بوابة الوفد:
2024-09-07@09:48:26 GMT

كَمْ دبابة لدى البابا؟

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

آخر ما صدر عن محكمة العدل الدولية من قرارات، أن الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية غير قانونى، وأن على إسرائيل أن تخرج من هذه الأراضى فى أسرع وقت ممكن.. أما رد الفعل على ما صدر عن المحكمة فجاء على مستويين، أحدهما جامعة الدول العربية التى رحبت بالقرار، وثانيهما الرئاسة الفلسطينية التى رأت أنه قرار تاريخى.

 

طبعًا الشكر كله للمحكمة ولرئيسها نواف سلام، ولكن السؤال يظل عما سوف يؤدى إليه هذا القرار على الأرض؟.. هنا لا بد أن نذكر رد الزعيم السوفيتى جوزيف ستالين، الذى لما قيل له إن بابا الڤاتيكان رأيه كذا وكذا فى الحرب العالمية الثانية التى كان الاتحاد طرفًا فيها، رد فقال: كم دبابة لدى البابا؟ 

هذا بالضبط ما ينطبق على نواف سلام، الذى لا يملك شيئًا يحوّل به قرار محكمته من حبر على ورق إلى فعل فى دنيا الواقع.. ليس هذا تقليلًا من شأن سلام، ولا من قدر المحكمة، ولكنه تقييم للأمور كما هى فى واقعنا دون تهوين ولا تهويل. 

إن حديث المحكمة عن أن الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية هو كمن يقول لك إن «واحد زائد واحد تساوى اثنين»، وإلا، فهل هناك أحد يجادل فى صواب ما تقوله المحكمة ؟.. لا يوجد.. بل إن إسرائيل نفسها تعرف بينها وبين نفسها على الأقل، أن وجودها فى أرض فلسطين وجود غير قانونى، ولكنها تتصرف على أن هذه أرضها لا أرض الفلسطينيين! 

وقد احتجت تل أبيب على قرار المحكمة وقالت كلامًا غاضبًا هنا وكلامًا ساخطًا آخر هناك، ثم بقى الحال على ما هو عليه، وبقى الفلسطينيون يواجهون الموت فى الضفة الغربية وفى قطاع غزة على السواء.. ولا شىء سوف يغير من الوضع على الأرض، ولو صدر عن المحكمة ألف قرار وقرار بهذا المعنى. 

ربما يكون الشىء الذى أثار جنون الدولة العبرية، أن قرار المحكمة جاء يوم ١٩ يوليو، بينما كانت حكومة نتنياهو قد استصدرت قرارًا من الكنيست فى اليوم السابق مباشرةً بمنع قيام دولة فلسطينية لأنها خطر على إسرائيل.. هذا التلازم بين القرارين هو ربما الذى أثار جنون الإسرائيليين وجعلهم لا يهنأون بقرار الكنيست. 

إسرائيل سوف تخرج من أرض فلسطين عندما يكون الفلسطينيون جبهة واحدة لا جبهتين، إحداهما فى القطاع والأخرى فى الضفة.. فهذه هى خطوة البداية ولا بداية سواها.. ومن بعدها سوف تأتى خطوات أخرى، ولكنك لا يمكن أن تقطع الخطوة الثانية فى أى طريق إلا إذا كنت قد قطعت الأولى، وإلا، فإن خطوات الحركة على بعضها تصبح ضد منطق الأمور.. وربما يكون اتفاق الفصائل الفلسطينية فى بكين قبل أيام على إنهاء الانقسام هو هذه الخطوة، غير أن الأمر يدعونا إلى أن ننتظر لنرى.

 

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سليمان جودة خط أحمر محكمة العدل الدولية الاحتلال الإسرائيلي للأراضى الفلسطينية جامعة الدول العربية الرئاسة الفلسطينية قرار ا

إقرأ أيضاً:

هذيان نتنياهو

ثلاث ضربات مؤثرة تعرض لها رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو خلال 24 ساعة صدمته وأصابته بحالة هذيان، وتوجيه اتهامات فى كل اتجاه.

مقتل 6 من المحتجزين بغزة، وقيادة رئيس اتحاد العمال الإسرائيليين الهستدروت «أرنون بار دافيد» للإضراب العام، واتهام بايدن له بعدم قيامه بما يكفى لوقف القتال وعقد صفقة تبادل أسرى.

