هاريس تمتنع عن حضور خطاب نتنياهو: خطوة تكتيكية أم موقف مبدئي؟
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
أحدث قرار هاريس بشأن مقاطعة خطاب نتنياهو اليوم في الكونغرس جدلًا حول موقفها المستقبلي من إسرائيل.عكس بايدن كانت تسعى لتظهر أكثر تعاطفًا بشأن الحالة الإنسانية في غزة، فقد أثار خطابها الحقوقي في مدينة سيلما في وقت سابق اهتمامًا واسعًا حول دعوتها إلى "وقف إطلاق النار"ووصف ما خلفته إسرائيل بالكارثة.
صحيفة "التلغراف" البريطانية، نقلت انتقادات لمسؤولين إسرائيليين تجاه هاريس بسبب امتناعها حضور خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس يوم الأربعاء.
ونُقل عن المسؤولين قولهم للصحيفة أن هاريس، فقدت توازنها، فهي باتت "غير قادرة على التمييز بين الخير والشر" وأن "العالم ليس بحاجة لقادة من هذا النوع".
فمقاطعتها لخطاب نتنياهو "ليس أحد الطرق الجيدة للتعامل مع الحلفاء" يقول البعض.علمًا أنه من المقرر أن يجري لقاء بين هاريس ونتنياهو في وقت لاحق من زيارته.
من هي كامالا هاريس: الآفرو آسيوية ورأس حربة الديمقراطيين أمام ترامبكامالا هاريس: هل ستكون المرشّحة الديمقراطية لرئاسة أمريكا صديقة للبيئة؟ قبل خطابه امام الكونغرس.. موجة من الاحتجاجات على زيارة نتنياهو وانتقادات من كل الجهات في واشنطنكامالا هاريس.. حصلت على دعم بايدن وهي أفضل المرشحين.. لكن دونها عقبات لاختيارها مرشحة للحزب؟وليس واضحًا حتى الآن إذا ما كانت مقاطعة هاريس للخطاب تأتي كرسالة واضحة بأن سياسة أميركا الخارجية تجاه إسرائيل ستتغيرفي حال فوزها في الرئاسة، أو أنها تحاول استغلال الحالة العاطفية للشارع الأميركي المنقسم حول زيارة نتنياهو.
تعليقات حول موقفها"علامة على التحيز المؤيد لحماس"من جهته انتقد رئيس مجلس النواب مايك جونسون كسائر الجمهوريين قرار هاريس بعدم لقاء نتنياهو يوم الأربعاء، مفسرًا حركتها بأنها تخلي فعلي عن "حليف أمريكا".
أما رئيس مجلس النواب السابق نيوت جينغريتش فعبر عن الخطوة باعتبارها "علامة على التحيز المؤيد لحماس" بين الديمقراطيين.
من جهته سعى أحد مساعدي هاريس لتخفيف الجدل حول موقفها المستقبلي من لقاء نتنياهو قائلًا: "نتوقع أن تؤكد التزامها على ضمان قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها ضد التهديدات" وأضاف بأنها ستدين مرة أخرى هجوم 7 أكتوبر/تشرين أول، لكنها ستعاود التأكيد على قلقها العميق بشأن الوضع الإنساني في غزة وفقدان الأرواح البريئة."
وأكد المقربون أن خطوة هاريس لا تهدف لإهانة نتنياهو، حيث قالت حملتها أنه "لا ينبغي تفسيرالخطوة كـتغيير في موقفها تجاه إسرائيل".
يذكر أن هاريس وقفت إلى جانب إسرائيل بعد هجوم السابع من أكتوبر/تشرين أول، لكنها كانت تحاول إعلاميًا أن تظهر أكثر توازنًا بين الخطاب الحقوقي الذي تدعيه، وبين "الثوابت" في سياسة أميركا الخارجية.
شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية الفلبين تحت رحمة إعصار "جايمي": أمطار غزيرة تخلف 13 قتيلاً وتشرد الآلاف قبيل لقائه نتنياهو.. ترامب ينشر رسالة تلقاها من محمود عباس قبل خطابه امام الكونغرس.. موجة من الاحتجاجات على زيارة نتنياهو وانتقادات من كل الجهات في واشنطن دونالد ترامب جو بايدن كامالا هاريس الكونغرس فلسطين بنيامين نتنياهوالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب فساد ضحايا شرطة سياحة روسيا دونالد ترامب فساد ضحايا شرطة سياحة روسيا دونالد ترامب جو بايدن كامالا هاريس الكونغرس فلسطين بنيامين نتنياهو دونالد ترامب فساد ضحايا شرطة سياحة روسيا الاتحاد الأوروبي ألمانيا المجر جو بايدن حركة حماس غزة السياسة الأوروبية یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
عالم ترامب إلى الفوضى والفشل
إن أول رد فعل عربي تجاوب مع رفض الأردن ومصر، لمشروع تهجير فلسطينيي غزة إليهما، كان رفض المشروع، والتوافق على عقد قمة عربية استثنائية في مصر في 4/3/2025.
وبالفعل عقدت القمة، وخرجت بقرارات، أعلن البيت الأبيض خيبة أمله منها. وقد عبّرت خطابات القادة ورؤساء الوفود، عن مواقف رافضة لمشروع ترامب، ومستنكرة عموماً، لسياسات الكيان الصهيوني، واعتداءاته على لبنان وسورية وفلسطين، وما احتل من أراضٍ.
