قالت صحيفة "جيروزاليم بوست" إن معظم الفلسطينيين الذين تحدث إليهم الممثل الكوميدي الأميركي اليهودي زاك فوكس في رام الله بشأن "الضفة الغربية المتوحشة" -كما يسمى مقطع الفيديو الذي صدر حديثا- عبّروا عن دعمهم الثابت لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ووجهات نظر معادية للسامية وكراهيتهم لحل الدولتين.

وسافر الممثل الكوميدي ورجل الأعمال، الذي تحدث مع الصحيفة مساء الثلاثاء، إلى رام الله للتحدث مع السكان مباشرة، وهو أمر غير ممكن بالنسبة لمعظم المواطنين الإسرائيليين الممنوعين من دخول المدينة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: حملة قمع غير مسبوقة من زعيمة بنغلاديش "العنيدة"list 2 of 2توماس فريدمان: اللحظة تاريخية ونتنياهو يبدو زعيما صغيراend of list

وقال زاك فوكس الذي لم يكشف عن هويته اليهودية برام الله -في مقابلة بقلم ماتيلدا هيلر- إن الأمر كان صادما له، إذ لم يكن هناك شخص واحد لا يحب حماس. الأمر لا لبس فيه، "كلهم كانوا يكرهون اليهود".

أسئلة ينتظر الجميع إجاباتها

وكان برفقة فوكس مترجم ومنتج ومصور، إلا أنه فقد بعض لقطات الزيارة، بعد أن تم تهديد الفريق بالقتل ما لم يحذفها، وقال إنه أراد تصوير الفيديو لأنه "لم يذهب أحد إلى فلسطين حقا. أردت الحصول على إجابات للأسئلة التي نجلس جميعا هنا نطرحها".

كان السؤال الأول الذي طرحه فوكس على الفلسطينيين هو "هل أنت مؤيد لحماس؟"، فجاءته الإجابة "نعم" مدوية من معظم الناس، ثم سألهم هل هذا ينطبق على معظم الفلسطينيين؟ فأجاب أحد الرجال بأن "الشعب الفلسطيني يحب حماس"، وقالت امرأة "أنا مع المقاومة".

وسأل فوكس الناس هل شاهدوا مقاطع الفيديو التي نشرتها حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول؟ فقالت إحدى النساء إنهم شاهدوا كل شيء، مشيرين إلى أنهم يعيشون تحت الاحتلال، وإن كان فوكس لا يوافق على ذلك.

مظاهرة في رام الله لدعم السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية (الأناضول) إطلاق المحتجزين

وأبدى من سألهم فوكس عدم موافقتهم جماعيا على إطلاق المحتجزين الإسرائيليين، ورفضوا أن تكون حماس "قتلت إسرائيليين أبرياء"، وقال رجل لفوكس -حسب قوله- إن السجناء الإسرائيليين "كانوا يبتسمون" عندما تم إطلاق سراحهم من غزة، ولكن فوكس سأله هل كانوا يبتسمون بصدق أم إنهم كانوا خائفين على حياتهم؟ ليرد عليه الرجل "من وضع هذا في عقلك؟".

ورد فوكس أجوبة الرجل إلى "أن الأمر يتعلق بمدى تلقينهم العقائدي". وعندما حدثه الرجل عن الفترة التي قضاها في السجن الإسرائيلي، قال فوكس "شعرت بالتعاطف معه، لكنه لم يشعر بأدنى قطرة من التعاطف".

وقال فوكس للصحيفة إنه رأى على هاتف الرجل "دعاية حماس التي يتم تقديمها له بسبب خوارزميته"، وذكر أنه رأى منشورات تمدح بوتين، وأضاف "إن النظام البيئي للإنترنت هو أكثر ما أخافني، فقد جعلني أدرك أن حملة تضليل كبيرة يمكنها تلقين الناس على مستوى العالم".

