قهوة بالموجات فوق الصوتية.. تقنية جديدة بمذاق فريد
تاريخ النشر: 24th, July 2024 GMT
في الوقت الذي تكتسب فيه القهوة الباردة المعروفة باسم "كولد برو" التي تُحضر عن طريق نقع القهوة المطحونة في الماء البارد؛ شعبية لأنها تنتج مشروبا أقل مرارة من الطرق التقليدية التي تستخدم الماء الساخن، فإن هذه التقنية تمثل أيضاً معضلة لمحبيها وأصحاب المقاهي.
ويرجع السبب في ذلك إلى أنها تحتاج إلى مساحة خاصة للتحضير بدرجة حرارة معينة، ويستغرق إعدادها إلى ما يصل إلى 24 ساعة.
لذلك عكف فريق من الباحثين ومهندسي الصوت على تطوير معادلة مبتكرة لإعداد قهوة استثنائية بمذاق فريد أسموها "القهوة فوق الصوتية".. فما قصتها، وما علاقة هندسة الصوت بمشروب القهوة؟!
هذا النوع الجديد من القهوة الباردة المتخصصة لم يُصنع من قِبَل صانع القهوة، ولكن على يد مهندسي صوت وكيميائيين في مختبر بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، حيث حضّروا القهوة عبر معالجة حبوب البُن المُحمصة بالموجات فوق الصوتية لحين طحنها بالشكل المناسب، ثم بعد ذلك وضعوها في سلة مرشّح القهوة (الجهاز الذي عادة ما يُستخدم في أماكن صنع القهوة الاحترافية، والذي ربما رأيت صانع القهوة يلف ويفك أجزاؤه عند تحضير مشروبك).
وفي الخطوات الأخيرة، يربط العلماء مرشح القهوة بآلة إسبريسو متخصصة عُدلت في المَعمَل لإتمام التجربة والحصول على كوب القهوة المركّز في عملية لا تستغرق أكثر من دقائق معدودة، ليصبح المشروب جاهزًا في أقل من 3 دقائق، وفق تقرير نشره موقع "نيو ساينتست".
داخل هذه الآلة، تُنقع القهوة أولاً في الماء لخمس ثوانٍ، وبعدها تطلق آلة القهوة كمية من الماء بدرجة حرارة الغرفة على القهوة المطحونة، وعندها يقوم محول الطاقة -وهو جهاز متصل بفلتر القهوة- بدفع الموجات فوق الصوتية عبر المرشّح إلى داخل القهوة المطحونة.
وهنا، تهتز السلة المعدنية لمرشح القهوة ومطحنة القهوة تحت قوة الموجات، ولكن ليس بدرجة كبيرة كي لا تُفجّر الآلة، وتتسبب الموجات الصوتية بتقلبات هائلة في الضغط الخاص بالقهوة.
الاختلاف هنا هو أنه في عملية صنع القهوة العادية، يَستخرج الماء الفاتر النكهة من الجزء الخارجي من القهوة المطحونة، وهو ما يستغرق مدة قد تتجاوز 24 ساعة، وكلما زادت سخونة الماء خرجت النكهة بشكل أسرع.
وإذا تُركت القهوة فترة كافية فقد تستخرج بعض النكهات الفريدة من مركز القهوة المطحونة، ولكن بحلول ذلك الوقت ستكون قد التقطت بعض النكهات غير المحببة أيضا، وهو ما يسميه خبراء صناعة القهوة "الإفراط في الاستخراج".
أما في حالة تخمير القهوة عبر الموجات فوق الصوتية، فهي ترسل الكثير من الفقاعات الصغيرة والمتفجّرة إلى الماء والقهوة معاً، والتي بإمكانها أن تخترق الجزء الداخلي من البُن المطحون في ظاهرة تسمى "التجويف الصوتي". ووفقاً للباحثين، فإن هذه الطريقة تَستخرج المزيد من النكهة والكافيين من القهوة بشكل لا تضاهيه الطرق التقليدية.
وبعد دقيقتين من بدء تشغيل الموجات فوق الصوتية، تقطر القهوة من المرشّح الخاص بالآلة، ويكون السائل الداكن للمشروب بلون بني أغمق وقوام أسمك بكثير من درجة البن في قهوة الإسبريسو المعروفة.
