خواطر مواطن مصرى بشأن أزمة الكهرباء
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
أعلنت الحكومة بشكل قاطع، انتهاء خطة تخفيف الأحمال فى قطاع الكهرباء بدءًا من يوم الأحد الماضي، 21 يوليو، بعد شهور طويلة من الانقطاعات العشوائية والمنظمة للتيار الكهربائى فى مختلف أنحاء الجمهورية.
ولا شك أن الشعب المصرى بمختلف فئاته قد عانى فى هذه الأزمة، من تدهور كثير من الخدمات والأنشطة المرتبطة بالتيار الكهربائي، وتحمل بصبر وتفهم ووعى الظروف الطارئة.
ووفقًا للبيانات الرسمية، فإن وقف قطع التيار الكهربائى كلف الخزانة العامة للدولة مليارًا و200 مليون دولار كعبء إضافى لاستيراد شحنات غاز لتغطية الفجوة بين العرض والطلب، وهو ما تلى قرارًا طبق فى مايو الماضى بوقف تصدير الغاز المصرى.
وحسبنا أن نقول إن أزمة الكهرباء كانت واحدة من أقسى الأزمات التى شهدتها مصر بعد 2013 لما تضمنته من تأثيرات شديدة السلبية على قطاع الاقتصاد، وعلى قطاع الصناعة والانتاج، فضلًا عن تأثيره على النشاط التجارى والقطاع الخدمي، وهو ما أدى إلى تكبد منشآت اقتصادية عديدة لخسائر كبيرة نتيجة تقليل ساعات العمل، أو تعليق خدماتها خلال فترات بعينها.
ويتحتم علينا بعد انفراج الأزمة أن نفكر فيما هو قادم بعمق وشمول. فمع تقديرنا الكامل لكافة الجهود المبذولة فى هذا الشأن، (وهى جهود لا تقتصر على وزارة محددة، ولا مسئول بعينه، فالجميع شركاء فى تحمل المسئولية)، فإننا فى حاجة للتعرف على تصورات الحكومة لما يخص برنامج العمل المستقبلى فى هذه القضية.
فوفقًا لتفسيرات الخبراء، فإن هذه الأزمة اندلعت بسبب ارتفاع حجم الطلب المحلى على الكهرباء عن الحدود المعتادة، كنتيجة طبيبعية لارتفاع عدد السكان، مع حدوث فجوة فى الوقود المتوفر واللازم لتوليد الكهرباء، بسبب أزمات إقليمية. وهذا التفسير فى حد ذاته يُلزمنا بما سبق وكتبت عنه مرارًا وهو أهمية توقع الأزمات المستقبلية ووضع سيناريوهات لإدارتها.
إن ما حدث فى قطاع الطاقة لم يكن مستبعدًا، بل إن تقاريرعديدة توقعت أوضاعًا شبيهة فيها تقارير حكومية صادرة عن الوزارات المعنية ذاتها، لكن التعاطى مع المستقبل فى بلادنا يسير كالسلحفاة، فلا أحد يضع تصورات لأزمات متوقعة، بل ننتظر حدوثها فعليًا حتى نتعامل معها.
وهذا منطق مغلوط فى الإدارة المصرية، لأن البيروقراطية المصرية لم تعتد إعداد خطط لإدارة أزمات افتراضية متوقعة.
وللأسف الشديد فقد تحملنا تكاليف باهظة لأزمات عديدة كان يمكن بكلفة أقل كثيرًا أن نتجنبها من الأساس لو كانت لدينا قراءة مسبقة للأزمة. وهنا فإنه من الظلم تحميل المسئولية لوزارة الكهرباء، لأن الموضوع أشمل، وتوليد الطاقة يحتاج إلى وقود كما أسلفنا، فضلًا عن مخصصات مالية لصيانة وإدارة المحطات، لذا فإن القضية تخص الحكومة ككل.
