حكم على أليكسي سولداتوف، أحد رواد الإنترنت في روسيا، بالسجن لمدة عامين بتهمة إساءة استخدام منصبه، وهو حكم يعتبره البعض ذا دوافع سياسية.
وأدين سولداتوف، الذي شغل منصب نائب وزير الاتصالات في الفترة 2008-2010، ويلقب بـ"أبو الإنترنت"، الاثنين، بتهم تتعلق بصفقة لنقل مجموعة من عناوين بروتوكول الإنترنت إلى منظمة مقرها في الخارج.
كما أدانت محكمة مقاطعة سافيولوفسكي في موسكو وحكمت على شريك سولداتوف التجاري يفغيني أنتيبوف بالسجن لمدة سنة في نفس القضية الجنائية.
وفي عام 1990، قاد سولداتوف، عالم الفيزياء النووية، شبكة الكمبيوتر Relcom التي قامت بأول اتصال سوفيتي بالإنترنت العالمي. وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991، ساعد سولداتوف في إنشاء منظمات أخرى وفرت العمود الفقري التقني للإنترنت الروسي منذ ذلك الحين.
وأشارت تقارير إعلامية روسية إلى أن التهم الموجهة إلى سولداتوف تعود إلى نزاع حول اسم نطاق على الإنترنت بدأه مسؤول حكومي كبير.
وندد نجل سولداتوف، أندريه سولداتوف، وهو صحفي استقصائي يعيش في الخارج ويواجه تهما جنائية في روسيا مرتبطة بانتقاده للأعمال العسكرية الروسية في أوكرانيا، بالحكم. وقال إن المحكمة ليس لها الحق القانوني في وضع والده البالغ من العمر 72 عاما خلف القضبان لأنه مصاب بمرض عضال.
وكتب أندريه في مقال نشره مركز تحليل السياسة الأوروبية (CEPA) ومقره واشنطن "قررت الدولة الروسية، الانتقامية والعنيفة بشكل متزايد بطبيعتها ، أن تسلب حريته ، وهو مثال على الطريقة التي تعامل بها روسيا الأشخاص الذين ساعدوا في المساهمة في تحديث وعولمة البلاد"، وأضاف "جريمته الحقيقية في نظر هذا النظام الشرير؟، هي أن له عقلا مستقلا، نزاهة حقيقية، وابنا يعيش في المنفى ويكتب عن انحدار البلاد إلى ديكتاتورية".
المصدر: الحرة
إقرأ أيضاً:
داعش يعود.. نشاط عبر الإنترنت وهجمات جديدة تهدد العالم
في غرف الدردشة التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي والتي كانت خاملة تقريباً طوال سنوات، بدأت المحادثات تتزايد في الأشهر الأخيرة، وأعاد النشطاء نشر الرسائل بشكل متزايد على تطبيقات المراسلة المفضلة مثل تلغرام وروكيت تشات، على أمل تجنيد المزيد من الأعضاء وكذلك التشجيع على الهجمات.
قام داعش- خراسان بتفعيل استراتيجيته الطموحة المتمثلة في تدويل أجندته
وتقول صحيفة "التايمز" البريطانية إن ناشطاً في هذه المنصات كتب عن منفذ هجوم نيو أوزليانز: "إذا كان أخاً، فهو أسطورة. الله أكبر".
وتردد أن المنفذ استلهم أفكاره من "داعش". وقد اجتذبت هذه الرسالة آلاف ردود الأفعال.
هجمات على أمريكاونشر أحد المنافذ المؤيدة للتنظيم الخميس مقطع فيديو يدعو إلى المزيد من الهجمات على الولايات المتحدة، كما نشرت إحدى المجموعات تحت عنوان "هل ما زالوا يعتقدون أننا سنغادر؟" مشجعة على القتال ضد الغرب. وقالت: "حان الوقت للهجوم، لقد حان الوقت لتدمير أسس أمريكا، أشعلوا النار".
واستخدمت الجماعات الإرهابية غرف الدردشة منذ فترة طويلة، لكن الخبراء يقولون إن هذا الاتجاه زاد بشكل كبير منذ حرب غزة، ونشرت إحدى الجماعات التابعة لتنظيم داعش - ولاية خراسان في أفغانستان دليلاً حول كيفية مهاجمة اليهود.
وتقول الصحيفة البريطانية إن ارتفاع نشاط الإرهابيين حول العالم عبر الإنترنت هو انعكاس لعودة داعش على الأرض.
