جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-26@15:45:16 GMT

عندما نكتب!

تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT

عندما نكتب!

 

 

سارة بنت علي البريكية

Sara_albreiki@hotmail.com

نحتاج للكتابة عندما تفيض أحاسيسنا وتسيل كسيل الدم الزائد، وإن لم يخرج ربما يحدث في أجسادنا مشكلة أخرى؛ لذا نحتاج أن نكتب كثيرا؛ فالكتابة تخرجنا من جو الرتابة الذي يعيشه أغلب البشر الذين يقفون في صف بعيد وينظرون للكاتب على أنه كائن قديم متقوقع بذاته وليس مثلهم، بينما الكاتب هو من يُعطي الحياة نورا عندما يخط ويكتب ويخرج هذه الأحاسيس التي تدور في مخيلته وتدور في العالم، يصوغها ويرتبها كصياغة خنجر عمانية سعيدية أو صياغة خاتم رصع بأحجار كريمة ولآلئ نادرة، فتظهر تلك الفكرة على هيئة كتابة أيًّا ما كان نوعها وحسها وطريقة بنائها وتوظيف مفرداتها بحروف اللغة العربية الفصحى.

إنَّنا ونحن نكتب للوطن نعيش حالة من الارتباط الروحي الذي يملأ قلوبنا وحياتنا، ومن نحن فنحن نخط الوطن ونرسم الخريطة ونحدِّد الرموز وننتقي بعناية الألوان والمفردات والقوافي لنصبح من كتابتنا نموذجًا مهمًّا لكل كاتب جديد.

يكتُب الطباخ كتاب الطبخ بحس لا يشبه كتابة الجغرافي الذي يكتب لنا بطريقة مختلفة تماماً، والذي يهتم بالتضاريس والبراكين ورحلة هجرة الشعوب من وإلى في صورة قريبة للكاتب التاريخي الذي رسم نجمة عالية وشكل تفاصيلها بعناية ودقة عالية جدًّا واختار حدودها الدقيقة التي لا تُرى بالعين المجردة، بل تحتاج لمنظار.

هكذا هم الكُتَّاب يرون بُعدا آخر ويوصلون صورة مُعينة واضحين جدا، وما في عقولهم في أوراقهم، فهم لا يحبون التصنع ولا يجيدون ارتداء البدلات السوداء الأنيقة تلك التي يرتديها الممثلون في هوليود وبوليود وغيرها، فوضوحهم يجعلهم أناسًا بسطاء جدًا، وقوافيهم تعبر عن مكنونات العالم بداخلهم، وأمواج عباراتهم هي بحر من الحديث الساحر الذي يبعث في النفس شعور الحب والعاطفة والسكينة والهدوء والسلام.

عند أي حدث، تجد الكتاب أوَّل المعقبَّين، وعند أول خبر تقف بانتظار الكاتب الفلاني: ما هي وجهة نظره؟ وكيف يرى بُعد الأمور والأحداث؟ وربما تختلف نظرة الكُتَّاب عن بعضهم البعض، إلا أنَّ هناك نقاطًا مشتركة يتفق عليها الجميع دائما؛ كونهم يرون بمنظار لا يراه أي شخص آخر، ولولا تمسكنا بالكتابة لعشنا عالم السرعة الذي جعلنا مختلفين تماما وتافهين جدا ومفبركين للفت الصورة؛ من خلال ترويج إعلاني مفبرك، أو حادثة ما، وكل هم مقتاتو الشهرة هو الظهور سواء كان ظهورا كاذبا أو ساحبا للأضواء، حتى وإن كان خبرا لم يتعب بصياغته ولا كتابته، وهذا ما نراه ونتأسف عليه بشدة؛ فالناقل أصبح متابعًا وكل ما ينقله حديث المجتمع فيقال عنه إن فلان كتب وفلان أخبرنا أو رأينا بحساب فلان هذا الخبر، بغض النظر عن مصداقيته أو الطريقة التي نقل بها الموضوع. أما عن عملية النسخ واللصق فأصبحت كثيرة لا تُعد ولا تحصى بدون تأكد ولا اتباع الدقة في توصيل المعلومة للطرف الآخر بشكل صحيح، إنما الموجة تتسع لمتسلقين كثر ولمتصنعين أكثر، ويبقى الكاتب الحقيقى هو صاحب الفكرة وليس بالضرورة أن يكون هناك ناقلون محتالون يسرقون كلمات الآخرين ليصنعوا منها "ترند" أو بحثا عن "مشاهدات"، ولا يهم إن كان الخبر صحيحا أم كاذبا، المهم أنه خبر يغطي له الحيز الذي يتابعه الناس من خلاله، وقد كثُر متصنعو الكتابة وناقلو الأخبار ومتربصو الترندات الوهمية وغيرهم الكثير.

إنَّ الكتابة الحقيقية والتي تحمل كل معاني السمو والأدب والثقافة والفكر والمعرفة هي التي تخرج من صميم كاتب مُحنَّك يُشار إليه بالبنان. أما النسخ واللصق فأصبح عُشَّاقه كُثر لأنه السلعة الرخيصة التي تتيح لمتسلقي الإبداع الظهور المؤقت.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. مخبز العروبة!