وبهذا يكون ترامب، قد تلقى صفعة على الوجه من دول، يُفترض بأنها أكثر من صديقة للولايات المتحدة، إن لم تكن على علاقة استراتيجية معلنة معها.
إن التفسير الوحيد، لما تشكّل من "عزلة" لترامب، بخصوص موقفه الفاضح من تهجير فلسطينيي غزة، فيرجع إلى ارتجاليته، وعدم دقته في تقدير الموقف، واستهتاره بالمقربين منه، مثل استهتاره بمن يعتبرهم، خصوماً أو أعداء.وإذا توبعت التعليقات الإعلامية العربية والإسلامية، ناهيك عن الشعبية، فسنجد أن ترامب وحّد، موضوعياً، مواقف كل المعنيين، ومن دون أن يكون عندهم مسعى للتوحُد ضدّه، أو حتى أخذ موقف موحدّ، يعارضه أو يناقضه.
إن التفسير الوحيد، لما تشكّل من "عزلة" لترامب، بخصوص موقفه الفاضح من تهجير فلسطينيي غزة، فيرجع إلى ارتجاليته، وعدم دقته في تقدير الموقف، واستهتاره بالمقربين منه، مثل استهتاره بمن يعتبرهم، خصوماً أو أعداء.
ولكن من جهة أخرى، سرعان ما تراجع عن موقفه، بلا رمشة عين، عندما أعلن في 12/3/2025: "لا يطلب من أحدٌ من سكان غزة بأن يغادر". علماً بأن هذا التراجع، لا يعني بالنسبة إليه، تصريحاً بالتراجع أو إقراراً به. وذلك بمعنى أن الموقفين تعايشا في عقله. ومن ثم لن يجد غضاضة بالعودة إلى الموقف الأول، أو طرح موقف ثالث، يناطحهما.
هذا هو ترامب في تعاطيه والسياسة، أو هذا هو أحد الأبعاد في كيفية تعاطيه، والمعارك التي فتحها، أو سوف يفتحها.
والغريب أن هذا النهج الذي يمكن أن يوصف بالرغائبي، أو الأهوائي، أو الارتجالي، بمعنى مناقضته لكل من سبقه من رؤساء أمريكيين أو غربيين، ومخالفته لما عرف عن الرؤساء بالتدقيق والدراسة، في صوْغ السياسات والمواقف، بالاعتماد على الدولة العميقة، ومراكز البحوث والتخطيط، فضلاً عن استشارة أساطين العمل السياسي، وأصحاب الخبرة.
فالرجل يعلن، بلا مواربة، أنه حوّل السياسة، وصوغها وإدارتها، إلى ما يشبه العمل في الصفقات التجارية، خاصة في مجال العقارات والمضاربات وتشكّل الثروات. ولكنه من جهة أخرى، راح يحشد من حوله الأذكياء البارزين من نمط إيلون ماسك وأمثاله، ممن جمعوا ثروات بعشرات ومئات الملايين من الدولارات، بعيداً من رأسماليي كبريات الشركات والكارتلات، ممن مثلوا الرأسمالية في مراحلها المتوسطة والأخيرة. الأمر الذي أدخل، بدوره اضطراباً خطيراً، داخل الرأسمالية الأمريكية نفسها.
من هنا فإن ترامب، ومن حشد حوله من مساعدين تنفيذيين، راحوا يقلبون الوضعين الأمريكي والعالمي، رأساً على عقب، وعندهم، ولا شك سيطرة على مراكز القرار (الكونغرس مثلاً) في الولايات المتحدة، مع مؤيدين أقوياء ونافذين، إلى جانب شعبيته التهريجية. مما يسمح له، ولهم، أن يفرضوا انقلابهم الجذري في أمريكا. داخلياً (طبعاً، ليس دون معارضة متعاظمة)، وأن يفرضوا علاقات دولية، لا سابق لها، من حيث تناقضها مع كل مألوف، أو عُرف أو قانون سابق.
إذا توبعت التعليقات الإعلامية العربية والإسلامية، ناهيك عن الشعبية، فسنجد أن ترامب وحّد، موضوعياً، مواقف كل المعنيين، ومن دون أن يكون عندهم مسعى للتوحُد ضدّه، أو حتى أخذ موقف موحدّ، يعارضه أو يناقضه.وهنا يجب أن يُلحظ، بأن ما من جبهة صراعية، فتحها ترامب، داخل أمريكا أو خارجها، إلاّ وواجهت معارضة مقابلة، بل وإجراءات مقابلة، كما هو الحال، في محاولة رفع الجمارك، أو محاولات الضم (كندا أو غرينلاند)، أو حتى تغيير الاسم الجغرافي، مثلاً خليج المكسيك الذي قرّر منفرداً، تغييره إلى "خليج أمريكا".
وهذا يعني أن ترامب ينفرد في أخذ القرارات، ولكنه لا يستطيع تنفيذها، أو ما استطاع تنفيذه، فمن جانب واحد، وقد ووجه بمثله، من الجانب المقابل، لتنتج فوضى لا سيطرة عليها.
ولهذا يجب التأكد في مواجهة عالم ترامب، أن مصيره الفوضى والاضطراب، والأهم فشل ترامب، وأمريكا (بالضرورة).