«وثيقة كجوك» لسياسات ضريبية جاذبة للاستثمار
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
تعديل القانون واستمرار تطوير المنظومة «مش إصلاحات علشان اللقطة»
يأتى ملف القطاع الضريبى على رأس أولويات أحمد كجوك وزير المالية، فى إطار مشواره الجديد لقيادة السياسات المالية والضريبية، بهدف تحقيق الاستقرار الضريبي، والدفع بزيادة التدفقات الاستثمارية وتطور معدلات النمو الاقتصادى.
وقدم وزير المالية، رؤية شاملة ترتكز على 7 محاور رئيسية تعكس إدراكًا كاملًا بالموقف الضريبى محليًا وعربيًا ودوليًا، من أجل رفع الحصيلة الضريبية وتوفير مناخ جاذب للاستثمار، وتمثل المحاور السبعة «وثيقة كجوك» التى تضع خطة إستراتيجية تحدد سياسات ضريبية تنعكس إيجابيًا على معدلات الاستثمار.
ويتجه وزير المالية إلى تحقيق الاستقرار الضريبى لرفع التدفقات الاستثمارية من أجل زيادة معدلات النمو الاقتصادي، وهو ما يعنى بوضوح أنه لا نية لتغيير أسعار الضريبة الحالية حتى فى مشروعات القوانين خلال الفترة القادمة، كما يتمثل المحور الثانى فى إرساء دعامات سياسات ضريبية أكثر وضوحًا وواقعية ومرونة، مما يشير إلى تعديل جوهرى فى قانون الضريبة على الدخل الذى لا يتسم بالمرونة، كما لا يتناسب قانون الضرائب مع الواقع بعد مرور 20 عامًا على إصداره.
ويأتى المحور الثالث باعتبار أن الممول شريك أصيل لمصلحة الضرائب، وهو ما يعنى أن العلاقة ستكون متوازنة بين أطراف المنظومة الضريبية دون تغول طرف على آخر، والمحور الرابع يتعلق بتحقيق نقلة نوعية كبيرة فى تحسين العلاقة بين مصلحة الضرائب ومجتمع الأعمال، وتعزيز التواصل الفعال بين المصالح الإيرادية والأفراد والشركات، ما يسهم فى التغلب على التحديات التى تواجه المجتمع الضريبى أولًا بأول، والمحور الخامس يستهدف مواصلة تطوير وميكنة المنظومة الضريبية لزيادة حصيلة خزانة الدولة وتحقيق العدالة الضريبية، وتسهيل الإجراءات وتوفير وقت وجهد مصلحة الضرائب والممول، ويطرح المحور السادس خلق مناخ تنافسى جيد للاستثمار يرتكز إلى منظومة ضريبية متطورة، وذلك يعنى تغييرًا فى الفكر الاستراتيجى من الاهتمام بتحقيق أكبر حصيلة ضريبية إلى التركيز على توفير أفضل مناخ لتحفيز الاستثمار، أما المحور الأخير فهو حرص وزير المالية على المنافسة الإقليمية ومواكبة التطورات الدولية فى المنظومة الضريبية، ما يعكس رؤية واضحة لوزير المالية على ضرورة تقديم حوافز وتيسيرات لجذب المستثمرين العرب والأجانب، فى ظل منافسة شرسة مع الدول المجاورة.
وفى أول تصريحات الوزير أحمد كجوك، أعلن العمل على تطوير وثيقة استراتيجية السياسات الضريبية 2024/ 2030 والانتهاء منها فى أقرب وقت لطرحها لحوار مجتمعى حقيقي، والسعى لإرساء دعائم سياسات ضريبية أكثر وضوحًا وواقعية ومرونة واستهدافًا لرضاء المستثمرين خلال المرحلة المقبلة، والعمل بمبدأ الممول شريك أصيل لمصلحة الضرائب، وإحداث نقلة نوعية كبيرة فى مسار تحسين العلاقة بين مصلحة الضرائب ومجتمع الأعمال وترسيخ جسور الثقة، والحرص على حماية حقوقه ومساندته حتى يكبر ويتوسع ويصدر.
