ذكرت صحيفة "لوس أنجيليس تايمز" أن الديمقراطيين منقسمون حول مقاطعة خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، أمام الكونغرس.

وأوضحت أنه في الوقت الذي يحاول الديمقراطيون التوحد حول مرشح رئاسي جديد، وصل إلى عاصمة البلاد زعيم أجنبي يفرقهم، والعديد من الأميركيين.

ونتانياهو الذي وصفته الصحيفة بـ"أحد أكثر زعماء العالم استقطابا"، سيلقي كلمة أمام الكونغرس، الأربعاء، بعدما جاء إلى واشنطن بدعوة من المشرعين الجمهوريين، رغم معارضة كثير من الديمقراطيين.

وترى الصحيفة أنه إذا كان نتانياهو يقصد من هذه الرحلة أن يضع الرئيس بايدن في موقف حرج، بعدما اتهمه باحتجاز شحنات من الأسلحة، فقد فاجأه قرار بايدن المهم، الأحد، بمغادرة السباق الرئاسي.

وكان بايدن قد أوقف شحنة واحدة من القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل هذا العام بينما كانت إسرائيل تهدد بمهاجمة مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث كان يلجأ نحو مليون فلسطيني.

وأشارت الصحيفة إلي أنه آخر مرة تحدث فيها نتانياهو أمام الكونغرس كانت في عام 2015 وسط علاقة متوترة مع الرئيس الأسبق باراك أوباما. عادةً ما يرأس نواب الرئيس الخطابات المشتركة، لكن نائب الرئيس آنذاك جو بايدن كان مسافرًا ولم يحضر.

ووفقا للصحيفة، ستُظهر المتغيرات الجديدة على الساحة كيف ستتغير خطة لعب نتانياهو، وكيف ستختار الإدارة التعامل مع تدخله في السياسة الأميركية.

وأشارت إلى أنه في كاليفورنيا الليبرالية، موطن جاليات يهودية وعربية أميركية كبيرة ومؤثرة، أثارت زيارة نتانياهو انقساما في وفد الكونغرس.

ومن المتوقع، بحسب الصحيفة، أن ينضم العديد من الديمقراطيين في الولاية إلى العشرات من زملائهم من جميع أنحاء البلاد في مقاطعة الخطاب. ونظم بعض الأعضاء فعاليات إضافية، الأربعاء، بما في ذلك خلال خطاب نتانياهو.

ولن تحضر نائبة الرئيس كامالا هاريس، المرشحة الرئاسية الديمقراطية الأوفر حظا، الخطاب لكنها ستعقد اجتماعا خاصا مع نتانياهو، الخميس.

وتعرض نتانياهو لانتقادات لاذعة بسبب طريقة تعامله مع الحرب في قطاع غزة، والتي بدأت بعد أن هاجمت حركة حماس جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر، ما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة.

ومنذ ذلك الحين، تجاوز عدد القتلى الفلسطينيين في الغارات الجوية والتفجيرات والغزو البري الإسرائيلي 39 ألف، وفقًا لوزارة الصحة في غزة، بينهم أعداداً كبيرة من النساء والأطفال.

ومع ذلك، فإن الصحيفة ترى أن دعم بايدن لإسرائيل كلفه سياسياً في الداخل بين دوائر الناخبين الرئيسية وفي الخارج، حيث يُنظر إلى الولايات المتحدة على أنها متواطئة فيما تعتبره بعض الحكومات إبادة جماعية في غزة.

وتمنح واشنطن إسرائيل سنويا أكثر من ثلاثة مليارات دولار من المساعدات، لكن هذا الرقم زاد ثلاثة أضعاف منذ 7 أكتوبر مع إمدادات الأسلحة الضخمة.

وتتوقع الصحيفة أن يستخدم نتانياهو خطابه، الأربعاء، للمطالبة بالمزيد من المساعدات والأسلحة، دون تأخير، وهو الأمر الذي أُثبت أنه يمثل مشكلة بالنسبة للعديد من أعضاء الكونغرس الديمقراطيين، خاصة أن الكثيرين يميزون بوضوح بين دعم إسرائيل ودعم نتانياهو.

وقبل خطاب نتانياهو، كان من المقرر أن يكون النائب مارك تاكانو (ديمقراطي من ريفرسايد) جزءًا من مجموعة من المشرعين الذين يجتمعون مع مواطنين إسرائيليين تم اختطاف أفراد عائلاتهم في 7 أكتوبر.

وقال تاكانو في بيان إنه ظل يبحث لأسابيع بشأن ما إذا كان سيحضر الخطاب قبل أن يقرر عدم الحضور.

وأضاف أنه يعتقد أن الجمهوريين أعطوا نتانياهو منصة لمزيد من زرع الانقسام بين أعضاء الكونغرس واتهم الزعيم الإسرائيلي بإطالة أمد الصراع، متجاهلا مناشدات مواطنيه للتركيز على إعادة الرهائن المتبقين إلى وطنهم ورفض مخاوف الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء حول خسائر الحرب على المدنيين الفلسطينيين.

وكتب: "في الأشهر الأخيرة، شعرت بقلق متزايد بسبب تصرفات نتانياهو، التي سعت إلى تعزيز بقائه السياسي بدلاً من تأمين عودة الرهائن ووقف إطلاق النار الذي تشتد الحاجة إليه".

وقال النائب مايك ليفين (ديمقراطي عن سان خوان كابيسترانو)، الذي دعا إلى تغيير القيادة الإسرائيلية، إنه سيحضر خطاب نتانياهو رغم ذلك.