خلاصة القول إن ما حدث فى قضية الكهرباء والطاقة يدفعنا أن نخطط ونفكر بعمق، ونضع الدراسات التفصيلية، ونستعين بالخبراء المتخصصين، وندرس التجارب المشابهة لتحقيق اكتفاء ذاتى حقيقى ومستدام، مع التركيز على تفعيل فرص الاعتماد على الطاقة المتجددة من خلال تسريع مشروعات الهيدروجين الأخضر وصناعة مكونات محطات الطاقة الشمسية.
ومثل هذا الفكر يجب أن يسود ليس قطاع الكهرباء والطاقة وحدها، وإنما كافة المجالات الأخرى.
ولاشك أن هناك تحية واجبة للمواطن المصرى البسيط الذى تحمل هذه الأزمة بثبات ووعى وتقبل، مثلما تحمل أزمات عديدة أخرى.
وسلام على الأمة المصرية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: د هانى سرى الدين أعلنت الحكومة قطاع الكهرباء تخفيف الأحمال مختلف أنحاء الجمهورية الخدمات والأنشطة
إقرأ أيضاً:
وزير الكهرباء: طرح مساحة 42 ألف كيلو متر للاستثمار في الطاقة الجديدة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استعرضت الجلسة الثانية لمؤتمر الأهرام الثامن للطاقة إستراتيجية وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة وآليات التحول الطاقي وتحقيق التنمية المستدامة".
“وزير الكهرباء:الدولة توفر مساحة تصل إلى نحو 42 ألف كيلو متر مربع للاستثمار”
خلال الجلسة أعلن الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن الدولة توفر مساحة تصل إلى نحو 42 ألف كيلو متر مربع للاستثمار في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة.
من جانبه قال مدير الجلسة المهندس طلعت السويدي، رئيس لجنة الطاقة والبيئة بمجلس النواب إن الدولة تسعى بكل جدية لمواجهة أي تحديات تواجه قطاع الكهرباء والطاقة، كما أثنى على التنسيق والتعاون القائم بين وزارتي الكهرباء والطاقة والبترول بما يعود بالنفع على مصر.
“رئيس القابضه للكهرباء:تعاونا مثمرا مع قطاع البترول بهدف تطوير المحطات”
وخلال الجلسة، قال المهندس جابر دسوقي، رئيس الشركة القابضة لكهرباء مصر، ان هناك تعاونا مثمرا مع قطاع البترول بهدف تطوير المحطات لتكون في أعلي كفاءة للتشغيل للوصول الي أقل معدل استهلاك للوقود بهدف تأمين الشبكة الكهربائية الرئيسية ورفع كفاءة المنظومة وتحقيق مستهدف أقل استهلاك الوقود طبقا لاستراتيجية الوزارة.
وأضاف أنه جاري تحويل الشبكة لتكون ذكية بشكل كامل بتركيب عدادات كودية بديلة لنظام الممارسات للمساهمة في تحسين نسبة الفقد عن طريق حصر الاستهلاكات الفعلية لافتا إلى أنه تم تركيب عدد ٨٧٢ ألف عداد كودى منذ إطلاق المنصة الموحدة لخدمات الكهرباء، مما ساهم في زيادة كميات الطاقة المباعة للقطاع المنزلي والتجاري بنسبة ٨.٢ % للعام المالي ٢٠٢٤/٢٣ عن العام المالي السابق وهى أكبر نسبة تطور لكميات الطاقة المباعة للمنازل خلال السنوات السابقة، فضلًا عن ما تم تنفيذه من عمليات الخطة الاستثمارية وبرنامج الصيانة، كان لذلك مردود إيجابي في انخفاض الأعطال وتحسين جودة التغذية الكهربائية للمشتركين خلال الفترة المذكورة مقارنة بالعام السابق.