وكشف وزير المالية، عن أن المرحلة المقبلة ستشهد الانفتاح بشكل أكبر على مجتمع الأعمال، وتعزيز التواصل الفعال بين المصالح الإيرادية والأفراد والشركات، وشدد على مواصلة تطوير وميكنة المنظومة الضريبية والبناء على ما أنجزناه فى الفاتورة الإلكترونية والإيصال الإلكترونى وغيرهما.
وقال الوزير: «التطوير والإصلاح عملية مستمرة ودائمة.. ومش بنعمل إصلاحات علشان ناخد لقطة أو صورة»، وأعلن عن أنه إذا كانت هناك ضرورة لتعديلات تشريعية فى صالح الممولين سنتحرك مع بعض فورًا، من أجل خلق مناخ تنافسى جيد للاستثمار، يرتكز على منظومة ضريبية متطورة.
ومن جانبه، حدد المحاسب الضريبى أشرف عبدالغني، رئيس جمعية خبراء الضرائب المصرية، 4 ملفات ضريبية عاجلة تنتظر أحمد كجوك وزير المالية الجديد، وأوضح أن أول الملفات وأهمها الالتزام بقرار رئيس الجمهورية رقم 87 لسنة 2024 بتشكيل المجلس الأعلى للضرائب، حيث نص القرار على تشكيل أمانة فنية من وزارة المالية تتولى إعداد جدول أعمال المجلس وإجراء الدراسات والبحوث عن الموضوعات التى تعرض على المجلس.
وطالب «عبدالغني»، وزير المالية الجديد بسرعة تشكيل الأمانة الفنية للمجلس الأعلى للضرائب حتى يتمكن المجلس من البدء فى ممارسة مهامه لضبط أداء الإدارة الضريبية وتوفير أقصى درجات المصداقية والشفافية فى تطبيق الإجراءات الضريبية وأيضًا دراسة وإقرار وثيقة حقوق دافعى الضرائب ومناقشة القوانين والإجراءات الضريبية وضبط العلاقة بين المستثمرين والإدارة الضريبية وذلك يسهم فى جذب الاستثمارات وتشجيع العملية الإنتاجية وتعزيز معدلات النمو الاقتصادى.
وأوضح رئيس جمعية خبراء الضرائب المصرية، أن الملف الثانى يتعلق بتنفيذ تعليمات الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء فى مايو الماضى بطرح وثيقة السياسات الضريبية للحوار المجتمعى وذلك تنفيذًا لتكليفات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال «عبدالغني»، إن وثيقة السياسات الضريبية تمثل نقلة حضارية غير مسبوقة فى الفكر الضريبى وستكون مصر أول دولة عربية وأفريقية تصدر وثيقة عن السياسات الضريبية للسنوات الست القادمة وذلك يحقق أعلى درجات اليقين الضريبى ويسهم فى إيجاد بيئة استثمارية أكثر جاذبية ويمثل خارطة طريق للمستثمرين وشهادة ضمان للاقتصاد المصرى.
وأضاف «عبدالغني» أن الملف الثالث يتعلق بمشروع قانون الضريبة على الدخل والذى أعلنت وزارة المالية فى يناير الماضى أنه سيتم طرحه للحوار المجتمعى فى فبراير بهدف تخفيف الأعباء الضريبية عن محدودى ومتوسطى الدخل تنفيذًا للتوجيهات الرئاسية، وأشار إلى أن المُعلن حتى الآن أن مشروع القانون لا يتضمن أى زيادة فى أسعار الضريبة وأنه يستهدف تحديد الدخول الخاضعة للضريبة لتكون أكثر وضوحًا وتبسيطًا وتعميقًا لليقين الضريبى، خاصة أن القانون الحالى مضى عليه ما يقرب من 20 عامًا وجرت عليه تعديلات عديدة ولم يعد متوافقًا مع المنظومة الضريبية الإلكترونية.
