اليمن.. مهد الفن الأصيل وسفيره في قلوب الخليج
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
يزيد السلطان
تعتبر اليمن منبعًا للثقافة والفن الأصيل، حيث يزخر تاريخها بالفنانين الذين أثروا تراثها الفني بأعمال لا تُنسى. على مر العقود، احتفظ الفن اليمني بمكانة مرموقة في قلوب الكثيرين حول العالم العربي والخليجي، وكان له دوره المميز في رسم صورة مشرقة عن ثقافة اليمن وتراثها العريق.
يمتزج في هذا اليمن السعيد التراث الفني بالأصالة، ليشكل لوحة موسيقية منوعة تعبر عن عمق التاريخ وجمال الحاضر.
فؤاد الكبسي: ملك الأغنية الصنعانية
من بين الأسماء التي صنعت تاريخ هذا الفن، يبرز اسم الفنان اليمني الكبير فؤاد الكبسي الذي استحق بجدارة لقب "ملك الأغنية الصنعانية". يتمتع الكبسي بشعبية جارفة ليس فقط في اليمن بل أيضًا في دول الخليج العربي، حيث أحيا العديد من الحفلات في الخليج وترك بصمة لا تُنسى في قلوب محبيه. لا يمكن الحديث عن الأغنية الصنعانية دون ذكر فؤاد الكبسي، الذي يعتبره الكثيرون ملك الأغنية الصنعانية. أثر فؤاد الكبسي الكبير يتعدى حدود اليمن، فقد تمكن من نقل الأغنية الصنعانية إلى العالم العربي والخليجي، وأحيا العديد من الحفلات الغنائية في السعودية والكويت.
أحمد فتحي: ملك العود والموسيقى
يُعدُّ الموسيقار الكبير أحمد فتحي واحدًا من أبرز الأسماء في الساحة الموسيقية العربية والعالمية. يعرف بملك العود، ولديه قدرة فائقة على إحياء الروح الشرقية من خلال أوتاره. صار فتحي أحد أبرز السفراء للموسيقى اليمنية خارج حدود بلاده، حيث استطاع بمهاراته وإبداعاته أن ينقل التراث اليمني إلى أنحاء مختلفة من العالم.
أيوب طارش عبسي: صوت الحب والوطن والريف
إن أيوب طارش عبسي يُعتبر واحدًا من أكثر الفنانين تأثيرًا في اليمن. فقد غنى للحب والوطن والطبيعة والريف والمدن بعمق وحرارة. تميز أيوب طارش بروحه الوطنية العالية وقدرته على استنهاض الهمم بأغانيه العاطفية والوطنية، كما تجسد إسهامه الأكبر في تلحينه للنشيد الوطني اليمني، والذي أصبح رمزًا للوحدة والفخر الوطني.
أبوبكر سالم بالفقيه: الإرث الفني الكبير
الذي يُعتبر واحدًا من أعظم الفنانين اليمنيين. أسهم الراحل أبوبكر سالم بأغانيه وألحانه في نشر الثقافة اليمنية وتعزيز الروابط بين اليمن ودول الخليج. بصوته العذب وكلماته المعبرة، استلهمت أجيالٌ عديدة منه معاني الحب والأصالة والارتباط بالوطن.
أبوبكر سالم بالفقيه، بشخصيته الفنية الفريدة، يُعد رمزًا للأصالة والإبداع، وقد ترك بصمة لا تُنسى في سجل الفن اليمني. من خلال أغنياته، تظل اليمن العريقة في قلب الخليج، لتكون همزة وصل بين الماضي والحاضر، وتحافظ على روح التراث والتواصل الثقافي بين الشعوب.