وأشار إلى أن عدد الأعطال على الجهد المتوسط انخفض من ٧٦٢ عطلا العام الماضي الي ٥٢٧ عطلا هذا العام، موضحا حرص الشركة على ازالة الخطورة وتأمين المواطنين بعمليات احلال لخطوط الجهد المتوسط الهوائية المارة أعلى الكتل السكنية إلى كابلات أرضية بإجمالي استثمارات ٢٣.٩ مليون جنية ممولة من وزارة التخطيط، حيث تم تعديل مسار ٣٠ عملية بإجمالي اطوال كابلات ١١ ألف ٦٩٨ كم بنسبة تنفيذ ١٠٠٪.
“رئيس نقل الكهرباء:تم التغلب على التحديات و إضافة 23 محطة محولات حتى 2024”
وأكدت المهندسة مني رزق، رئيس الشركة المصرية لنقل الكهرباء، إن مصر خلال 2014 واجهت تحديات لنقل الكهرباء عقب إضافة 29 جيجا، لكن تم التغلب على التحديات، وجرى إضافة 23 محطة محولات حتى 2024.
وأوضحت أن إجمالي عدد المحطات وصل حتى الآن إلى نحو 780 محطة متنوعة القدرات ما بين جهد 500 و220 و 66، وقالت: "لدينا ربط كهربائي كذلك مع الجانب السعودي ما يعزز قدرات الشبكة وسوف يتم الانتهاء من هذا الربط بنهاية العام المقبل".
وتابعت: "طبقا لاستراتيجية الطاقة الجديدة والمتجددة لدينا استعداد لتفريغ القدرات التي ستضاف على الشبكة وستدخل حيز التنفيذ الصيف المقبل".
وتطرقت إلى تشغيل محطات بنبان 1و2و3و4، ولذلك سيتم إضافة أطوال خطوط جديد لتفريغ محطات الرياح والشمس بمساحة 55 كيلو متر، لافتة إلى أن التطوير مستمر في العامين 2026 و2027، فضلا عن إنشاء خط هوائي جديد، مؤكدة التعاون مع الشركة القابضة لدعم الشبكات، وخطتنا في التدعيمات حتى 2028 تبلغ أطوال بنحو ١٦٢٥ كم.
لفتت إلى العمل مع مكاتب استشارية عالمية لدعم شبكة نقل الكهرباء ومواجهة أي تحديات، ولمواجهة أي طوارئ بالطاقة تعاقدنا على بطاريات تخزين بسعة 1.9 جيجا.
“رئيس الطاقه المتجدده:توافر البنية التحتية لشبكة الكهرباء ”
وأوضح الدكتور محمد الخياط، رئيس هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، أن إجمالي ما يتم إنتاجه من الطاقة المتجددة في مصر يبلغ نحو 7500 ميجاوات.
وأوضح أن أبرز العوامل التي تعزز الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة هي التشريعات التي تم إتاحتها للاستثمار فيها والتي تحفز القطاع الخاص.
وأشار إلى أن قانون حوافز الهيدروجين يعزز الاستثمار بهذا المجال حيث يقدم حوافز عديدة، بالإضافة إلى التشجيع الذي توفره إتاحة الدولة للأراضي في جذب المستثمرين.
ولفت إلى أنه من المحفزات أيضا، توافر البنية التحتية لشبكة الكهرباء وهي عنصر مهم للغاية مع قدرتها على تفريغ الطاقة المنتجة، كما أن الموارد الطبيعية والكوادر المتاحة في مصر من شأنها تعزيز الاستثمار بمشروعات الطاقة المتجددة.
وأكد أن التناغم بين مؤسسات الدولة في تفعيل المشروعات يعزز القدرة على الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، بجانب وجود خطة استراتيجية للطاقة المتجددة من شأنها تعزيز الاستثمار وجلب الاستثمار الأجنبي وتوفير فرص العمل وتقليل الطلب على الوقود الأحفوري.
