الجيش لم يستعيد السيطرة على العاصمة صحيح. ولكنه يقوم بشيء آخر أكثر فعالية في تركيع المليشيا وإجبارها على الاستسلام وهو التدمير المستمر لعتادها وجنودها. محاولة السيطرة على أكبر مساحة ممكنة سيحول المعركة إلى سجال بين الجيش والمليشيا؛ بطبيعة الحال ستكون الخسائر متبادلة وسيحدث كر وفر، وهو وضع مريح للمليشيا؛ فهي تخسر والجيش يخسر والشعب يخسر.

ولكن الجيش اختار العمل باستراتيجية مختلفة، بالتركيز على استهداف قوة المليشيا نفسها وليس مجرد السيطرة على الأرض، وبذلك جعل الخسائر في اتجاه واحد، في المليشيا. عمليات خاصة، قصف طيران وقصف مدفعي وتدمير مستمر للمليشيا مع خسائر أقل في الجيش. هذه معادلة موجعة للمليشيا ويبدو أنها قد أتت ثمارها بالفعل مع الأخبار التي تظهر عن التنالات التي تقدمها المليشيا.

كان يمكن لوم الجيش لو أنه لم يحرر العاصمة ولم يشن في الوقت نفسه اي هجمات على المليشيا؛ حينها سيكون هناك تقاعس منه. ولكن الذي يحدث هو استمرار عمليات ضرب وتدمير المليشيا، ونتائج هذه العمليات لاشك أنها مؤثرة على قيادة المليشيا التي ترى بوضوح قدراتها وقواتها في تناقص كل يوم؛ ففي النهاية إما اختارت الرضوخ وهو المرجح أو استمر التدمير وصولاً إلى نقطة معينة ثم السحق الكامل والنهائي في العاصمة على الأقل.

هذه الحرب ليست سجالاً بين الجيش والمليشيا ولكنها تدمير متواصل للمليشيا بواسطة الطيران والمدفعية والعمل الخاص وبدرجة أقل من خلال الدفاع على مواقع الجيش وأقل منها بالاشتباك المباشر. إذا استطاع الجيش كسب المعركة بأقل الخسائر فما المشكلة في ذلك، خصوصاً إذا كانت الخسائر ستطيل أمد المعركة ولن تقصره. إذا استمرت الحرب سجال فقد تصمد المليشيا فترة أطول لأنها حينئذ ستقارن خسائرها بخسائر الجيش؛ أما الآن فالخسائر اتجاه واحد تقريباً؛ المليشيا تتدمر والجيش يحافظ على قوته ويضرب ويستمر في حشد القوة من خلال التعبئة والاستنفار؛ الأمر الذي يؤدي إلى اليأس المفضي للاستلام لدى المليشيا.

حليم عباس

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يبتدر عملية عسكرية كبيرة لاستعادة آخر جسر في الخرطوم من الدعم السريع

متابعات ــ تاق برس أطلق الجيش السوداني منذ فجر اليوم عملية عسكرية كبيرة من استعادة منطقة جبل أولياء الاستراتيجية – جنوبي الخرطوم – حيث آخر الجسور التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع وتستغله في الربط بين قواتها في الخرطوم وأم درمان بعد أن فقدت سيطرتها تماما على بحري وشرق النيل.

وآثار استخدام الأسلحة الثقيلة والقصف المدفعي العنيف حالة من الخوف والرعب في مدينة القطينة لكن الجهات الأمنية قدمت تطمينات للمواطنين بأن المعارك تدور في تخوم جبل أولياء. وحال سيطر الجيش السوداني على جسر جبل أولياء ستكون قوات الدعم السريع قد خسرت المنفذ الوحيد الذي كان يمكن أن تستفيد منه في الانسحاب لذلك ستكون هذه المعركة مفصلية وحال حقق الجيش هدفه يمكن أن يستعيد السيطرة على ولاية الخرطوم بالكامل.  وتضم منطقة جبل أولياء قاعدة النجومي الجوية ومقر الدفاع الجوي الذي سيطرت عليه قوات الدعم السريع منذ نوفمبر من العام قبل الماضي. الجيش السودانيالخرطومالدعم السريع

مقالات مشابهة

  • الجيش السوداني يبسط سيطرته على أماكن استراتيجية في الفاشر
  • الجيش السوداني يعلن سيطرته على مواقع إستراتيجية في الفاشر
  • مناصرة الجيش السوداني بين الكيد السياسي وفهم طبيعة الصراع
  • الجيش السوداني يكشف تفاصيل الوضع الميداني في الفاشر بعد هجوم بري واسع
  • شاخوان عبد الله: على السوداني أن يكون أكثر وضوحاً بشأن رواتب موظفي كوردستان
  • قائد الجيش السوداني يضع شرطا صارما للسلام مع الدعم السريع
  • الجيش السوداني يبتدر عملية عسكرية كبيرة لاستعادة آخر جسر في الخرطوم من الدعم السريع
  • البرهان: الجيش لن يعود لمفاوضات جدة إلا بعد إلقاء المليشيا السلاح ومحاسبة منتسبيها
  • مستشار حكومي:وزراء فاشلين فاسدين في حكومة السوداني جراء المحاصصة التي ارهقت الدولة
  • الجيش السوري يستعيد السيطرة على المناطق ويعزز الأمن والاستقرار في الغرب