الخبر:
2024-09-18@12:35:27 GMT

عسكرة الحل يفضح تناقضات باريس و"إيكواس"

تاريخ النشر: 8th, August 2023 GMT

عسكرة الحل يفضح تناقضات باريس و'إيكواس'

تتسارع الأحداث بجمهورية النيجر منذ الإعلان عن محاصرة القصر الرئاسي واعتقال الرئيس، محمد بازوم، من طرف قيادات في الجيش وإعلان إنشاء المجلس الوطني لحماية الوطن، خطوة لقت ترحيبا داخليا واسعا وإدانات دولية رافضة للانقلاب على الشرعية، بلغت إلى حد تحرك دول  من مجموعة "الإيكواس" للقيام بعملية عسكرية بدعم فرنسي لإعادة الشرعية، بالرغم من التحذيرات من مخاطرها على النيجر والمنطقة بالنظر إلى معطيات على الأرض.

معلوم أن النيجر دولة مهمة بالنسبة لفرنسا، بحكم أنها تدخل ضمن نطاق دول ما يعرف "فرانس أفريك"، وتعدّ الممون الرئيسي لها بمادة اليورانيوم المشغّلة لمحطاتها النووية، كما أنها أصبحت المعقل الأخير إلى جانب التشاد  لفرنسا وللدول الأوروبية التي تحتضن قواتها بعدما تم طردها من كل من مالي وبوركينافاسو، إلى جانب أن الرئيس محمد بازوم  يعتبر حليفا قويا لباريس  ودعّم مقاربتها العسكرية  الجديدة في منطقة الساحل وإفريقيا.

وتعتبر النيجر، اليوم، مختبرا للمقاربة الفرنسية وفق ما وصفتها الصحافة الفرنسية،  ووقف "بازوم"، إلى جانب  الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في أزمته مع رئيس المجلس الانتقالي بمالي، العقيد عاصيمي غويتا، ووجّه له  انتقادات لاذعة  بعد الانقلاب، مما دفع باماكو للاحتجاج على تصريحات بازوم.

لكن الانقلاب الأخير بالنيجر جعل مصالح ونفوذ  فرنسا والدول الغربية على المحك وأخلط كل أوراق باريس التي أبلغها الحكام الجدد، بإلغاء الاتفاقيات بين البلدين، وهذا يعني الكثير بالنسبة لفرنسا التي تبحث عن إعادة بعث نفوذها في منطقة الساحل انطلاقا من النيجر.

فرنسا عبّرت عن رفضها للقرار، وقبله كانت قد أعطت مهلة للمجلس العسكري لإنهاء الانقلاب وإعادة الحكم للرئيس بازوم، كما عبّرت عن دعمها الكامل لقرارات مجموعة "الإيكواس"، أي دعمها للعملية العسكرية التي يحضّر لها قادة جيوش دول من مجموعة الساحل، بالرغم من المخاطر التي تنطوي عليها هذه الخطوة، وكانت قد عبّرت الجزائر عن رفضها القاطع لها واعتبرتها تهديدا مباشرا لها.

المعطيات على الأرض كلها تشير إلى أن أي عملية عسكرية ستدخل النيجر والمنطقة في دوامة أزمة لا يمكن التنبؤ إلى أين ستنتهي بالنظر لعدة اعتبارات، منها مدى قدرة نجاح العملية العسكرية في تحقيق الأهداف المسطّرة لها دون أي كلفة بشيرة خاصة في وسط المدنيين وفي وقت زمني قصير ومدى قدرة 1300 جندي أن يتدخل عسكريا ويحقق الأهداف المرجوة في ظل دعم عسكري وشعبي واسع لقادة الانقلاب، بالإضافة إلى دعم كل من مالي وبوركينافاسو للانقلابيين، واعتبار أي عمل عسكري ضد نيامي هو استهداف لهم.

لكن رغم كل هذه المحاذير، إلا أن دولا من مجموعة "البريكس" لا زالت متمسكة بالعملية العسكرية وإن تراجعت  أسهم العملية، خاصة بعد الرفض الجزائري القاطع لأي عملية عسكرية، بالإضافة إلى مواقف دول الجوار مع النيجر خاصة مالي وبروكينافاسو.

إصرار هذه الدول على العملية العسكرية لإعادة الشرعية في النيجر، غاب على مدار عقد من الزمن عرفت فيه دول الساحل خاصة مالي وبوركينافاسو والنيجر  حمامات دم خلّفتها الجماعات الإرهابية في أوساط المدنيين، معطيات  تجعل  الرغبة في عسكرة الحل في النيجر لدعم الشرعية  تحوم حولها الشكوك، لأن نفس هذه الدول  أدارت  غابت عن   جهود محاربة الإرهاب وحقن دماء المواطنين البسطاء.

