معرض بورسعيد للكتاب يحتفي بالراحل محمد يونس.. شعراء: يتمتع بمكانة عالية
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
نظمت الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، مساء أمس، ضمن فعاليات معرض بورسعيد السابع للكتاب، المقام حاليا تحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، ندوة بعنوان "تكريم الشاعر الراحل محمد يونس"، شارك فيها كل من الناقد الدكتور يوسف نوفل، الشاعر سامح درويش، وأدارها الشاعر أحمد الأقطش.
وقد استهلّ الشاعر أحمد الأقطش الحديث بالتعبير عن مدى أهمية هذا التكريم ودوره في تسليط الضوء على الحركة الشعرية في بورسعيد، والتعريف بالشاعر محمد يونس (1939-2024)، وقيمته في الحركة الشعرية في مصر والوطن العربي، لافتا الراحل ولد في بورسعيد، وتخرج في كلية الآداب جامعة القاهرة، وبدأ نشاطه الشعري في الستينيات، ثم سافر للعمل بالتدريس في السعودية، واستقر في القاهرة عقب عودته، وأصدر أول دواوينه سنة 1987 تحت عنوان "نصغي ويقول الموج" وهو ديوان شاركه فيه أربعة آخرون من شعراء بورسعيد، وبعد انقطاع عن النشر عاد بديوان جديد بعنوان "الحرث في البحر" سنة 2000، وكان آخر دواوينه "آدم والمصير" الذي نشره سنة 2023.
كان محمد يونس ذا نفس شعري سيال، وكان مشهورًا بقصائده الطويلة، وقدرته على إلقائها عن ظهر قلب، وتولى مسئولية إدارة الأمسيات الأدبية بالرابطة الإسلامية بشارع صبري أبو علم خلفًا للشاعر الكبير وجدي شبانة، كما تنوعت مشاركاته في الأمسيات الشعرية بين القاهرة وبورسعيد.
كرمه مؤتمر بورسعيد لليوم الواحد سنة 2020 باعتباره أحمد الرموز التي أسهمت في الحركة الأدبية في بورسعيد، وكان المؤتمر برئاسة الأستاذ الدكتور يوسف نوفل.
من أجواء آخر دواوينه الديوان القصيدة "آدم والمصير"
لو آدمُ عاد
في طيّ حقائبه ذكرى العصيان
ووصايا الرَّبِّ بألا يغويه الشيطان
لأعاد الذنبٍ فزلَّ وضيعه النسيان
وتعلل بالعذر العاري
من كل أسانيد البرهان
أن الأقدار قضت
ليكون برغم توقِها ما كان
واستهل الناقد الدكتور يوسف نوفل حديثه بسعادته لتكريم الشاعر محمد يونس، والاحتفاء به، فقد جمعهما رابط مشترك في نشأتهما سويا؛ وهو حبهما وشغفهما بالأدب، وظلت علاقتهما مستمرة حتى وفاته.
يتمتع محمد يونس بمكانة عالية في جذور الحركة الشعرية البورسعيدية؛ باعتباره امتدادا لشعراء بورسعيد الكبار أمثال: عبد الرحمن شكري، حامد البلاسي، عبد اللطيف بدر، محمد عبده العباسي، وكامل عيد وغيرهم الكثير.
محمد يونس ابن عبقرية هذا المكان الخالد، فهو عاشق لبورسعيد، وتتجلى في أعماله خصوصية المكان والزمان اللذان يمثلان عنصرا أساسيا في إبداع أي مبدع، وهما كذلك بشكل أكبر في إبداع محمد يونس، فالمكان في شعر محمد يونس هو سيد الموقف، فمن عناوين دواوينه "الحرث في البحر" نجد معجم البحر وما يتصل به من صيادين ومراكب وشباك... إلخ، كما تجد في شعر محمد يونس مفردات الساحل، والبحر والموج وما إلى ذلك هي السائدة في مفرداته، وموضوعه الشعري.
وكأحد مبدعي الأقاليم لم ينل محمد يونس حظه وحقه الكامل من الشهرة والاهتمام والتكريم والجوائز كحال الغالبية العظمى من مبدعي الأقاليم الذين يختفون في الظل.
وقد اعتبر محمد يونس كأحد شباب الشعراء الإحيائيين، الذين تولوا إعادة إحياء البناء الشعري التراثي الخليلي بعد أن عانت القصيدة الخليلية من الوهن والآفات اللغوية.
وتتميز السمات الأساسية لشعر محمد يونس أنه من المحافظين على القصيدة التراثية الخليلية في قالبها الموسيقي، وثراء المعنى والاعتماد على التصوير، والعودة للعصر الذهبي للقصيدة التراثية الخليلية. كما أنه ابن بيئته حقا التي تتجلى في أعماله.
وقد تلا كلمة الدكتور الناقد يوسف نوفل عرض تسجيل صوتي؛ لإحدى القصائد القصيرة للشاعر الراحل محمد يونس بصوته.
من أجواء قصيدته "لن يُمهلك"
اثنان لا يتآلفان على
صراط من يقين
وافٍ لعهدٍ دون إرغامٍ يصون
سكناه في قلب البقاء وفي العيون
وغو خئون
مثواه إقبار المنون
فلكونه ألا يكون
وقرينه الشيطان زَيَّنَ
بالتشيطن ما يشين
وفي شهادته تحدث الشاعر الدكتور سامح درويش عن لقائه بالشاعر محمد يونس عن طريق الصديق المشترك الفنان البورسعيدي الموسيقار فاروق البولاقي، وأنه كان دارسا للأدب العربي ذو ثقافة واسعة انعكست على شعره، وقد كان يتميز بالنفس الطويل والإسهاب، والاسترسال والتدفق الشعري، ورغم ذلك لم يكن يحرص على جمع أعماله الشعرية بالكامل، وناشد درويش أسرة الشاعر محمد يونس بالاهتمام بجمع ما لم ينشر من شعره؛ ليتم نشره وتوثيقه.