وقال أشرف عبدالغني، إن الملف الرابع يتعلق بالمطالبة بإعادة العمل بقانون التجاوز عن مقابل التأخير والضريبة الإضافية وهو ما طالب به مجلس الشيوخ وجمعية رجال الأعمال واتحاد الصناعات والعديد من منظمات الأعمال وجمعيات المستثمرين والجمعيات المهنية المتخصصة، مؤكدًا أن إعادة العمل بقانون التجاوز عن مقابل التأخير والضريبة الإضافية سيساهم فى توفير حصيلة كبيرة لخزانة الدولة، بالإضافة إلى إنهاء نسبة عالية من المنازعات الضريبية واستقرار المراكز الضريبية للممولين وتشجيع المستثمرين على إقامة المزيد من المشروعات.
ومن جانبه، أكد عادل البكرى الخبير الضريبي، أننا نتوقع الكثير من أحمد كجوك وزير المالية الجديد بحكم الخبرات الدولية والمحلية المتراكمة لديه فقد عمل مع البنك الدولى وتولى منصب نائب الوزير للسياسات المالية منذ مارس 2016 وأدار بنجاح ملف المفاوضات مع صندوق النقد الدولى وعلى مدى العامين الماضيين حضر أغلب الاجتماعات مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، وكذلك اجتماعات مجلس الوزراء برئاسة الدكتور مصطفى مدبولى ما يؤكد أن «كچوك» يملك صورة كاملة عن الأوضاع فى وزارة المالية وفى الاقتصاد القومى.
وأضاف أن من الأنباء السارة أيضًا تعيين شريف الكيلانى نائبًا لوزير المالية وهو من الكفاءات المشهود لها فى المجال الضريبى ولا شك أن وجوده إلى جانب أحمد كچوك سيُثرى العمل الضريبى ويسهم فى حل التحديات الضريبية وإعادة ترتيب الأولويات بما ينعكس إيجابًا على الاقتصاد القومى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جاذبة للاستثمار المنظومة الضریبیة السیاسات الضریبیة وزیر المالیة أحمد کجوک
إقرأ أيضاً:
وزير المالية: ملتزمون بسرعة إصدار القرارات التنفيذية اللازمة لتطبيق حزمة التسهيلات الضريبية
وجَّه أحمد كجوك وزير المالية، رسائل إيجابية لمجتمع الأعمال، بمناسبة موافقة مجلس النواب، على قوانين الحوافز والتيسيرات الضريبية، قائلًا: «إنه سعيد جدًا، بدعم ومساندة مجلس النواب لمسار وزارة المالية الهادف إلى عودة الثقة والشراكة والمساندة لمجتمع الأعمال لتحفيز صغار وكبار المستثمرين».
أضاف الوزير، موجهًا حديثه لمجتمع الأعمال: «إننا ملتزمون بسرعة إصدار القرارات التنفيذية اللازمة لتطبيق حزمة التسهيلات الضريبية فور صدور القوانين.. وسنعمل على وضع منظومة للمتابعة والتقييم المحايد لضمان تنفيذ هذه التسهيلات والارتقاء بالمنظومة الضريبية.. سنبدأ معًا صفحة جديدة».
قال الوزير، إن مجلس النواب وافق على نظام ضريبي متكامل للشركات الصغيرة وأنشطة ريادة الأعمال والمهنيين يشمل حوافز وإعفاءات وتيسيرات لكل أنواع الضرائب «الدخل والقيمة المضافة والدمغة ورسم التنمية»، موضحًا أن كل الممولين المسجلين الحاليين والجدد فى أى أنشطة لاتتجاوز إيراداتها ٢٠ مليون جنيه سنويًا، يستطيعون الاستفادة من هذا النظام الضريبي المبسط.
أضاف أننا نستهدف تخفيف الأعباء الضريبية عن كل صغار الممولين بمن فيهم الشركات الناشئة والمهنيين وأصحاب مشروعات ريادة الأعمال، لافتًا إلى أن هذا النظام الضريبي المبسط يتضمن الإعفاء من «ضريبة الدمغة» و«رسم التنمية» و«رسوم الشهر والتوثيق»، و«ضريبة الأرباح الرأسمالية» و«توزيعات الأرباح»، وإقرار ضريبة نسبية مبسطة على الإيرادات السنوية، حسب حجم الأعمال دون الحاجة لحساب صافي الأرباح.
