرية المراشدة، تخصيص قطعة أرض لإقامة مجمع إداري طبي لخدمة أبناء المحافظة، وإنشاء ملحق ترفيهي وسينمائي.

كما تناول الاجتماع سبل تيسير الإجراءات على المستثمرين، وتسريع وتيرة دعم الاستثمار، وتعزيز الاتصال المباشر مع المستثمرين والمطورين للاستفادة من مقترحاتهم.

ووجّه محافظ قنا بضرورة تحديث ملفات الفرص الاستثمارية وإدراجها على الخريطة الاستثمارية للمحافظة، مع الإعلان عنها عبر صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمحافظة وصفحات الجهات المعنية بالاستثمار،  كما شدّد على أهمية تحديث الرسائل الإعلانية المتعلقة بالفرص الاستثمارية، في إطار الاهتمام الكبير بهذا الملف لتوفير المزيد من الفرص الاستثمارية وتقديم الدعم الكامل للمشروعات الجادة.

وأعرب اللواء حسام جعفر، رئيس الإدارة المركزية لجهاز الاستثمار الداخلي بالهيئة، عن شكره لمحافظ قنا على دعمه المستمر للمستثمرين، وجهوده في دفع عجلة التنمية لتوفير المزيد من الفرص الاستثمارية بالمحافظة، في إطار التعاون المشترك مع الهيئة العامة للاستثمار.

مقالات مشابهة

  • طرح شركات الجيش فى البورصة يعزز ثقة القطاع الخاص
  • باسل رحمي: التنسيق بين أصحاب المشروعات ومؤسسات دولية لفتح أفاق التصدير
  • جهات دولية تبحث مع أصحاب المشروعات تعزيز قدرتهم على التصدير للأسواق العربية والأفريقية
  • 325.9 مليار جنيه قيمة أصول شركات التأمين حاليا.. بزيادة 34.6%
  • الوعى جدار حصين أمام التحديات التى تواجهها الدولة المصرية
  • خطط لدعم المشروعات وتسهيل الإجراءات للمستثمرين بقنا
  • محافظ قنا يناقش مع وفد "الاستثمار" خطط دعم المشروعات وتسهيل الإجراءات للمستثمرين
  • ماليزيا: يجب تخصيص مقدرات مالية للاستثمار في الاقتصاد الرقمي
  • البنك الدولي: الاقتصاد الليبي خسر 600 مليار دولار على مدى 10 سنوات
  • امانة مجلس الوزراء تُحدد اليات اقراض المشروعات الصناعية (وثائق)