#مخبز_العروبة!
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي

نشر بتاريخ … 24 / 5 / 2018

توقف باص البث الفضائي في أحد الشوارع الهامة ،نزل المصورون وفنيو الإضاءة والصوت، المذيع كان يحمل ورقة يحفظ منها المقدّمة إلى ان يتم الاتصال به مباشرة من المكتب الرئيس للقناة، تجول المراسل في المخبز أجرى مقابلات سريعة دون تسجيل، تعرف على الحاضرين ،عدّل على النصّ من جديد..ثم وقف في مدخل المخبز وخلفه العمال وهم يرتبون الخبز العربي ويضعونه على الميزان..

جاءته الإشارة من عاصمة «عربستان» للنقل المباشر..وتلّقى في سمّاعة الأذن هذه الكلمات: بعد لحظات سوف يكون معك جمال على الهواء مباشرة..جاهز؟..جاهز!…3..2..1..كيو.

مقالات ذات صلة أونروا: مليونا نازح بغزة يحاصرهم الجوع والعطش والمرض 2024/11/25

المراسل التلفزيوني: بسم االله الرحمن الرحيم ،أهلاً بكم في العاصمة الأردنية عمّان، قلب العروبة، عاصمة السلام، والوفاق والاتفاق ، نرحب بكل مشاهدينا لننقل لكم هذا الجو الرمضاني الاستثنائي في عاصمة المحبّة عاصمة الأخوة والوحدة العربية «عمّان»..أخي جمال نستطيع أن نقول أن هذا المخبز الذي نقف ببابه ،بحق هو نموذج حي للوحدة العربية..

اذا ما عرفنا أن مالك هذا المخبز هو من بلاد الرافدين من العراق الشقيق.. نتعرف عليك:

صاحب المخبز: جاسم عبد الكريم..

المذيع: كم سنة صار لك بعمان..

صاحب المخبز: من 91 يعني شقد؟؟ تقريباً 27 سنة..

المذيع: كف شفت عمان؟

صاحب المخبز: ما في أحلى من عمان.

المذيع: ننتقل الى أحد العاملين وهو من أرض الكنانة ،من مصر الشقيقة ، نتعرف عليك..

العامل وهو مشغول بترتيب الخبز: محمد برعي حنفي اسماعيل.

المذيع: كم سنة صار لك بالأردن..

العامل: ييجي خمسطعشر سنة..

المذيع: مبسوط

العامل: الحمد الله..

المذيع: يعطيك العافية..

العامل: الله يعافيك يا فندم..

المذيع.. ومن ارض الكنانة الى رائحة الفيحاء، الى أطباق الشام وحلويات الشام.. ومعانا معلم الحلويات في مخبز العروبة..

المذيع: نتعرف عليك..

معلم الحلويات: شادي بقلاوة..

المذيع: قديش صار لك تشتغل بالمخبز هون..

معلم الحلويات وهو يرتب في الباكيت عشّ الهنا وبقلاوة وصرة بنت الملك: من 2011..

المذيع: مبسوط..

معلم الحلويات: ايه الحمد الله..

المذيع: يعطيك العافية..

ومن الشام الى اليمن السعيد حيث التقينا بالصدفة بأحد زبائن المخبز نتعرف عليك..

الزبون: عيدروس جعفر

المذيع: شو سبب زيارتك لعمان..

الزبون: عِلا(ق) وسياحة..

المذيع: مبسوط بعمان..

الزبون: الحمد الله «القو» هنا «قميل» وكل «حاقة» حلوة..

ألم أقل لكم أن هذا المخبز هو نموذج حي للعروبة الحقيقية وللوحدة العربية.. هنا يتدخّل «البرديوسر».. وين «الأردني»؟ بدنا مقابلة مع أردني!!..

المذيع: لحظة.. هسع بطلع له… هيّو (بشحد) بره المخبز!.

احمد حسن الزعبي

ahmedalzoubi@hotmail.com

#147يوما

#أحمد_حسن_الزعبي

#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن

#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي

مقالات مشابهة

  • هذه هي قيم الجيش وأخلاقه هذا هو الرحم الذي لا ينجب إلا الفرسان
  • مولوي: هناك تفاؤل حذر
  • رسالة من الكاتب #احمد_حسن_الزعبي .. (( #ليل_السجن_بارد ))
  • من أرشيف الكاتب احمد حسن الزعبي .. برازق وصخر زيتي
  • رسالة من الكاتب الزعبي من سجن أم اللولو .. ((ليل السجن بارد ))
  • لم تعد هناك عقبات.. بو صعب يكشف آخر تطورات تنفيذ الهدنة
  • شاهد بالفيديو.. الناشط الذي اشتهر بتقليد أفراد الدعم السريع يعود بمقطع ساخر ويكشف ردة فعل “الدعامة” عندما تأتيهم تعليمات بدخول الفاشر ومتابعون: (الله يجازي محنك قطعت مصارينا بالضحك)
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. مخبز العروبة!
  • ترامب الذي انتصر أم هوليوود التي هزمت؟
  • من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. الحلم أكسجين الحياة