“رئيس مرفق الكهرباء: وضع القواعد والأسس الاقتصادية السليمة لحساب تعريفة بيع الكهرباء”
وقال الدكتور محمد موسي عمران، الرئيس التنفيذي لجهاز مرفق الكهرباء وحماية المستهلك، إن الجهاز يقوم بتنظيم ومتابعة ومراقبة كل ما يتعلق بنشاط الطاقة الكهربائية إنتاجاً ونقلاً وتوزيعاً وإستهلاكاً وبما يضمن توافرها واستمرارها في الوفاء بمتطلبات أوجه الاستخدام المختلفة بأنسب الأسعار مع الحفاظ علي البيئة وذلك بمراعاة مصالح مستهلكي الطاقة الكهربائية، موضحا سعى الجهاز لتحقيق رؤية استراتيجية مصر للطاقة ٢٠٣٥ للنهوض بقطاع الطاقة بشكل عام والجهاز بشكل خاص.
أضاف أنه لتلبية كافة متطلبات التنمية الوطنية المستدامة من موارد الطاقة وتعظيم الاستفادة من مصادرها المتنوعة تقليدية ومتجدّدة، يعمل الجهاز علي تحقيق جميع المسئوليات والأنشطة التي أقرها قانون الكهرباء لتحقيق أهداف استراتيجية الطاقة ومن أهمها وضع الخطط والبرامج وقواعد وأساليب الإدارة التي تتفق مع نشاطه وتحديد الأسس والقواعد العامة التي يلتزم بها أطراف مرفق الكهرباء والتي تضمن مصالحهم ومصالح المستهلكين وتعزز المنافسة الحرة .
ولفت إلى أن الجهاز يعمل كذلك علي وضع القواعد والأسس الاقتصادية السليمة لحساب تعريفة بيع الكهرباء للمشتركين غير المؤهلين وأسعار تبادل الكهرباء في السوق المنظمة ومقابل استخدام شبكة النقل وشبكات التوزيع في إطار من المساواة والعدالة والشفافية وإعلانها عن طريق الجهاز، ويسهم بنشر المعلومات والتقارير والتوصيات التي تساعد مرفق الكهرباء والمستهلكين على معرفة حقوقهم والتزاماتهم.
تابع: "من أهم مهام الجهاز ايضاً مراجعة الخطط الاستثمارية في مجال إنتاج ونقل وتوزيع الكهرباء، وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية والتحقق من تأمين الإمداد بالطاقة الكهربائية للمستهلكين عن طريق وضع الأسس الخاصة بالجودة الفنية والمقاييس المعيارية لتقديم خدمات الكهرباء المختلفة".
“رئيس هيئة الطاقه الذريه: تم التوصل لخلية كهروضوئية ونتواصل مع مصنع بنها للإلكترونيات لتصنيعها”
وأعلن الدكتور عمرو الحاج، رئيس هيئة الطاقة الذرية، أنه تم التوصل لخلية كهروضوئية ونتواصل مع مصنع بنها للإلكترونيات لتصنيعها، كما أن هيئة المواد النووية تعمل على استراتيجية وطنية لتصنيع الليثيوم.
وأضاف أن الهيئة تعمل على استخلاص الليثيوم من مركباته، وبالتالي نستهدف تصنيع بطاريات الليثيوم وليس التجميع فقط، كما نجحنا أيضًا في إنتاج الوقود الحيوي في السوق المصرية لأول مرة.
وأشار الدكتور حامد ميره، رئيس هيئة المواد النووية إن وزارة الكهرباء لديها استراتيجية لأمن واستدامة الطاقة في مصر، تشمل عنصرين الأول رفع مساهمة الطاقة الجديدة والمتجددة من إجمالي الطاقة لتبلغ نحو 60% بحلول العام 2040، والثاني خفض الانبعاثات الكربونية، وهنا يبرز دور الطاقة النووية حيث نستهدف إضافة 4.8 جيجا.