Since the heyday of ISIS's caliphate attacks by Muslim-Americans have plummeted. But 2024 marked a resurrection, with the New Orleans attack topping off a bloody year. Trump's budget cuts and isolationism probably won't help. My piece for @TheEconomisthttps://t.co/noqW6fV0Wu
— Rebecca Jackson (@rsimjackson) January 2, 2025ونفذ "داعش" هجوماً على مسرح خارج موسكو في مارس (آذار) الماضي أسفر عن مقتل 145 شخصًا. ثم توعد بنفس المستوى من المذبحة ضد هدف أمريكي، وأصدر ملصقاً يظهر مبنى الكابيتول الأمريكي والرسالة: "أنت التالي".
وهُزمت الخلافة المزعومة التي أعلنها داعش في جميع أنحاء سوريا والعراق بدعم عسكري أمريكي في عام 2019، لكن المجموعة تحولت منذ ذلك الحين إلى مجموعة لامركزية من الخلايا والشركات التابعة في جميع أنحاء العالم.
رص الصفوفبهدوء ودون ضجة، كان الإرهابيون يعيدون تجميع صفوفهم ببطء وبناء نفسهم في سوريا وأفغانستان، حيث انهارت الحكومتين، وكذلك أجزاء من غرب أفريقيا والصومال.
وحذر جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس بايدن، الشهر الماضي، من أن القلق الأكبر للإدارة الأمريكية هو عودة داعش، مشيراً إلى أن التنظي يحب الفراغ الأمني، وحالياً تتكون سوريا من مناطق غير خاضعة للحكم بسبب سقوط نظام الأسد".
وقال كولين كلارك من مجموعة "صوفان"، وهي شركة استشارية تركز على قضايا الأمن العالمي إن "الهجوم الإرهابي في نيو أورليانز يؤكد ببساطة ما كان كثيرون في مجتمع مكافحة الإرهاب يقولونه على مدار العام الماضي، وهو أن داعش لا يزال يشكل تهديداً عنيداً ومستمراً ولن يتلاشى ببساطة".
ويعتقد كلارك أن تنظيم داعش- خراسان، الذي يضم آلاف المقاتلين بين صفوفه، سيكون الشغل الشاغل لأجهزة الاستخبارات في إدارة ترامب.
وتقاتل الجماعة المسلحة حكومة "طالبان" في أفغانستان، لكنها تنشر أيضاً نوعها من الإرهاب على مستوى العالم.
ومع نمو الجماعة، أصبحت رسالتها أكثر جاذبية لأولئك الذين يعيشون خارج أراضيها.
The attack in New Orleans is now a confirmed ISIS attack & is believed he had assailants with him.
A known ISIS terrorist from azerbaijan who crossed the border in early 2024 and was threatening US citizens saying “you will soon know who I am” his still on the loose. pic.twitter.com/n4uz0V3czE
وقالت أميرة جادون، أستاذة في جامعة كليمسون بولاية ساوث كارولينا والتي تقدم المشورة للحكومة الأمريكية بشأن مكافحة الإرهاب: "بعد استيلاء طالبان، قام داعش- خراسان بتفعيل استراتيجيته الطموحة المتمثلة في تدويل أجندته ".
وأوضح الجنرال مايكل كوريلا، قائد القيادة المركزية الأمريكية، خلال شهادته أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب أن "داعش- خراسان يحتفظ بملاذ آمن في أفغانستان، ويواصلون تطوير شبكاته داخل وخارج البلاد"، مضيفاً أن "هدفه شن هجمات عالمية على أي شخص لا يتماشى مع أيديولوجيته المتطرفة، وقد أثبتت جهود طالبان لقمع الجماعة عدم كفايتها".
700 هجومفي سوريا، نفذ تنظيم داعش ما يقرب من 700 هجوم في الأشهر الاثني عشر الماضية، أي ثلاث مرات ضعف العام السابق، وفقًا لحسابات تشارلز ليستر، الزميل البارز في معهد الشرق الأوسط.
ومنذ سقوط بشار الأسد في ديسمبر(كانون الأول)، تظهر السيطرة الهشة لحلفاء الولايات المتحدة على وسط وشمال شرق سوريا علامات على التعثر.
وتتعرض قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد والتي هزمت "داعش" في عام 2019 للهجوم من الجماعات المسلحة المدعومة من تركيا، الخصم القديم الذي ردعته قوات الأسد في السابق.
وحذرت قوات سوريا الديمقراطية من أنها ستضطر إلى تحويل المقاتلين من الدفاع عن السجون والمعسكرات الصحراوية المترامية الأطراف التي تضم عشرات الآلاف من أعضاء داعش المتهمين، إلى خطوط المواجهة الجديدة إذا اشتد القتال.
واعتمد الأكراد منذ فترة طويلة على الدعم الأمريكي، لكن الرئيس المنتخب ترامب قال إنه ليس لديه رغبة في الاستمرار في خوض "حروب أجنبية".