الكثير تغيّر بالنسبة للنساء منذ 2016.. كيف ينعكس ذلك على حظوظ هاريس بالانتخابات؟
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
يتكرر اليوم سيناريو عاشه الأميركيون في عام 2016، عندما واجهت المرشحة عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، الجمهوري دونالد ترامب، ورغم أنها خسرت السباق إلى البيت الأبيض أمامه، فإن الكثير تغيّر بالنسبة للنساء في الولايات المتحدة خلال السنوات الثماني الماضية، مما قد ينعكس على ترشيح كامالا هاريس الآن، حسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.
وقالت الصحيفة إنه خلال هذه الفترة، "نمت القوة العاملة لأول مرة، لتشمل المزيد من النساء الحاصلات على تعليم جامعي مقارنة بالرجال"، كما أطاحت حركة "#MeToo" برجال أقوياء، بعد الكشف عن التحرش الجنسي.
لكنها لفتت كذلك إلى إلغاء المحكمة العليا الحق في الإجهاض، وتساءلت الصحيفة: "هل سيُحدث أي من ذلك أو كله فرقا بالنسبة لنائبة الرئيس كامالا هاريس، التي من المقرر أن تصبح مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة؟".
وأضافت: "سواء كان ذلك عادلا أم لا، فإن هاريس ستواجه بعضا من نفس الأسئلة التي واجهتها كلينتون، في دولة لم تختر بعد امرأة كزعيمة لها".
في ظل سباق محموم.. ما الولايات التي أيدت هاريس حتى الآن؟ ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، قد حصلت على دعم معظم وفود الولايات لتكون المرشحة الرسمية للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئيسية القادمة.وأصبحت هاريس، ذات البشرة الداكنة ومن أصول آسيوية، أول امرأة وشخص ملون يتولى منصب نائب الرئيس، بعد أن اختارها الرئيس الأميركية جو بايدن لتكون نائبته في انتخابات 2020.
كما ستصبح أول امرأة تتولى منصب الرئيس في تاريخ البلاد الممتد 248 عاما، إذا فازت في نوفمبر المقبل.
ولهذا، اعتبرت "نيويورك تايمز" أن المنافسة بين هاريس وترامب بمثابة "إعادة المباراة"، حيث سيضطر الأخير مرة أخرى إلى الترشح ضد امرأة شغلت منصبا إداريا رفيع المستوى، وخدمت في مجلس الشيوخ.
ومع ذلك، قالت الصحيفة إن "الديناميكيات ستكون مختلفة بلا شك. فهاريس لا تتمتع بالإرث السياسي ولا بالأعباء التي كانت تتمتع بها كلينتون. أما ترامب، الذي قضى فترة ولاية مضطربة، أصبح الآن شخصية معروفة".
ونقلت الصحيفة عن كارين كرولي، (64 عاما)، وهي ناخبة مستقلة وممرضة متقاعدة من ولاية نيو هامبشاير، والتي لن تصوت لصالح ترامب وتخطط لدعم هاريس، قولها: "النساء أكثر غضبا، وهذا يمكن أن يكون محفزا".
ومن بين الدوافع التي استشهدت بها كرولي خلال حديثها، قضية "رو ضد وايد"، حيث ألغت المحكمة العليا الأميركية في عام 2022 الحق في الإجهاض، فيما كانت تعليقات وتصرفات ترامب تعتبر "تمييزية وكارهة للنساء"، حسب "نيويورك تايمز".
وأضافت: "ربما يكون من الممكن الآن أن تتولى امرأة منصب الرئيس".
والثلاثاء، تحدثت هاريس، في تصريحات مع إطلاق حملتها الانتخابية في ويسكونسن، عن قضايا "الطبقة المتوسطة" وحمل السلاح والإجهاض.
وتعهدت بأنها "ستوقف الحظر المتشدد للإجهاض، وتمرر قوانين خاصة بالتدقيق بخلفيات حاملي السلاح". وقالت: "سيكون بناء طبقة متوسطة الهدف المحدد لرئاستي".
كيف حصلت هاريس على ترشيح الحزب الديمقراطي في يومين فقط؟ نجحت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، في الحصول على دعم مندوبي الحزب الديمقراطي للترشح في انتخابات الرئاسة خلال 48 ساعة فقط، حيث سارع الديمقراطيون إلى الاصطفاف خلفها بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي.لكن بالنسبة للناخبات والناشطات الحريصات على تحقيق هذا، فإن لديهن أيضا خوف من أن يظل من الصعب على هاريس التغلب على التمييز على أساس الجنس.