3 صدمات جديدة مرتبطة ببعضها، فمقتل الستة وراء إصرار الهستدروت فى إنهاء صمته الطويل، وجاءت تصريحات أرنون بار مشابهة لما أكده بايدن بأن نتنياهو لم يقم بما يكفى لعقد صفقة، صواعق وسعت الفجوة والضغط عليه من خلال مقترح جديد سيرى النور قريبًا وفى حال عدم موافقة نتنياهو عليه سيكون هناك توجه آخر للإدارة الأمريكية.

ويزيد من فرص قرب انفراجة وتغيير سلوكيات نتنياهو تهديد حماس الأخير بقتل جميع المحتجزين ما يزيد من الضغط عليه والخشية من إضراب غير مسبوق يدفع المتظاهرين لاقتحام مجلس الوزراء وحمله إلى المحاكمة مباشرة..!

مثلث الصدمة، كان له التأثير فى عدم اتزان نتنياهو وإدلائه بتصريحات شاذة وغريبة ومنها اتهام مصر بمد حماس بالسلاح وعدم خروجه من محور فيلادلفيا!

و لو كان الفيلسوف الألمانى فريدريك نيتشة الذى توفى فى العام 1900 حيّا وسمع العزف النشاز لرئيس الوزراء الإسرائيلى كذبًا وبهتانًا ربما تغيرت فلسفته ووضع معايير فلسفية توازى المستوى الذى وصل إليه البعض وتملكته الصفة الذميمة والتى تخطت الركب والأعناق.

نيتشه الفيلسوف والشاعر والناقد الذى عانى من الكذب والتلون ممن حوله فلسف نظريته عن هذا المرض بأنه مثل كرة الثلج عندما تتدحرج تكبر وتكون تداعياتها أخطر، وأخطر.

واصفًا قادته ومحترفيه بأنهم مُنحطون فى حاجة دائمًا إليه لأنه يُغزى بقائهم، ومن دونه ضاعوا وباتوا أثرًا بعد عين.

نتنياهو لا يُفرق، عندما ينسج خيوط كذبه المتهاوية، يرسم صورًا من وحى خياله توحى لمن أمامه بصدق الحديث فى الاسترسال والطرح، ويعلم بلويه عنق الحقيقة وقد يحتقر نفسه عندما يخلو بها خجلًا، دافعه غريزة الرغبة فى الاستمرار بالسلطة والحفاظ على كرسيه وطرد كوابيس السجن وغياهبه، ما تجعله متقمصًا «شخصية» جديدة تناسب مواقف تحاصره، ويزيد عزفه على هذا الجيتار مع تزايد الانقسام داخل حكومته بقيادة وزير دفاعه جالانت.

فهو يعزف أبشع نغمة نشاز ميكافيلية غايته فيها تبرر وسيلته، وكان الروائى البريطانى جورج أورويل محقًا عندما قال: فى زمن الخِداع يكون قول الحقيقة عملا ثوريًا!

نتنياهو لم يكن يومًا مدافعًا عن هذا المحور والتمسك به فقد صوت 2005 على الانسحاب منه، وعندما شن حربه على غزة لم يبدأ بمحور فيلادلفيا، وإذا كانت هذه المنطقة مصدر تأزم إسرائيل ونتنياهو فلماذا لم يبدأ الحرب بمحور نتنياهو للقضاء على قوة حماس والرئة التى تتنفس منها ليختصر الزمن وتحقيق النصر المبين والحاسم مبكرًا كما يدعى؟!

هو لا يشغله محور فيلادلفيا، بل الحفاظ على ائتلافه السياسى «محور سموتريتش وبن غفير»، وهو الذى أنهى حياة المختطفين وعائلاتهم وأرهق شعبه فى سعيه لتحقيق أهدافه السياسية.

المدهش، أنه لم يكن ينتوى الدخول أصلًا فى حرب بقطاع غزة وخاصة اقتحام الجنوب والآن يتمسك بالمحور؟!

 

مقالات مشابهة

  • حماية العقول.. من فاقديها ١-٢ (السرقات الأدبية أنموذجًا)
  • سيناريوهات ردع أثيوبيا!
  • التحرير الفلسطينية: قتل إسرائيل متضامنة أمريكية بالضفة يتطلب محاسبة دولية
  • جرائمهم تفضحهم رغم حبكتها
  • بابا الفاتيكان يدعو إلى التضامن ضد التطرف الديني
  • شاهد| تصنيع دبابة خشبية بقاعده صاروخية في دمياط
  • نتنياهو: حماس والسلطة الفلسطينية تشتركان في هدف واحد هو تدمير إسرائيل
  • الفكرة وراءها هدف
  • هذيان نتنياهو
  • بيت العنكبوت