بوابة الوفد:
2025-04-30@18:02:46 GMT

الغزيون على قلب رجل واحد

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

لا ننكر أن عجوزا فلسطينية يمكن أن تخرج لتهاجم قادة حماس متهمة إياهم بأنهم دمروا غزة، أو أن يخرج آخر ليعرب عن ضجره من الكارثة التى لحقت بالقطاع بسبب تداعيات طوفان الأقصى. لكن أن يتم تصدير صورة أن أهالى غزة ضد المقاومة وأنهم يشعرون بالسخط عليها بسبب ما يحدث فذلك تجاوز للواقع ومغالطة تقدم صورة غير صحيحة عن موقف الغزيين مما يجرى رغم بشاعته وكارثيته.

ليس دفاعا عن المقاومة وهو أمر لا ندعى نيل شرفه أن نطرح التساؤل التالى فى معرض مناقشة هذا الموضوع وهو لماذا بادرت تلك الحركات بعملية طوفان الأقصى بغض النظر عن تأييدها أم رفضها؟ أنها بمثابة مهمة حربية تعد جزءا من عملية مقاومة مشروعة لا شك أن أحد نتائجها قد يكون الإطاحة بحماس أصلا من السلطة على غرار ما جرى مع منظمة التحرير فى لبنان. مع التأكيد على فكرة أن قادة المقاومة ليسوا ملائكة أو شياطين، فإنهم أشخاص لديهم شعور وطنى بضرورة تخليص بلدهم من الاحتلال الذى قد يهدد بقاء وطنهم فيما لو طال.

وعلى ذلك فإن محاولة تصوير موقف الفلسطينى العادى بأنه ضجر بالمقاومة ويرفض النتائج التى ترتبت على موقفها غير صحيح، دون أن يعنى ذلك أنه يرقص طربا لما يراه من مشاهد مأساوية امام عينيه فذلك جزء من الطبيعة الإنسانية التى ترفض أن تعيش فى وضع غير طبيعى يتم فيه تدمير مسكنها والقضاء على كل سبل العيش الخاص بها. وعلى ذلك فإنه من الطبيعى أيضا أن يكون المواطن الغزى ساخط ولكن المشكلة هى أن يكون هناك من يحاول توجيه سخطه إلى المقاومة بدلا من توجهها إلى السبب الطبيعى لهذا السخط وهو إسرائيل.

وأما عن موقف المقاومة وفى القلب منها حماس وهل تراجع التأييد لها أم زاد بعد طوفان الأقصى وموقف الغزيين منها، فدعونا نتابع التقييم الذى أوردته مجلة فورين أفيرز الأمريكية لعل ذلك يقدم صورة مغايرة لتلك التى تحاول بعض وسائل الإعلام العربية ترويجها دون أن يعنى ذلك بالطبع التسليم بما تقوله المجلة التى تعد من أرصن المجلات السياسية والبحثية الأمريكية.

ففى مقال بعنوان استراتيجية إسرائيل الفاشلة تعزز قبضة حماس ذهب الكاتب روبيرت بايب إلى أن العمليات العسكرية الإسرائيلية فى غزة فشلت فى هزيمة حماس وبدلا من ذلك أدت إلى تعزيز قوة الحركة من خلال زيادة الدعم المحلى والتجنيد، إلى حد قوله أن حماس باتت اليوم أقوى مما كانت عليه فى السابع من أكتوبر. وهنا وبشأن موقف أهالى القطاع يقول الكاتب إن الحركة ما زالت تحظى بدعم واسع من أبناء غزة. ويفسر استمرار قوة حماس على المواجهة بتمتعها بهذا الدعم. إن الدعم المجتمعى يقول الكاتب يسمح لحماس بإعادة تنظيم صفوفها واكتساب المصادر وتفادى الانكشاف والاستحواذ عموما على مزيد من المصادر البشرى والمادية اللازمة لعملياتها واستدامتها.

وهنا يضيف أن معظم من ينضمون إلى حماس والذين يصفهم بالإرهابيين من منظوره هم مقاتلون متطوعون قادمون مباشرة من الشوارع وهم فى الغالب إما غاضبون من خسارة أصدقاء أو أفراد من عائلاتهم. رغم أهمية تلك الرؤية إلا أنها لا تمثل سوى تأكيد على نقطة أساسية وهى أن الغزيين وبعد طوفان الاقصى أصبحوا أكثر تأييدا للمقاومة ترحيبا بسعيها للقضاء على الاحتلال بغض النظر عن حدود نجاح هذا الهدف، وذلك هو الطبيعى من الشعوب السوية وخاصة الشعب الفلسطينى القابض على وطنه بظروفه الصعبة كالقابض على الجمر.

