لم أسعد بمعرفة الكاتبة الصحفية والأديبة الكبيرة قيمة ومقامًا وعمقًا وقيمًا الأستاذة سناء البيسى بشكل مباشر. مثل الكثير جدًا من القراء المصريين وقراء العربية عمومًا، عرفت الأستاذة سناء البيسى مبكرًا كقارئ شاب، ثم شدنى قطارها السريع فوق قضبان الصحافة والأدب وشاشات الثقافة والتنوير، وأغرانى بالركض خلفها حينًا، وحينًا آخر أغفو فوق وساداتها الصحفية والثقافية التى كانت خليطًا من ريش النعام، والدبابيس التى خاضت بها معارك، ليس بمنطق سيوف دون كيشوت الخشبية، ولكن بذكاء امرأة تعرف أنها تمتلك السلاح الجبار الذى لا تقوى عليه كل اساطير الاستبداد والقمع والخوف.
المقال المستطرد بجريدة الأهرام (امسحى دموعك يا سناء) يوم السبت الماضى للأستاذة سناء البيسى شدنى وهزنى، والذى كتبت فى مقدمته أنه جاء ردًا على جملة أرسلها لها أحد أبنائها الصحفيين بالأهرام فى رسالة إلكترونية تعقيبًا على وضع اسم «الدنيا» بالانجليزية على واجهة مجلة «نصف الدنيا».
يا سيدتى وسيدة القلم والقيم الجميلة والرقيقة والراقية، لا تمسحى دموعك، ودعيها تفيض صافية ليس ضعفًا، ولا ألمًا، ولكنها قوة الزمن الجميل الكامنة بالأعماق.. دعيها تندفع ممطرة لعلها تطهر من فى قلوبهم مرض، وبعقولهم استوطنت أمراض التسطيح، والهزال الثقافى والعشى القيمى.
أنت يا سيدتى كما حمل احد مؤلفاتك سيدة لكل العصور.. فى شبابك أنت سناء البيسى الثائرة بالفكرة، والآن أنت سناء البيسى القابضة على الفكرة، واليقين بأن رسالتك كانت بشارة نور للخروج على ملة التقليد وظلمة الخوف من ارتياد مناطق جديدة فى حياتنا..
دعى دموعك تجرى أينما شاءت، إنها لحظة نادرة أن نبكى بشموخ وحب وعشق فى الحياة وللحياه.. جيل الرائعين الكبار من كتابنا وفنانينا وعلمائنا منذ بدايات القرن الماضي، وحتى وقت الخسوف الذى طال قليلا لشمس التجديد والعقول المبهرة، والذى نعيش تداعياته حتى اللحظة – هذا الجيل العظيم بكل أطيافة العبقرية، ما أجمل أن نغرق فى بحوره، غرق العاشقين الذين يأبون الحياة بلا نشوة، ولا يذهبون للموت إلا مكللين بتيجان الدهشة..
الجميلة– سناء البيسى.. لم تكونى يومًا مجرد امرأة تكتب، ولكنك مؤسسة فنية وإنسانية وثقافية كبرت مع الأيام والسنين إلى أن أصبحت سناء البيسى..أتصورك الآن كملكة متوجة تجلس فوق عرش النجاحات، وحتى الانكسارات.. أتصورك الآن تتنقلين وأنت على مقعدك الهزاز، مغمضة عينيك بين أحلام فترة النقاهة لنجيب محفوظ، متجولة بين حارته ودراويشه وباحثة معه عن جدنا الجبلاوى الذى طال غيابه.
سيدتى: أتمنى ألا أكون قد قطعت خلوتك مع أزمنة العشق والجمال والأحلام الكبيرة.. طاب صباحك ومساؤك وعمرك..
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: كامل عبدالفتاح الكاتبة الصحفية القراء المصريين
إقرأ أيضاً:
علي الألفي يحيي الليلة التاسعة لـ"هل هلالك 9".. غدا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تنطلق فعاليات الليلة التاسعة للنسخة التاسعة من برنامج "هل هلالك"، الذى يقيمه قطاع المسرح برئاسة المخرج خالد جلال، فى الثامنة مساء غد السبت، على مسرح ساحة مركز الهناجر للفنون، وذلك ضمن فعاليات وزارة الثقافة فى رمضان تحت شعار "من المدفع للسحور احتفالات الثقافة نور".
يُحيي الفنان علي الألفي حفل الليلة التاسعة لبرنامج "هل هلالك"، بباقة من أعماله الغنائية إلى جانب أغنيات لأشهر نجوم الطرب فى مصر والوطن العربي، وذلك بمصاحبة فرقته الموسيقية.
وكالمعتاد كل عام تبدأ فعاليات اليوم بمشاركة من البيت الفنى للمسرح برئاسة المخرج هشام عطوة، حيث يعرض مسرح القاهرة للعرائس برئاسة الدكتور أسامة محمد علي، رائعة الشاعر صلاح جاهين والموسيقار سيد مكاوى، عرض العرائس الشهير أوبريت "الليلة الكبيرة" الذى تحرص على مشاهدته كافة أعمار الأسرة المصرية، ومن المقرر أن يعرض الأوبريت حتى نهاية برنامج هل هلالك .
وتحظى النسخة التاسعة لبرنامج "هل هلالك" برؤية فنية جديدة تعيد إحياء تراثنا الفني الذى تتميز به هويتنا المصرية، من خلال إضافة منصتين فنيتين جديدتين للبرنامج، وهما منصة "غناوي زمان" للفنان عبدالرحمن عبدالله والفنانة أمنية النجار، أما المنصة الثانية فتحمل اسم "مزيكا" يقدمها عازف الكمان الفنان عمرو درويش .
ويقام ضمن برنامج فعاليات "هل هلالك" فى نسخته التاسعة، يوميا "ركن الطفل"، الذى يشمل ورش رسم وأشغال فنية تحت إشراف الفنانة سها كحيل، وذلك طوال فترة إقامة البرنامج، بهدف الاهتمام بالطفل وتنمية مهاراته .
وانطلاقا من وصول الثقافة والفن لكل الأسر المصرية، توجه وزارة الثقافة هذا العام دعوة عامة للجمهور، لمشاهدة فعاليات النسخة التاسعة لبرنامج هل هلالك مجانا، ويستقبل مسرح ساحة مركز الهناجر للفنون الجمهور يوميا فى الثامنة مساء حتى يوم ٢١ مارس الجاري .