ثورة مضادة فى منازل ثوار يوليو!
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
إذا دققت النظر فى ثورة يوليو التى حلت ذكراها الـ72 أمس الأول فستكتشف عجبًا..
من بين ما ستكتشفه أن الشعب المصرى يدفع ثمنًا فادحًا من حاضره ومستقبله بسبب سيره وراء أشخاص يقولون بألسنتهم ما ليس فى قلوبهم ويحاولون إقناع المصريين بما لا يقتنع به ابناؤهم الذين هم من أصلابهم!
فالضباط الأحرار الذين قادوا ثورة يوليو 1952 وملأوا الدنيا هجومًا وذمًا فى الغرب الاستعماري، لما مرت الأيام سافر كثير من أبنائهم إلى الغرب إما للحصول على شهادة علمية أو للإقامة والحصول على جنسية دولة من دول الغرب!
أيضا ثوار يوليو الذين ادخلوا البلاد فى طريق الاشتراكية وقالوا إنها ستجلب السعد لمصر والمصريين، لما كبر ابناؤهم لم نجد فيهم اشتراكيًا واحدًا، بل سلكوا طريق الرأسمالية فأقاموا الشركات واحترفوا البزنس وتزوجوا من بنات العائلات الثرية التى كان آباؤهم الثوار يسمونهم الإقطاعيين ويهاجمونهم ليل نهار!
الرئيس "السادات" الذى كان أحد الضباط الأحرار وصار رئيسًا لمجلس الأمة فى الستينيات، لم يصدر المجلس تحت رئاسته إلا قوانين اشتراكية الهوى والهدف واللون والطعم.
وعندما تولى السادات حكم مصر قطع دابر الاشتراكية المصرية وفتح أبواب البلاد على مصراعيه أمام الرأسمالية والرأسمالية المتوحشة!
«أحمد عرابى» مثال آخر على أن الشعب المصرى يدفع ثمنًا باهظًا للسير خلف أشخاص لا يقدرون الأمور حق قدرها ويقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم..
«عرابى» الذى قاد الجيش المصرى وحارب الإنجليز لمنع دخولهم مصرعام 1881، أتدرى ماذا قال عن الإنجليز بعد أن دخلوا مصر واحتلوها؟..
بعد أن احتل الإنجليز مصر أحالوا عرابى للمحاكمة بتهمة عصيان الخديو، وصدر أمر بنفيه خارج مصر فسألوه إلى أى البلاد يرغب فى النفى إليها، فقال دمشق، وإن لم تكن فإنجلترا، ولما سألوه: ولماذا إنجلترا؟ قال: أريد أن أعيش فى إنجلترا التى ترعى حقوق الإنسان والحرية وأرى أن أعيش فيها مواطنًا حرًا فى بلد حر.
انجلترا التى أرسلت جيشها وأسطولها لاحتلال مصر واستعباد شعبها ومص خيراتها لا يراها "عرابي" الذى حارب هو نفسه جيشها، دولة محتلة لوطنه ولكنه يراها دولة ترعى حقوق الإنسان والحرية!
وليس هذا فقط، فعندما أصدر خديو مصر قرارًا بالعفو عن عرابى والسماح له بالعودة من منفاه إلى مصر كتب عرابى برقية يشكر فيها ملكة بريطانيا وحكومة بريطانيا وخديو مصر"! (من كتاب عرابى وفاقة فى جنة آدم للدكتورة لطيفة محمد سالم).
ولما وصل إلى مصر أجرى عرابى حوارًا مع جريدة المقطم أشاد فيه بإنجازات بريطانيا فى مصر ثم أظهر أنها (أى بريطانيا) صاحبة فضل عليه!
بالله عليك هل هذه الأفعال تليق ممن قاد جيش مصر لمحاربة الجيش الإنجليزى؟.. لله الأمر من قبل ومن بعد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كلمات الشعب المصرى ثورة يوليو 1952 دول الغرب
إقرأ أيضاً:
"تفكك الغرب".. هدية ترامب الكبرى لبكين
هل يُعدّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أسوأ كابوس للصين أم أنه بمثابة حلم تحقق لها؟
الهدف الاستراتيجي لشي هو جعل الصين عظيمة مرة أخرى
الحقيقة أن ترامب يجمع بين الأمرين، ولكن ليس بالتساوي، فعلى المدى القصير ستشكل سياساته التجارية القائمة على فرض الرسوم الجمركية، تحديات كبيرة لبكين، لكن في المقابل، ألحق ترامب خلال أسابيع قليلة ضرراً بالغاً بالنظام الدولي الليبرالي، ووحدة الغرب الديمقراطي، ومكانة الولايات المتحدة عالمياً، أكثر مما تمكنت أي جهود مجتمعة طوال الحرب الباردة، وهو إنجاز يتجاوز حتى أكثر أحلام القادة الصينيين طموحاً.
وكتب ستيف تسانغ في صحيفة "غارديان" البريطانية، أن التعريفات الجمركية التي فرضها ترامب تشكل تهديداً حقيقياً للصين، ولا يمكن لبكين سوى اعتبارها مؤشراً على المزيد من التحديات المقبلة، كما يبدو ترامب هذه المرة مستعداً لتنفيذ كل تهديداته.
وفي وقت يُظهر فيه الاقتصاد الصيني مؤشرات تباطؤ، فإن الدخول في حرب تجارية مكثفة سيكون آخر ما تريده بكين، رغم التصريحات المتشددة لدبلوماسييها.