ثم تحدثت ابنة الشاعر محمد يونس عن الجوانب الإنسانية والروحية في حياة والدها، وعبرّت عن امتنانها على الوفاء بهذا التكريم والاحتفاء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الهيئة المصرية العامة للكتاب وزير الثقافة جامعة القاهرة بورسعيد یوسف نوفل
إقرأ أيضاً:
"القاهرة للكتاب" يحتفي برموز الفن المصري
في محاولة من المؤلفين لرد الاعتبار إلى أسماء فنية غابت عنها الأضواء، تبرز كتب السير الشخصية والإصدارات التذكارية عن أعلام الفن المصري داخل أجنحة معرض القاهرة الدولي للكتاب هذا العام كعلامة على امتداد أثرهم في وجدان القراء رغم مرور عقود على رحيلهم.
وعلى رأس قائمة الاسماء الفنية، يتربع اسم المطربة أم كلثوم (1898-1975) على عناوين عدد من الكتب منها (أم كلثوم.. من الميلاد إلى الأسطورة) الصادر عن ديوان للنشر للكاتب حسن عبد الموجود الذي يسرد 50 حكاية عن الفنانة الراحلة تشمل مفارقات في مشوارها منذ كانت طفلة في الريف حتى صارت أيقونة فنية.وبمناسبة مرور 50 عاماً على ذكرى وفاة أم كلثوم، أصدرت دار إبداع للنشر والتوزيع كتابا بعنوان (صاحبة الجلالة.. أم كلثوم) للمؤرخ الفني محمد شوقي.
ويتحدث الكتاب عن جوانب عدة في مسيرة "كوكب الشرق" منها نظرة الغرب لها، ورحلاتها الخارجية، واستقبالها في معظم مطارات العالم العربي بحفاوة تحاكي استقبال الملوك وكبار الشخصيات.
أما كتاب (أم كلثوم والأتراك) الصادر عن دار مرفأ للثقافة والنشر للباحث الموسيقي التركي مراد أوزيلدريم وترجمة أحمد زكريا وملاك دينيز أوزدمير، فهو أيضا من الكتب التي تخلد سيرة المطربة القديرة.
ويبين الكتاب تأثر الأتراك بالمطربة المصرية الراحلة خاصة في فترة حظر إذاعة الموسيقى الكلاسيكية في تركيا بين عامي 1934 و1936 مما جعل أم كلثوم الصوت الأقرب لأذن المستمع التركي عبر أثير الإذاعة الحكومية المصرية الناشئة آنذاك.
أما كتاب (أم كلثوم ومن معها) للكاتب إبراهيم شكري فيقدم شرحا مبسطا للموسيقى والمقامات وفهما أوسع لتاريخ الموسيقى العربية للقارئ غير المتخصص مع تحليل لأشهر أغاني أم كلثوم.
كما ساهم القاص والصحفي شريف صالح في إحياء ذكرى أم كلثوم عبر رواية صادرة عن الدار المصرية اللبنانية في 270 صفحة من القطع المتوسط بعنوان (مجانين أم كلثوم).
ويعرف الناشر بالكتاب قائلا: "لا تقدم هذه الرواية فقط توثيقا لروائع "الست" وإنما هي محاولة جدية لرسم سردية جديدة لأغنياتها التي باتت في دماء الشعب العربي بأكمله، كجزء من الهوية المصرية والعربية".
وفي دار ريشة للنشر والتوزيع المتخصصة في كتب السير الذاتية يجد القارئ مجموعة كبيرة من الإصدارات عن رموز الفن المصري في معرض القاهرة للكتاب منها (مَلِك حزين.. سيرة درامية) عن الممثل الكوميدي إسماعيل ياسين من تأليف الناقد الفني ماهر زهدي.
كما يجد كتاب (توفيق الدقن.. العبقري المظلوم حيا وميتا) لمؤلفه رشدي الدقن ابن شقيق الممثل الراحل.
ويذكر المؤلف إن الكتاب قائم في الأساس على مذكرات كتبها الدقن بنفسه في حوالي 13 أو 14 ورقة كبيرة وكانت ابنته هالة تتولى مهمة صياغتها لكن القدر لم يمهلها وتوفيت أوائل العام الماضي قبل الانتهاء من العمل.
وقال بعد رحيل ابنة عمه "شعرت أن إنجاز هذا الكتاب بات مسؤولتي.. ولمدة عامين أدقق كل معلومة.. وفي جلسات مطولة مع ابن العم العزيز ماضي الدقن الذي رافق الفنان الكبير في الكثير من المواقف".
كما أعاد معرض القاهرة للكتاب الاعتبار للممثلة ميمي شكيب في كتاب بعنوان (ميمي شكيب.. سيرة أخرى) الصادر عن ديوان للنشر في 240 صفحة للكاتب والباحث محمد الشماع.
وأوضح الشماع إن الكتاب يرتكز على مذكرات الفنانة الراحلة التي نشرت في حلقات بمجلة عربية لكن ما سردته عن نفسها توقف عند عام 1974 ليبدأ هو في استكمال باقي التفاصيل عبر بحثه وتدقيقه في كل ما نشر وكتب عنها لاحقا.
وتشارك 1345 دار نشر من 80 دولة في الدورة 56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب المقامة بمركز مصر للمعارض الدولية في الفترة من 23 يناير (كانون الثاني) إلى 5 فبراير (شباط).