بوابة الوفد:
2025-01-22@00:50:12 GMT

ثورة 23 يوليو

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

مع الوقت ربما يأتى التأقلم مع ثورة يوليو لها مالها وعليها ما عليها.. ثورة غيرت فى مصر من ملكية الى جمهورية.. ربما لا يروق لى ما فعلته الثورة فى أملاك المصريين أصحاب الأطيان ولكنه فى الوقت نفسه اعتبره البعض أنه قمة العدل والعدالة الاجتماعية.. لا يروق لى ما فعلته الثورة مع الملك وحكومة الملك بينما اعتبره البعض أنه قمة الرقى وأقل ما كان يجب أن يحدث.

. تأتى ذكرى الثورة التى لم أعشها وأتذكر ماذا فعلت فى الشعب وكيف كان جنون الحب لبعض أفراد الشعب لدرجة إعلاء شأن عبد الناصر مع مرتبة الصديقين.. تذكر مع تلك الثورة عمتى رحمة الله عليها التى كانت تضع صورة عبدالناصر الكبيرة على جدار الصالة وهو الذى سجن زوجها السياسى الذى كانت تعشقة. وعندما تسألها كيف تحبين السجان الذى سجن زوجك فتجيب لم يكن يعرف كل من حوله هم المذنبون أما هو فلا غبار عليه لانه قائد أشبه بالملائكة لم تشك رحمة الله عليها أن ولى الأمر لا بد وأن يتدخل فى كل صغيرة وكبيرة لصالح الرعية.. وأنه لو كان يعلم فهذا ذنب وإن لم يكن يعلم فإنها كبيرة..

لقد تحول حب بعض المصريين والعرب لعبدالناصر الى دفاعهم عن الديكتاتورية والتعسف فى الحكم الى طامة عبادة القسوة وكسر كل من يخالف أو يناقش الزعيم.

تستطيع أن تحيى الثورة على تأميم قناة السويس التى أصبحت حاضر ومستقبل مصر.

ثورة 23 يوليو حققت إنجاز تأميم التجارة والصناعة التى استأثر بها الأجانب وإلغاء الطبقات الاجتماعية بين الشعب المصرى، والقضاء على السيطرة الرأسمالية فى مجالات الإنتاج الزراعى والصناعى وتحرير الفلاح المصرى بإصدار قانون الملكية للقضاء على الإقطاع، بالإضافة إلى تأسيس الصناعات الثقيلة الموجودة..

أستطيع أن أعود الى الماضى لأجد الجنيه المصرى الاعلى على مستوى العالم وكيف وصل به الحال الآن وهى بالطبع نتيجة سياسات سابقة أثرت عليه.

أنشأت مصر الثورة أكبر قاعدة صناعية فى العالم الثالث حيث بلغت عدد المصانع التى أنشئت فى عهد الثورة 1200 مصنع منها مصانع صناعات ثقيلة وتحويلية واستراتيجية، وانعكست النهضة الاقتصادية فى عهد الثورة على مستوى التعليم حيث انخفضت نسبة الأمية من 80% قبل 1952 إلى 50% عام 1970 بفضل مجانية التعليم فى كل مراحل الدراسة.

ولكن لم تدعم الثورة أو تؤسس للديمقراطية السياسية ظنا منها أنها تعطل المسيرة وكانت النتيجة ضياع كل تلك الثروة الصناعية وبيعها لتسديد الديون تسيير الدولة..

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: خالد حسن ثورة 23 يوليو صكوك مستقبل مصر

إقرأ أيضاً:

البكالوريا.. و"هموم" الثانوية

"هذه سنة كبيسة مليئة بالضغوط والهموم".. جملة يرددها الآباء والأمهات وهم يتنفسون الصعداء، بمجرد اجتياز ابنهم الثانوية العامة بنجاح حتى لو كان المجموع منخفضا، فمنذ عشرات السنوات كان ومازال هذا العام الدراسي له وقع خاص على البيوت والأسر التى تعلن فيه حالة الطوارئ، وتشد الحزام توفيرا لنفقات الدروس الخصوصية التى تتجاوز عشرات الآلاف من الجنيهات.

