مسيرات "حزب الله".. الهدهد الذي اخترق عمق الأراضي المحتلة وبث الرعب في الداخل الإسرائيلي
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
◄ حزب الله تعمّد استهداف أجهزة المراقبة والرادارات منذ بدء الحرب
◄ استراتيجية "إعماء العدو وصمّ آذانه" تعزز قدرة الحزب على جمع المعلومات
◄ محللون: مسيرات حزب الله قادرة على الوصول إلى عمق إسرائيل دون رصدها
◄ إعلام الاحتلال: مسيرات حزب الله خطيرة والأكثرة إثارة للقلق منذ بدء الحرب
◄ خبير إسرائيلي: لدينا مشكلة في اعتراض مسيّرات حزب الله
الرؤية- غرفة الأخبار
منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، انضم حزب الله اللبناني إلى عملية "طوفان الأقصى" باستراتيجية عسكرية تعتمد على التدرج في التصعيد.
ولقد أثبت حزب الله تفوقه في العمل الاستخباري من خلال استهداف أجهزة المراقبة والرادرات الإسرائيلية، وإطلاق الطائرات المسيرة التي تجمع المعلومات عن القواعد العسكرية والمنشآت الحيوية دون أن تكتشفها التكنولوجيا الحديثة التي تمتلكها إسرائيل.
ولقد وصف زعيم الحزب حسن نصر الله هذه الاستراتيجية بأنها "إعماء العدو وصم آذانه باستهداف التجهيزات الفنية والرادارات والمناطيد".
ويمتلك حزب الله القدرة على جمع معلومات استخباراتية عن أهداف إسرائيلية ومهاجمة منشآت المراقبة التابعة له باستخدام ترسانته من الطائرات المسيرة الصغيرة محلية الصنع.
كما استطاع الحزب إسقاط والسيطرة على عدد من طائرات الاستطلاع الإسرائيلية من طرازات "هيرميس 450"، و"هيرميس 900"، و"سكاي لارك"، وهي ما تعد صيدا استخباريا ثمينا.
ويقول محللون، إن طائرات حزب الله المسيرة قادرة على الوصول إلى عمق المناطق المحتلة دون رصدها من قبل منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية.
وفي 18 يونيو الماضي، نشرت الحزب مقطع فيديو مدته 9 دقائق عن "الهدهد" وهو طائرة مسيرة التقطت العديد من الصور فوق مدينة حيفا بواسطة طائرات مراقبة تابعة لها، وتضمن منشآت عسكرية وموانئ.
وبالأمس، بث حزب الله مشاهد قال إنها تم التقاطها الثلاثاء 23 يوليو الجاري، والتي تظهر عملية استطلاع بطائرة مسيّرة "الهدهد 3" فوق قاعدة رامات دافيد العسكرية الإسرائيلية.
وتضم القاعدة مقاتلات حربية ومروحيات قتالية ومروحيات النقل والإنقاذ ومروحيات الاستطلاع البحري ومنظومات حرب إلكترونية هجومية.
وقال الحزب إن الشريط تم تصويره بالكامل يوم 23 يوليو الجاري، مؤكدا أن توقيت نشر الشريط مرتبط بزيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى واشنطن.
ووصفت وسائل إعلام إسرائيلية عمليات الاستطلاع التي ينفذها حزب الله عبر مسيرات "الهدهد" بـ"الخطيرة والأكثر إثارة للقلق منذ بداية الحرب.
وكتب أحد المواقع الإخبارية الإسرائيلية: "في الوقت الذي جعلنا حزب الله ننام يومين حرص على تصوير جميع أماكننا الاستراتيجية في منطقة حيفا بأكملها...".
ويعتبر الخبير في شؤون الأمن القومي الإسرائيلي، كوبي ماروم، أنّ حزب الله يمتلك قدرات كبيرة ويستطيع تحريك أسراب من المسيّرات بكفاءة وأنّه سيفعل ذلك في الحرب إذا اندلعت، مضيفا: "يجب القول بصراحة: لدينا مشكلة في اعتراض مسيّرات حزب الله".
حزب الله ينشر: بعض ما رجع به الهدهد أمس الثلاثاء.
2/ pic.twitter.com/NWtw66QQVx
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مخلفات الإبادة الإسرائيلية.. قنابل موقوتة تهدد حياة الفلسطينيين
في قطاع غزة الذي ارتكب فيه الجيش الإسرائيلي إبادة جماعية، ما تزال المخلفات الحربية والقذائف غير المنفجرة تشكل خطرا داهما على حياة الفلسطينيين، وتهدد بحصاد مزيد من الأرواح و إحداث إعاقات دائمة، وسط غياب أي معدات أو إمكانات للتعامل معها.
ورغم توقف العمليات العسكرية نسبيا، إلا أن آلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات التي أسقطت على المدنيين خلال أكثر من خمسة عشر شهراً تحولت إلى قنابل موقوتة مدفونة بين الركام، ما يزيد من معاناة الناس الذين اضطروا لنصب خيامهم بين أنقاض منازلهم المدمرة.
منذ بدء وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، شهد قطاع غزة العديد من حوادث انفجار مخلفات الحرب، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في عدة مناطق، وفق تقارير طبية.
