رضيع فلسطيني يخرج حيا من رحم أمه بعد مقتلها في ضربة إسرائيلية
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
غزة - رويترز
لم تكن علا الكرد، الحامل في شهرها التاسع، تطيق انتظار الأيام المتبقية على الولادة، وتحلم بالرضيع الذي ستحمله بين يديها، وتجلب به حياة جديدة إلى قطاع غزة خلال الحرب التي أودت بحياة ما يربو على 39 ألف فلسطيني ودمرت جزءا كبيرا من القطاع. لكن القدر لم يمهلها هذه الأيام القليلة.
قال والدها عدنان الكرد إن منزل العائلة تعرض لهجوم جوي إسرائيلي في النصيرات بوسط قطاع غزة يوم 19 يوليو تموز.
لكن حدثت المعجزة وهي نجاة طفلها الرضيع، وكذلك زوجها الذي دخل المستشفى بعد القصف.
وقال عدنان الكرد وهو يتأمل صورة لابنته أثناء التخرج "معجزة يعني أنه الجنين ظل كويس في بطنها وهي تستشهد".
وتسبب الانفجار، مثل العديد من الانفجارات الأخرى، في مقتل عدة أفراد من أسرة واحدة، وهي مأساة يومية تشهدها عائلات غزة منذ أن بدأت إسرائيل حملتها العسكرية في القطاع ردا على هجوم شنه مسلحو حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
ولم تفلح المحاولات العديدة بوساطة الولايات المتحدة ومصر وقطر في التوصل إلى وقف لإطلاق النار. ولذلك، فمن المستعبد توقف الهجمات الجوية والقصف الإسرائيلي في أي وقت قريب.
وأضاف الكرد "كان أملها الوحيد يعني أنها تمسك ابنها وتحضنه وتملى علينا الدار... وكانت تقول لأمها يعني خلاص إن شاء الله أعوض إخواتي اللي استشهدوا بولادي وأملى عليكم الدار".
ورغم كل الصعوبات، تمكن الأطباء في مستشفى العودة بالنصيرات، التي نُقلت إليها علا بعد الهجوم، من إنقاذ المولود مالك ياسين. ونُقل بعد ذلك إلى مستشفى الأقصى في دير البلح حيث كانت خالته تتحسس وجهه وهو في الحضّانة.
وقال الطبيب خليل الدكران في المستشفى حيث تم تدمير العديد من المرافق الطبية على مدار أكثر من تسعة أشهر من الحرب "تم إنقاذ حياة المولود أو الجنين، وتم بفضل الله عمل عملية في قسم الاستقبال وتم انتشال هذا الطفل ووضعه في الحضانة".
وقال الكرد، وهو يحدق في صور أبنائه الثلاثة الذين قُتلوا في حرب غزة، إن الطفل ياسين أشقر مثل خاله عمر الراحل. وأضاف "وكل يوم والله بروح عليه وبزوره، هو حتة مني".
ولا يحصل الأطفال الرضع الناجون من القصف الإسرائيلي المتكرر على أي نوع من الراحة أو الرعاية لأن الصراع يلحق المزيد من الدمار بقطاع غزة المكتظ بالسكان.
وقال الدكران "قسم الحضانة ممتلئ أيضا على بكرة أبيه بالمصابين وبالمرضى. وحقيقة، نحن نواجه صعوبات كبيرة في قسم الحضانة. أولا لسبب عدم وجود أدوية أو مستلزمات طبية كافية. ثانيا نخشى أن المولد الكهربائي الرئيسي الموجود في هذا المستشفى أن يتوقف في أي لحظة".
وتعرضت المستشفيات في أنحاء القطاع الفقير للتدمير أو لأضرار بالغة خلال الحرب التي بدأت بهجوم شنه مسلحو حماس على إسرائيل مما أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز أكثر من 240 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
وردت إسرائيل بهجوم جوي وبري قتل أكثر من 39 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة، مع تسوية جزء كبير من القطاع الساحلي بالأرض.
وتابع الدكران قائلا "ما ذنب الطفل الذي بدأ حياته بظروف صعبة وسيئة جدا، حُرم من أبسط مقومات الحياة".
(إعداد دنيا هشام للنشرة العربية - تحرير أيمن سعد مسلم)
VIEW LESS
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
بالفيديو والصور: عشرات الشهداء والإصابات في مجازر إسرائيلية جديدة في غزة وشمالها
استشهد عشرات المواطنين الفلسطينيين، صباح اليم الخميس 21 نوفمبر في مجزرة إسرائيلية جديدة ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيليّ شمال قطاع غزة .
وقالت مصادر طبية، إن طائرات الاحتلال قصفتم مربّعا سكنيّا كاملا في محيط مستشفى كمال عدوان، شمال القطاع، ما أسفر عن استشهاد 66 مواطنا وإصابة ما يزيد على 100 آخرين.
بدوره أكد مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية إن عشرات الشهداء ملقون على الأرض، بعد المجزرة الجديدة التي ارتكبها الاحتلال فجر اليوم، وأدت إلى تدمير حي سكني قرب المستشفى كمال في شمال القطاع.
وأضاف أبو صفية أن هناك أعدادا كبيرة من الشهداء ما زالوا تحت الأنقاض، دون وجود أي طريقة لإنقاذهم أو رفع الأنقاض عنهم.
شاهد .. اللحظات الأولى بعد المجزرة في محيط مستشفى كمال عدوان بمشروع بيت لاهيا شمال غزة. pic.twitter.com/l7Dk8aYY7S
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) November 21, 2024وأشار إلى أن ما يصل إلى المستشفى هو أشلاء الشهداء، والجثامين المقطعة، ومعظمهم أطفال ونساء، مشددا على أن ما يشاهده يدمي القلب.
وأضاف أن طواقم المستشفى يقومون حاليا بمعالجة وانتشال الشهداء في الوقت ذاته من موقع المجزرة التي ارتكبها الاحتلال فجر اليوم وأدت إلى تدمير عدد من المنازل السكنية على رؤوس من فيها.
وجدد أبو صفية التأكيد على أن المنظومة الصحية منهارة تماما في شمال القطاع، ولا تستطيع الطواقم الطبية فعل شيء، في ظل صمت العالم عما يرتكبه الاحتلال في قطاع غزة.
كما استشهد 29 فلسطينيا، الليلة الماضية، وأصيب وفقد آخرون، جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلا مأهولا بالسكان شمالي مدينة غزة.
وأفاد مصدر طبي باستشهاد 29 فلسطينيا في قصف إسرائيلي لمنزل عائلة “العروقي” في منطقة أبو اسكندر، بحي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.
مجزرة مروعة: عشرات الشهداء تحولت أجسادهم إلى أشلاء وأجساد محترقة، غالبيتهم من النساء والأطفال، يصعب التعرف عليهم، جراء قصف طائرات الاحتلال لمنزل عائلة العروقي في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة. pic.twitter.com/oLbb2XJqrk
— أنس الشريف Anas Al-Sharif (@AnasAlSharif0) November 20, 2024وقال شهود عيان إنّ غارة إسرائيلية عنيفة استهدفت المنزل المكون من 6 طوابق ودمرته، ما أسفر عن استشهاد 6 فلسطينيين وإصابة آخرين، في حصيلة أولية قبل أن ترتفع إلى 29.
وأضاف الشهود أن عددا من المفقودين لا يزالون تحت الأنقاض، فيما تتواصل أعمال البحث لانتشال الضحايا.
المصدر : وكالة سوا