بكاء وعويل الطلاب فور الخروج من لجنة الامتحان الذى جاءت أسئلته صعبة ومعقدة، وساعات عصيبة يقضيها أولياء الأمور انتظارا ولهفة للاطمئنان على أبنائهم وعلى أدائهم فى الامتحان أو انتظارا للنتيجة، مشهد الأمهات الجالسات على الأرصفة حول المدارس وأمام اللجان، تحت قيظ شمس يوليو الحارقة، وهن يتضرعن للمولى عز وجل أن يوفق فلذات أكبادهن ويكلل تعب الأسرة كلها بالنجاح، هو مشهد استفز مشاعري كثيرا، وتساءلت ألم يحن الوقت للخلاص من هذا الرعب وهذه الأوجاع التى تعيشها أسر طلاب الثانوية العامة؟

قلت مرارا إن الضغط النفسي والذهني الذى يتعرض له الطلاب وآباءهم أعتقد أنه ليس له مثيل فى أى نظام تعليمي آخر، ناهيك بالطبع عن الاستنزاف المادى الذى يتعرض له كل بيت لديه طالب فى الثانوية العامة.

فالإنفاق على الدروس الخصوصية لطالب الثانوية العامة، هو انفاق من نوع خاص، ويستغل أباطرة الدروس الخصوصية سنويا هذا الحدث لاستنزاف جيوب أولياء الأمور حتى تعدى إجمالي ما ينفق على الدروس الخصوصية خلال العام الدراسي الواحد ما يزيد على عشرة مليارات جنيه سنويا.

قبل أيام قرأت تعليقا لرئيس الوزراء حول نظام الثانوية العامة لخص فيه كل الهموم التى يتعرض لها الطلاب وأولياء الأمور، عندما قال "الكل يشتكي من منظومة الثانوية العامة، شيء قاس بالنسبة لي كمسؤول وكأب، وكل سنة يطلع خبر انتحار بسبب إخفاق في الثانوية العامة، وانهيار نفسي وعصبي".

كنت قد كتبت فى هذه المساحة من قبل وقلت، للأسف يبدو أنه لا خلاص من هذه الدائرة المفرغة ولا مفر من هذا الاستنزاف المادي والنفسي للطلاب وذويهم، فلم تزد كل محاولات تطوير الامتحانات إلا تعقيدا للمشهد دون بارقة أمل للخروج من هذا الكابوس، وللأسف تمتد مأساوية المشهد إلى يوم إعلان النتائج، الذى غالبا ما نسمع فيه عن حالات انتحار، وحزن يسيطر على البيوت خاصة مع حصول الطالب على درجات متوسطة أو ضعيفة لا تؤهله للدخول إلى الكلية التى يحلم بها، فيضطر الى إعادة الكرة من جديد والتقدم إلى جامعة خاصة، وبالتالي الدخول إلى دائرة جديدة من الاستنزاف المادي.

وقتها قلت أيضا: إلى السادة القائمين على أمر امتحانات الثانوية العامة.. رفقا بأولياء الأمور وكفاكم تعقيدا، طالبت بذلك فى كل موسم امتحانات للثانوية العامة، وعندما أعلن وزير التعليم منذ أسابيع عن نظام جديد للثانوية العامة تحت اسم "شهادة البكالوريا" تمنيت أن يكون ذلك بادرة وخطوة على طريق وضع حد لهموم وأوجاع البيوت جراء مشكلات الثانوية العامة.

النظام الجديد يخضع الآن للحوار المجتمعي، ونتعشم أن يخرج بمخرجات تخدم العملية التعليمية خلال المرحلة الثانوية، وأن يزيح عن كاهل الأسر المصرية أعباء ثقيلة تحملوها على مضض خلال السنوات الماضية، وتمنى أيضا البحث عن اسم آخر للنظام الجديد فالبكالوريا كانت بنت زمانها، ومتوافقة مع مسميات عصرها، وبالتأكيد فإن العقول المبدعة لن تعجز عن وجود اسم يتناسب مع المرحلة ومع نظام تعليمي يتطلع للأفضل.

مقالات مشابهة

  • شعوب العصافير الملونة «الأخيرة»
  • قيادة الدولة “ليست بجائزة”
  • الباشا والثورة المنسية
  • مهلا مهلا.. ياوزير التعليم!
  • مسرحية الأرتيست
  • سيدة من غزة
  • ميادين خلدت أحداث ثورة 25 يناير 2011
  • درة: فيلم وين صرنا يعبر عن اللحظات الإنسانية ومعاناة الفلسطينيين
  • البكالوريا.. و"هموم" الثانوية
  • كابوس يناير الذي لا ينتهي