لا شيء اسمه إسرائيل

وأجرى فوكس مقارنات لما يسمعه في رام الله مع احتجاجات الحرم الجامعي، حيث تنتشر المعلومات الخاطئة عبر الإنترنت، حسب رأيه، وقال إن البيئتين فيهما تحريفات تاريخية، حتى إن شابا قال إنه "لا شيء اسمه إسرائيل"، كما أن امرأة اتهمت بريطانيا بجلب "جميع اليهود المجرمين منذ عام 1948".

وقال فوكس للصحيفة إن أحد الأجزاء الأكثر إثارة للاهتمام هو أنه اضطر لحذف الكثير من اللقطات عندما تعرضوا للتهديد، وروى أن رجلا بدأ بالصراخ باللغة العربية عندما كان يجري مقابلة مع فتاة، وقد أخبروه أن الرجل منزعج من كون الفتاة غير محتشمة.

وفجأة -يقول فوكس- أتى الرجل وهو يقول إن علينا حذف بقية اللقطات، قال المصور "أنا خائف جدا، إنهم يهددون بقتلنا إذا لم نحذف هذا. حاولنا استعادة اللقطات ولكننا لم نتمكن من الحصول عليها كلها".

 

السلام

سأل فوكس بعض النساء هل يردن العيش مع الإسرائيليين بسلام؟ فقلن "لا. نريد حل الدولة الواحدة. لا إسرائيل. يجب أن تمحى إسرائيل"، ليرد عليهن "إذن، لا توافقن على حل الدولتين؟"، فكان الجواب "بالطبع لا".

وتحدث فوكس عن التنافر الناتج عن رؤية مدينة عادية نسبيا، حيث يرتدي الأطفال ملابس مصممة وتوجد شقق جميلة، ومع ذلك لم يعرب السكان عن رغبتهم في السلام، "كانت رام الله مدينة جيدة البناء. لا تبدو مختلفة عن إسرائيل. وقلت لنفسي إن السلام يمكن أن يكون سهلا للغاية، "لكن حبهم وإعجابهم بحماس قويان للغاية، وأكثرهم اعتدالا لديه الكثير من التعاطف معها (…) من التعاطف إلى الإعجاب العميق".

وعبّر زاك فوكس عن إعجابه بالتجربة التي خاضها، لكن صدمه أن يرى مثل هذا المستوى المتأصل من الكراهية تجاه اليهود، قائلا "لم أسمع قط شيئا سلبيا عن حماس، ولم أتمكن من إخراج شخص واحد من عينة عشوائية لإدانة حماس".

وفي حين أجرى فوكس عدة مقارنات بين السكان وآراء المتظاهرين في الحرم الجامعي الأميركي، فإن الاختلاف الرئيسي -كما قال- هو "انفتاح الفلسطينيين على قول أشياء سيئة عن اليهود على وجه التحديد، وليس تحت ستار الصهاينة".

وخلص فوكس إلى أنه أراد تسليط الضوء، ليس لإظهار أن السلام مستحيل، ولكن لإظهار الواقع، قائلا "أشعر بأنني أقل تفاؤلا بشأن السلام من أي وقت مضى، لكنني أدرك الآن أن السلام أكثر أهمية من أي وقت مضى".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات ترجمات فی رام الله

إقرأ أيضاً:

مشروع قانون أميركي لحظر مصطلح الضفة الغربية وترامب يدرس ضم إسرائيل لها

قدم مشرعون جمهوريون في مجلس النواب الأميركي مشاريع قوانين لحظر استخدام مصطلح الضفة الغربية في الوثائق الحكومية الأميركية، في حين قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لم يتخذ موقفا بشأن ضم إسرائيل للضفة.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز إن مشرعين جمهوريين قدموا مشاريع قوانين لحظر مصطلح الضفة الغربية في الوثائق الحكومية الأميركية، واستبدالها بعبارة "يهودا والسامرة" وهو الاسم التوراتي للضفة، وذلك بهدف تعزيز ودعم مطالبة إسرائيل بالسيطرة على الأراضي التي احتلتها في حرب عام 1967.