ورغم اللون القوي والمذاق المُركّز، فإنه -على عكس الإسبريسو- ليس مرّا أو لاذعا بالدرجة ذاتها، وهو ما يجعله يحقق المعادلة الصعبة التي تتطلع جهات تحضير المشروب المتخصصة إلى الوصول إليها، وفق تقرير "ذا غارديان".
وعلى عكس كوب القهوة المطحونة بالكامل المُعدة بالتخمير البارد التي تستغرق من 12 إلى 24 ساعة للسماح باستخلاص النكهات الغنية ببطء باستخدام الماء البارد فقط، قد تُحدِث التقنية الجديدة نقلة نوعية في سرعة تحضير القهوة بهذه الطريقة وللحصول على مذاق غني بدون المرارة التي قد تُنقص كثيراً من مستوى جودة المشروب.
وهو إنجاز يتوقع الخبراء أن يفتح الباب أمام مصانع ماكينات القهوة المتخصصة والمقاهي والمطاعم لإنتاج مشروب حسب الطلب يمكن أن ينافس المشروبات الباردة بالتقطير البطيء، بل ويتفوق عليها في وقت التحضير.
وعوضا عن استغراق يوم كامل لتحضير القهوة، يمكن في دقيقة أو دقيقتين أن يكون مشروبك جاهزاً دون المساومة على جودة المذاق، وفق الموقع الرسمي لجامعة " نيو ساوث ويلز".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الموجات فوق الصوتیة القهوة المطحونة التی ت فی الم
إقرأ أيضاً:
توثيق سيرة ومسيرة شيخ المُترجمين العُمانيين محمد أمين عبدالله في إصدار فريد
◄ إضافة مُهمة للمكتبة العُمانية يضيء جانبًا من الواقع السياسي والثقافي لعُمان في القرن العشرين
◄ محمد أمين ترجم العديد من الكتب الفكرية والسياسية والاقتصادية
الرؤية- ريم الحامدية
صدر حديثًا عن دار "باز للنشر"، كتاب "محمد أمين عبدالله حياته.. وإنجازاته"، من جمع وتوثيق الدكتور محمد بن حمد العريمي، وإشراف ومراجعة سميرة بنت محمد أمين.
وبأسلوب لغوي شيِّق وفي حُلة قشيبة من القطع الكبير مطبوعة في مطبعة العنان العُمانية، يوثّق الكتاب سيرة الراحل محمد أمين بن عبدالله البستكي، أحد أبرز المترجمين والمثقفين العُمانيين في القرن العشرين، والذي كان له دور كبير في الحركة الثقافية والسياسية خلال تلك الحقبة.
ويضم الكتاب 5 فصول، يتناول كل منها جانبًا مختلفًا من حياة محمد أمين عبدالله؛ حيث يستعرض الفصل الأول المحطات الحياتية التي مرَّ بها، بدايةً من نشأته، والمناطق التي تنقل بينها، وصولًا إلى الأدوار التي لعبها في المجتمع. أما الفصل الثاني، فيتعمق في دوره كمثقف، حيث يسلط الضوء على اهتماماته الفكرية وإسهاماته في الحراك الثقافي. وفي الفصل الثالث، يتناول الكتاب دوره النضالي، حيث كان محمد أمين ناشطًا سياسيًا بارزًا، وكان له حضور في تنظيمات سياسية مثل "الاتحاد العُماني"، كما عمل على إيصال صوت القضايا العُمانية من خلال مجلة "صوت عُمان" وبرامجه في إذاعة "صوت العرب" أثناء إقامته في القاهرة منذ عام 1956.
أما الفصل الرابع، فيُركِّز على إسهاماته في مجال الترجمة؛ حيث كان محمد أمين أحد أبرز المترجمين في عُمان والخليج، وقام بترجمة العديد من الكتب الفكرية والسياسية والاقتصادية، ما جعله شخصية مؤثرة في هذا المجال. ويأتي الفصل الخامس ليسلط الضوء على حياته الاجتماعية؛ حيث يستعرض علاقاته بالأوساط الثقافية والسياسية التي عايشها، ودوره في دعم الحركة الفكرية في عُمان وخارجها.
ويعد هذا الكتاب إضافة مهمة للمكتبة العُمانية؛ إذ لا يقتصر على توثيق سيرة شخصية بارزة فحسب؛ بل يقدم لمحة عن الواقع السياسي والثقافي لعُمان في القرن العشرين، والدور الذي مارسه المثقف العُماني في مواجهة التحولات السياسية والاجتماعية خلال تلك الفترة.