ويحظى ليفين بتأييد لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية، المعروفة باسم  AIPAC، وهي مجموعة مؤثرة مؤيدة لإسرائيل أطلقت حملات في جميع أنحاء الولايات المتحدة لإسقاط المرشحين الذين ينتقدون تصرفات إسرائيل في الحرب بين إسرائيل وحماس.

وقال ليفين: "في أي وقت يحضر حليف، أعتقد أنه من المهم أن يتواجد أعضاء الكونغرس، وليس بالضرورة دعمًا لذلك الزعيم، بل دعمًا لشعب تلك الأمة والعلاقة المهمة التي تربط دولة إسرائيل الديمقراطية اليهودية بالولايات المتحدة".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: أمام الکونغرس خطاب نتانیاهو

إقرأ أيضاً:

مسؤول بإدارة بايدن يعد بضمان أمن إسرائيل إذا انسحبت من محور فيلادلفيا

صرّح مسؤول بارز في إدارة بايدن أن الولايات المتحدة واثقة من قدرتها على ضمان أمن إسرائيل إذا انسحبت القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا، حتى وإن لم تكن هناك أي قوة أخرى تتولى المسؤولية في تلك المنطقة، كما يطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وأوضح المسؤول أن المرحلة الأولى من الاتفاق الجاري لا تتضمن انسحابا كاملا للقوات من قطاع غزة، بل تقتصر على المناطق المكتظة بالسكان، وأنه لا يوجد شرط للانسحاب الكامل من القطاع في هذه المرحلة.

وأكد المسؤول الأميركي أن هناك خلافا حول ما إذا كان محور فيلادلفيا يُعتبر منطقة مكتظة بالسكان، وتم التوصل إلى حل وسط يتم بموجبه تقليص وجود القوات الإسرائيلية على طول المحور بشكل ملحوظ.

ورغم ذلك، لا تزال القضية محط خلاف سياسي داخل إسرائيل، خاصة مع المعارضة الشديدة التي يبديها الوزيران الإسرائيليان بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذان وصفا الاتفاق بأنه "صفقة غير شرعية".

معارضة نتنياهو لصفقة الهدنة

وفي مؤتمر صحفي، انتقد نتنياهو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بشدة، متهما إياها برفض جميع مقترحات الهدنة التي جرت بوساطة دولية مقابل إطلاق سراح الأسرى المحتجزين.

وأشار إلى أن إصرار حكومته على الاحتفاظ بالسيطرة على محور فيلادلفيا، الذي يمتد على طول حدود قطاع غزة مع مصر، يأتي لضمان عدم إعادة تسليح حماس، وأن هذه المسألة ليست العائق الوحيد في المفاوضات.

وفي السياق ذاته، أوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر أن الولايات المتحدة تتفهم حاجة إسرائيل لضمان عدم تهريب الأسلحة عبر محور فيلادلفيا، لكنه أشار إلى وجود حلول ممكنة لهذه القضية إذا قدّم الطرفان التنازلات اللازمة.

ومن جهتها، أكدت حماس في بيانها الصادر ليل الأربعاء-الخميس أنه لا حاجة لطرح مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرة أن الأهم في هذه المرحلة هو الضغط على نتنياهو وحكومته للالتزام بما تم الاتفاق عليه في المفاوضات السابقة.

وحذرت الحركة من أن نتنياهو يستخدم المفاوضات وسيلة لإطالة أمد العدوان على الشعب الفلسطيني، وأن قراره بعدم الانسحاب من محور صلاح الدين (المعروف أيضا بمحور فيلادلفيا) يمثل محاولة لإفشال أي اتفاق يمكن التوصل إليه.

وأشار المسؤول الأميركي إلى أن الاتفاق الحالي يتألف من 18 بندا، تم الاتفاق على 14 منها، في حين تتعلق البنود المتبقية بمسائل الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين.

وذكر أن هناك اتفاقا بنسبة 90% على الصفقة، وأن إسرائيل تسعى جاهدة لسد الفجوات مع حماس، لكن الحركة تجعل العملية صعبة للغاية.

وأضاف المسؤول أن مصر وقطر بذلتا جهودا كبيرة لتقريب وجهات النظر بين الطرفين، إلا أن مقتل 6 أسرى إسرائيليين خلال نهاية الأسبوع غيّر طبيعة المحادثات، وأثر على التقدم الذي تم إحرازه.

وأكد أن الولايات المتحدة مستمرة في دعم الجهود الرامية لإبرام الاتفاق، لكن لم يتم بعد التوصل إلى توافق حول بعض القضايا الحساسة مثل معبر رفح.

مقالات مشابهة

  • مصر: استمرار تعنت نتانياهو عقبة أمام جهود الهدنة
  • صحف عالمية: عمليات إسرائيل بالضفة عبثية وعلى هاريس الابتعاد عن بايدن
  • تقرير واتهام صادم من الكونغرس الأمريكي ورسالة إلى بايدن بشأن العراق
  • فرنسا: إيقاف أستاذ جامعي في "مدرسة تولوز للإقتصاد" عن العمل لدعوته مقاطعة إسرائيل
  • خليل الحية: أمام مراوغات نتنياهو نؤكد تمسكنا بقبول مقترح بايدن
  • بدون إسرائيل.. عائلات الرهائن الأميركيين تضغط على بايدن لعقد صفقة مع حماس
  • أمام قادة أفريقيا.. خطاب كاسح لرئيس الصين شمل تعهدات رسمية
  • مسؤول بإدارة بايدن يعد بضمان أمن إسرائيل إذا انسحبت من محور فيلادلفيا
  • مصدر مصري يتهمه بـ الكذب.. نتانياهو يكرر تصريحاته بشأن محور فيلادلفيا
  • مصادر مصرية: السلاح يدخل الضفة وغزة من إسرائيل بعلم نتانياهو