ومع ذلك، فإن هذه الضغوط التجارية، حتى لو تحولت إلى حرب اقتصادية شاملة، تبقى تحديات قصيرة إلى متوسطة الأمد. إذ من المتوقع أن يأمر الرئيس الصيني شي جين بينغ بلاده بالصمود، وهو ما ستفعله بكين، رغم التكلفة الباهظة التي ستدفعها، لكن هذه الخسائر ستتلاشى على المدى البعيد أمام المكاسب التي يقدمها ترامب، دون قصد، للصين.
China can live with Trump’s tariffs – his bullish foreign policy will help Beijing in the long term | Op-ed by Steve Tsang (#SOAS) for The Guardianhttps://t.co/DGIYpI6TC4
— SOAS China Institute (@SOAS_CI) March 12, 2025 تفكك الغربفمثلاً يأتي اقتراح ترامب لحل الأزمة الأوكرانية متوافقاً إلى حد كبير مع شروط روسيا، كما أن طموحاته الصادمة بشأن كندا وغرينلاند تخدم الصين بشكل غير مباشر.
وأدى نهجه العدائي إلى تدمير علاقات الولايات المتحدة مع حلفائها في أمريكا الشمالية وأوروبا، كما أشار بوضوح إلى أن بلاده لم تعد مهتمة بالمشاركة في المشاريع الدولية، مثل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية ومنظمة الصحة العالمية.
ويتساءل الكاتب لماذا يُعدّ هذا مكسباً للصين؟ مجيباً أن أن بكين وضعت استراتيجية عالمية تقوم على "فكر شي جين بينغ"، وتهدف إلى تحقيق "حلم الصين" بإعادة إحياء عظمتها بحلول عام 2049، الذكرى المئوية لتأسيس جمهورية الصين الشعبية. وقد جعل ترامب هذا الحلم أقرب إلى التحقق.
The U.S. will emerge stronger with Trump's tariffs as China struggles to counter with meaningful economic boosts. Xi will prioritize industry over domestic demand. Tariffs shield American businesses from China’s overproduction and price-slashing, while Beijing’s reluctance to… pic.twitter.com/EDnZHQtukW
— JThomasLaw (@JasonTLaw) March 4, 2025 نظام عالمي جديد.. يتمحور حول بكينالهدف الاستراتيجي للرئيس شي هو "إعادة الصين إلى عظمتها"، وفق شروطها الخاصة. ويسعى إلى "استعادة" المكانة العالمية التي يعتقد أن الصين تمتعت بها عبر التاريخ، عندما كانت أكثر تقدماً وثراءً وابتكاراً.
ويمر تحقيق هذا الطموح عبر ما يسميه شي "دمقرطة العلاقات الدولية"، بحيث تصبح الصين القوة المهيمنة في تشكيل مستقبل العالم، مسترشدة بثلاث مبادرات رئيسية: التنمية، الأمن، والحضارة.
لكن الأمر لا يتعلق بإنشاء نظام عالمي جديد كلياً ليحل محل النظام الليبرالي، الذي قادته الولايات المتحدة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بل بتحويل النظام القائم ليتمحور حول الصين، مدعوماً بدول الجنوب العالمي. أي ضمان منح الأمم المتحدة الأولوية لمصالح هذه الدول، ممثلة في زعيمتها الصين، على حساب مصالح الغرب.
وفي حين أن هذا الطرح يلقى قبولاً في دول الجنوب العالمي، إلا أنه يواجه صعوبة في اختراق الديمقراطيات الغنية. فقد حافظت هذه الدول على ولائها للولايات المتحدة، رغم الأزمات التي مرت بها العلاقات عبر العقود.
حتى الآن، كانت جهود الصين لإقناع دول الجنوب العالمي بتبني رؤيتها لتعديل النظام الدولي تسير ببطء. لكن ترامب سرّع هذه العملية، من دون قصد.
ترامب بلا ضغوط انتخابية.. كيف سيُغير أمريكا؟ - موقع 24ساهم جيل الألفية في الثقافة المعاصرة بمصطلح "تأقلم"، الذي يصفه الصحافي جنان غانيش بأنه محاولة للتخفيف من قسوة الواقع وجعله يبدو أقل بؤساً مما هو عليه، ويتجلى هذا المفهوم في العديد من العبارات المنتشرة اليوم، مثل: "على الأقل سيكون دونالد ترامب جيداً للاقتصاد"، أو "إذا كان ...فمع تراجع المساعدات الإنسانية الأمريكية، بدأت الدول الأضعف في الجنوب العالمي تشعر بوطأة هذا القرار، ما عزز الدعوات الصينية لـ"دمقرطة العلاقات الدولية". ولم يكن أحد ليخدم المشروع الصيني بهذه الفعالية كما فعل ترامب، إذ ساعد، من خلال سياساته الانعزالية، على منح الصين فرصة ذهبية لتعزيز نفوذها عالمياً.
الصين تحقق قفزة كبرىوبسياسة "أمريكا أولاً"، قدّم ترامب للصين ما لم يتمكن شي من تحقيقه بنفسه. صحيح أن "حلم الصين" لم يتحقق بالكامل بعد، لكنه قطع خطوات هائلة بفضل ترامب، الذي وفر له دفعاً غير مسبوق.