بوابة الوفد:
2025-03-04@19:21:10 GMT

بايدن ودرس التنحى

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

قبل أن أمضى فى هذا المقال، أنوه إلى أننى لا أشيد بالرئيس بايدن ولا حزبه ولا بأى شخص مثله يدعم العدو الصهيونى، ويقتل برصاص وقنابل وصواريخ أمريكا آلاف الفلسطينيين فى غزة وغيرها من الأراضى العربية المحتلة، ولا يرحم شيخا مسنا، ولا طفلا ولا سيدة تحمل فى أحشائها أمل المستقبل.

ودخولاً إلى الموضوع، فإن ما حدث قبيل إعلان انسحاب الرئيس الأمريكى بايدن من سباق الرئاسة أمام منافسه الجمهورى دونالد ترامب، من سلاسة وسهولة فى اختيار البديل، يدعو أى عربى وأى بنى آدم فى دولة نامية متخلفة سياسيا، واخرى تدعى ممارسة الديمقراطية، أن يتوقف لحظات حتى يستوعب درس حب الوطن، ويتعلم كيف يتم تقديم مصلحة البلد على أى مصلحة اخرى شخصية.

فقد تابع العالم كله كيف تنازل وانسحب فى هدوء تام دون فوضى أو ضجيج رئيس أقوى دولة على وجه الأرض من ماراثون الرئاسة فى مرحلة بالغة الخطورة من تاريخ أمريكا، ولم يفكر لحظة فى تداعيات قرار الانسحاب المفاجئ على عائلته وشلته وشركاته ومستقبله السياسى وحزبه الذى ظل يدعمه حتى آخر لحظة، قبل أن يتخذ القرار ويرفع الحرج عن الجميع، ولم يكتف بذلك، إنما قدم بديلا مختلفا وهو سيدة، لا تحظى بتلك الشعبية التى يتمتع بها المنافس اللدود «ترامب».

قبل يومين، استيقظ جو بايدن فى منزله بولاية ديلاوير، ليجد أمامه ملفا معلوماتيا خطيرا يفيد بأن منافسه ترامب  يتفوق عليه فى جميع استطلاعات الرأى، وأنه سيخسر إذا ما استمر فى السباق، فلم يغضب الرجل الذى بلغ من العمر 81 عاما، ولم يقل على وعلى أعدائى، ولم يأمر بالقبض على كبار معارضيه ولا منتقديه، ولم يجبر حزبه على النزول للشوارع يهتفون بحياته وإنجازاته ووعوده، وإنما استسلم بكل هدوء ورفع الراية البيضاء، واستدعى أقرب مستشاريه ستيف روتشينى ومايك دونيلون، ومساعديه توماسينى وبيرنال، وقرر الانسحاب قبل أن يكتب تغريدة التنحى والوداع، ويتصل بنائبته كامالا هاريس وزعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ تشاك شومر وقادة حملته الانتخابية وكبار موظفيه فى البيت الأبيض ويصدمهم بالانسحاب. 

إن هذا المشهد لا يمكن أن نراه فى عالمنا العربى، فقط يحدث فى أمريكا وبعض الدول الأوروبية المتقدمة، لأسباب كثيرة، تأتى فى مقدمتها، قوة النظام السياسى، الذى يستند إلى حياة حزبية قوية، تصنع فيها الأحزاب رؤساء الدولة ونوابهم، وتحدد المعايير والضوابط التى تتوفر فى المرشح الرئاسى، فضلا عن احترام هؤلاء الكبار للكرسى الرئاسى وتفضيلهم مصالح الأم أمريكا على أية مصلحة أخرى.

قال الرجل «من مصلحة حزبى والدولة أن أتنحى وأن أركز فقط على أداء واجباتى كرئيس للفترة المتبقية من ولايتى»، فانظروا إلى تقديس هؤلاء الساسة بمختلف انتماءاتهم للحياة الحزبية، ويضعونها فى مقدمة أى صراع أو تنافس شريف بينهم، وانظروا أيضا إلى أى مدى تلعب مراكز ومؤسسات قياس الرأى العام دورا رئيسيا ومحوريا فى رصد نبض الشعوب، وكيف توجه استطلاعات الرأى العام بوصلة العملية السياسية فى الاتجاه الصحيح الذى يحقق المصلحة العليا للشعوب المتحضرة والواعية والتى تعى حقوقها وواجباتها.