فيصل علوي: صاحب الإرث الفني الرائع
الراحل فيصل علوي يُعد من الأسماء اللامعة والفنانين الذين تركوا بصمة خالدة في تاريخ الموسيقى اليمنية. بفضل تنوع موهبته وقدرته على مزج الألوان الموسيقية المختلفة وترك أثر عميق بجمال صوته وأسلوبه الموسيقي الفريد
الأغنية الصنعانية: لؤلؤة التراث اليمني
تحتل الأغنية الصنعانية مكانة خاصة في قلوب اليمنيين والعرب والخليج، بفضل طابعها المميز وأسلوبها الفريد الذي يمزج بين الكلمات الحكيمة واللحن العذب. تمثل هذه الأغنية جزءًا لا يتجزأ من الهوية الثقافية لليمن، وتعبر عن الحسن والجمال بطرق تتجاوز الزمن وتصل إلى قلوب كل من يستمع إليها.
الأغنية الأحجية: تراث يمني ينبض بالجمال والعمق
تتميز الأغنية الأحجية بطابعها الفلكلوري الذي يعكس تفاصيل الحياة الريفية ومعاني الحنين والجمال والحب في المناطق . تعتبر الأحجية جزءًا لا يتجزأ من النسيج الثقافي اليمني، بفضل أصالتها وقربها من الإنسان اليمني البسيط وأرضه الخصبة.
الأغنية التهامية: إيقاعات البحر والجمال
تنفرد الأغنية التهامية بالإيقاعات الحيوية والألحان التي تعكس تنوع الطبيعة التهامية بين البحر والجمال. تعبر هذه الأغاني عن الأحاسيس اليومية للناس في تهامة وجمال الطبيعة التي يعيشون فيها.
الأغنية الحضرمية: عبق التراث وعبقرية الأداء
تعتبر الأغنية الحضرمية جزءًا مهمًا من التراث اليمني الغني، وتمتاز بألحانها الفريدة وكلماتها التي تعكس الحكمة والأصالة، مما يجعلها محببة لدى الكثير من عشاق الموسيقى في مختلف أنحاء العالم.
ليس غريبًا أن يحتل الفن اليمني مكانة خاصة في قلوب أهل الخليج. يعود ذلك لجودة الأعمال الفنية وعمقها، فضلًا عن الروابط الثقافية والتاريخية التي تجمع بين اليمن ودول الخليج حيث شكل الفن اليمني بجميع تنويعاته لوحة فنية متكاملة، تجمع بين عبق التاريخ وأصالة الحاضر، تمتد جذورها إلى أعماق الثقافة والتراث اليمني الخالد. ما يجعل الفن اليمني مميزًا ليس فقط جماله وإبداعاته، بل أيضًا الروح التي يتغلغل بها في حياة الناس، ليكون نبراسًا يضيء دروب الأمل والوحدة والفخر الوطني.
أما اليوم، فإن أصوات فنانينا العظماء كفؤاد الكبسي، أحمد فتحي، وأيوب طارش عبسي، والراحل فيصل علوي،والراحل ابو بكر سالم بالفقيه تظل أحد الأوتاد التي تثبت هوية اليمن الثقافية والفنية في قلوب أبناء الخليج وكل عشاق الموسيقى العربية والخليجية. هؤلاء الفنانون العظماء لم يتركوا إرثًا فنيًا فحسب، بل أسهموا في تعزيز الروابط الأخوية والثقافية بين اليمن ودول الجوار، عبر إبداعاتهم التي رددتها الأجيال واستلهمت منها معاني الحب والوطنية والجمال.
ويبقى الفن اليمني الأصيل دليلًا على العراقة والثبات والتواصل الثقافي، ومنارة تظل تهتدي بها الأجيال القادمة، حاملة مشعل التراث والتجدد. إن الفن هو سفير الأرواح، ومن خلاله، تظل اليمن العريقة في قلب الخليج وفي كل مكان نُسِجَت فيه هذه الألحان الرائعة.