من بين المصابين، كان الضابط بلال المبحوح (37 عامًا)، أحد أفراد إدارة هندسة المتفجرات بشرطة غزة، الذي فقد بصره نتيجة انفجار جسم متفجر أثناء مهمة عمل في جباليا شمال القطاع.
يرقد المبحوح في المستشفى المعمداني بمدينة غزة بعد أن أصيب بشظايا في وجهه وعينيه وجسده، تاركا إياه فاقدا للبصر تماما.
** إشارات يومية
المبحوح قال للأناضول إن إدارته تتلقى يوميا عشرات البلاغات حول وجود قذائف وأجسام غير منفجرة في الشوارع والمنازل والمنشآت التي تعرضت للقصف.
وأضاف أنه في 5 مارس/آذار الجاري، خرج على رأس فريق من هندسة المتفجرات لمعاينة مكان انفجار سابق في شارع "مزايا" شرق جباليا، تسبب في إصابة ثلاثة أطفال.
وأردف المبحوح: "بينما كنا نستمع لشهادات المواطنين ونعاين الموقع، وقع انفجار جديد باغتني وألقى بي على الأرض مضرجا بدمائي".
وأشار إلى أن قوات الاحتلال استخدمت أنواعا مختلفة من الذخائر الإسرائيلية والأمريكية، بعضها لم يكن مألوفا لدى خبراء المتفجرات في غزة، مضيفا: "لم يتوقف عملنا طوال شهور الحرب، رغم القصف والاستهداف المتكرر".
وأوضح أنهم عملوا على تجميع تلك المخلفات في مخزن خاص شمال غزة، إلا أنه تعرض للهدم والتجريف من الجيش الإسرائيلي خلال العملية البرية في جباليا.
وأردف بالقول: "تم تدمير مقار عملنا جميعها، والمكان الذي كنا نجمع فيه بقايا ومخلفات الصواريخ غير المنفجرة، بما يحتويه من معدات بسيطة كنا نستعين بها في عملنا".
** غياب معدات السلامة
وأكد الخبير الفلسطيني أن عناصر هندسة المتفجرات يعملون بصدور عارية مع انعدام معدات السلامة، حيث تمنع إسرائيل إدخال أي تجهيزات أو معدات متخصصة.
وقال بصوت خافت: "نغادر منازلنا للعمل مدركين أننا قد لا نعود، لكننا نتحمل مسؤوليتنا لحماية المدنيين".
وعن طبيعة حالته الصحية، لفت المبحوح إلى أنه فقد بصره بشكل كامل، ويأمل في السفر للعلاج خارج قطاع غزة.
** 30 ألف قنبلة موقوتة
من جانبه، كشف العقيد محمد الزرقة، المتحدث باسم الشرطة بغزة، أن هناك تقديرات بوجود أكثر من 30 ألف جسم متفجر من مخلفات الحرب منتشرة في القطاع، تشكل خطرًا كارثيًا على حياة المدنيين.
وقال الزرقة في حديث للأناضول إن تلك الأجسام تشكل قنابل موقوتة تهدد حياة المواطنين، وتحتاج إلى إمكانيات كبيرة لإزالتها وتحييد خطرها.
وأضاف أن طواقم هندسة المتفجرات بالشرطة يعملون بإمكانات بسيطة للغاية، ومع انعدام تام لإجراءات ومعدات السلامة، وحتى للمركبات لنقل الأجسام الخطرة من أماكنها.
وأوضح أنه "مع هذا الواقع الصعب، يضطر عناصر الهندسة إلى التعامل جزئياً مع تلك المخلفات عبر نزع الصواعق ونقل الأجسام إلى مكان بعيد عن تواجد السكان"، مضيفاً أنها بحاجة للفحص ثم الإتلاف إلا أن ذلك متعذر حالياً لنقص الإمكانات.
وتابع: "يتم إزالة الأجسام صغيرة الحجم، أما القنابل ذات الأوزان الثقيلة فيتم الاكتفاء بتأمين محيطها ومنع اقتراب المدنيين منها، لحين توفر إمكانية إخلائها من المكان".
** صعوبة التعامل
ولفت الزرقة إلى أن آلاف الأطنان من الذخيرة والقنابل الملقاة على غزة خلال شهور الحرب تتطلب إمكانات هائلة في التعامل معها، من خلال عمليات المسح الهندسي لجميع المناطق في قطاع غزة.
وبين أن "هذا الأمر متعذر في ظل الظروف الحالية، فإمكاناتنا المتواضعة لا تسمح بذلك، كما أننا بحاجة إلى أعداد كبيرة من الطواقم العاملة المدربة لهذه المهام، ناهيك عن الاحتياج إلى إزالة الركام قبل بدء العمل".
وطالب متحدث الشرطة المجتمع الدولي والمؤسسات ذات العلاقة إلى التدخل العاجل من أجل إمداد قطاع غزة بالمعدات الخاصة لعمل هندسة المتفجرات؛ لتحييد خطر الأجسام والمخلفات غير المنفجرة على حياة السكان.
وأشار إلى أن "الضابط المصاب (المبحوح) ليس الضحية الأولى لانفجار مخلفات الحرب، ولن يكون الأخير في ظل استمرار منع الاحتلال إدخال الآليات الثقيلة لإزالة الركام، والمعدات اللازمة لعمل هندسة المتفجرات".
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.