يتكرر اليوم سيناريو عاشه الأميركيون في عام 2016، عندما واجهت المرشحة عن الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، الجمهوري دونالد ترامب، ورغم أنها خسرت السباق إلى البيت الأبيض أمامه، فإن الكثير تغيّر بالنسبة للنساء في الولايات المتحدة خلال السنوات الثماني الماضية، مما قد ينعكس على ترشيح كامالا هاريس الآن، حسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

وقالت الصحيفة إنه خلال هذه الفترة، "نمت القوة العاملة لأول مرة، لتشمل المزيد من النساء الحاصلات على تعليم جامعي مقارنة بالرجال"، كما أطاحت حركة "#MeToo" برجال أقوياء، بعد الكشف عن التحرش الجنسي.

لكنها لفتت كذلك إلى إلغاء المحكمة العليا الحق في الإجهاض، وتساءلت الصحيفة: "هل سيُحدث أي من ذلك أو كله فرقا بالنسبة لنائبة الرئيس كامالا هاريس، التي من المقرر أن تصبح مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة؟".

وأضافت: "سواء كان ذلك عادلا أم لا، فإن هاريس ستواجه بعضا من نفس الأسئلة التي واجهتها كلينتون، في دولة لم تختر بعد امرأة كزعيمة لها".

في ظل سباق محموم.. ما الولايات التي أيدت هاريس حتى الآن؟ ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، قد حصلت على دعم معظم وفود الولايات لتكون المرشحة الرسمية للحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئيسية القادمة.

وأصبحت هاريس، ذات البشرة الداكنة ومن أصول آسيوية، أول امرأة وشخص ملون يتولى منصب نائب الرئيس، بعد أن اختارها الرئيس الأميركية جو بايدن لتكون نائبته في انتخابات 2020.

كما ستصبح أول امرأة تتولى منصب الرئيس في تاريخ البلاد الممتد 248 عاما، إذا فازت في نوفمبر المقبل.

ولهذا، اعتبرت "نيويورك تايمز" أن المنافسة بين هاريس وترامب بمثابة "إعادة المباراة"، حيث سيضطر الأخير مرة أخرى إلى الترشح ضد امرأة شغلت منصبا إداريا رفيع المستوى، وخدمت في مجلس الشيوخ.

ومع ذلك، قالت الصحيفة إن "الديناميكيات ستكون مختلفة بلا شك. فهاريس لا تتمتع بالإرث السياسي ولا بالأعباء التي كانت تتمتع بها كلينتون. أما ترامب، الذي قضى فترة ولاية مضطربة، أصبح الآن شخصية معروفة".

ونقلت الصحيفة عن كارين كرولي، (64 عاما)، وهي ناخبة مستقلة وممرضة متقاعدة من ولاية نيو هامبشاير، والتي لن تصوت لصالح ترامب وتخطط لدعم هاريس، قولها: "النساء أكثر غضبا، وهذا يمكن أن يكون محفزا".

ومن بين الدوافع التي استشهدت بها كرولي خلال حديثها، قضية "رو ضد وايد"، حيث ألغت المحكمة العليا الأميركية في عام 2022 الحق في الإجهاض، فيما كانت تعليقات وتصرفات ترامب تعتبر "تمييزية وكارهة للنساء"، حسب "نيويورك تايمز".

وأضافت: "ربما يكون من الممكن الآن أن تتولى امرأة منصب الرئيس".

والثلاثاء، تحدثت هاريس، في تصريحات مع إطلاق حملتها الانتخابية في ويسكونسن، عن قضايا "الطبقة المتوسطة" وحمل السلاح والإجهاض.

وتعهدت بأنها "ستوقف الحظر المتشدد للإجهاض، وتمرر قوانين خاصة بالتدقيق بخلفيات حاملي السلاح". وقالت: "سيكون بناء طبقة متوسطة الهدف المحدد لرئاستي".

كيف حصلت هاريس على ترشيح الحزب الديمقراطي في يومين فقط؟ نجحت نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، في الحصول على دعم مندوبي الحزب الديمقراطي للترشح في انتخابات الرئاسة خلال 48 ساعة فقط، حيث سارع الديمقراطيون إلى الاصطفاف خلفها بعد إعلان الرئيس الأميركي جو بايدن انسحابه من السباق الرئاسي.