ونفس هذه الدول المتحمسة لإعادة الديمقراطية عبر البنادق، لم تبد نفس الحزم مع الانقلابات التي شهدتها مالي وبوركينافسو، وحتى الانقلاب الذي وقع في النيجر في فبراير 2010 ضد حكم مامادو تنجا، نفس المواقف غابت حينها حتى عن فرنسا التي كان لها يد في الانقلاب، لأن تنجا هدد مصالحها بعد فتحه الباب أمام الصينيين لاستغلال مناجم اليورانيوم، وهو الأمر الذي لم تتقبله باريس.

هذه الأخيرة تقف وراء الانقلاب في التشاد على الشرعية بتنصيبها محمد ديبي خلفا لوالده المغتال ادريس ديبي، في مخالفة للدستور.

من المهم ومن الواجب دعم جهود إعادة الشرعية في النيجر وفي أي منطقة من العالم، لكن الحلول المتهورة وعلى رأسها الحل العسكري الذي فجّر العديد من الدول، سيكون أذاه في النيجر كبيرا وفي كل المنطقة، وأول من سيدفع ثمنه هم أبناء النيجر ودول المنطقة وعلى رأسها الجزائر ولن تتأثر بها الدول المتحمسة للقرار وفي مقدمتها السنغال وكوت ديفوار.

ومعلوم طبيعة العلاقة بين البلدين وباريس. تذكير أخير بأن ماكرون كان قد حمّل ساركوزي مسؤولية الوضع  القائم في ليبيا، لكنه يسعى لإعادة  نفس التجربة في النيجر وإن كان خلف الستار.

 

المصدر: الخبر

كلمات دلالية: فی النیجر

إقرأ أيضاً:

الولايات المتحدة تعلن اكتمال انسحابها من النيجر

أعلن الجيش الأميركي -أمس الاثنين- اكتمال سحب قواته من النيجر وفق اتفاق مع السلطات هناك في أعقاب انقلاب عسكري في يوليو/تموز سنة 2023 أطاح الرئيس المنتخب محمد بازوم، مما دفع واشنطن إلى تعليق معظم تعاونها مع نيامي ومن ذلك التعاون العسكري.

وردّ المجلس العسكري الحاكم بالطلب من واشنطن سحب قواتها من البلاد، كما بدأت الدولة الواقعة في غرب أفريقيا تقاربا متزايدا مع روسيا، منافسة الولايات المتحدة إستراتيجيا في أماكن متعددة من العالم بينها القارة الأفريقية.

وقال الجيش الأميركي إنه سحب ما يقرب من ألف عسكري إذ كانت الولايات المتحدة شريكا رئيسيا للنيجر في الحرب على المتمردين في منطقة الساحل بأفريقيا، الذين قتلوا آلاف الأشخاص وشردوا ملايين آخرين.

وفي مارس/آذار الماضي، انسحبت النيجر من اتفاقية تعاون عسكري موقعة عام 2012 مع الولايات المتحدة، معتبرة أن واشنطن "فرضتها أحاديا".

وتبحث الولايات المتحدة عن خطة بديلة في غرب أفريقيا، لكن العملية بطيئة، ويحذر المسؤولون الأميركيون من أنه أصبح من الصعب مراقبة "حركات التمرد المتنامية" في غرب أفريقيا.

وتم تنفيذ الانسحاب الأميركي من النيجر على مراحل، فقد انسحبت القوات والأصول الأميركية من القاعدة الجوية 101 في نيامي في 7 يوليو/تموز، ومن القاعدة الجوية 201 في أغاديز في 5 أغسطس/آب، ليكتمل الانسحاب بحلول الموعد النهائي في 15 سبتمبر/أيلول.

وقالت القوات الأميركية في بيانها "على مدى العقد الماضي، قامت قواتنا بتدريب قوات النيجر ودعمت مهام مكافحة الإرهاب التي يقودها الشركاء ضد تنظيم الدولة الإسلامية والقاعدة في المنطقة، وإن وزارة الدفاع الأميركية ووزارة الدفاع الوطني بالنيجر تعترفان بالتضحيات التي قدمتها قوات البلدين".

مقالات مشابهة

  • معارض جزائري يفضح دور الكابرانات في تأجيج أحداث الفنيدق الأخيرة
  • مصر.. خلاف يفضح طبيباً يتاجر بأعضاء الفقراء
  • شاب من مخيمات تندوف يفضح فساد البوليساريو ويناشد الملك محمد السادس لإنقاذه
  • الولايات المتحدة تعلن اكتمال انسحابها من النيجر
  • أمريكا تعلن سحب كامل قواتها من النيجر
  • رئيس المجلس العربي للمياه: ‏التحديات التي نواجهها هائلة ولكنها ليست مستعصية على الحل
  • غليان في تونس قبل أسابيع من انتخابات الرئاسة.. الاحتجاجات تقلب الموازين
  • أي مشهد سياسي بتونس قبل أسابيع من الاقتراع الرئاسي؟
  • من محاولة إخفاء الجريمة إلى كشف الحقيقة: شقيق يفضح مقتل أخته في لحج
  • أزمة السيادة الوطنية، الفيل الذي في الغرفة… (1)