سلطت صحيفة "فايننشال تايمز" الضوء على الحكم "الدامغ" الصادر من محكمة العدل الدولية بشأن اعتبار احتلال "إسرائيل" للضفة الغربية وشرقي القدس، غير قانوني.

وقالت الصحيفة البريطانية في افتتاحيتها، الثلاثاء، إن المحكمة الدولية أزالت الغموض المستمر منذ عقود من خلال حكم تاريخي بشأن الاستيطان والاحتلال للأراضي الفلسطينية، لكنها رأت أنه لن يغير أو يخفف من سلوك بنيامين نتنياهو، وحكومته اليمينية المتطرفة التي تؤيد ضم الضفة الغربية.



واعتبرت الافتتاحية أن تساهل النظام الغربي مع نتنياهو بشأن المستوطنات ومعاملتها بلطف فيما يتعلق بانتهاك القانون الدولي، يغذي تصورات النفاق الغربي ويقوض فكرة النظام الدولي العادل القائم على القواعد، وقد تفاقم هذا الشعور بسبب فشل الغرب في كبح جماح الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة.


تاليا نص افتتاحية "فايننشال تايمز":
إذا كان هناك أي غموض عالق حول عدم شرعية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المستمر منذ عقود، فقد أزاله حكم تاريخي صادر عن أعلى محكمة في العالم، ففي رأي استشاري مفصّل في 83 صفحة صدر الأسبوع الماضي، بحثت محكمة العدل الدولية في أنشطة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية التي تسيطر عليها منذ سنة 1967، وكانت النتيجة دامغة.

وقد وجدت المحكمة التابعة للأمم المتحدة أن جميع الإجراءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية تنتهك القانون الدولي، من المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية التي يقطنها نحو 700,000 يهودي إسرائيلي، إلى القيود المفروضة على حرية حركة الفلسطينيين، وتهجيرهم القسري وهدم منازلهم، وخلصت إلى أن ممارسات إسرائيل ترقى إلى ضم أجزاء كبيرة من الأراضي المحتلة، مضيفةً أنها تهدف إلى “خلق آثار لا رجعة فيها على الأرض”، وأن وجود إسرائيل “غير قانوني” وهي ملزمة بإنهائه “بأسرع ما يمكن”.

هذا الرأي غير ملزم، ولن يخفف من سلوك حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، التي تضم مستوطنين قوميين متطرفين يؤيدون ضم الضفة الغربية. وبالفعل، تسارعت وتيرة بناء المستوطنات في عهد نتنياهو الذي يتباهى بإحباط الطموحات الفلسطينية في إقامة دولة فلسطينية، كما أن إسرائيل لديها تاريخ من تجاهل قرارات الأمم المتحدة وأحكام المحاكم الدولية التي تنتقد أفعالها، مع موافقة هادئة من حلفائها الغربيين.


لكن  النتائج التي توصلت إليها محكمة العدل الدولية مهمة – وهي تنظر أيضًا في قضية منفصلة رفعتها جنوب أفريقيا تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة – فقد سلطت هذه الأحكام الضوء على المدى الكامل للممارسات الإسرائيلية غير القانونية في الأراضي المحتلة في وقتٍ سلطت فيه الحرب التي أشعلها هجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر الضوء مجددًا على الحاجة إلى حل الدولتين.

ولا شك أنه من المتوقع أن يثير الرئيس الأمريكي جو بايدن قضية إقامة دولة فلسطينية إذا ما التقى نتنياهو في واشنطن هذا الأسبوع، ومن المحتمل أن يدفع باتجاه وقف إطلاق النار في غزة ويؤكد على إصرار واشنطن على انسحاب القوات الإسرائيلية من القطاع عندما تنتهي الحرب. ولكن كلما ازدادت المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية ديمومةً وتوسعًا، كلما كان من الصعب إقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة. وينص رأي محكمة العدل الدولية على أن سياسات إسرائيل تنتهك “التزامها” باحترام حقوق الفلسطينيين في تقرير المصير.

ولا ينبغي أن يشكل أي من ذلك أي صدمة، فلطالما اعتبرت المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي ومعظم دول العالم المستوطنات الإسرائيلية غير قانونية، بينما تعتبرها الولايات المتحدة غير شرعية.

لكن الغرب تعامل مع إسرائيل بلطف، مما أعطاها بشكل أساسي تصريحًا مجانيًا لانتهاك القانون الدولي؛ حيث تتدفق البضائع بحرية بين المستوطنات والغرب، وعندما تكشف إسرائيل عن موجة جديدة من البناء في الضفة الغربية، تصدر الحكومات في أفضل الأحوال بيانات إدانة عادية، كما لم يكن هناك تقريبًا أي رد فعل في حزيران/يونيو؛ عندما أعلنت إسرائيل عن أكبر عملية استيلاء على الأراضي الفلسطينية منذ التسعينيات.