ونقلت الصحيفة عن النائبة كلوديا تيني قولها إن "عددا من النواب قرروا إنشاء "مجموعة أصدقاء يهودا والسامرة" في الكونغرس لتعزيز السياسات التي تدعم الخطط الإسرائيلية للسيطرة على تلك الأرض".

بدوره، أفاد السيناتور توم كوتون في بيان حول التشريع بأن "الحقوق القانونية والتاريخية للشعب اليهودي في يهودا والسامرة تعود إلى آلاف السنين"، ودعا الولايات المتحدة إلى "التوقف عن استخدام مصطلح الضفة الغربية المشحون سياسيا".

موقف ترامب

في الأثناء، أفاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه يدرس ضم إسرائيل للضفة الغربية، لكنه لم يتخذ موقفا بعد بهذا الشأن.

وقال، خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عندما سئل مجددا عما إذا كان سيدعم ضم إسرائيل للضفة الغربية، "من المحتمل أن يصدر إعلان بشأن هذا الموضوع في وقت ما خلال الأسابيع الأربعة القادمة".

إعلان

وقبل أيام رفض ترامب الإجابة عن سؤال أحد الصحفيين عما إذا كان يؤيد ضم إسرائيل المحتمل لأجزاء من الضفة الغربية، لكنه قال إن إسرائيل "قطعة أرض صغيرة للغاية".

وضرب مثلا بحجم الطاولة التي أمامه، مقارنا بين حجمها الكبير، وبين قلم وضعه على هامش الطاولة، وقال "مكتبي هو الشرق الأوسط، وهذا القلم هو إسرائيل، هذا ليس جيدا صحيح؟ ترون. إنه فرق كبير جدا".

وأضاف "المقارنة التي قمت بها دقيقة جدا، في الواقع إنها قطعة صغيرة جدا، وإنه لأمر مدهش ما تمكّنوا من فعله، عندما تفكر في الأمر، هناك كثير من القوة العقلية الجيدة والذكية، لكنها قطعة أرض صغيرة جدا”.

وفي أول يوم لعودته إلى البيت الأبيض ألغى ترامب المرسوم الذي أصدرته إدارة سلفه جو بايدن بشأن فرض عقوبات على "المستوطنين اليهود المتطرفين الذين يهددون الأمن في الضفة الغربية".

وفي الأشهر القليلة الأخيرة، تعالت أصوات وزراء في الحكومة الإسرائيلية، بمن فيهم رئيسها نتنياهو، تتحدث صراحة عن اعتزام تل أبيب ضم الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967 إلى إسرائيل.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وسّع الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم في الضفة بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن استشهاد 905 فلسطينيين، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال 14 ألفا و300 آخرين، وفق معطيات فلسطينية رسمية.

مقالات مشابهة

  • «شرير وعديم الشرف».. ممثل أمريكي شهير يهاجم «ترامب»
  • مصر تحذر من تداعيات خطة ترامب.. تهدد معاهدة السلام مع إسرائيل
  • صحيفة إسرائيلية: ممثل يهودي يشبه أفعال إسرائيل بجرائم النازية
  • مشروع قانون أميركي لحظر مصطلح الضفة الغربية وترامب يدرس ضم إسرائيل لها
  • ضابط سابق في الشاباك: حماس لم تُهزم.. وهذا الحل الحقيقي لتصفيتها
  • ترمب: الجميع في الشرق الأوسط لديه مطلب واحد وهو السلام ووقف القتال
  • مسؤول أميركي يتوقع استئناف ترامب الضغط الأقصى على إيران
  • تركيا تعلن استقبالها 15 أسيرًا فلسطينيًا أبعدتهم إسرائيل
  • محافظ أسيوط يشهد فعالية يوم الصلاة والدعاء من أجل السلام
  • محافظ أسيوط يشهد فعالية يوم الصلاة والدعاء من أجل السلام بمطرانية الأقباط الكاثوليك