[email protected]

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبد الرازق قلب رجل واحد تأملات قادة حماس طوفان الأقصى أهالي غزة

إقرأ أيضاً:

الواقع المأساوي في المسجد الأقصى

منذ ثمانية عقود، هي عمر الدولة العبرية، لم تترك اسرائيل فرصةً، على المستوى الدولي أو الاقليمي أو المحلي، إلا استغلتها من أجل التوسع وبسط النفوذ والهيمنة وتغيير الواقع على الأرض ومسح كل ما له علاقة بالفلسطينيين وتذويب أية علامة على الهوية الفلسطينية المزروعة على هذه الأرض منذ مئات السنين.

لكن أخطر الأماكن التي يستهدفها الاسرائيليون كلما سنحت لهم الفرصة هي الحرم القدسي الشريف، الذي هو في نهاية المطاف عنوان الصراع مع الاحتلال، والذي هو رمز الوجود العربي والاسلامي في المدينة المقدسة، إذ يعمل الاسرائيليون ليل نهار على تغيير هويته وتهويده وتهجير كل من يسكن حوله من الفلسطينيين المتمسكين بالأرض والهوية.

أحدث البيانات الصادرة عن دائرة الأوقاف الاسلامية في القدس المحتلة تشير الى أن 53 ألفاً و488 مستوطناً اسرائيلياً قاموا باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه خلال العام 2024، وهو أعلى رقم في التاريخ على الاطلاق، إذ في العام 2003 لم يتمكن سوى 289 اسرائيلياً فقط من دخول الحرم الشريف والعبث فيه. 

ومن المعلوم بطبيعة الحال أن انتفاضة الأقصى الكبرى اندلعت في العام 2000 عندما اقتحم أرييل شارون المسجد الأقصى وتصدى له المصلون هناك، وسرعان ما هبت كل الأرض الفلسطينية في انتفاضة شاملة استمرت لسنوات وحملت اسم "الأقصى" لأنها بدأت من هناك وسقط أول شهدائها هناك أيضاً دفاعاً عن الحرم الشريف أمام اقتحام شارون الذي كان آنذاك زعيم المعارضة في الكنيست الاسرائيلي وأحد رموز اليمين المتطرف.

ولمن يظن بأن تسارع وتيرة الاقتحامات للأقصى له علاقة بالحرب الحالية في غزة، أو بعملية السابع من أكتوبر، فإن بيانات العام 2022 تشير الى أن 48 ألفاً اقتحموا المسجد الأقصى، وهو ما يؤكد بأن اسرائيل تعمل منذ أكثر من ربع قرن على تغيير الواقع في المدينة المقدسة، ولكن بشكل تدريجي ومدروس وبعيداً عن الأضواء. 

هذه البيانات تعني بأن نحو 150 اسرائيلياً يدخلون الى المسجد الأقصى يومياً، وفي المقابل فإن الفلسطينيين من سكان الضفة الغربية وغزة، وحتى من سكان القدس ذاتها، ممنوعون من الصلاة والتردد بحرية على الحرم الشريف، وهذا يعني بالضرورة أن اسرائيل تتجه الى تقسيم الحرم مكانياً وزمانياً، بل بدأت بالسيطرة عليه بشكل كامل وذلك على غرار الوضع في الحرم الابراهيمي بمدينة الخليل. 

ثمة واقع مأساوي بالغ البؤس في القدس المحتلة، وهذه المعلومات تؤكد بأن اسرائيل تقوم بتغيير الوقائع بالقوة، وذلك بالتزامن مع جمود العملية السياسية وتوقف المفاوضات، وهو ما يعني أن اسرائيل تستخدم القوة في السيطرة والنفوذ والهيمنة، وكل هذا يحدث بينما العربُ يتفرجون دون أن يحركوا ساكناً.

مقالات مشابهة

  • الواقع المأساوي في المسجد الأقصى
  • مستوطنون يدنسون المسجد الأقصى المبارك
  • حماس: “الحرب الشاملة محاولة إسرائيلية يائسة لكسر المقاومة الفلسطينية
  • حماس: الاحتلال يُحاول يائسا كسر المقاومة الفلسطينية
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى
  • بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة
  • حماس تنفي رفض المقاومة الفلسطينية “صفقة شاملة” توقف الحرب على غزة
  • الدويري: كمائن غزة ترجمة لتحذيرات الاحتلال من تصعيد ضد قواته
  • مسير راجل ووقفة مسلحة لخريجي دورات طوفان الأقصى بمدينة عمران
  • مسير راجل لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في بلاد الطعام بريمة