لكن بالنسبة للناخبات والناشطات الحريصات على تحقيق هذا، فإن لديهن أيضا خوف من أن يظل من الصعب على هاريس التغلب على التمييز على أساس الجنس.

وحسب الصحيفة، تبدو مناقشة جنس السياسي "مختزلة ورجعية"، خاصة عندما لا تبدو موجودة في بلدان أخرى، إذ تولت 3 نساء منصب رئيسة الوزراء في المملكة المتحدة، فيما انتخبت المكسيك أول رئيسة لها هذا العام.

ومع ذلك، عندما تترشح امرأة لمنصب عام في الولايات المتحدة، فإنه "لا يزال العديد من الناخبين يذكرون جنسها، ويعتبرونه مصدر قلق"، وفق "نيويورك تايمز".

وفي انتخابات الرئاسة عام 2020، فاز بايدن بنسبة 55 بالمئة من أصوات النساء، مقارنة بنسبة 54 بالمئة التي حصلت عليها كلينتون في عام 2016، وفقا لمركز "بيو" للأبحاث.

فيما ارتفع دعم ترامب بين النساء بشكل طفيف إلى 44 بالمئة عام 2020، ارتفاعا من 39 بالمئة في 2016.

ويثير احتمال وجود هاريس على رأس قائمة المرشحين الديمقراطيين، حماس بعض الناخبين الذين يتطلعون إلى اختيار رئيسة للبلاد، لكنه أعاد أيضا المخاوف القديمة بشأن حقيقة أن ترامب خسر أمام رجل (بايدن) لكنه هزم امرأة (كلينتون).

وقالت عالمة السياسة بجامعة نوتردام، التي تدرس أنماط تصويت النساء، كريستينا وولبريخت، إن ترشيح كلينتون، وإن لم يكن ناجحا في النهاية، "فقد غيّر فكرة ما هو ممكن".

وحسب تقرير صادر عن مركز "بيو" للأبحاث العام الماضي، فإن 42 بالمئة من النساء يشعرن بأنه "من المهم إلى حد ما انتخاب امرأة كرئيسة خلال حياتهن".

مع إطلاق حملتها.. هاريس تتحدث عن الإجهاض وحمل السلاح أدلت نائبة الرئيس الأميركي، الطامحة للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي لها في انتخابات الرئاسة، كامالا هاريس، بتصريحات مع إطلاق حملتها الانتخابية، في ويسكونسن، حيث تحدثت عن "الطبقة المتوسطة" وحمل السلاح والإجهاض.

ويبدو أن هاريس تتمتع بعلاقة خاصة مع النساء السود على وجه الخصوص، اللاتي يشكلن جزءا رئيسيا من القاعدة الديمقراطية، وكن متحمسات بشكل خاص في دعمهن لها في الماضي، وفقا الصحيفة.

ونقلت "نيويورك تايمز" عن مديرة مركز المرأة في السياسة والسياسات العامة بجامعة ماساتشوستس، لوري نسياه جيفرسون، قولها إن "الكثير قد تغير بالنسبة للنساء منذ عام 2016".

واعتبرت أن المخاوف بشأن مواقف ترامب بشأن قضايا مثل الإجهاض، "تحولت من احتمال بعيد إلى حقيقة ملموسة بعد توليه منصبه".

ويرغب بعض الناخبين بالولايات المتحدة في التخلص من الحديث عن الجنس بشكل كامل، إذ قالت مارلين ماكدول من ولاية أوريغون: "يتعين علينا أن نزيل التركيز من مسألة جنس المرشح ونركز على الشخص نفسه وقدراته. لأن هذا يشكل وصمة عار وضررا كبيرا للمرأة. وهذا ليس عادلا".

وتغلبت هاريس على ترامب بفارق ضئيل، في استطلاع وطني صدر الثلاثاء، وهو الأول من نوعه منذ أن أنهى الرئيس جو بايدن حملة إعادة انتخابه.

وتخطت هاريس بنقطتين ترامب بنسبة 44 بالمئة مقابل 42 بالمئة، وفق استطلاع "رويترز/إبسوس" الذي أجري في اليومين التاليين لإعلان بايدن، الأحد، انسحابه من السباق وتأييده ترشيح نائبته.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الحزب الدیمقراطی الرئیس الأمیرکی نیویورک تایمز کامالا هاریس فی انتخابات

إقرأ أيضاً:

قيصر الحدود يرحب باستخدام الأرض التي منحتها تكساس لتنفيذ خطط الترحيل

قال توم هومان مرشح دونالد ترامب لتولي رئاسة الوكالة المسؤولة عن مراقبة الحدود والهجرة (آي سي إي) إن الإدارة الأميركية الجديدة ستستخدم الأراضي التي تعهدت ولاية تكساس بمنحها لصالح خطة الهجرة وبرنامج الترحيل.