إن ما فعله الرئيس بايدن يكشف وبجلاء الفارق الكبير بين الأحزاب القوية والأحزاب الضعيفة الهشة، وهو الفارق الذى يجعلنا دائما فى المؤخرة فيما يعتلون هم القمة سياسيا واقتصاديا.

أتمنى أن يصل درس تنحى بايدن إلى من لا يؤمنون ولا يثقون بدور الأحزاب السياسية فى صناعة الدولة وحمايتها والحفاظ عليها من اى صراعات داخلية وخارجية.

 [email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العدو الصهيوني بايدن

إقرأ أيضاً:

"رمضان يعنى".. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ارتبط شهر رمضان بالعديد من البرامج الإذاعية والتليفزيونية والأعمال الدرامية، التى لا يمكن أن ننساها، ومحفورة فى وجداننا، وكان من الصعب قضاء اليوم بدونها، فرمضان يعنى النقشبندى، ورمضان يعنى الأذان بصوت محمد رفعت، ورمضان يعنى خواطر الشعراوى.

وتعد الروحانيات والطقوس الدينية من أهم سمات رمضان وقد حفرت البرامج الدينية ومقدموها من الشيوخ الأفاضل مواعيد ثابتة فى أذهان وقلوب المشاهدين، وتحول مع الوقت مشاهدتهم والاستماع لأصواتهم إلى صفة رمضانية انتقلت من جيل إلى جيل.

من أبرز البرامج التى من الممكن أن «تظبط ساعتك عليها» برنامج «خواطر الشعراوى» الذى يعرض على شاشة القناة الأولى وإذاعة القرآن الكريم، لإمام الدعاة الشيخ محمد متولى الشعراوى.

عندما تشير عقارب الساعة إلى أنه يتبقى ٢٠ دقيقة فقط على أذان المغرب فى رمضان، نجد جميع الصائمين فى البيوت والمحلات والمقاهى والشوارع والشركات يلتفون حول «خواطر الشعراوى» يستمتعون بتفسير آيات القرآن الكريم، ليهون عليهم يوما كاملا من عناء ومشقة الصيام، ويروى الشعراوى بأسلوبه الجميل عطش الصائمين وبطريقته الساحرة البسيطة الجاذبة لكل الأعمار، ينصت إليه الجميع منتظرين أن يمضى الوقت لينطلق مدفع الإفطار.

وعاما بعد عام أصبح البرنامج من الوجبات الروحانية التى تلتف حوله الأسرة قبل الإفطار بثلث ساعة، ورغم رحيل الشيخ الشعراوى عام ١٩٩٨ إلا أنه الحاضر الغائب على مائدة الإفطار فى رمضان، ومعه تهل روائح الشهر الكريم ويشعر الصائمون برمضان من خلال نبراته وصوته الفريد وأدائه المميز الذى يستحيل أن تتوه عنه أو يصعب عليك معرفته ولو للحظة واحدة.

ويمكننا بلا مبالغة أو جدال ومن خلال الواقع الذى نعيشه، أن نؤكد على أن «خواطر وأدعية الشعراوى» ارتبطت بالصائمين فى رمضان وظلت وستظل من البرامج التى نطلق عليها عبارة "اظبط ساعتك عليها".

أما «الكروان» والصوت الخاشع وشيخ المداحين «النقشبندى» الذى ارتبط صوته بابتهالات ما قبل أذان المغرب، فيعد من أهم معالم رمضان وتوقيت ابتهالاته مميز ومعروف تقدر تظبط ساعتك عليه. 

مقالات مشابهة

  • برلماني: القمة العربية نقطة بناء رئيسية في مسار دعم القضية الفلسطينية
  • تعليمات هاجلة مم الضرائب بشأن رد ضريبة القيمة المضافة.. تفاصيل
  • ملك الأردن: حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام
  • من هو «الناخب المقيم» ومن «الناخب المقيم وغير المقيد»؟
  • باحث: تمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في مصلحة إسرائيل
  • مبارك الفاضل: مغالطات وادعاءات والمصدر واحد
  • فيديو يوضح الكارثة.. الليطاني باللونين الأبيض والأسود
  • قراصنة العصر الحديث.. الهاكر الذى اخترق ناسا وهو بعمر 15 عامًا
  • ترند زمان.. أنا ضحية جبروت امرأة .. اعترافات المذيع إيهاب صلاح بقتل زوجته
  • "رمضان يعنى".. ابتهالات النقشبندي والأذان بصوت محمد رفعت وخواطر الشعراوى