بوابة الوفد:
2024-09-07@09:53:08 GMT

الغزيون على قلب رجل واحد

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

لا ننكر أن عجوزا فلسطينية يمكن أن تخرج لتهاجم قادة حماس متهمة إياهم بأنهم دمروا غزة، أو أن يخرج آخر ليعرب عن ضجره من الكارثة التى لحقت بالقطاع بسبب تداعيات طوفان الأقصى. لكن أن يتم تصدير صورة أن أهالى غزة ضد المقاومة وأنهم يشعرون بالسخط عليها بسبب ما يحدث فذلك تجاوز للواقع ومغالطة تقدم صورة غير صحيحة عن موقف الغزيين مما يجرى رغم بشاعته وكارثيته.

ليس دفاعا عن المقاومة وهو أمر لا ندعى نيل شرفه أن نطرح التساؤل التالى فى معرض مناقشة هذا الموضوع وهو لماذا بادرت تلك الحركات بعملية طوفان الأقصى بغض النظر عن تأييدها أم رفضها؟ أنها بمثابة مهمة حربية تعد جزءا من عملية مقاومة مشروعة لا شك أن أحد نتائجها قد يكون الإطاحة بحماس أصلا من السلطة على غرار ما جرى مع منظمة التحرير فى لبنان. مع التأكيد على فكرة أن قادة المقاومة ليسوا ملائكة أو شياطين، فإنهم أشخاص لديهم شعور وطنى بضرورة تخليص بلدهم من الاحتلال الذى قد يهدد بقاء وطنهم فيما لو طال.

وعلى ذلك فإن محاولة تصوير موقف الفلسطينى العادى بأنه ضجر بالمقاومة ويرفض النتائج التى ترتبت على موقفها غير صحيح، دون أن يعنى ذلك أنه يرقص طربا لما يراه من مشاهد مأساوية امام عينيه فذلك جزء من الطبيعة الإنسانية التى ترفض أن تعيش فى وضع غير طبيعى يتم فيه تدمير مسكنها والقضاء على كل سبل العيش الخاص بها. وعلى ذلك فإنه من الطبيعى أيضا أن يكون المواطن الغزى ساخط ولكن المشكلة هى أن يكون هناك من يحاول توجيه سخطه إلى المقاومة بدلا من توجهها إلى السبب الطبيعى لهذا السخط وهو إسرائيل.

وأما عن موقف المقاومة وفى القلب منها حماس وهل تراجع التأييد لها أم زاد بعد طوفان الأقصى وموقف الغزيين منها، فدعونا نتابع التقييم الذى أوردته مجلة فورين أفيرز الأمريكية لعل ذلك يقدم صورة مغايرة لتلك التى تحاول بعض وسائل الإعلام العربية ترويجها دون أن يعنى ذلك بالطبع التسليم بما تقوله المجلة التى تعد من أرصن المجلات السياسية والبحثية الأمريكية.

ففى مقال بعنوان استراتيجية إسرائيل الفاشلة تعزز قبضة حماس ذهب الكاتب روبيرت بايب إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة فشلت فى هزيمة حماس وبدلا من ذلك أدت إلى تعزيز قوة الحركة من خلال زيادة الدعم المحلى والتجنيد، إلى حد قوله أن حماس باتت اليوم أقوى مما كانت عليه فى السابع من أكتوبر. وهنا وبشأن موقف أهالى القطاع يقول الكاتب إن الحركة ما زالت تحظى بدعم واسع من أبناء غزة. ويفسر استمرار قوة حماس على المواجهة بتمتعها بهذا الدعم. إن الدعم المجتمعى يقول الكاتب يسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها واكتساب المصادر وتفادى الانكشاف والاستحواذ عموما على مزيد من المصادر البشرى والمادية اللازمة لعملياتها واستدامتها.

وهنا يضيف أن معظم من ينضمون إلى حماس والذين يصفهم بالإرهابيين من منظوره هم مقاتلون متطوعون قادمون مباشرة من الشوارع وهم فى الغالب إما غاضبون من خسارة أصدقاء أو أفراد من عائلاتهم. رغم أهمية تلك الرؤية إلا أنها لا تمثل سوى تأكيد على نقطة أساسية وهى أن الغزيين وبعد طوفان الاقصى أصبحوا أكثر تأييدا للمقاومة ترحيبا بسعيها للقضاء على الاحتلال بغض النظر عن حدود نجاح هذا الهدف، وذلك هو الطبيعى من الشعوب السوية وخاصة الشعب الفلسطينى القابض على وطنه بظروفه الصعبة كالقابض على الجمر.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبد الرازق قلب رجل واحد تأملات قادة حماس طوفان الأقصى أهالي غزة

إقرأ أيضاً:

“طوفان الأقصى” تواصل إيلام الاحتلال: عمليات نوعية في حي الزيتون.. واستهداف “نتساريم”

يمانيون – متابعات
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، استهداف دبابة إسرائيلية من نوع “ميركافا”، بعبوة “شواظ”، جنوبي “شارع 8” في حي الزيتون في مدينة غزة، شمالي قطاع غزة.

وفي سياق العمليات النوعية للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، استهدفت كتائب شهداء الأقصى خطوط الإمداد لقوات الاحتلال في محور “نتساريم”، في الشمال الشرقي للمحافظة الوسطى، برشقة صاروخية من نوع “K132″، عبر استخدام “منظومة نصر”.

واستهدفت أيضاً تجمعات لجنود الاحتلال، شرقي المحافظة الوسطى، برشقة صاروخية من نوع “عاصف” عيار “122” ملم، باستخدام “منظومة نصر”، مؤكدة تحقيق إصابات مباشرة.

وعرضت كتائب الأنصار، الجناح العسكري لحركة الأحرار الفلسطينية، مشاهد استهداف مستوطنات “غلاف غزة”.

وقبل أسبوعين، أقر “جيش” الاحتلال الإسرائيلي بأن عدد الجنود القتلى في غزة، منذ بداية الحرب، بلغ 695 جندياً، بالإضافة إلى إصابة 4.357، بينهم 645 إصاباتهم بليغة، و185 لا يزالون قيد العلاج، علماً بأن العدد أكبر من ذلك كثيراً، إلا أن الاحتلال يتعمد إخفاء حقائق خسائره عن المستوطنين.

مقالات مشابهة

  • المقاومة تتصاعد في الضفة.. فهل تنتقل إلى داخل الخط الأخضر؟
  • تطورات اليوم الـ337 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • أبرز 4 قادة عسكريين إسرائيليين استقالوا على خلفية “طوفان الأقصى”
  • تطورات اليوم الـ336 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • “طوفان الأقصى” تواصل إيلام الاحتلال: عمليات نوعية في حي الزيتون.. واستهداف “نتساريم”
  • 4 قادة عسكريين إسرائيليين استقالوا بعد طوفان الأقصى .. من هم؟
  • مسير في مديرية الزهرة بالحديدة لخريجي دفعة أمنية من دورات طوفان الأقصى
  • أبرز 4 قادة عسكريين إسرائيليين استقالوا على خلفية طوفان الأقصى
  • تطورات اليوم الـ335 من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي على غزة
  • عام على طوفان الأقصى: أين المشروع الفكري المواكب للمعركة العسكرية؟