وحسب الصحيفة، تبدو مناقشة جنس السياسي "مختزلة ورجعية"، خاصة عندما لا تبدو موجودة في بلدان أخرى، إذ تولت 3 نساء منصب رئيسة الوزراء في المملكة المتحدة، فيما انتخبت المكسيك أول رئيسة لها هذا العام.
ومع ذلك، عندما تترشح امرأة لمنصب عام في الولايات المتحدة، فإنه "لا يزال العديد من الناخبين يذكرون جنسها، ويعتبرونه مصدر قلق"، وفق "نيويورك تايمز".
وفي انتخابات الرئاسة عام 2020، فاز بايدن بنسبة 55 بالمئة من أصوات النساء، مقارنة بنسبة 54 بالمئة التي حصلت عليها كلينتون في عام 2016، وفقا لمركز "بيو" للأبحاث.
فيما ارتفع دعم ترامب بين النساء بشكل طفيف إلى 44 بالمئة عام 2020، ارتفاعا من 39 بالمئة في 2016.
ويثير احتمال وجود هاريس على رأس قائمة المرشحين الديمقراطيين، حماس بعض الناخبين الذين يتطلعون إلى اختيار رئيسة للبلاد، لكنه أعاد أيضا المخاوف القديمة بشأن حقيقة أن ترامب خسر أمام رجل (بايدن) لكنه هزم امرأة (كلينتون).
وقالت عالمة السياسة بجامعة نوتردام، التي تدرس أنماط تصويت النساء، كريستينا وولبريخت، إن ترشيح كلينتون، وإن لم يكن ناجحا في النهاية، "فقد غيّر فكرة ما هو ممكن".
وحسب تقرير صادر عن مركز "بيو" للأبحاث العام الماضي، فإن 42 بالمئة من النساء يشعرن بأنه "من المهم إلى حد ما انتخاب امرأة كرئيسة خلال حياتهن".
مع إطلاق حملتها.. هاريس تتحدث عن الإجهاض وحمل السلاح أدلت نائبة الرئيس الأميركي، الطامحة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لها في انتخابات الرئاسة، كامالا هاريس، بتصريحات مع إطلاق حملتها الانتخابية، في ويسكونسن، حيث تحدثت عن "الطبقة المتوسطة" وحمل السلاح والإجهاض.ويبدو أن هاريس تتمتع بعلاقة خاصة مع النساء السود على وجه الخصوص، اللاتي يشكلن جزءا رئيسيا من القاعدة الديمقراطية، وكن متحمسات بشكل خاص في دعمهن لها في الماضي، وفقا الصحيفة.
ونقلت "نيويورك تايمز" عن مديرة مركز المرأة في السياسة والسياسات العامة بجامعة ماساتشوستس، لوري نسياه جيفرسون، قولها إن "الكثير قد تغير بالنسبة للنساء منذ عام 2016".
واعتبرت أن المخاوف بشأن مواقف ترامب بشأن قضايا مثل الإجهاض، "تحولت من احتمال بعيد إلى حقيقة ملموسة بعد توليه منصبه".
ويرغب بعض الناخبين بالولايات المتحدة في التخلص من الحديث عن الجنس بشكل كامل، إذ قالت مارلين ماكدول من ولاية أوريغون: "يتعين علينا أن نزيل التركيز من مسألة جنس المرشح ونركز على الشخص نفسه وقدراته. لأن هذا يشكل وصمة عار وضررا كبيرا للمرأة. وهذا ليس عادلا".
وتغلبت هاريس على ترامب بفارق ضئيل، في استطلاع وطني صدر الثلاثاء، وهو الأول من نوعه منذ أن أنهى الرئيس جو بايدن حملة إعادة انتخابه.
وتخطت هاريس بنقطتين ترامب بنسبة 44 بالمئة مقابل 42 بالمئة، وفق استطلاع "رويترز/إبسوس" الذي أجري في اليومين التاليين لإعلان بايدن، الأحد، انسحابه من السباق وتأييده ترشيح نائبته.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الحزب الدیمقراطی الرئیس الأمیرکی نیویورک تایمز کامالا هاریس فی انتخابات
إقرأ أيضاً:
الصورة الرسمية للسيدة الأمريكية الأولى الـ47: أنا امرأة عملية
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بنظرة مباشرة إلى عدسة الكاميرا، تميل السيدة الأولى ميلانيا ترامب جسمها فوق سطح عاكس.. هل هو مكتب أم مرآة أم سطح ماء بارد؟ تحافظ أطراف أصابعها الموضوعة بشكل مثالي، على توازنها كي تبدو في وضعية تجسّد القوة.. إنّها الصورة الرسمية السابعة والأربعين للسيّدة الأولى.