أوضح أن هذا النظام الضريبي المبسط يتضمن أيضًا تبسيط وتسهيل الإجراءات لتخفيف الالتزامات الضريبية عن صغار الممولين، من خلال إقرار مبسط لضريبة الدخل سنويًا، وآخر لضريبة المرتبات والأجور، وإقرارات ربع سنوية وليست شهرية للقيمة المضافة لمن حجم إيراداته لا يتجاوز ٢٠ مليون جنيه سنويًا، ونظم مبسطة للسجلات والدفاتر والمستندات، وكذلك الإعفاء من نظام الخصم تحت حساب الضريبة أو الدفعات المقدمة، وسيكون أول فحص ضريبي بعد خمس سنوات.. تأكيدًا لثقتنا فى شركائنا صغار الممولين.
دعا الوزير، غير المسجلين للانضمام للمنظومة الضريبية، قائلًا: «سجلوا خلال الوقت المستهدف.. ولن نحاسبكم عن أى فترات ضريبية سابقة.. سنبدأ معًا صفحة جديدة»
أوضح الوزير، أنه سيتم السماح بتقديم أو تعديل الإقرارات والنماذج الضريبية عن الفترات من عام ٢٠٢٠ حتى ٢٠٢٤ دون احتساب مقابل تأخير أو التعرض لأى عقوبات.. مجددًا تأكيده لمجتمع الأعمال: «سنبدأ معًا.. صفحة جديدة».
أكد الوزير، أن هناك آليات ميسرة لتسوية المنازعات الضريبية وخلق بيئة استثمارية مستقرة وجاذبة.. حيث سيتم السماح للممولين بتسوية المنازعات الناتجة عن الفحص التقديري خلال الفترات الضريبية المنتهية قبل ٢٠٢٠ مقابل أداء نسبة من الضريبة.. والسماح أيضًا بتقسيط الضريبة الناتجة عن تسوية النزاع على أقساط ربع سنوية لمدة عام دون احتساب مقابل تأخير.. قائلًا لمجتمع الأعمال: «سنبدأ معًا.. صفحة جديدة».
أوضح الوزير، أنه سيتم السماح للممولين بتسوية المنازعات الناتجة عن فحص الدفاتر والحسابات للأعوام حتى ٢٠٢٠ مع التجاوز عن ١٠٠٪ من مقابل التأخير والضريبة والمبالغ الإضافية، السماح للأفراد أيضًا بتسوية المنازعات الناتجة عن التصرفات العقارية وأرباح الأسهم غير المقيدة بالبورصة مع التجاوز عن ١٠٠٪ من مقابل التأخير.. ترسيخًا لنهجنا: «سنبدأ معًا.. صفحة جديدة».
أكد الوزير، أنه سيتم التجاوز عن ١٠٠٪ من مقابل التأخير لمن يطلب المحاسبة عن التصرفات العقارية أو أرباح الأسهم غير المقيدة بالبورصة.. وسنبدأ معًا.. صفحة جديدة.. ولن تقوم مصلحة الضرائب بالمحاسبة عن التصرفات العقارية والأسهم غير المقيدة بعد مضى خمس سنوات على التصرف فيها، قائلًا: «إن مقابل التأخير أو الضريبة الإضافية لن يتجاوز أصل الضريبة.. وكما ذكرت: سنبدأ معًا.. صفحة جديدة».
أشار الوزير، إلى أن هناك آليات مستحدثة ومبسطة للتصالح في المخالفات الضريبية التي لاتتعلق بمستحقات ضريبية، لافتًا إلى جواز التصالح فى مخالفات عدم تطبيق نظام الخصم تحت حساب الضريبة مقابل سداد نصف الغرامة المقررة.. «سنبدأ معًا.. صفحة جديدة».