هذا التقاعس يغذي تصورات النفاق الغربي ويقوض فكرة النظام الدولي العادل القائم على القواعد، وقد تفاقم هذا الشعور بسبب فشل الغرب في كبح جماح الهجوم الإسرائيلي المدمر على غزة.

فالولايات المتحدة وحلفاؤها يضغطون على إسرائيل وحماس للتوصل لاتفاق لإنهاء الحرب وعودة الرهائن الإسرائيليين الذين احتجزوا خلال هجوم 7 تشرين الأول/أكتوبر، ولكن ما دامت إسرائيل قادرة على تعميق ضمها الزاحف للضفة الغربية دون أي تكلفة، فإن احتمال التوصل إلى تسوية تفاوضية دائمة للأزمة الإسرائيلية الفلسطينية سيظل حلمًا بعيد المنال، ويجب أن يفرض قرار محكمة العدل الدولية إعادة تقييم لسياسات الغرب تجاه انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي في الأراضي المحتلة.

وفي أعقاب ذلك، قال منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن الفجوة بين القانون وما يحدث على الأرض لم تكن يومًا بهذه الدرجة من التعقيد، وكل هذا يحدث “تحت أنظار المجتمع الدولي العاجز”، ولا يجب أن يكون الأمر على هذا النحو.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الغربية المحكمة الدولية الفلسطينية نتنياهو الاحتلال فلسطين نتنياهو الاحتلال الغرب المحكمة الدولية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محکمة العدل الدولیة الضفة الغربیة فی الأراضی

إقرأ أيضاً:

من رفح إلى العالم: التهجير خط أحمر.. التفاف تاريخي لدعم القضية الفلسطينية

في مشهد وطني استثنائي، احتشد المصريون أمام معبر رفح ليؤكدوا رفضهم القاطع لأي محاولات تهجير للفلسطينيين من أراضيهم. 

جاء هذا التحرك الشعبي والسياسي ليعكس اللحمة الوطنية بين الشعب المصري ودولته، واجتمع المواطنون بمختلف توجهاتهم في موقف تاريخي يدعم السيادة المصرية ويرفض أي ضغوط خارجية قد تؤثر على الأمن القومي.

وأكد المصريون ثوابتهم الراسخة من القضية الفلسطينية ووقوفهم صف واحد ضد أي مخططات خارجية، رافضين أي محاولات لإعادة رسم خريطة المنطقة على حساب القضية الفلسطينية أو الدولة المصرية.

وجاء هذا الاصطفاف بمثابة رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن مصر لن تقبل بأي حلول تأتي على حسابها، وأنها ثابتة في دعمها للحقوق الفلسطينية المشروعة.

رفع المحتشدون لافتات “لا للتهجير”: وأخرى داعمة للقضية الفلسطينية، تعبر عن دعمهم الكامل لموقف الدولة المصرية، مشددين على أن مصر كانت وستظل سندًا حقيقيًا للفلسطينيين دون المساس بسيادتها وأمنها القومي.

ولم يقتصر هذا الحشد الوطني على فئة أو تيار معين، بل شهد مشاركة قوية من جميع الأحزاب المصرية، سواء المؤيدة للحكومة أو المعارضة، في مشهد يجسد الوحدة الوطنية الحقيقية. وأكدت الأحزاب أن مصلحة الوطن تأتي قبل أي اعتبارات سياسية، مشددة على أن رفض مخطط التهجير هو واجب وطني لا يقبل المزايدات.

مقالات مشابهة

  • ماليزيا وجنوب أفريقيا تقودان مجموعة دولية لمنع إسرائيل من تحدي القانون الدولي
  • أمسية شعرية تجمع بين الشرق والغرب في معرض القاهرة الدولي للكتاب
  • من رفح إلى العالم: التهجير خط أحمر.. التفاف تاريخي لدعم القضية الفلسطينية
  • رويترز: المحكمة الجنائية الدولية تطالب إيطاليا بتفسير إعادة نجيم إلى ليبيا
  • تركيا: حظر اسرائيل لأنشطة الاونروا انتهاك صريح للقانون الدولي
  • من داخل المحكمة.. كيف تدار المحاكمة الجنائية بمشروع القانون الجديد؟
  • «أونروا»: قرار إسرائيل بإخلاء مقارنا أحادي وعدائي ولا يتماشى مع القانون الدولي
  • صربيا تنتهك القانون الدولي.. صادرات السلاح إلى “إسرائيل” قفزت بنسبة 3000%‎
  • الاتحاد الأوروبي: المستوطنات في فلسطين غير قانونية بموجب القانون الدولي
  • بعد وصول ترامب للرئاسة.. مجلس الشيوخ الأمريكي يعرقل مشروع قانون لمعاقبة المحكمة الجنائية الدولية