وقال هومان الملقب بـ"قيصر الحدود" في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" إن الإدارة الأميركية المقبلة ستستخدم "بالتأكيد" الأرض التي قدمتها تكساس لدعم خطة ترامب المتعلقة بطرد المهاجرين غير الشرعيين.

وأضاف هومان: "يجب احتجازهم (المهاجرين غير الشرعيين) لفترة قصيرة بينما نحصل على وثائق السفر من بلدهم الأصلي ومن ثم ترحيلهم".

وجاءت تصريحات هومان بعد يوم واحد من عرض مسؤولين في ولاية تكساس على ترامب حوالى 570 هكتارا من أراضي الولاية الواقعة على الحدود الجنوبية للولايات المتحدة من أجل "مساعدة إدارته على تنفيذ خططها المتعلقة بالطرد".

والأرض المعنية هي مزرعة تم الاستيلاء عليها في أكتوبر في مقاطعة ستار، على ضفاف نهر ريو غراندي الذي يفصل بين المكسيك والولايات المتحدة.

وقالت مفوضة تنظيم المدن في ولاية تكساس داون باكنغهام أن فريقها "على استعداد تام" لإبرام اتفاق مع وكالة فدرالية أميركية "يتيح بناء مركز لدراسة واحتجاز وتنسيق أكبر عملية ترحيل مجرمين عنيفين في تاريخ البلاد".

ورغم دعم المسؤولين في تكساس لخطة ترامب للهجرة، تسعى بعض المناطق الأخرى في البلاد إلى حماية المهاجرين قبل تنصيب الرئيس المنتخب في يناير المقبل.

ومؤخرا وافق مجلس مدينة لوس أنجلوس بالإجماع على تشريع يسمح باقامة ملاذات آمنة لحماية المهاجرين في المدينة ومنع احتجازهم.

لكن هومان قلل من أهمية هذا التشريع قائلا إن سلطات إنفاذ القانون ستعتقل المهاجرين غير الشرعيين في الولايات التي توفر الملاذات الآمنة ومن ثم تنقلهم جوا خارج الولاية وتحتجزهم بعيدا عن عائلاتهم ومحاميهم، "لن تتمكنوا من منعنا من القيام بما سنقوم به".

وكان ترامب أكد، الاثنين، أنه يعتزم إعلان حالة طوارئ وطنية بشأن أمن الحدود واستخدام الجيش الأميركي لتنفيذ عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير الشرعيين، بعد توليه منصبه في يناير.

وخلال حملته الانتخابية، انتقد ترامب مرارا المهاجرين غير الشرعيين واستخدم خطابا تحريضيا حيال الأجانب الذين قال إنهم "يسممون دماء" الولايات المتحدة.

ووعد ترامب بترحيل الملايين وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد الرئيس جو بايدن.

وتقدر السلطات بنحو 11 مليونا الأشخاص الذين يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني. ويتوقع أن تؤثر خطة الترحيل بشكل مباشر على حوالي 20 مليون أسرة.

مقالات مشابهة

  • إيلون ماسك يضيف 70 مليار دولار إلى ثروته بعد فوز ترامب بالانتخابات
  • أسهم التكنولوجيا تقود الأسهم الأوروبية للارتفاع
  • الأسواق الأوروبية تتجه لتحقيق مكاسب أسبوعية بفضل التكنولوجيا
  • بتكوين.. على بعد خطوة من الـ100 ألف دولار
  • قيصر الحدود يرحب باستخدام الأرض التي منحتها تكساس لتنفيذ خطط الترحيل
  • الدولار يستقر وسط ترقب لسياسات ترامب وبتكوين تقفز
  • بتكوين تقترب من 100 ألف دولار مواصلة قفزاتها بعد فوز ترامب
  • الصين تعلن تدابير لتعزيز التجارة وسط مخاوف من "رسوم ترامب"
  • الدولار يرتفع وسط ترقب لسياسات ترامب وقرارات الفيدرالي
  • الدولار يتراجع لأدنى مستوى في أسبوع