أصدر البيت الأبيض الصورة التي التقطتها المصوّرة البلجيكية ريجين ماهو، الإثنين، وقد أثارت بالفعل نقاشات عبر الإنترنت. إنها الصورة الرسمية الثانية للسيدة الأولى ترامب، والتباين بين الصورتين كبير.
في العام 2017، تركّزت الضجة حول صورة السيدة الأولى ترامب بإطلالة موقّعة من دار دولتشي آند غابانا، وهو خيار أنيق، صدم مراقبي الموضة في جميع أنحاء الولايات المتحدة باعتباره فرصة ضائعة لعرض المنتجات المصنوعة بأمريكا.
الآن، ترتدي ترامب بجرأة سترة توكسيدو أحادية الصدر من العلامة التجارية الإيطالية. لكن هذه المرة، هناك اختيارات تقنية أخرى يجب توضيحها.
صورة السيدة الأولى ميلانيا ترامب لعام 2025، باللون الرمادي تعكس وضعية القوة النموذجية.. والفرق بينها وبين صورة عام 2017 مثل الليل والنهار. تصوير: Régine Mahaux/The White Houseقبل ثماني سنوات، تعرّفنا على ترامب بألوان زاهية: بشرة برونزية وعينان زرقاوان ثاقبتان محدّدتين بظلال كراميلية.
أما اليوم، تُقَدّم ترامب للجمهور بدرجات رمادية صارمة. ففيما كانت تعابير وجهها ذات يوم حزينة إسوة بالموناليزا، شفتان مفتوحتان بما يكفي للإشارة إلى ابتسامة أو تجهّم من حيث تقف، لم يعد هناك الآن مجال للتأويل. ومع إغلاق فمها، تبدو ترامب حازمة وعازمة.
انقلبت الأدوار هذه المرة، وبدت السيدة الأولى هي من تُحلّلك.
التُقِطت آخر صورة رسمية للسيدة الأولى ميلانيا ترامب بالألوان، حيث وقفت أقرب إلى الكاميرا مع إيحاء بابتسامة.تصوير: Régine Mahaux/The White Houseوعلّق الصحفي سكوت هوليران من لوس أنجلوس تايمز وواشنطن تايمز، على موقع إكس بالتالي: "أحب انعكاس صورتها الذي يشي بأنّ ميلانيا ترامب هي زوجة رئيس عمليّة، وأنها (كسيدة أولى) جاهزة للاضطلاع بمهامها".
لكن بالنسبة للبعض، فإن هذا الوضع المهيب ليس إلا مجرد وضعية (لصورة).
فعلى وسائل التواصل الاجتماعي، تمت مقارنة الصورة بلقطات ترويجية لكلير أندروود، السيدة الأولى الخيالية في مسلسل "بيت من ورق" على نتفليكس، وكيم كارداشيان في جلسة تصوير أزياء لمجلة جي كيو.
لكن رغم غموضها، فإن الصورة هي استمرار لرسالة القوة الناعمة التي نقلتها ترامب في حفل التنصيب. كانت قبعتها على طراز إريك جافيتز، التي غالبًا ما تستخدمها لإخفاء عينيها عن الكاميرات، كحدّ مادي، ما يجعل الجميع، ضمنًا زوجها الذي انحنى لتقبيلها، على مسافة منها. الآن، حتى في الصورة التي التقطتها ماهو، ترامب أبعد عن الكاميرا مع محيط (أو مكتب عاكس) يفصل المشاهد عن الموضوع.
وبالمثل، أثار الرئيس دونالد ترامب ضجة بسبب صورته الرسمية في وقت سابق من هذا الشهر. كانت نظراته الحادة، التي خلّدها كبير مصوريه دانييل توروك، بعيدة كل البعد عن تلك الصورة التي التقطت له من الأذن إلى الابتسامة في العام 2017. قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي السابق لترامب، في مقابلة مع كايتلان كولينز من CNN: "عليك أن تتساءل، إذا اتخذ شخص ما هذه الوضعية عمدًا، فماذا يحدث؟".