إن تاريخ الفن اليمني وحاضره ما هو إلا شهادة على عظمة هذا التراث وثرائه، وسيستمر في إشعاعه وتألقه على مر العصور.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
«عاشق سارح في الملكوت».. «قلوب بيضاء» يتفوق على 41 فرقة عالمية في الفنون الشعبية
على نغمات الموسيقى يتمايلون بخفة وبإيقاع منضبط، حركاتهم تُشعرك وكأنهم فراشات تتمايل وسط الغصون، حينما تنظر إليهم من الوهلة الأولى تقع فى غرامهم، وتسرح فى حركاتهم الاستعراضية المتزنة يميناً ويساراً، وتنسى أنهم من ذوى الهمم والقدرات الخاصة، فقط يقع تركيزك على ما يقدمونه على خشبة المسرح من رقصات وإبداع، بأزياء تزيدهم جمالاً وأناقة.
«قلوب بيضاء» فرقة للفنون الشعبية، تخطت شهرتها حدود مدينة المحلة الكبرى، ووصلت إلى أرجاء الجمهورية بأكملها، أبطالها أطفال وشباب من ذوى الهمم، شاركوا فى بطولات محلية وعالمية باستعراضات بديعة، ليثبتوا جدارتهم، وأن ذوى الهمم قادرون على تخطى الصعاب وتغيير نظرة المجتمع إليهم.
عمر البدرى، مدرب فريق «قلوب بيضاء»، كشف لـ«الوطن» الكثير عن أعضاء الفريق، وكيف وصل بهم إلى العالمية، قائلاً: «يضم الفريق نحو 50 فرداً من أصحاب الإعاقة الذهنية وذوى الذكاء المحدود، وتختلف أعمارهم بين 10 و25 عاماً، ويتم اختيارهم بعناية، ومن ثم تدريبهم وتأهيلهم على أعلى مستوى، وفق برامج تدريبية تتناسب مع طبيعة كل شخص على حدة، حتى يتجاوبوا مع زملائهم داخل الفرقة».
استطاع الفريق بفضل كفاءته الوصول إلى مكانة مشرّفة فى كثير من البطولات داخل مصر وخارجها، حتى أصبحوا ينافسون الفرق الأخرى للأسوياء: «مثّلنا مصر فى كردستان والجزائر، وفى نطاق الجمهورية، وشاركنا فى مهرجان الحلم المصرى، وحصدنا المركز الأول، كما نافسنا فى مهرجان الطبول الدولى فى القاهرة، بجانب المهرجان العربى الدولى للاحتياجات الخاصة، مروراً بمهرجان بورسعيد للفنون الشعبية».
أبطال ذوي الهمم يتحدون الأسوياءيقضى الفريق المكون من 50 فرداً نحو 4 ساعات على مدار يومين فى تدريبات مكثفة، تمكنهم من حفظ الإيقاعات بسلاسة، داخل مركز شباب فى مدينة المحلة: «المعاملة معاهم بتكون خاصة، وهناك أكثر من 12 تابلوه استعراضى، من بينها العصاية والليمونة والفرح الفلاحى والنوبى والإسكندرانى، بجانب رقصة صاحبى، وأيوة يا دنيا واتحداكى».
دعم الأهل ومهارات يكتسبها ذوي الهمميعتبر أولياء الأمور الجندى المجهول فى الفرقة، على حد وصف المدرب لهم، فهم يشاركون الأبناء فى التدريبات، مضيفاً: «الفنون الشعبية بتعلمهم مهارات كتير، وتحسّن نسبة الذكاء، بجانب التصحيح اللغوى، مفيش حاجة اسمها إعاقة، أبطالنا يتحدون الأسوياء».
الفريق تفوق على 41 فرقة ومثّل مصر في العالمخالد قنيدة، المدير الفنى للفريق، أثنى على نجاح أبطال ذوى الهمم، وقدراتهم الإبداعية والحركية، قائلاً: «الفريق تفوق على ما يقرب من 41 فرقة عالمية ومثّل مصر فى عدد كبير من دول العالم».
وفى ما يخص اختيار أعضاء الفريق، كشف «قنيدة»: «فكرة الفريق بدأت منذ عام 2017، وكانت بدأت بـ15 عضواً من أبطال ذوى الإعاقات الذهنية، وبمرور الوقت تخطت 50 عضواً، واختيار اسمها نابع من قلوب أصحابها ونقائهم».